الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هواجس ثقافية وأدبية وسياسية ــ 257 ــ

آرام كربيت

2024 / 8 / 11
مواضيع وابحاث سياسية


نحن أمام غياب الدولة في العالم كله، نحن والبربرية وجها لوجه.
لم يبق للدولة التزامات اجتماعية كما كان مع نهاية الحرب العالمية الثانية إلى حين انهيار الاتحاد السوفييتي.
إلى هذه اللحظة لا يوجد في جعبة صانعي السياسة العالمية أية فكرة عن البناء.
امريكا دولة هجينة، أي ليست دولة مجتمع، وأنها مسخرة لخدمة القطاع الخاص، وهذا القطاع لا يهمه إلا الربح الخالص، بمعنى لا يهمه تلوث البيئة والخراب والدمار، والفقر والانهيارات الاجتماعية أو الاقتصادية.
ويا خوفنا أن تأخذ الصين زمام قيادة العالم، وقتها سنرى أنفسنا نموت من العطش والتصحر على أصوله.

عندما يهتز إيماني بالصديق، أذوب حزنًا وقهرًا عليه، وعلى نفسي.
لا اعرف التصالح مع نفسي عندما أصل إلى هذه الحكمة القاسية والمريرة، لأنني بالاساس لا أقيم العلاقة مع الصديق أو الصديقة على أساس المنفعة أو المصلحة المادية أو المربح.
أقيم العلاقة من أجل الصداقة، ومحاولة التصالح مع الواقع الصعب، من أجل تمرير أقل ما يكون من شحنات القهر والتعب.
إن العلاقة مع هذا العالم أضحى أكثر من صعب وقاسي وعبثي وموجع، لهذا فإن وجود الصديق الذي يمدنا بالطاقة الإيجابية أكثر من مهم في زمننا البشع.
الصديق هو الجدار الذي يسندنا في تحمل تغول هذا العالم الصعب.
بعد هذا الاهتزاز، لا مفر من الوداع، مع إنكسار عميق في القلب، لكن دون رجعة مهما حدث.
أنا لا أحب التصالح مع الخطأ، لست مضطرًا، ليس الأن، وأنما منذ بداية حياتي وإلى اليوم.


العالم الثالث مريض، وسيبقى مريضًا، ولا أومن أنه سيتغير، وأغلب الناس فيه لا ينفكون عن ترك معتقداتهم المجترة وأفكارهم الميتة.
يريدون تغيير المكان مع الأبقاء على مكوناتهم الأصلية الثقافية والدينية.
طالبان اليوم، أخذت أفغانستان كلها، وسيهرب الناس منها بالملايين، ولا حل في الأفق.
لا يوجد من يريد أن يغير ويتغير، والعالم الثالث لا عقلاني ولن يدخله، وسيدفعون الثمن وراء الثمن.
إلى أين سيذهب أولئك البسطاء، وجميع البلدان العالم ثالثية دمار وخراب، الهند بنغلادش ايران كازاخستان اوزبكستان الصين بورما روسيا، والقائمة تطول وتطول.
كل البلدان البطريركية تلفض أنفاسها ولا حل، والعدة المفهومية لا زلت هي هي، تنحت من ذاك الماضي، من ذات الماضي، من ذاك الجفاف ذاته منذ مئات السنين، بل آلاف السنين.
لا تغيير مجتمعي، دون تغيير مفهومي، يتناول العقل ويدخل فيه، ويلتصق بجدرانه.
وهذا المخرج بعيد جدًا، ليس لدينا ديكارات أو سبينوزا أو شوبنهاور، أن يخرجونا من البيت، بيتنا، من السجن المفهومي الميت، سجننا.
وكأن قدرنا أن نعيش في خيمة يهوه في شرقنا المريض، ويهوه الصين، ويهوه الهند وبقية المرضى في هذا الشرق البائس.
اليوم يذهبون إلى الغرب لينشروا هذا القيء هناك.

