الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صِرَاع الطَّبَقِات، أَمْ صِرَاع الْإِثْنِيَّات

عبد الرحمان النوضة
(Rahman Nouda)

2024 / 8 / 10
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية


وفي شهر يوليوز 2024، نَشَرَت دَولة المغرب بَيَانًا تُـعْلِن فيه عن «صُدُور عَفْو مَلَكِي»، يـقرّر الإفراج عن بعض المُعتقلين السياسيين، وعن مُعتقلي حُرّية الرّأي، أو حُرّية الَّـعْبِير، مِن صَحَفِيِّين، وُمُدَوِّنِين، الخ.
لكن المُثِير لِلدَّهْشَة في هذا البَيَان (الذي تُعْلِن فيه الدّولة عَنْ إِطْلَاق سَرَاح بَعض المُعتقلين)، هو أنّ هذا «العَفْو المَلَكِي» عن عَدَد مِن المُعتـقلين، اِسْتَثْنَى، مَرَّةً أُخرى، مُعْتَـقَلِي حِرَاك مِنْطَقَة "الرِّيف" (المَوجودة في شمال المَغرب). وَفِي هذا الحَدَث، وفي هذا الْاِسْتِثْنَاء، يُوجد مَوضوع سِيَّاسِي خَفِيّ، يَستحق أَنْ يُبْرَز، وَأَنْ يُثَار، وأَنْ يُناقش. وذلك نَظَرًا لما فيه مِن فَوَائِد فِكْرِيَة وَسِيَّاسية. وهذا المَوْضُوع الخَـفِـي، في هذا الحدث، هو التَّالِي : مَن يَسُود في مُجتمع المَغرب، هل الصِرَاع بين الـقَوْمِيَّات، أو الطَوَائـف، أو الْإِثْنِيَّات، أو الجِهَات، أم الصِرَاع الطَّبَـقِي (بِمَفهومه الماركسي) ؟ وهذا الموضوع لَا يَهمّ فـقط مِنْطَقة "الرِّيـف"، بَل يَهُمّ أيضًا الحَركات الْأَمَازِيغِيَة.
[وَلِلتّذكير، نَقْصِد بِـ "حِرَاك الرِّيـف"، سِلْسِلَة مِن المُظاهرات الجماهيرية الحاشدة، والاحتجاجات المُتواليّة، التي حدثـت في مِنطقة "الرِّيف" في شمال المغرب، وخُصوصًا في مدينة الحُسَيْمَة. وقد بَدأت منذ مقتل الشاب مُحسن فِكري يوم 28 أكتوبر 2016. وكانـت هذه الاحتجاجات سِلْمِيَة، وَدَوْرِيَة. وكانـت تُطالب بِالشُّغل، والتَعليم، والصِحّة، والحُرّية، والكَرامة. وكان مِن بَين قَادة الحِرَاك البَارزين ناصر الزفزافي. وقد أُعْتُقِل في يوم 29 ماي 2017. وَحُكِم عليه، وعلى ثَلاثة آخرين مِن رفاقه، في يُونيو 2018، بِالحَبْس النَّافذ خلال 20 سنة. وَتَوَزَّعَت الْأحكام الأخرى بين 10 و 15 سنة سِجنا].
وكَتبت "مُنظمة العَفو الدُّولية" (Amnesty) في بيانها عن المَغْرِب : «في السنوات الأخيرة، تعرّض العديد من الأشخاص، بَينهم صَحفيون، وَنُشطاء سِيّاسيون، للمُلاحقات القَضائية. وفي بعض الحالات، حُكِمَ على بعضهم بالسِّجن عِقابًا على تَعبيرهم السِّلمي عن آرائهم النَّاقِدَة للسلطات».
وتَساءل كَثير من المُلاحظين، والصُّحفيّين، والنُشطاء في مَيدان حُقـوق الإنسان : لماذا أُسْتُثْنِي مُعتـقلو حِرَاك مِنْطَقَة "الرِّيف"، مَرَّةً أُخْرَى، من هذا «العَفو المَلَكِيّ» ؟ ولماذا لم يُفْرَج كذلك عن نُشَطَاء حِرَاك مِنْطَقة "الرِّيـف أمثال : ناصر الزفزافي، نبيل أحمجيق، محمد جلول، ومحمد الحاكي وسمير إيغيذ، وزكريا اضهشور، وكذلك الوزير السَّابِق لِحُقـوق الإنسان المُحامي محمد زيان، ثمّ صلاح لشخم، وغيرهم ؟
وَأَثَارَ اِسْتِثْنَاء نُشطاء حِرَاك منطقة "الرِّيفْ" غََضَب العديد من الأشخاص التَقَدُّمِيِّين، أو المُحِبِّين لِلدِّيمُوقْرَاطِيَة، أو لِحُقُوق الإنسان. وقد أَصْدَر مثلًا «إِئْتِلَاف رِيفِيِّـي أَوْرُوبَّا» (نِسْبَةً لِسُكَّان مَنْطٌة "الرِّيف" المَنْفِيِّين في أَوْرُوبَّا) بَيَانًا إلى الرَّأْي العام، بتاريخ 31 يوليوز 2024. واعتبر هذا البيان ذلك الْاِسْتِـثْنَاء (مِن إِطْلَاق السَّرَاح) بِمثَابَة «تَكًرِيس لِلتَّمْيِيز المَقِيت الذي يُمارسه النِظام المَخْزَنِي تُجاه [مِنْطَقة] الرِّيف الأبي وأهله الكرام».
وَنَشَر المناضل الحُقُوقِي سعيد العمراني (وهو أيضًا مَنْفِيّ، وَابْنُ مِنطقة الرِّيـف في شَمال المَغْرِب) تَدْوِينَةً على صفحته على "الـفَايْسْبُوك"، في يوم 30 يوليوز 2024، جاء فيها : «هل نحن في مَغْرب الْاِسْتِثْنَاء الذي اِسْتَثْنَى أَبْـنَاء [مِنْطَقَة] الرِّيف، وَحَرمهم من الفَرح؟ هل نحن [مِنطقة الرِّيف] مُواطنون من الدَّرجة الثَّانية ؟ ... [من خلال] اِسْتِثْنَاء أبـناء [مِنطقة] الرِّيف مِن الْإِفْرَاج... يَتأكّد لنا بالفعل هَيْمَنة مُعاملة خاصّة مع أبـناء [مِنْطقة] الرِّيف. وهي ليست بالجديدة على كل حال، ويتأكّد لنا مرّةً أُخرى اِخْتِرَاق تِيَّار اِسْتِئْصَالِي في الدَّولة، يَفتعل المَشاكل، وَيَتغذّى عليها، وكأنّه يُشَجِّع [مِنْطَقَة] الرِّيف على الْإِنْـفِصَال [عن المغرب]، لَيَسُود العَبَث.. هل يعني استثناء المعتقلين الرِّيفِيِّين وَالصَّحراويِّين مِن الإفراج، وكأنّ التِيَار الْاِسْتِئْصَالِي يبعث لنا رِسالة واضحة، وهي "أنتم سَوَاسِيَة". كَفَى، كفى، وألف كفى… إنها الحُكْرَة [حُقْرَة، اِزْدِرَاء] بكل ما تَحمل الكَلمة مِن مَعنى».
وأنا في هذا المقال، لا أََنْتَـقِد شَخص المناضل سعيد العمراني، ولا أَتَّهِمُه بِـتَشْجِيع «الْاِنْفِصَالِية»، وإنما أُنَاقِشُ بشكل عامّ، أفكارًا، أو أُطروحات، مَوْجُودة نِسْبِيًّا لَدَى عَدد قَليل من مُواطني مِنْطَقة "الرِّيـف"، وَرُبَّمَا أيضًا في خارجه.
وَيجب على كل مُواطن أنْ يَتَـفَـهَّم غَضَب أهل مِنطقة "الرِّيـف" مِن الأحكام السِجنية الـقاسية جِدًّا (15 عامًا أو أكثر) التي سَبَقَ أنْ صَدَرَت ضِدّ مُعتـقلي حِرَاك مِنْطقة "الرِّيف". كما يجب تَفَهُّم غَضبهم مِن الْاِسْتِثْنَاء المُتَكَرِّر لِمُعتـقلي حِرَاك "الرِّيف" مِن عَمَلِيَّات العَفْو المَلَكِي. لكنّني أَختلـف مع التَّفْسِير، أو التَأْوِيل السياسي، الذي يُفَسِّر هذا «الْاِسْتِثْنَاء» بِصِراع فيما الـقَوْمِيّات، أو الْإِثْنِيَّات، أو المناطق، أو ما شابه ذلك.
والسُّؤَال المَطروح هو التَّالِي : لماذا كانـت مُعظم الأحكام السِجِنِيَة، الصّادرة في حقّ مُعتـقلي حِرَاك "الرِّيف"، قاسية جدًّا (معظمها يتجاوز 10 سنة) ؟ ولماذا لَمْ يَشمل العَفْو المَلَكِي، مِرارًا وَتِكرارًا، مُعتـقلي منطقة "الرِّيف" ؟ وَمَا هو سَبَب الإِقْصَاء المُتَكَرِّر لِمُعتـقلي حِراك "الرِّيف" مِن عَمَلِيَّات إِطْلَاق السَّرَاح، عبر عَفو مَلَكِي ؟
إِنّ سَبَب إِقْدَام النظام السياسي الـقائم في المغرب على اِسْتِثْنَاء مُعتـقلي حِرَاك مِنْطقة "الرِّيف" من عَمَلِيَة إطلاق السَّرَاح، ليس هو كُرْهُ هذا النظام لِسُكّان مِنطقة "الرِّيـف" (مثلما ظَنَّ البعض)، وإنّما السّبب هو أَوَّلًا، أنّ هذا النظام السياسي رَأَى في حِرَاك مِنطقة "الرِّيف" حركة ثورية جَذْرِيَة، وَفَعَّالَة في مَجال تَعْبِئَة وَتَوْحِيد الجماهير، وَتُهَدِّد أَمْنَه الاستراتيجي. وخاف هذا النظام السياسي مِن أَنْ تَنْتَشِر عَدْوَى مَنَاهِج نِضَال حِرَاك مِنطقة "الرِّيف" إلى بَاقـي مَناطق المَغْرِب. وَخَشِيَ النظام السيّاسي أَنْ يُؤَدِّيَ إطلاق سَراح مُعتـقلي حِرَاك "الرِّيف" إلى تَوْفِير حُظُوظ جديدة لِإِعَادَة إِشْعَال هذا الحِرَاك. والسَّبَب الثَّانِي، هو أنّ المُخابرات في السِّجن بَيَّنَت لهذا النظام السياسي أن مُعتـقلي حِرَاك "الرِّيف" مَا زَالوا صَامِدِين في قَنَاعاتهم النِضَالِيَة والثورية.
وفي الحقـيقة، لَا يُمارس النظام السياسي الـقائم تَمْيِيزًا قَمْعِيًّا خَاصًّا ضِدَّ المُعارضين السِيَّاسِيِّين، وذلك حَسب نَوْعِيَة المِنْطَقَة التي يَنْحَدِرُون منها، هَلْ هِيَ مِنْطقة "الرِّيـف"، أَمْ مِنْطقة مُرّاكُش، أَمْ مِنْقَطَة مدينة الدَّار البيضاء، إلى آخره. وَإِنَّمَا يَـقْمَع النظام السياسي كل المُناضلين، وكل المعارضين، وَبِدُون اِسْتِثْنَاء، وَمَهْمَا كانـت مِنْطَقَتُهُم، أو اِثْنِيَّتُهم، أو طِبَاعُهُم، أو خَصَائِصُهُم.
وَعِندما يَتَشَدّد النظام السياسي (الـقائم في المغرب) في قَمْع المُعارضين السياسيِّين المُنْبَثِـقِين مِن مِنطقة "الرِّيـف"، يَدَّعي البَعض أن هذا النظام السياسي له «كَرَاهِيَة خَاصَّة ضِدّ مِنْطقة "الرِّيـف"»، وأن هذه الكَراهية تُبَرِّر تَنْمِيَة نَزْعَة سيّاسيّة «اِنْفِصَالية» عن المغرب. لكن عندما يَفعل هذا النظام السياسي عَكس ذَلك، أَيْ عندما يُرَقِّيَ النظام السياسي المئات، بَل الآلاف من الأشخاص الإنتهازيِّين، المُنحدرين من مَنطقة "الرِّيـف"، والذين اِخْتَاروا خِدْمَة هذا النظام السياسي، والدِّفاع عنه، مُقابل غَنْمِ فُرَص الْاغْتِنَاء الشَّخْصِي السَّرِيع (عَبْر مُؤَسَّـسات الجماعات المَحَلِّية، أو الجِهَات، أو البَرلمان، أو التَوْزِير، أو إدارة هَيْئَات اقتصادية، الخ)، فإنّ أنصار النَّزعة الانـفصالية يَتَصَرَّفُون كأنهم لم يَرَوْا شَيئًا. بَيْنَما هُم يَعرفون المِئَات مِن الأشخاص (مِن مِنْطقة "الرِّيـف")، الذين كانوا مَحْسُوبين على المُعارضة السياسية، ثمّ اِنْتَـقَلُوا إلى الوَلَاء إلى النظام السياسي، وإلى خِدْمَتِه، وَأَصْبحوا مِن بَين الْأَغْنِيَّاء الكِبَار في المَغْرب. ومعنى ذلك أن النظام السياسي لا تَهُمُّه لَا هَوِيَّات، وَلَا قَوْمِيَّات، وَلَا إِثْنِيَّات، وَلَا مَنَاطق، وَلَا أَقَالِيم، الخ، وَإِنَّمَا يَهُمُّه خُدَّامه، وَأَنْصَاره، وَأَتْبَاعه، والمُوَالُون له، الخ، كيـف ما كانـت هَوِيَّاتُهُم.
