الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
نحن نقص عليك أحسن القصص...7: ملاك 13-11
أمين بن سعيد
2024 / 8 / 10كتابات ساخرة
نعم، كنا طلبة في تلك الكلية، الوحيدة في البلد، ومن بين الأكثر شهرة، وكنا نبحث في عالم الحب والجنس... ندرس، نأكل، نشرب، ونفكر في الحب والجنس... عائلاتنا كانت تتكفل بكل مصاريف دراستنا، وتلك المصاريف لا أحد كان يفكر فيها... زبدة المجتمع المستقبلية كانت كالحيوانات تعيش غرائزها، ومداركها العقلية كانت مسخرة فقط للدراسة... وكل ذلك لم يكن يروقني، خصوصا كلما لاحظ أبي شيئا، وسخر من غباء وسذاجة من هم مثلي؛ المتميزون في دراستهم وأصحاب الشُعب التي يحترمها المجتمع. اللعنة على الفلسفة متى أجد لها الوقت والرغبة! ولا وقت لي مع الدراسة و... التفكير في الحب والجنس...
في جلستنا، قبل خروجي لمحمد وأمه، تقريبا تعاهدنا، وظننا أننا اقتربنا، لكن لا أحد منا كان يظن أننا تباعدنا وكنا أقرب منا للنهاية منا للبداية... النهاية التي أعلنتها لملاك على التلفون.
بعد كل الذي حصل، وقيل، أمام البحر، غادرته. وقبل وصولي الكورنيش، تذكرتُ هالة، ومرّ الكثير بخاطري في لحظات، انتهتْ بقرار غريب لم أكن أتوقع صدوره مني: عليّ انهاء الأمر قبل أن تحصل الكوارث! أستطيع فعل ما ألفتُ مع كل بنات الأرض، لكن ليس معهما! لا أستطيع معاملة الملكات معاملة الجواري! بل لا أستحق الملكات إنما جئتُ هذا العالم لألهو مع الجواري!
من دروس هالة، الخالدة، وكان عمري 13 سنة: "من يحاولون الظهور وكأن الجنس لا يعنيهم، أو ليس ذا أولوية عندهم، هم أكثر من يفتقدونه، وأكثر المهووسين به. وفي مجتمعنا المكبوت، ينطبق ذلك أكثر على البنات". وآخر مرة رأيتُها، همستْ في أذني: "لن تنسني طوال حياتكَ، ليس لأنكَ كنتَ صغيرا، بل لأني كنتُ الأفضل".
بقيت واقفا، لم أتحرك، لم أفكر في شيء، كان ذهني فارغا من أي شيء، إلا من مقارنة قمتُ بها بين هالة وإيمان... وحكمي كان لصالح هالة دون أدنى ريب، وكان ذلك غريبا، وغرابته فسّرتها بحالتي وقتها، وقد كانت سيئة يحكمها التشويش من ألفها إلى يائها! نعم قلتُ شتان بين الثرى والثريا بعد أن وصفتُ إيمان بملكة لا أستحقها، والثريا هالة! لا أذكر أني تألمتُ معها لحظة... ما عشته معها كان مثاليا من بدئه حتى آخر لحظة! كانت تعرف جيدا متى تكون الملكة ومتى الجارية، متى المعلمة ومتى التلميذة، متى الأم أو الأخت الكبرى ومتى العشيقة... ماما كانت قاسية معها يوم هدّدتها وطردتها، لكنها لم تستطع أن تجيب عن أسئلة هالة: "هل تغيّر ابنكِ السنتين الماضيتين؟ إلى الأحسن أم إلى الأسوأ؟ من كان وراء ذلك؟"
كنتُ واقفا أسمع، لكني لم أتكلم... كانت ماما كنملة أمام فيل، والفيل يأخذ في لحظة ما تتعب عليه النملة لسنين... كانت تصرخ وتهدد وتشتم وتلعن، ككل من تعوزهم الحجة، ككل الضعفاء، ككل الجهلة والأغبياء... لم تعلم ماما وقتها أنها فقط حملت وأنجبت، لكنها لم تعلم ولم تربي، وكل ما ربته وعلمته تقريبا نسخته هالة في أشهر قليلة... ومثلما قالت: "إلى الأحسن"َ!