الذئاب لا تترك أوكارها إلا في حالة الموت أو الفناء. إنهم أكثر نبلا من البشر، أكثر وفاء للمكان، ولنسلهم

أغلب أبطال الهزائم التراجيدية لديهم حلم الوصول إلى القمة، فوق الرياح والأحلام العابرة للرياح.
ليس مهمًا نوعية القمة أو شكلها أو أبعادها، المهم أن يكونوا فوق السماء والأرض، فوق رؤوس الناس المقطوعة أو أجسادهم المسحوقة أو المهترئة.
إنها الكوميديا والتراجيديا في التحامهما في ذات واحدة، ذات مكسورة مهزومة من الداخل. في مخيال واحد أو جماعي.
مسكينة هذه القمة، هذا البرج العاجي العالي جدًا، قدرك أن تتحملي هذا الانحطاط الرخيص، هذا العدد الهائل من المتسلقين المترفين الباحثين عنك في منامهم وسهادهم ويقظتهم.
إن تتحملي عشقهم المرضي لأنفسهم، هوسهم الذاتي. إن يتسع قلبك لكل هذا الجنون الذي يدور حولك وعليك من أجل الوصول إليك، من أجل إكمال شبقهم في احتضانك.

الإنسان كائن غير سعيد، لديه العقل، وهذا العقل يقرأ ويحلل ويرى من خلال عينيه هذا العالم الغريب، لهذا يقف مندهشًا أمامه، يريد أن يفككه ويدخل في أبعاده، ومع التفكيك يزداد اغترابًا وبعدًا عن حياته ووجوده.
لا لذة للعيش الا للمهابيل، لهذا نقول أما أن تكون السعادة جزء من التكوين النفسي له أو لا.
السعادة التي نركض وراءها مجرد خواء وخيبة وبحث عن شيء لا نعرفه.

لا يمكن لك أن تكون مؤمنًا حقيقيًا إلا إذا تعمقت أو تعمدت في قراءة الأساطير.
الأساطير هي مدخل الإنسان إلى الانبهار بهذا الكون.
ولأن قدرة الإنسان العلمية في الماضي، لم تمكنه من الولوج إلى أعماق المعرفة، بدأ بوضع أحداثيات كثيرة ليسهل على نفسه قراءة ما يدور حوله.
هذا الانبهار، البراءة، أو براءة الانبهار، جعلت الإنسان يطرح على نفسه آلاف الأسئلة الماورائية، تتعلق بالوجود.
لجأ إلى الأساطير، خلق لنا ملاحم عظيمة، مسك بالجرس وراح يقرع جدار الوجود، عبر طرح أسئلة صادمة، ما زال صدى هذه الأسئلة يضرب رأس كل قلق ومبدع ومفكر.
جلجامش، هذه الملحمة، الأسطورة، التي لم تقرأ إلى اليوم قراءة شافية، رغم وجود آلاف القراءات لها، ما زالت تقرع رؤوسنا بالأسئلة، وتجعلنا نقرأ نصوصها دون أن نصل إلى الارتواء.
الدين هو تحويل أدبي للأسطورة، قراءة بالمقلوب لوضع هذه الأخيرة على السكة، ولكن الرأس متجه إلى الأسفل، إلى تحت، والرجلين والقدمين إلى الأعلى، إلى ما يسمى الله.
الأساطير، مكان للسلى والفرح وانفتاح العقل على الخيال، عالمه واسع ومفتوح.
أما الدين جاء من فضلات الأساطير، الصندوق الأسود لها، عالمه ضيق ومظلم وكئيب وفيه خنوع واستسلام للغيب.

لا يحلوا لنا العيش إلا في بلاد الغرب، في بلاد الكفر والخمر والنساء الجميلات، والضمان الاجتماعي والصحي والخدمات الكاملة الدسم
الدين في عصرنا مجرد حالة سيكولوجية، ضخ كلام فائض عن اللأزم، لا علاقة له بالعقل والفهم.
الأهل الأغبياء الجهلة يملؤون رأس الطفل بأفكارهم التي أخذوها من شيوخ النصب والارتزاق.
العاقل لا يأخذ النصوص كلها ككمشة متكاملة أو متوازنة، كل نص يحتاج إلى تفكيك وقراءة وفهم، وهذا لا يصح مع المؤمن.
الدين يصلح للجهلة، لأن العاقل يفكك ولا يربط.
ليس ثوريًا، تنويريًا من يساير القطيع، ويمشي إلى جوار الحمار والمرياع.