كما أنّه مِن الخاطئ أن نَدَّعِيَ أن النظام السياسي يُهْمِل مَنْطقة "الرِّيف" أكثر مِن غيرها. على خلاف ذلك، تُوجد في المغرب العديد من المناطق التي تَـفُوق بِكَثِير مَنْطقة "الرِّيف" في مَجالات الـفقر، أو التَهْمِيش، أو الْإِهْمَال، مثلًا في مَناطق جِبَال الْأَطْلَس، وفي شَرق المغرب، إلى آخره.
وَلَا يَمْنَح النظام السياسي أَيَّة اِمْتِيَّازَات خَاصَّة لأيّة مَنْطَقَة، أو طائـفة، أو إِثْنِيَة. [باستـثناء الْاِمْتِيَّازَات الاقتصادية المَمْنُوحة لِسُكّان منطقة الصَّحراء الغربية، وذلك لاعتبارات تَـكْتِيكِيَة مَعْلُومَة، وتخرج عن حُدُود مَوَضوعنا الحالي].
والسَّبَب الأوّل في ذلك هو أنّ الرَّأْسَمَالِيَة تَهْتَمّ أساسًا بِالرِّبْح، وَلَا تَهتم بِهَوِيَّات المُسْـتَـغِـلِّـيـن، وَلَا بِهَوِيَّات المُـسْـتَـغَـلِّـين، وَلَا بِقَوْمِيّاتِهم، وَلَا بِإِثْنِيَاتِهِم، وَلَا بِمُعتـقداتهم، وَلَا بِطِبَاعِهِم، وَلَا بِتَارِيخهم.
والسَّبَب الثَّانِي أيضًا هو أنّ أَفْراد الطَّبَقَة السَّائِدَة في المغرب يَـعْتَنُون بالمَناطق التي يُمْكِنُهُم فيها جَنْي أَرْبَاح مُهِمَّة، أو سَريعة. وَيُهْمِلُون المَناطق التي لَا يَجِدُون فيها فُرَصًا كَافِيَة لِلْإِغْتِنَاء، وذَلِك بِغَضّ النَظَر عن نَوْعِيَّة سُـكَّان هذه المَناطق، وَعَن هَوِيَّتِهِم، أو لُغتهم، أو إِثْنِيَّتِهم، أو تَقَالِيدِهِم، أو تَاريخهم.
وَلَا يُمَارِسُ النظام السياسي الاستبدادي الـقائم في المغرب التَمْيِيزَ العُنْصُري (racist)، أو الْإِثْنِي (Ethnic)، أو الطَّائِـفِي (sectarian)، الخ. بَل هو نظام رَأْسَمَالِي تَبَـعِـي لِلْإِمْبِرْيَالِيَّة وَلِلصَّهْيُونِيَة.
وَلَا يَنْبَنِي هذا النظام السياسي على صِرَاع فيما بين الـقَوْمِيَّات، أو الهَوِيَّات، أو الطَوَائِف، أو الْإِثْنِيَّات، أو الْأَقَالِيم، أو المَنَاطِق. وَالدَّلِيل على ذلك هو أَوّلًا : أنّ الطبقة السَّائِدَة في المغرب تحتوي على أشخاص مَالِكِين كِبَار، أو مُسْتَـغِلِّين كِبَار، يَنْتَمُون إلى مُجمل أَقَالِيم المغرب (بما فيها منطقة الرِّيـف)، وَيَنْتَمُون إلى مُجمل المَجْمُوعات الْإِثْنِية (بما فيها العرب، والـفاسِيِّون، والْأَمَازِيغ، والسُّوسِيُّون، والصَّحْرَاوِيُّون، والشُرَفَاء، والمَنْبُوذُون، الخ). كما أنّ الجَماهير الشَّعبية المُسْتَـغَلَّة، أو المُهَمَّشَة، تَشْمَل مُواطنين من كلّ المَناطق، ومن كل الْإِثْنِيَّات، وَمِن كلّ الهَوِيَّات، وَمِن كلّ المجموعات.
ومن خَصائص هذا النظام السياسي القائم في المغرب، أنّه يَعجز على مُعالجه أيّ مُشكل مُجتمعي. ويُدَبِّر فـقط الْإِغْتِنَاء الخُصُوصي لِلْأشخاص الحَاكِمِين، والسّائدين، وَخُدّامهم، وحلـفائهم الإمبرياليّين، والإسرائيليّين. بينما المشاكل المُجتمعية، لَا تُعالج، وإنما تَتَـكَاثَر، وَتَتـراكم، وَتَـتَـفَاقَم.
والسُؤَال السِّياسي المَطروح هو : ما الذي يُوجد في المغرب؟ هل يُوجد فيه صِرَاع بين المَنَاطِق، أو الطَوَائـف، أَو الهَوِيَّات، أو المَجموعات الْإِثْنِيَة، أو العِرْقِيَة، أو مَا شَابَه ذلك ؟ أم هل يُوجد في المغرب صِرَاع طَبَـقِي، بين طَبَقَات مَالِكَة وطَبَـقَات مُبْعَدَة عن المِلْكِيَّة، أو بين طَبَـقَات مُسْتَـغِلَّة وَطَبَـقَات مُسْتَغَلَّة، أو بين طَبقات مُحْتَكِرَة وَمُهيمنة وَطَبقات مَسُودَة وَمُهَمَّشَة، أو بَيْن طَبَقات وَطَنِيَة وَطَبَقَات عَمِيلَة لِلْاِمْبِرْيَالِيَّات الغَربية وَلِلصَّهْيُونِيَة ؟
لـقد سبق للنظام السياسي الـقائم في المغرب أنْ حَاول إِخْـفَاء الصِراع الطَبَقِي، وَطَمْسِه بِصراعات أُخْرَى مُـفْـتَـعَلة. بَلْ اِسْتَـعْمَل النظام السياسي مثلًا الحركات الإسلامية الأُصُولية (وخاصّة منها "حزب العدالة والتنمية") لِإِخْفَاء الصِرَاع الطَبَقِي، وَلِنَشْر صِرَاع مُصْطَنَع بين المُتَدَيِّنِين وغير المُتَدَيِّنِين. وَبَعْدَ وِلَايَتَيْن لِتَرَأُّس الحُكومة، اِنْـتَهَى ذلك الحزب الْإِسْلَامِي (المَلَكِي، واليَمِينِي، والانتهازي) إلى إِفْلَاس شَامِل. وَشَجّع النظام السياسي في الخَفَاء بعض "الحركات الْأَمَازِيغِية"، التي تَدَّعِي، هي أيضًا، أنّ الصِرَاع الْأَسَاسِي الـقائم في المُجتمع، ليس صِرَاعًا طَّبَقِيًّا، وَإِنّّمَا هو صِرَاع بين الْأَمَازِيغ والعَرب. وَرَفَضَت الجماهير الشعبية الْأَمَازِيغِية المَعْنِيَة بِأَغْلَبِيَّتِهَا هذا المَنْهَج الطَّائِـفِـي، وَلَم تَـقْبَل الْاِنْخِرَاط فيه. خَاصَّةً بعد اِنْفِضَاح التَعاون السِرِّي لِبَعض الجمعيات الأمازيغية مع إسرائيل، أو مع الصّهاينة.
لِنَفْتَرِض الْآن مَجَازًا أنّ تِلك الْأُطْرُوحَة الْأُولى صحيحة. وَلِنَـفْتَرِض أن النظام السياسي يَكْرَه مَنْطَقَة "الرِّيف" وَسُكَّانها. وَلِنَـفتـرض أن النظام السياسي يُمارس ضِدَّ مَنْطقة "الرِّيف"، وسُكّانها، وَمُناضليها، قَمْعًا أَشَدُ مِن الـقَمع الذي يُمارسه ضِدّ المَنَاطق، أو الأَقَالِيم، أو الْإِثْنِيَّات الْأُخْرَى. هَلْ سَيَكُون الحَلّ السَّلِيم، في هذه الحالة، هو أن يُناضل سُكّان منطقة الرِّيـف من أَجل الْاِنْفِصَال عن دولة المغرب ؟ وإن كان سُكّان مَناطق أخرى، يَعتـقدون (هُم أيضًا) أن النظام السياسي يُريد قهرهم أكثر من المناطق الأخرى، هل الحَل الصَّحِيح سَيكون، في هذه الحالة، هو الكفاح من أجل الْاِنْفِصَال عن هذا النظام السياسي ؟ لَا، هذا تَـفْكِير مُنْـفَـعِل، وغير سَليم، وغير فَعَّال، وَلَا يُعَالِج شَيْئًا. وَبُلداننا هي أصلًا كِيَّانَات صَغِيرة، وَقَزَمِيَة، وَهِيَ مِن مُخَلَّفَات التَـقْسِيم المُصطنـع الذي فَرَضَه المُستـعمرون خلال سنوات الاستعمار. وَبَدَلًا مِن تَجْزِيئ المُجَزَّء، نُريد من الثَّورة المُجتمعية الاشتـراكية المُقبلة أن تُوَحِّد كل هذه الدُوَيْلَات الضَّعِيـفة الحَالِيَة في نَوع من الْـفِيدِيرَالِيَة التي تُوَحِّد كل شمال إفريقـيا، مِن مُوريطانيا إلى مَصْر.
خُلَاصة جزئية : النظام السياسي القائم في المغرب هو نظام رَأْسَمَالي تَبَعِي، وليس عُنصريا، وَلَا مُعادِيًّا لأيّ إقليم معيّن، وَلَا ضِدَّ أَيَّة إِثْنِيَة مُعيّنة. وَيُوجد في المغرب فـقط الصِراع الطبقـي (بِمَفهومه الماركسي)، وليس الصراع فيما بين الأقاليم، أو الطوائـف، أو الإثنيّات، أو الـقَوْمِيَّات، أو الهَوِيَّات، الخ. وَعَدم إطلاق سَراح مُناضلي حِرَاك مِنطقة "الرِّيف"، ليس سببه هو كَراهية أهل منطقة "الريف"، وإنما سَببه هو أن النظام السياسي الاستبدادي القائم في المغرب مَرْعُوب من كل ما هو ثوري. وَقَد رَأَى النظام السياسي في مُناضلي حِرَاك مِنطقة "الريف"، وفي مَناهجهم النِضَالِيَة، رَأَى فيهم بُذُور حَركة ثَورية حقيقية، وفَريدة، وَقَوِيَّة، وخطيرة عليه. وَيُمكن للنظام السياسي أن يَتوافق مع كلّ شيء، سِوَى مَع ما هو ثَوري. وَمُناضلو حِراك مِنطقة "الرِّيف" هم مِن ضِمْن "أحرار" المغرب. وَعَدُو الشّعب الْأَكبر، والْأَسَاسِي، هو الرَّأْسَمَالِيَة التَبَـعِيَّة، وليس شيئًا آخَر. وَلَن تَـقبل الجماهير الشَّعبية الثَّورية، ومهما كانـت مَنَاطِقُها، أو إِثْنِيَّاتُها، أو هَوِيَّاتها، أو خَصَائِصُها، لَن تَـقبل أبدًا الْاِنْزِلَاق في نَزْعَة الْاِنْـفِصَال عن هذا النظام السياسي الاستبدادي، ولكنها سَتهزمه، كليا، ونهائيا، وَسَتُعوّضه بِنظام اشتـراكي ثوري، عندما تَنْضُج الشُروط المُجتمعية لذلك.
رحمان. الجمعة 9 غشت 2024.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - لماذا تقبل الحوار المتمدن أن تنتحر ؟
عبد الرحمان النوضة ( 2024 / 8 / 11 - 00:33 )
غريب. التعليق رقم 1 لم يكتب فيه اسم كاتبه. وهو خارج عن موضوع المقال. وكاتبه هو عضو في ميليشيا الإنترنيت، التي تناصر الصهيونية، وتدافع عن إسرائيل، وتعادي كل ما هو تقدمي، أو اشتراكي. وطلبتُ من إدارة الحوار المتمدن أن تحذف هذا التعليق المنافي لقواعد النشر. لكنها لم تفعل. وأنا لا أفهم لماذا تتساهل إدارة الحوار المتمدن مع ميليشيات الإنترنيت؟ ولا لماذا لا تَمنع عناصر هذه الميليشيات من تخريب موقع الحوار المتمدن ؟ بعد كل الشروحات المفصلة التي قدمتها في مقالي المعنون بـ -الحوار المتمدن مهدد-، ما زالت إدارة الحوار المتمدن تتجاهل العمل التخريبي الذي تقوم به ميليشيات الإنترنيت. ويوزع أفراد ميليشيا الإنترنيت نقط الصفر على عشرة لكل كاتب تقدمي. إلى أين تسير الحوار المتمدن ؟ أليس هذا انتحار ؟