من دروس هالة التي جهلتها ماما: الأولياء! قالت هالة أن أمها تفتخر بها أمام صديقاتها وأخواتها، والافتخار يخص "حشمة هالة وبراءتها"! تماما مثل أمي... لكن ذلك الافتخار ليس شيئا غير دليل إفلاس وفشل، فالأم الأولى لا تعرف ابنتها والثانية لا تعرف ابنها، الاثنتان تخيلتا أبناء بمواصفات معينة وصدقتا بوجودهم، ككل أحمق يؤمن بوهم! عوض الافتخار بوهم كان عليهما محاولة الفهم والبحث عن الحقيقة!
من دروس هالة التي لا يفهمها الأطباء: من فُعلت فيه الأفاعيل صغيرا، عندما يكبر يفعل ما فُعل فيه في الصغار... يقول الأطباء، لكن هالة لم تفعل فيّ شيئا، وحتى القصة من أساسها أنا من كنتُ البادئ فيها؛ لم تبحث عني أنا فعلتُ، لم تراودني عن نفسي أنا راودتها، لم تقبل بكل شيء منذ البداية أنا من دفعها، أنا من أغواها، كانت وحيدة جريحة، لا أحد اهتم لها حتى أقرب الناس إليها أسرتها الموقرة وأمها المفتخرة! أنا اهتممتُ في لحظة ضعفها فأغويتها وراودتها عن نفسها... فكيف زعمتْ ماما العكس؟!
فارق العمر! فهي كانت في العشرين وأنا ابن الثانية عشرة! اللعنة على المظاهر، وتبا لها وللجهل الذي ينتج عنها! لم يكن لهالة أهل فكنتُ أهلها... كنتُ أخاها الصغير لأسابيع! لم يكن لها أصدقاء يهتمون لها فكنتُ الصديق! وطوال تلك الفترة لم أكن شيئا عندها غير أخ صغير، أعجبني ذلك، لكن رغبتي في أن أراها عارية وأتذوق كل ذرة من جسدها لم تغب عني لحظة! عندما تحضن الأخت أخاها ترجو فقط كتفا تبكي عليه وأذنا تصغي إليها وصدرا حنونا يحضنها ويخفف عنها، هل أخطأت في شيء؟ وعندما ذلك الأخ وفي تلك اللحظة يراها عارية ولا يفكر إلا في مواقعتها، من المذنب ومن المخطئ؟
عندما اكتشفتْ هالة طينتي، أنقذتني! كنتُ كغزال صغير مشاكس لا يهدأ، ولا يعرف معنى الخطر والخوف والموت... كانت هالة تلك اللبوة التي أخذتني من عالمي إلى عالم الوحوش... لم تأكلني لأنها أحبتني... تلك اللبوة لم تر ذلك الغزال الصغير وجبة شهية، رأته ابنا حمته من نفسه ومن عالمها... عالم الأسود، ثم عشيقا أحبته، ويوم اجبرت على تركه غادرتْ سعيدة بكل ما علمته وكانت على ثقة أنه صار لا يُخشى عليه... ماما لم تفعل ذلك، بابا لم يعلمني شيئا من ذلك، كلاهما علما أنني لم أكن ابن عمري وتركاني وحيدا في عالم الوحوش! وعوض أن تشكر ماما هالة، طردتها من كل الحي وهدَّدَتْها بالفضيحة عند أهلها وفي كليتها، وبالسجن إن هي اتصلتْ بي مرة أخرى!
الأجمل من كل ذلك كان الجنس! فعند ماما هالة أغوتني، هالة التي كانت بالكاد وقتها تصل كتفي "اغتصبتني" أنا الطفل البريء الذي لا يعرف شيئا! لم تكن ماما تعرف أنه حتى الجنس أنا من أجبرتُ هالة عليه! وفي عالم آخر غير الذي كنا فيه ربما اعتبرتُ مغتصِبا... على الأقل في اللحظات الأولى قبل أن تستسلم لي ولرغبتها...