الثوار العرب في كل اصقاع العالم يخلطون بين السياسة والأخلاق، لهذا أنهم خارج السرب، لا ينفعون في الأخلاق ولا في السياسة.
أنهم بسطاء، يحتاجون إلى المقاعد الفارهة، ليجلسوا عليها كالأطفال، يتعلمون ما معنى الأخلاق وما معنى السياسة.
أنا أتحدث عن هؤلاء الذين لديهم قلب رقيق رهيف، الذين يخافون على الديمقراطية وحقوق الإنسان، وكان المسألة تحتاج إلى حماية.
وكأن الديمقراطية في عرفهم هي أخلاق، لا سياسة، وليست حسابات دقيقة، ومعرفة في إدارة الدولة والمجتمع.
الديمقراطية تحتاج إلى دولة متناغمة معها، أي تدوير الصراع في المكان ذاته دون أي تقدم إلى الأمام، مثل الناعورة، أو سيزيف الذي يكرر نفسه بنفسه.
الديمقراطية السياسية، تحتاج إلى قوى متناغمة مع مصالح النخبة الحاكمة، أن تكون خاضعة لها، وتعرف موقعها، أن تبقى الدولة تحت دولة، تأكل المجتمع وتبقيه على قدميه، لا يذوب المجتمع ولا يتأكل ولا يتطور، ولا يتغير.
استطاعت هذه الديمقراطية السياسية أن تفرغ المجتمع من الصراع، أن تنهي دوره، تعطيه طعامه وشرابه، وخواءه أيضًا، لكي تبقى وتستمر.

الشيء الوحيد الذي نفخر به هو التضحيات.
منذ قيام اسرائيل السياسي وإلى اليوم لم نغير أسلوب نضالنا، وطريقة إدارتنا للصراع، نقدم المعتقلين والشهداء دون رؤية واضحة حول كيفية قيادة المعركة سياسيا واجتماعيا وفكريًا.
إسرائيل هي التي تأخذنا إلى ملعبها، وطريقة إدارة الصراع، ونحن نتعامل معها بردات الفعل فقط، اقصد الفاعلين في الصراع أو النخبة.
يفترض أن يعتمد الفلسطينيون على قدراتهم، أن يتكلوا على مصيرهم بدلا من الاعتماد على النظام العربي الفاسد والخانع، وبتسمية دقيقة، النظام العربي ليس مضرًا أو ومحبطًا فقط، أنما شريكًا في القضاء على مقاومة هذا الشعب.
النخبة الفلسطينية مرتبطة بالنظام العربي المهزوم، وشريكة له في النيل من مستقبل الصراع.

في مثل هذا اليوم من كل عام يعود إلى الزمن الممزق للإمساك به من مربطه الأول، من رسنه الصدأ.
يقطف زهرة في درب عمره السائر إلى المجهول، يحاول أن يقتفي أثر ذاته.
الزهور على امتداد النظر، يسير الهوينا في هذه الظلال المفتوحة على الريح، يمسك إحداها صفراء اللون وأخرى حمراء اللون ثم يسترخي وراء زهرة نهدية نائمة في هذه الفلاة بالقرب من حجرة جاثية على صفحة الأرض المسترخية.
يأخذ إحدى البراعم، الأصغر تكوينًا، يزرعها في قلبه، يسقيها بالأغاني، والدندنات الرطبة ليبني لنفسه بيتًا يلجأ إليه، ليسكن ويرقص.
ويردد تلك الابتهالات الحزينة التي هدهدتها له والدته عندما كان رضيعًا في المهد، يذكر النغنغات أثناء جلساتها إلى جوار الجسر الخشبي على نهر الجغجغ، في تلك القرية النائية، دبانة
تلك القرية الدائرية كانت واقفة في وسط دائرة الشمس، تلوح لها بيدها وتبتسم، اليوم غابت ورحلت مع غياب الشمس في ذلك الزمن.

لا تسر وحدك في عتمة الليل.
احمل قنديلًا في يدك إذا ضللت الطريق.
أشعل شمعة أو قنديلًا خافتًا أو احتم بالضوء المنبعث من وراء المجرة.
فالقمر لم يعد كما كان! لم يعد أمينًا على أسرارك أو حكايات عشقك.
لم يعد يحمي العشاق أو الحالمين الرومانسيين منذ أن وطئت أرضه وسرقت براءته. منذ أن أخذت مقاساته الجديدة لم يعد حياديًا أو صديقًا.
أصبح جرماً يشارك في عريك.
عندما تمد خطاك إلى الأمام أو الوراء، اغرز قدمك في التراب جيدًا، وراقب ذراته وحذره، صلابته، شهوات جسده والنداءات القادمة من لحاء الشجر وجريان الأنهار. قس عقب حذائك ومقدار وحجم وعمق المكان.
اعلم منها ما تريده منك وما تريده منها، ومقدار تحمل رغبتها في احتوائك أو رفضك.
كل شيء مرهون بالحسابات