2 - سؤال للماركسيين:أين جدلية الماركسية في المقال؟
أمين بن سعيد ( 2024 / 8 / 11 - 01:29 )
(النظام السياسي القائم في المغرب هو نظام رَأْسَمَالي تَبَعِي):جيد، (وليس عُنصريا):الحاكم مرجعيته عرقه الشريف المزعوم ودينه،(وَلَا ضِدَّ أَيَّة إِثْنِيَة مُعيّنة):المناطق التي لا تزال محافظة على هويتها الأمازيغية مضطهدة أكثر،(وَيُوجد في المغرب فـقط الصِراع الطبقـي (بِمَفهومه الماركسي)): المعزة لا تطير، (وليس الصراع فيما بين الأقاليم، أو الطوائـف، أو الإثنيّات، أو الـقَوْمِيَّات، أو الهَوِيَّات):النظام يحكم باسم هوية محددة وعرق محدد وقومية محددة ويقول عن المغرب أنه دولة عربية، هنا أيضا المعزة لا تطير.(عَدم إطلاق سَراح مُناضلي حِرَاك مِنطقة -الرِّيف-، ليس سببه هو كَراهية أهل منطقة -الريف-):كأن بلاد السيبة لم توجد يوما! سؤالي لكَ: لماذا من حافظوا على هويتهم الحقيقية هم من يهددون المخزن؟
ختاما: نعم الصراع طبقي، لكن إنكار الصراع الهوياتي الذي قامت عليه دولة المغرب العربية صنيعة فرنسا أمر حقا يدعو للدهشة، ومثله إدخالك مصر واستثناء غيرها من بقية دول وشعوب العروبة. مقالك دليل على سببب فشل من يدعون الماركسية في المنطقة، لأنهم صنعوا منها قومية عربية خرافية عفّى عليها الزمن.