كنتُ أجلس وراءها، أمشط شعرها، كانت تحن للحظات في طفولتها فيها كانت أمها تمشط شعرها... ولم يكن عندها نيتي! فأحطتها بساقيّ، وواصلتُ تمشيط شعرها ثم طلبتُ منها أن تتكئ على صدري، ففعلتْ... كانت الأكبر عمرا، لكن الأصغر جسدا، والمشهد كان معكوسا، فكانت الصغيرة التي تتكئ على صدر الكبير الذي سيطر عليها وشل حركتها وأرغمها أن تسمع له وهو يقبّل رقبتها وكتفيها ثم وجهها ثم شفتيها... وما سمعَتْه لم يكن كلام طفل، بل كلام خبير ومنحرف عرف كيف يستغل كل نقاط ضعفها التي رصدها قبل ذلك، وفي تلك اللحظة... الغزال الصغير عض اللبوة، كانت تستطيع أكله مباشرة لكنها لم تفعل، ورافقته ورعت اختلافه... ووصلتْ رسالتها، ووعاها جيدا الغزال الصغير: الأسود لا يُلعب معها إنما يُفرّ منها... إلا لبوة واحدة!
من دروس هالة أيضا ألا أتلاعب بمشاعر الآخرين، عندي كل المقومات لأن أصل لكل ما أريد ولا حاجة للكذب والتلون، تلك أساليب الضعفاء ولستُ منهم! أيضا، سآخذ كل ما أريد من النساء، لكن يوم أحب إحداهن وأريدها رفيقة طريق طويل عليّ التوقف وعدم مقارنتها بغيرها، وإذا لم أستطع منذ البدء فلن أستطيع ذلك ولو حاولتُ قرونا، وعليّ الابتعاد مباشرة وإن آلمني ذلك، لأني كلما واصلتُ كلما صعب عليّ مغادرة ذلك الطريق الذي ربما قد يصبح الطريق الوحيد...
في ذلك اليوم حصل الكثير، من صباحه، حتى حلول ليله... ملاك وإيمان في الصباح، ثم أم محمد، ثم بقية اليوم مع نفسي، ثم مع هالة... وكان قراري دون تفكير في نتائجه: نعم، يجب أن أنسحب في تلك اللحظة! كنتُ في قراري ذاك، كذلك الذي لم يفكر لحظة في الانتحار، وشاءت الصدف أن يكون جالسا فوق سطح عمارة، فقال لم لا أقفز، ثم مباشرة... قفز!
دخلتُ أول هاتف عمومي اعترضني، اتصلتُ بملاك، سألتُها هل أيمان معها فقالت نعم، فطلبتُ منها أن تناديها وأن تضع مكبر الصوت لتسمع ما سأقول، ففعلتْ، وقلتُ. لم أكن كروبوت بلا حياة مثلما مر عليّ أربعة أشهر، لكن كنتُ كذلك الذي قفز من فوق عمارة...
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - الطفولة بين الراوي ، ديونيزوس والمسيح
معلقة سابقة
(
2024 / 8 / 10 - 10:06
)
ستوكهولم سندروم في أبهى تجلياته ، وصف رائع تحولت فيه الضحية ليس إلى الدفاع عن جلادها فحسب بل إلى الجاني نفسه . خطر إغتصاب براءة الأطفال واضح من دفاع الراوي حتى بعد أن قارب العشرين من العمر !
ديونيزوس ، إله كل الإنحرافات ، الذي جسد في إفتتاح أولمبياد باريس ، إله منتقم ويرفض ألا يعبد ويوقر ، يطلب عبادة الجميع ، لا يرض بتهميش دينه بل يريد فرضه على كل المجتمعات... اليهودي المثلي مخرج تلك الإفتتاحية ، أراد أن يقول أن عصر المسيح ولى واليوم يجب فرض إنحرافات ديونيزوس ، المسيح الذي جسدت دوره مثلية أيضا يهودية !
ما يهمني في تلك اللوحة الآن ، وجود طفلة صغيرة في مجتمع ديونيزوس ، وذلك الراقص الذي إقترب منها وأشار بيده إلى حلقه كناية عن الذبح والتضحية بالأطفال ، ليظن أن العبادة شيطانية ! في حين أن من وراءها ليس كذلك...