من ليس لديه فنًا ليس لديه تاريخًا يعتد به.
لم اسمع أن لدى اليهود فنًا.
أين فن اليهود؟
القبائل الرحل تحتقر الاستقرار ولا تملك مقومات الفن كالرسم والنحت والموسيقى.
الفن يحتاج إلى بيئة خضراء وأنهار وبحار وجبال وزهر وورد وأشجار وأعشاب تتلقف المطر من السماء وتحوله إلى حياة راعشة.
وإلى الإنسان المبدع الجميل الخلاق.
يلتقط الفنان هذا الجمال وينحته في الصخر وعلى الصخر ويرسمه ويدونه ويكتبه كإشارة على وجود الجمال في هذه البقعة من الأرض.
يحول الصخر إلى امرأة متكلمة والشجر إلى آلهة وإلى معابد ومسارح وأغنيات.
في الفن تتجمل الحياة وتخفف من الحمولة الوجودية الواقعة علينا.

البارحة عاشت مصر حالة هستيرية بين مؤيد ورافض لخلع فنانة مصرية اسمها حلا شيحة حجابها.
هناك من بكى بحرقة وألم.
الحجاب طقس وثني كرسه الإسلام السياسي وفرضه على المجتمع كإعلان عن هويته مزيفة.
وهذا المجتمع دخل في جدال ونقاش وصراع لن تنتهي مفاعليه قريبًا لأنه رمزًا سياسيًا لتيار سياسي يسمى الإسلام السياسي، وخاصة الإخوان المسلمين.
الله يصبركم يا إخوان على هذه المصيبة الذي ابتليتم بها.
يقول والد حلا شيحة:
" حلا خلعت الحجاب من قرارة نفسها وبقناعتها الكاملة دون تأثير من أحد، كما تركت الفن فى يوم من الأيام واختفت لمدة 11 سنة، درست خلالها الدين وتفرغت لأسرتها، وعندما اكتملت لديها المعرفة الكاملة بكل تفاصيل الدين أيقنت أن هذا لا علاقة له برب العالمين ".

في سجن المزة أيام حكم جمال عبد الناصر لسوريا, كان عمر قشاش في زنزانته يسمع أحد رفاقه من الحزب الشيوعي يسأل جاره في الزنزانة المجاورة عن وضع التعذيب عندهم, رد عليه:
ـ ولا يهمك, الرفاق في كوبا داعسين, عم يسطروا نضال.

وضعت يدي في يده, مسكته جيدًا, مخلبًا في مخلب, ويدًا في يد.
ذئبين في جلدين مختلفين

إن قوة السلطة, وتمركزها حول نفسها ليست دليل عافية, خاصة عندما تكون على مسافة بعيدة عن المجتمع. بالعكس تمامًا, كلما زاد قوتها وتمركز القوة بيدها, تكون أكثر انفصالا عن المجتمع. فالدولة القوية, هي التي تكون على تماس مع مصالح المجتمع, أن يرتبط مصلحتها بمصلحة جميع الفئات الاجتماعية. هذا الانفصال جعل بنية الدولة تبدو قوية من الخارج, بينما خرابها يكمن في داخلها, عبر القوانين الموضوعية التي تحكمها, وتحل صراعاتها مع شبيهاتها, وفق منطقها البنيوي ورؤيتها ومنظورها الضيق.

كان بناء السلطنة العثمانية, توازنها السياسي والاجتماعي, قائما على الخراج, على جني الفوائض المالية الكبيرة, لامتصاص تناقضات الدولة والمجتمع, والتضخم في جهازها البيروقراطي العسكري الكبير.
وبعد منتصف القرن السابع عشر, يبدأ اختلال موازين القوى يختل, ويميل لصالح أوروبا بعد تطور المانيفاكتورة, الصناعات الآلية, المنتج المعد للتصدير. والجانب الأهم في المعادلة, هو, في تطور مفهوم الدولة, تحولها إلى مؤسسة,كيان مستقل عن النخب, وخادم أمين لهم.