3 - سؤال لعبيد رأس المال: كيف تترسمل الثرثرة ؟
حسين علوان حسين ( 2024 / 8 / 11 - 09:19 )
الى عبيد راس المال من المتصهينين العرب وغير العرب
لا يوجد صراع قومي أو اثني أو ديني أو طائفي الا وكان حتماً وفعلاً وقولاً وجوهراً ومظهراً يستبطن صراعا طبقيا من شكل ما .
هذه هي الجدلية الماركسية لهذا المقال التي لا يفهمها المتصهينون العرب وغير العرب من ابطال بعث خرافات وأضاليل حضارة سدوم وعامورة الامبريالية الداعشية الشمولية الفاشية المبيدة للشعوب اليوم.


4 - صراع طبقي !!
عبد الحسين سلمان عاتي ( 2024 / 8 / 11 - 09:35 )
تحياتي أمين بن سعيد

جميع ما تم تداوله و يتدوال الآن عن , مفهوم ماركسي للطبقة, والصراع الطبقي, هو وريث المدرسة الستالينية, المدرسة التي نشرت الثقافة الزائفة ومسخت أعمال و جهد ماركس الى كراسات مبسطه, والى مجموعة من الفتاوى, الدينية المقدسة, والتي حولت فكر ومنهج و طريقة وعمل ماركس, الى , مجموعة من عبارات غامضة, لا معنى لها.


