الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الهولوكوست في فلسطين
عمار أسامة جبر
كاتب
(Ammar Jabr)
2024 / 8 / 10
الارهاب, الحرب والسلام
عشرة شهور ما زالت غير كفيلة بإقناع العالم بوجود هولوكوست فلسطيني، ينفذ ويشاهد على مرأى من العالم كله، بل أحيانا في بث مباشر للمعمورة بأسرها، هولوكوست مثله سبق وإن تحدث العالم عنه حديث نفس، بين مصدق ومكذب، بين منكر للأرقام والحقائق، وبين مصدق بشكل جزئي، وبين مجبر على التصديق للتكفير عن أخطاء أوروبا تجاه اليهود وحشرهم في أحياء الغيتو ومعسكرات الاعتقال، إن التاريخ لا يكتبه إلا المنتصر، فهزيمة ألمانيا النازية جعلها تحت وزر هزيمة مثقلة بكل قذارة الحرب، وأفعالها بين الحقيقية منها وبين أكاذيب لفقت للمهزوم، لكنه هولوكوست -وإن حدث- مشبع بالسرديات والقصص الكاذبة فستة ملايين يهودي عاشوا في أوروبا آنذاك يزعم أنهم أبيدوا على بكرة أبيهم إذا فموجات الهجرة إلى فلسطين من روسيا وبولندا وغيرها، هل جاءت من الفضاء!.
يعاني الشعب الفلسطيني كل يوم من هولوكوست حقيقي آثاره تمتد لتزهق أرواحه كل دقيقة، كان آخرها جريمة قتل مائة فلسطيني صباح اليوم، في أثناء صلاة الفجر في حرم مدرسة تؤوي نازحين، مائة فلسطيني لم تحمهم مدرسة محرم دخولها في قانون الحرب فضلاً عن قصفها، ولا يحمهم وجودهم عُزلاً بين أيدي خالقهم، جريمة يصر فيها جيش الاحتلال على الإمعان في القتل بسبق الإصرار والترصد، فهو يعلم أنها مدرسة وتأوي نازحين، ويعلم أنه وقت صلاة، ويعلم أنها منطقة مدنية تاوئ بين جنباتها مدنيين عزل، لكنه أصر على الجريمة لتضاف إلى سجل جرائمه الصهيونية الفاشية، التي تعتاش على أرواح الأبرياء في كل مكان، فليست مدرسة التابعين أول المدارس التي تقصفها، فهو قصف المئات في حربه الأخيرة على غزة، وهي امتداد لجرائمه العابرة للحدود، فالجريمة الأشهر مدرسة بحر البقر في جمهورية مصر، والتي دمرت خلالها طائرات الفانتوم المدرسة على رؤوس ثلاثين طالباً فيها، إنه الهولوكوست الذي تنفذه الصهيونية التي لا تراعي حرمات الحرب ولا السلم، أيادي قتلة متعطشة لمزيد من الدماء.
ولكن السؤال للمجتمع الدولي، هل سيوثق العالم الهولوكوست الفلسطيني؟، هل ستعرض صور الضحايا؟ هل ستنشر صور مسيرات النزوح والألم؟ هل سيقام نصب تذكاري للضحايا؟ هل سيكتب العالم عن الجريمة والمجرمين؟ هل ستعقد جلسة في لاهاي للقتلة؟ هل يحاصر نتنياهو، وينتحر كما انتحر هتلر؟ هل سيفرض على الكيان المسخ تعويضات إلى ما لا نهاية للضحايا؟ هل سيكون هذا الهولوكوست بوابة لدحر الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية؟ وكيف سنحصل على إجابة من عالم منشغل عن ما يحدث في كل شبر في فلسطين، كيف سنجابه كفلسطينيين إرهاب حكومات، كيف سنجابه القنابل الذكية بصدورنا العارية؟ هل وهل ملايين الأسئلة التي لا إجابات لها، ولن يكون لها إجابات في الوقت القريب.
وإلى هذا العالم الذي ينظر إلينا ونحن نحترق بنيران قنابله وذخيرته، إن انحيازك تجاه الاحتلال وروايته، لن يجر عليك إلا مزيداً من سخط الشعوب، وكما يكتب المنتصر التاريخ، يكتب صاحب الأرض تاريخاً أكثر رسوخاً بعيدا عن الكذب والتزوير والروايات المغلوطة، ستلاحق أرواح الضحايا الجلادين في أعمق أحلامهم، وستطالهم يد العدالة طال الزمن أم قصر.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. كيف تتابع إيران الجدل المتعلق بها وبالرد عليها؟
.. أم فلسطينية تنزح مع بناتها وسط القصف الإسرائيلي شمال غزة
.. هل يمكن لإيران أن تصل إلى صنع سلاح نووي فعال خلال الفترة الق
.. خسارة مؤقتة ونتائج عكسية.. ماذا يعني استهداف إسرائيل لمنشآت
.. 14 ولاية أميركية تتهم تيك توك بالاضرار بالصحة العقلية