الأرض لم تعد كما كانت, والفصول غيرت مسارات الزمن. وأنت المجهول, ما زلت مجهولًا. أنت أعزل من الأوراق. أنت عاري.
أحمل قنديلًا, بيديك إذا ضللت الطريق. لا تسر وحدك. اشعل شمعة, قنديل خافت, أو احتمي بالضوء المنبعث من وراء المجرة. فالقمر لم يعد كما كان! لم يعد امينًا على أسرارك او حكايات عشقك. لم يعد يحمي العشاق أو الحالمين, الرومانسيين منذ وطئت أرضه وسرقت براءته. منذ أن أخذت مقاساته الجديدة لم يعد حياديًا او صديقًا. أصبح جرماً يشارك في عريك.
كان الشباب المسلم وقودًا للحرب الأمريكية في افغانستان. واليوم يدخل في خدمتها, مرة ثانية من دون مقابل.
الكثير يذهب الى الموت لاعتقاده انه يجاهد في سبيل الله.
الله, خالق الكون, حسب تصور الكثير, ليس بحاجة لكم لتجاهدوا بدلا عنه, وتبنوا المشاريع السياسية للأخرين على جماجم البسطاء والمهمشين.
عمليًا, أنتم تموتون, ورصيد جهادكم المجاني, يدخل في الحساب السياسي الامريكي.

تسعى الولايات المتحدة الأمريكية إلى إلغاء مفهوم الوطن في العالم, لصالح مفهوم النظام العولمي, الخادم الأمين للاحتكارات العالمية, والشركات العملاقة العابرة للقارات.
يومًا بعد يوم, نرى كيف تسخر الأخضر واليابس لإلغاء التناقض بين المحلي والعالمي, الوطني والدولي.
يبدو ان الأمم المتحدة ومجلس الأمن أصبحا مجرد مكان, للاجتماعات وتبادل النكت ورفع الانخاب وحفلات الشاي.
والناس مجرد فضلات وفق تصورها, عجلة في مطحنتها, لتدور على الجميع.
هذا النظام, يكشف عن عورته بشكل واضح, بعد ان غطاها في فترة الحرب الباردة.