5 - حضارة سدوم وعامورة الجديدة المبيدة
حسين علوان حسين ( 2024 / 8 / 11 - 10:19 )
الى عبيد راس المال من المتصهينين العرب وغير العرب
جميع ما تم تداوله و يتدوال الآن عن معاداة الشيوعية هو وريث المدرسة النتنياهوبة الداعشية الشمولية العنصرية المبيدة للشعوب، المدرسة التي نشرت الخرافات الزائفة لحضارة سدوم وعامورة لسادتها بن غفير وسموترش وعبيدهما من الصهاينة العرب وغير العرب من العطيعين الأذلاء لمجموعة من الفتاوى الدينية المقدسة الملفقة والتي حولت الفكر الحضاري إلى ابادات جماهية في كل قارات العالم عبر الهوس بالقتل الامبريالي الداعشي الشمولي العنصري.


6 - بعد التحية،
أمين بن سعيد ( 2024 / 8 / 11 - 16:50 )
أخ عبد الحسين سلمان: سيكون مفيدا لو تكرمتَ واسترسلتَ فيما ‍ذكرتَ، وشكرا لكَ.
أخ حسين علوان حسين: الدولة المخزنية التي أسستها فرنسا قامت على عداء هوية السكان الأصليين، وسياسة التعريب لم تتوقف منذ أكثر من قرن، هذا تاريخ واقع لا يمكن إنكاره: أعطيتكَ مجرد مثال لا غير هنا، هل سياسة التعريب صراع طبقي؟ أما الصهيونية فأحيلك لو أردتَ على https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=834353 و https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=834550 وشكرا.


7 - بعد التحية
عبد الحسين سلمان عاتي ( 2024 / 8 / 11 - 21:16 )
تحياتي أخ أمين بن سعيد

1. كتب ماركس مقالاً حول: النتائج المستقبلية للدور البريطاني في الهند, بتاريخ 22-07-1853, ونُشر بتاريخ 8 آب 1853, يُرْجِعُ ماركس جمود هذا المجتمع وعدم حركتيه الى انقسامته الداخليه:
بين المسلمين و الهندوس , بين القبيلة , tribe ,و القبيلة , بين طائفة , caste و اخرى.....لم يتحدث ماركس عن طبقة في الهند ولا عن برجوازية ولا عن بروليتارية, بل تحدث عن صراع ديني, قبلي , و طائفي.

2. جاء في الرسالة المهمة جداً, التي ارسلها ماركس الى جوزيف فيدمايار ,في العام 1852 :
ليس يرجع لي الفضل, في اكتشاف وجود الطبقات في المجتمع، ....... الجديد الذي فصلته هو اثبات:
وجود الطبقات يرتبط فقط باطوار تاريخية معينة من تطور الانتاج.

3. نشرت عدة مقالات عن مفهوم الطبقة وعن الصراع الطبقي , هنا , وفي الروابط التالية

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=415304

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=416019

https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=693228

مع الشكر


8 - معلوماتك خاطئة لهذا تحليلك خاطئ
حميد فكري ( 2024 / 8 / 11 - 21:34 )
تحية للأستاذ عبد الرحمان النوضة
إقتباس من التعليق 3 للسيد أمين بن سعيد 《-;-النظام يحكم باسم هوية محددة وعرق محدد وقومية محددة ويقول عن المغرب أنه دولة عربية،》-;-

للأسف معلوماتك غير صحيحة ، والدليل ، أن دستور المغرب ، وهو بالمناسبة دستور ممنوح ، يعني آت من عند الملك ، ينص في ديباجته ، عكس ما تزعمه من أن ملك المغرب يعتبر المغرب دولة عربية ، جاء فيها 《-;-كما يكرس المشروع مكانة بلادنا ، كجزء من المغرب الكبير 》-;-.
لا حظ عبارة (المغرب الكبير ) التي إستبدلت عبارة قديمة تقول (المغرب العربي) .
هذا يعني أن الزعم بأن النظام السياسي في المغرب ، يحكم باسم هوية محددة ،عرق محدد وقومية محددة ،لا أساس له من الصحة .
ثم إن نفس الدستور ، في فصله 5 ينص على ترسيم اللغة الأمازيغية ، الى جانب اللغة العربية .
لا تنسى أيضا خطاب أجدير الشهير 2001 ،(الأمازيغية مكون أساسي للثقافة الوطنية) و( أنها ملك لجميع المغاربة) .
هذا الخطاب الذي صفقت له الحركة الأمازيغية ، وأشادت به كثيرا.
فهل بعد كل هذا ، يصح قولك (الحاكم مرجعيته عرقه الشريف المزعوم ودينه) ؟
هل فعلا ، بعد كل هذا يحكم ضد إثنية بعينها ؟
هناك نقط آخرى سأعود لها.


9 - بإيجاز
أمين بن سعيد ( 2024 / 8 / 11 - 23:26 )
لنفترض أن أحدا قدم من كوكب آخر الآن، ولا يعرف أي شيء عن المغرب، هل قولك أن الدستور فيه كذا وكذا يعني أن ذلك مطبق على الأرض؟ كل دساتير الدول الإسلامية تحترم حقوق الإنسان لكن! بما لا يخالف الشريعة والجملة الأخيرة تنسف حقوق الإنسان وموافقتها على ميثاقها، فبأي منطق تتكلم أخ حميد؟ ثم لماذا هو ملك أصلا؟ ومن ملّكه؟ الجواب: هو أمير المؤمنين أي عرقه -شريف- ودينه الإسلام.
(هل فعلا ، بعد كل هذا يحكم ضد إثنية بعينها ؟): النظام يرى البلد وأهله غنيمة، أي يضطهد الجميع، لكن مع بونص للسيبة. بالمناسبة، وعلى ذكر الدساتير، هل لا يوجد تمييز ضد السود في أمريكا إلى اليوم؟ هل حقا فرنسا دولة علمانية تقف على بعد نفس المسافة من كل الأديان؟ جدلي نص واحد في الدستور المصري يقول أن المسيحيين سكان درجة ثانية وأن البهائيين واللادينيين لا وجود لهم أصلا؟ لاحظ أن جوابي افترضتُ فيه أني لا أعرف شيئا عن الواقع المغربي. هل يعقل أن يجيب الماركسي المادي بشعارات لا وجود لها على الأرض وأقرب منها لمزاعم الأديان؟
أخ عبد الحسين، ممنون جدا، وسأطلع على المقالات. تحياتي


10 - الأخ عبد الحسين: توضيح
أمين بن سعيد ( 2024 / 8 / 12 - 13:00 )
تعليقي الأخير كُتب بسرعة، ولم أقل فيه الآتي:
في تعليقي الأول قلتُ نعم هناك صراع طبقي، ولم أقصد منه ما قد يُفهم للوهلة الأولى. أظن، لو عاد ماركس وأنجلس اليوم، لن يستطيعا تحديد الطبقة الحاكمة في المغرب وغيره من دول المنطقة!
في التعليق الأول، وفي بقية التعليقات تكلمتُ عن خاصية هامة للطبقة المضطهِدة، خاصية ينفي وجودها أصلا بقية الرفاق، ولذلك قلتُ أنهم جعلوا من الماركسية في المنطقة قومية عربية لا تحمل من الماركسية إلا الشعارات: النظام الحاكم في المغرب أهم خصائصه (الفكرية/الثقافية/الأيديولوجية/الدينية/القبلية/الطائفية) سياسة التعريب وما يتبعها من تمييز واضطهاد، وهي سياسة هدفها صناعة عرق/جنس جديد، فكيف لمن ينفي وجود ذلك أن يكون الحل أو جزءا منه وهو يتفق مع النظام في نقطة جوهرية من فكره/أيديولوجيته؟