من وراء تلك اللوحة ، لا يعبد الشيطان ، وعبدة الشيطان لا سلطة ولا قوة لهم... بل عنده دين فيه للأطفال حظوة كبيرة ! أفراد قبيلته لا يمثلون في فرنسا 1% من عدد السكان ، فكيف أوكل لهم إفتتاحية الأولمبياد ؟ هل لا يوجد مخرجين وفنانين غيرهم بين أكثر من 68 مليون ؟
2 - تعليقكِ تفوح منه رائحة الغاز والصابون 1
أمين بن سعيد
(
2024 / 8 / 10 - 13:50
)
كثير من نخبنا تظن أن محاكم التفتيش ولى عهدها مع انتهاء التجبر الكنسي، ونفس تلك النخب تقول أن الإسلام سيدمر الحضارة الغربية: تعليقكِ يهزأ بجهلها ويعطيها من يفتش في الغرب بل من يحكم ومن يسعى لتدمير الحضارة الغربية وهو ناجح في مسعاه حتى الآن، بعكس المسلمين الذين لا سلطة لهم ولا تأثير لكل عنترياتهم! (https://crowdbunker.com/v/UFKoSdFz5H)
غسيل المخ الرهيب الذي تتعرض له الشعوب الغربية يجعل من تعليقكِ تفوح منه رائحة الغاز والصابون وعلاجه لن يكون إلا سجنكِ مع الغرامة المالية التي لن ينج منها الموقع أيضا فهو مثلكِ -يحرض على الكراهية والعنف- https://fr.timesofisrael.com/ceremonie-douverture-des-jo-enquete-ouverte-pour-un-cyberharcelement-visant-thomas-jolly/
سؤالكِ الأخير له جوابان: إما الـ68 مليون كلهم حمير، وإما تلك الأقلية تستعمر الشعب الفرنسي وآن أوان تجاوز خرافة أن هؤلاء عباقرة.
فيليب كاترين الذي جسّد Dionysos (https://www.youtube.com/watch?v=jvw-(g4qSY-U: ركزي مع الكلمات، من المفروض أنها تحمله إلى السجن مباشرة بتهمة البيدوفيليا!
الشعب الفرنسي شعب مغيب ومن أغبى شعوب الأرض، وكدليل:
3 - تعليقكِ تفوح منه رائحة الغاز والصابون 2
أمين بن سعيد
(
2024 / 8 / 10 - 13:51
)
ما وقع عليه أيام الكوفيد لم يقع حتى تحت الاحتلال النازي، وبرغم يعتقد هذا الشعب أنه قدوة في تقدمه وفنه وعلمه و... مناهضته للعنصرية!
طبعا، الذي قيل، قليل من كثير، ويأتي بعد الثناء على عقلكِ، الذي على الأقل، فهم ما يجري في فرنسا -وفي الغرب ككل- أكثر من أغلب الفرنسيين: شكرا لايدي!
4 - لن أترجم، من أراد فليفعل بمفرده
أمين بن سعيد
(
2024 / 8 / 10 - 14:06
)
Petite fille qui ne veut pas gran-dir-
Dans ta jolie robe de princesse
Tu ne déclencheras chez moi qu’un soupir
Si j’entrevois le pli de ta fesse
Tu veux m’emmener au pays des fées
Toucher tes petits seins qui transpirent
Espérant que ça me fasse de l’effet
Petite fille qui ne veut pas gran-dir-
Fais comme si tu ne connaissais pas
Les secrets du corps et des plaisirs
Moi je ne crois pas à ton cinéma
Elle lèche les boules de vanille
Comme ça
Elle lèche les boules de myrtille
On a toujours besoin de savoir qu’on a toute la vie devant soi
Tu suces ton pouce et c’est excitant
Tu offres aux hommes un plaisir sans risque
Petite lolita de 28 ans Tu désires me donner ton adresse
Sur ton compte j’ai cru entendre pire
Que t’as l’air moins jeune que sur MySpace
Petite fille qui ne veut pas gran-dir-
Tu habites sur ta propre planète
Tes secrets je vais les découvrir
Il suffit d’aller sur Internet
https://www.youtube.com/watch?v=jvw-g4qSY-U
.. رسالة اليوم الثاني من مهرجان الموسيقى العربية
.. أبطال وفنانين وفنانات الحرانية.. في #معكم_منى_الشاذلي ?? #مع
.. بعض الأعمال الفنية للراحل رمسيس ويصا واصف #معكم_منى_الشاذلي
.. كلها من الطبيعة.. يا ترى فناني الحرانية بيجيبوا الألوان منين
.. الكاتب الأمريكي كايل أندرسون: «أتعلمت اللغة العربية تحت كوبر