11 - إن كنت مغربيا ، فالطامة ستكون أكبر
حميد فكري ( 2024 / 8 / 12 - 15:46 )
الأخ أمين بن سعيد
توقعت ردك ، لذلك لا أستبعد كونك لست مغربيا . وهذا ليس في صالحك .
أما إن كنت مغربيا ، فالطامة ستكون أكبر .
كيف تفسر لي ، إجماع الحركة الأمازيغية بالمغرب ، على أن ما قام به النظام السياسي بالمغرب ، يعد خطوة إيجابة متقدمة لإعادة الإعتبار للهوية والثقافة الأمازيغية ؟

أتفق معك - وهذا شيء ليس بجديد عندي- في أن كل ما ينص عليه الدستور ليس بالضرورة ، يطابق الواقع . لكن دسترة الأمازيغية ، واكبتها إجراءات تطبيقية ، مثل تدريس الأمازيغية وبلغتها تيفيناغ . تأسيس المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ، كتابة أسماء المؤسسات الإدارية وغيرها ، بالغة الأمازيغية الى جانب اللغة العربية طبعا .
طبعا ، تمة نقص في القوانين التنظيمية ، للدفع أكثر بهذه الإنجازات .
لعلمك ، قبل عقود خلت ، كان الكلام عن الأمازيغية ، محظورا ، ويدخل صاحبه السجن .
لكن اليوم ، تم الإعتراف بها ، هوية ولغة وثقافة ، ومؤسساتيا ، وذلك نتاج سيرورة نضالية متراكمة .
أما وأن تأتي ، لتشطب على هذا الواقع بجرة قلم ، فذلك يعني أنك في عالم آخر.


12 - النظام يرى البلد وأهله غنيمة ... ولكن؟
حميد فكري ( 2024 / 8 / 12 - 16:22 )
يقول الأخ أمين بن سعيد { النظام يرى البلد وأهله غنيمة، أي يضطهد الجميع}

طبعا أوافقك الرأي . ولكن ما هو النظام في المغرب ؟
هل هو فقط الملك ، أم الملك زائد قاعدته الإجتماعية ،التي لولاها لما إستمر هذا النظام ؟
كل نظام سياسي ، مهما كان فرديا ديكتاتوريا مطلقا ،لا يمكنه الحفاظ على وجوده وديمومته ، إلا إذا إستند على قاعدة إجتماعية ما .
والقاعد الإجتماعية لهذا النظام ، هي كل من وجد مصلحته في وجود وديمومة هذا النظام . وقد تشكلت عبر ألية إقتصاد الريع . فعن طريق هذه الألية ، تكونت العلاقة المصلحية / الطبقية ، المتبادلة ، بين الطرفين .
الملك ، يعطي رشاوى/ ريع ، مقابل من يستعد لخدمته وتعزيز حكمه المطلق . وفي هذا يتنافس المتنافسون من المغاربة ، والذين هم في أغلبيتهم أمازيغ .
والنتيجة ، تكوُّن تلك القاعدة الإجتماعية ، من أمازيغ ، فاسيين ، صحراويين وعرب.
لذلك يصح القول معك (النظام يرى البلد وأهله غنيمة) . ولا غرابة في أن يأتي ، عزيز أخنوش وهو أمازيغي قح ، في الرتبة 2 بعد الملك ، من حيث الثروة .
لذلك نقول ، إن الرأسمالي ، وهو في هذه الحالة ، الملك ، يهمه بالدرجة الأولى الثروة والنفوذ ,


13 - موضوع المقال لا يوجد إضطهاد هوياتي:كل كلامك يدينك
أمين بن سعيد ( 2024 / 8 / 12 - 22:26 )
هناك خلل في المنطق هنا: دليل أول على الخلل ما قلته عن الدستور، دليل ثاني والغريب أنك أعدته وذلك تأكيد للخلل المنطقي: الحركة الأمازيغية رحّبت؟ نعم، وما الغريب في ‍ذلك؟ هل تعي أن ترحيبها يدينك؟ فأنت كالكاتب تدعي ألا إضطهاد هوياتي، في حين أنك تعترف أن (كان الكلام عن الأمازيغية ، محظورا ، ويدخل صاحبه السجن):يا رجل في بلد غالبيته الساحقة أمازيغ يحظر حتى الكلام عن وبالأمازيغية وتنفي وجود صراع هوياتي؟ ثم، بالبلدي، أحدهم يضربني بالصوت ليلا نهارا، أكيد سأرحب عندما سيضربني بيده فقط!
دليل ثالث: (أما وأن تأتي ، لتشطب على هذا الواقع بجرة قلم ، فذلك يعني أنك في عالم آخر.): الذي فعل ذلك هو من يدعي ألا إضطهاد هوياتي وفقط يوجد صراع طبقي
حتى لا نتشعب، لنلتزم بموضوع المقال، سؤال مباشر أجب عليه: هل هذا الحظر صراع طبقي أم هوياتي؟ وأيضا هل سياسة التعريب صراع طبقي؟ (أذكرك مرة أخرى أن الكاتب يدعي ألا صراع إثنيات وأنت وافقتَ طرحه في حين أن كل كلامكَ يقول العكس، مع توضيح أني لا أقول بوجود إثنيات تتصارع كما زعم: الإضطهاد الهوياتي لا يعني وجود إثنية تضطهد أخرى)


14 - المناقشة العلمية ، تقتضي الإلتزام بموضوع المقال
حميد فكري ( 2024 / 8 / 13 - 16:37 )
موضوع المقال ،يتكلم عن إطلاق سراح مجموعة من معتقلي الرأي (بعفو ملكي) وهذا يشدنا الى قضية الإعتقال السياسي بالمغرب. وأول سؤال يطرح نفسه هنا ،هل الإعتقال السياسي بالمغرب ،يخص إثنية أو منطقة ،أوفئة ،أو طائفة أوعقيدة بعينها ،أم يطال الجميع؟
يكفي الجواب على هذا السؤال لحسم القضية .

تم العفو عن بعضهم ،أغلبهم صحفيين ،وبعض المدونين.
العفو لم يشمل ،باقي المعتقلين ،وعددهم 104 حسب تقرير الجمعية المغربية لحقوق الإنسان. وهؤلاء ،منهم معتقلي حراك الريف ،ينتمون لمنطقة أمازيغية ،عددهم 20 ،وآخرون ينتمون الى الأقاليم الجنوبية الصحراوية أيضا 20 ،والذين يَعتبرون أنفسهم عربا. الفئتان ، أُلصقت بهما تُهم الإنفصال ،وربما ،بل الأكيد يوجد بينهم إنفصاليين ،وقد لا يخفون هذا. زائد 64 معتقل يتوزعون بين مناطق مختلفة من المغرب.
إذن فموضوع المقال ،واضح لا لبس فيه. لذلك صيغ في السؤال التالي - على الرغم من عدم وجود علامة الإستفهام - : صِرَاع الطَّبَقِات، أَمْ صِرَاع الْإِثْنِيَّات
المقال إذن لا يناقش موضوع الإضطهاد الهواتي بالمغرب ،فلماذا تحرّف إتجاهه؟
لذلك فالمناقشة العلمية ، تقتضي الإلتزام بموضوع المقال لاشيء غيره.


15 - السلام والتحية.
أمين بن سعيد ( 2024 / 8 / 13 - 18:16 )
( وَقَد رَأَى النظام السياسي في مُناضلي حِرَاك مِنطقة -الريف-، وفي مَناهجهم النِضَالِيَة، رَأَى فيهم بُذُور حَركة ثَورية حقيقية، وفَريدة، وَقَوِيَّة، وخطيرة عليه)، والفريد في المعاجم -واحد، نادر، لا نظير له، لا مثيل له-، أي كلام الكاتب يفند ما ذهبتَ إليه في أن الجميع سواسية (والذي ذهب إليه هو نفسه أيضا وهذا خلل منطقي آخر!)، أم أنك تتهم الكاتب بأنه لا يعرف اللغة العربية وهو من كتب يُعلّم الكتاب عن فن الكتابة؟ https://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=616630. عموما أذكّر بأهم خصائص الطبقة الحاكمة في المغرب التي تطرقتُ إليها: ثقافة الغنيمة، التعريب، وذلك يجعل ممن يرون أنفسهم أصل البلد وأصحاب الأرض الأخطر على النظام الذي يرى نفسه غازيا غريبا وذلك من معاني ثقافة الغنيمة، فشتان بين أحرار الريف وبين الغزاة الصحراويين! وسيأتي وقت الكتابة بالتفصيل في الموضوع وتشعباته... عندي كل الوقت لذلك.


16 - أجل ، لكن مع ملاحظة أساسية ، وهي أن الغالبية تفهم
حميد فكري ( 2024 / 8 / 13 - 18:20 )
السيد عبد الحسين سلمان
جاء في تعليقك 5 {جميع ما تم تداوله و يتدوال الآن عن , مفهوم ماركسي للطبقة, والصراع الطبقي, هو وريث المدرسة الستالينية }

أجل ، لكن مع ملاحظة أساسية ، وهي أن الغالبية تفهم من الصراع الطبقي ، على أنه صراع إقتصادي ، وذلك هو التحريف والمسخ بعينه . فهل أنت واحد من هؤلاء؟
لكن التحديد الصحيح ، لمفهوم ونظرية الصراع الطبقي عند ماركس وإنجلز ، هو، كل صراع طبقي ، هو صراع سياسي في جوهر . ص 21، من (البيان الشيوعي) ، وأيضا ص 81 من كتاب (لودفيغ فيورباخ ونهاية الفلسفة الكلاسيكية الألمانية)
والفارق بين الإثنين ، هو الفارق بين الفكر الماركسي العلمي الثوري والفكر البورجوازي التزييفي الرجعي.
سوف أعود لتمييز الفارق بين المفهومين إن سمحت الظروف طبعا.


17 - للصراع أوجه ومستويات متعددة
محمد بن زكري ( 2024 / 8 / 13 - 19:02 )
الأمر ليس بالبساطة التي قورب بها ، بل إنه شديد التعقيد والتداخل . وسأقتصر وأختصر :
مع تفهّم أن الصراع الأساس (الظاهر أو المستتر) بين السكان ، من كل الإثنيات والقوميات ، هو صراع المصالح الطبقية ؛ فذلك لا يعني أنه العامل الصراعي الوحيد ، ولا يلغي حقيقة وجود صراع هوياتي هو الأعمق جذورا في التربة المجتمعية لبلدان شمال أفريقيا ، حيث يستمد نسغه من الغزو الاستيطاني الإسلاموعربي ، الذي كان محركه الأساس والحقيقي هو الاستحواذ على الثروة .
على أن قراءة معطيات الواقع الاجتماعي الراهن ، تُظهر أن الطبقات (العليا) المهيمنة على الثروة والسلطة ؛ هي أكثر وعيا بوحدة مصالحها الطبقية ، من الطبقات (الدنيا) المغيبة عن الوعي (الطبقي) ؛ وذلك بفعل غسيل الأدمغة الإسلامي ، الذي يوحد بين المُفقَرين والأثرياء ، تحت شعار (الأخوّة الإسلامية) الزائف .
و إنّ مجرد الاسم العربي المستحدث خصيصا للبلد : {المغرب} ، بدلا من اسمه التاريخي الأمازيغي : {مُراكُش/ موراكوش} ؛ هو أمر له دلالته السياسية الإلغائية المؤدلجة (إسلاموعروبيّاً) ، بما يتواءم مع الهوية القومية العروبية - المفترضة - للعائلة (العلوية) (الشريفة !) المالكة .


18 - خطورة حراك الريف ، من جماهيريته لا من أمازيغيته
حميد فكري ( 2024 / 8 / 14 - 01:40 )
لا يعزيزي ، كلام السيد النوضة ، واضح ، ومعناه أن حراك الريف ، شكل حركة إجتماعية مطلبية قوية ، عبأت كل المهمشين والكادحين ، وهذا مكمن قوتها وخطورتها ، وليس لأنها أمازيغية ، تستوي في ذلك مع كل الإحتجاجات الجماهيرية الإجتماعية التي عرفها المغرب ، في مختلف مناطقه . نذكر أهمها ،إنتفاضة 65 ، انتفاضة 81 ،84، 90، 2011 (مع حركة 20فبراير)، احتجاجات جرادة . وكلها تعرضت للقمع الشديد ، سيما منها ، انتفاضة 1965، و1981، بالدار البيضاء.
والسبب - وهنا أستعير ، مع تعديل طفيف ، كلمات السيد النوضة ، (وَقَد رَأَى النظام السياسي في مُناضلي هذه الإحتجاجات الشعبية الإجتماعية -، وفي مَناهجهم النِضَالِيَة، رَأَى فيهم بُذُور حَركة ثَورية حقيقية، وفَريدة، وَقَوِيَّة، وخطيرة عليه)
القمع الشديد ، كان ردا قاسيا همجيا من النظام ، لكونه إستشف ، خطورة ، تحول هذه الإحتجاجات الى قوة سياسية ، تهدد وجوده الطبقي/سيطرته السياسية والإقتصادية .
سؤال ، أليس هذا ما يمارسه ، كل نظام طبقي ، بصرف النظر عن عرقه وطائفته وعقيدته ، حيثما وجد ، حين يشعر بتهديد وجوده الطبقي؟ أم أن الأمر ، يتفرد به النظام المغربي ، لكونه عربيا أو عروبيا؟


19 - هذا هو موضوع المقال
حميد فكري ( 2024 / 8 / 14 - 02:51 )
الأستاذ محمد بن زكري
المقال ، لا يتكلم عن وجود أو عدم وجود اضطهاد هوياتي بالمغرب ، ولو كان الأمر كذلك ، لكان لي كلام آخر .
موضوع المقال محدد ، يتكلم عن إطلاق سراح مجموعة من معتقلي الرأي (بعفو ملكي) وهذا يشدنا الى قضية الإعتقال السياسي بالمغرب. وأول سؤال يطرح نفسه هنا ، هل الإعتقال السياسي بالمغرب ، يخص إثنية أو منطقة ،أوفئة ،أو طائفة أوعقيدة بعينها ،أم يطال الجميع؟ بصيغة آخرى ، هل الإعتقال السياسي بالمغرب ، له طابع سياسي/ طبقي مادي ، أم طابع عرقي ثقافي مجرد؟

لكن السيد أمين بن سعيد ، أبى إلا أن يجعله موضوعا آخر ، لذلك راح يتأول ، عدم الإفراج عن نشطاء حراك الريف ، تأويلا عرقيا هوياتيا. ضاربا عرض الحائط ، كل المعطيات التي تدحض تأويله هذا .
وأسأله مرة آخرى ، ماذا لو أفرج قريبا عن نشطاء حراك الريف ، فهل ، ستغير رأيك بشأن طبيعة جوهر الصراع في المغرب ، بين النظام السياسي ، والشعب المغربي؟


20 - تعقيب
أمين بن سعيد ( 2024 / 8 / 14 - 10:55 )
قلتُ: (هل فعلا ، بعد كل هذا يحكم ضد إثنية بعينها ؟): النظام يرى البلد وأهله غنيمة، أي يضطهد الجميع، لكن مع بونص للسيبة... هنا زعمتَ ما لم أقل
كلامي واضح منذ البدء، ومن العبث الاصرار على أني أفسر فقط هوياتيا أو -عرقيا- كما زعمتَ، ولا غرابة مع من يُنكِر ما لا يُنكَر.
توضيح آخر: مصطلح -صراع- استعملتُه فقط من باب مخاطبة القوم بلغتهم، وإلا فهو مصطلح يزيّف الحقيقة لأنه اضطهاد/ استعمار بل استعباد وإبادة، الصراع يكون بين طرفين متقاربين في القوة والسلطة والموارد وليس بين من يملك كل شيء وبين من لا يملك أي يشيء.


21 - لماذا كل صراع هو في جوهره صراع طبقي؟
حميد فكري ( 2024 / 8 / 14 - 16:46 )
{ولا غرابة مع من يُنكِر ما لا يُنكَر }
جوابي في ت 23{لو أن موضوع المقال، الإضطهاد الهوياتي بالمغرب، لكان لي كلام آخر}
فلمَ تقولني ما لم أقل !
ومع ذلك أقول، كل صراع كيفما كان شكله، هو صراع طبقي، أعني سياسي في جوهره.
فالصراع على الهوية، كالصراع الديني والقومي ... هو في النهاية صراع، لأجل المصالح الإقتصادية، والتي يجري تأمينها سياسيا، أي عبر تحقيق السيطرة السياسية لأحد الأطراف المتصارعة. ويكون جهاز الدولة، محور هذا الصراع. فمن يمتلكه، تكون له الغلبة والسيطرة. لذلك كان كل صراع في النهاية صراع سياسي يعني طبقي .
الطرف الغالب، يتمسك دوما بسيطرته السياسية(الدولة) والطرف المغلوب يسعى لانتزاعها منه ، لتحقيق التغيير،لذلك كان الصراع الطبقي بحق محركا للتاريخ. فبسببه يقع الإنتقال من وضع الى آخر.
لكن الصراع على تلك السيطرة، يخاض على جبهات، وأحدها الجبهة الأيديولوجية طبعا.
فعلى صعيد هذه الجبهة، يتحرك الصراع الهوياتي والديني وغيرهما، بهدف، تحقيق السيطرة، الغلبة الأيديولوجية/الفكرية، لأحد تلك الأطراف المتصارعة .
إذن الصراع الأيديولوجي، موجود ولا أنكره. لكنه صراع مشدود الى قاعدته المادية، أي المصالح .


22 - أرجو فهم ما أريد قوله هنا
أمين بن سعيد ( 2024 / 8 / 14 - 18:23 )
كلامك من (فالصراع على الهوية) إلى آخر التعليق أقوله ولا مشكلة فيه -مع توضيح سيأتي-، لكن: 1-وأفترض أن عندك زوجة/رفيقة، وسأتكلم عما يربطها بها وأفسره تفسيرا ماديا صرفا: اختيارك لها، حبك لها، وفاؤك لها كلها أوهام لم تخترها حتى! 2- كل شيء أصله مادة ونتج منها، كل شيء يمكن إرجاعه إلى أصله المادي، هنا -الصراع الطبقي- يمكن أن يكون ملحا لا يغيب عن طعام، أي لنسف ظاهرة معينة يجب مواجهتها، كالاضطهاد على الهوية، نرجعها لأصلها المادي، وننفيها لنمرر أيديولوجيتنا تحت قناع المادية والماركسية.3- الدين واجهة لمصالح مادية، لا شك في ذلك، لكن البدو الذين خرجوا من صحراء نجد لم يخرجوا فقط للغنائم بل أيضا لإيمانهم‌:ركز هنا لأن النقطة تنسف ما تردده وكأنه حقيقة لا تناقش، أي الصراع الطبقي محرك بحق للتاريخ أو المحرك، هو مجرد محرك من محركات وليس الـ محرك. وهنا تظهر حقيقة آخر جملة في تعليقكَ: مجرد شعار لا غير.


23 - حتى لا نبتعد كثيرا
حميد فكري ( 2024 / 8 / 15 - 00:29 )
لنركز على ما جاء في المقال ، حتى لا نبتعد كثيرا.

معتقلي حراك الريف ، لم يشملهم العفو الملكي ، حسنٌ . هل يدل هذا ، على اضطهاد هوياتي ، أم اضطهاد سياسي طبقي؟

ملاحظة للتفكير : كلمة اضطهاد ، تحمل معنى القمع ، والقمع بطبيعته ممارسة سلطوية ، لذلك هو في جوهره سياسي . إذن فكل اضطهاد ، دينيا كان أم عرقيا أم جنسيا ، هو حكماً اضطهاد سياسي . لذلك كانت إزالته تقتضي بالضرورة تغييرا على الصعيد السياسي ، أعني تغييرا في علاقة السيطرة السياسية/الطبقية ، بين الطرف المسيطر والطرف الخاضع. أليس الأمر كذلك؟


24 - كل شيء قيل
أمين بن سعيد ( 2024 / 8 / 15 - 10:22 )
النقطتان 2 و3 في تعليقي السابق، ترد ليس على كلامكَ فحسب، بل على كل الطرح اليساري في المغرب، ولذلك رفضت الحركة الأمازيغية الحركات اليسارية منذ عقود.


25 - الحقيقة ، هناك رفض متبادل بين الحركتين
حميد فكري ( 2024 / 8 / 15 - 16:51 )
{ولذلك رفضت الحركة الأمازيغية الحركات اليسارية منذ عقود.} التعليق 28

الحقيقة التي يجب أن تقال ، هناك رفض متبادل بين الحركتين ، لا من جانب واحد فقط . فلكل منهما مأخذ على الآخرى . والحل ، في بدل المزيد من الجهد الفكري ، لوضع برنامج نضالي سياسي ، تلتف حوله كل قوى التغيير الديموقراطية التقدمية ، بالمغرب .

اخر الافلام

.. احتجاجات -ضد القمع-.. اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين في العاص


.. مقتل متظاهرين مدنيين برصاص قوات الأمن الكينية يثير غضب الأمم




.. مداخلة أحمد العبادي حول إصلاح المراكز الجهوية للاستثمار


.. قاذفة Tu-4 .. طورتها أميركا وسرقها الاتحاد السوفييتي




.. رشيد حموني يعرض أعطاب الصحة ويستشرف البدائل جوابا على السيد