رسالة إلى صديقي
مملكة الضرورة والحرية موضوعان مستقلان موضوعياً عن الواقع, لهما شروطهما, مرحلة نضوجهما التأريخي. ما زلنا نعيش منذ صدر التاريخ وإلى الأن في مملكة الضرورة, لم نتجاوزها إطلاقاً, لهذا قلت لك أن البشرية تفتقد إلى الفضاء المفهومي للانتقال إلى مملكة الحرية والابداع. أننا مكبلون بالضرورة, الواقع جد قاس, ما زلنا نعيش فيه بعمق. ويزداد شرخ حياتنا يوماً بعد يوم. الواقع فضاء مستقل عن البشر رغم مشاركتهم الفعلية فيه, لأنه ينزح نحوتامين شروط رأس المال.
أخي الغالي
في مملكة الضرورة علينا ان نبحث عن مخارج عملية, نستطيع من خلالها أن نحسن شروط حياتنا, فن الممكن كما يقال, أن لا نرفع سقف توقعاتنا ونضالاتنا حتى لا يأخذنا التيار. أعرف أننا كعرب محاصرون من كل الجهات, المشروع الصهيوني, الامبريالية, النظام العربي الحقير, لكن كيف يمكننا أن نخرج من هذا الواقع القاسي جداً. هذا ما قلته سابقاً, اننا بحاجة إلى فضاء مفهومي مختلف. كيف سنناظل ضد قوى شريرة قوية جداً, ونحن نعيش في مملكة الضرورة.
المنظومة العقلية والفكرية, التي تحملها انت, والتي احملها أنا هي منظومة غيبية, ماضوية شئنا ام ابينا. انها تعشعش في لا شعورنا الجمعي حتى لو كنا نعتقد أننا تحررنا منها. نحن نعيش في الماضي. نعم يا صديقي, نحن صدى تغيير, وصدى عمل غير فاعل وحقيقي. قبل ان نغير من الخارج علينا أن نغير من الداخل. كلنا يريد أن تزول اسرائيل كمشروع استعماري, لكن لم تسأل نفسك من هي القوى التي ستزيلها, وما هي بدائلها. إذا ازلنا هذا المشروع, كفرض, إلى أين سيأخذنا عالمنا الجديد. بالتأكيد ستكون قوى همجية, قوى دينية مدججة بفكر غيبي يعيدنا عشرات المئات من السنين إلى الوراء. لهذا أقول أن مشروع التغيير يجب بالضرورة أن لا تقوده قوى غيبية, طائفية, ضيقة الأفق سواء مسيحية او اسلامية. أننا بحاجة إلى مشروع عقل عربي, مشروع إنساني, فضاء مفهومي مغاير, ينفض الواقع ويقلبه, ويقلب الفكر الإنساني برمته, فكر ينقلنا إلى مملكة الحرية وغيرهذا لا يمكن ان يغير عالمنا الضيق. أما إزالة اسرائيل, والتحرير من النهر إلى البحر فهو مشروع خيالي لا يمكن أن نحققه في ظروفنا الحالية, لأننا سنصطدم بألف الف قوة ليس أقلها الولايات المتحدة والامريكية وأوربا واسرائيل, لكننا سنصطدم في شكل قوى غيبية الذين سيمحون كل أخضر وجميل من الحياة ولونها. / أرجو أن لا تفهم من كلامي أنني أتمنى بقاء اسرائيل, بالعكس, أنا أريد أن نعرف ماذا نريد وماذا نفعل, حتى لا يأتي مشروع طالبان كبديل عن اسرائيل وتضيع كل ثمرة نضالاتنا في سلة هؤلاء الحثالة/
بعد الحرب العالمية الأولى, خرجت الولايات المتحدة واليابان منتصرتان, رغم أنهما لم يشاركا في الحرب, لكنهما باعا السلاح والمعدات والمواد الغذائية للاطراف الاوربية المتنازعة, وقتها طرح الرئيس الامريكي وورد نيلسون مشروعه حول حق تقرير المصير للشعوب الملغوم, المقصود من هذا المشروع هو تفتيت ما يمكن تفتيته من اجل سهولة هضمه. على اثر ذلك تفككت امبرطوريات عملاقة, العثمانية, الروسية, النمساـ المجر, الألمانية. وبعد الحرب العالمية الثانية, قادت الولايات المتحدة حركات الاستقلال في بلدان العالم المتخلف, كالهند ومصر واندونيسيا وأفريقيا, والباكستان وسوريا وغيرها. عملياً كانت هذه الاستقلالات هشة وشكلية ولم ينتج عنها إلا المزيد من الاندماج في المشروع الامبريالي. هل كانت مصر, أقل سوءاً أيام الملك فاروق أم الأن, هل كانت سوريا أقل سوءاً أيام الاستعمارالفرنسي أم الأن. علينا أن نكون واقعيين.
حكام العالم الثالث ومنهم الدول العربية مجموعة همج, ليس في وجوههم ذرة خجل, أو ذرة من الوطنية. هل تعتقد أن نضالاتنا دون نضوج المرحلة ستوصلنا إلى النجاح أم ستنتج مبارك جديد, او صدام جديد أواسد جديد أو جعجع جديد أو جنبلاط أو حريري جديد. أرجو أن نقرأ الواقع جيداً , القوى, فكرها, قدرة هذا الفكر على حمل قواها, أو قدرة هذا القوى على حمل هذا الفكر وتجسيده على الواقع. معرفة الواقع ضروري, وعكسه فكرياً ضرورة أخرى حتى ننضال. لا اريد ان نكون تجريبيين وندفع أثمان غالية تصب في النهاية في طاحونة التخلف وقواها.
السياسة فاعل مستقل عن المجتمع, بالرغم من ممارستنا الفعلية له, انه فاعل نخب. التجارب السابقة علمتنا أن كل الحركات السياسية التي ناضلت ضد الاستعمار المباشر سرعان من التحمت به. أما قولك أن حركات التحررالوطني لم تنته, فهذا القول يحيلنا إلى بحث عميق جداً. اعتقد أنك تريد أن تقول أننا سنعمل على تغيير المعادلة الدولية برمتها. لكن لدي سؤال, هل هذه النقالة سيتبعها نقلة في تغيير قانون السوق, كيف؟ هل لديك رؤية مختلفة في هذا الجانب, عما هو سائد! الاقتصاد هو المحك لكل شيئ يا صديقي. حركات تحرر وطني وفق قانون السوق أم وفق قانون آخر. لقد ناقش الماركسيون كثيراً هذا الموضوع, موضوع السلعة واغتراب العامل عن الانتاج, وقانون السوق في ظل علاقات الانتاج الاشتراكية. هل نستطيع أن نحل موضوع اغتراب العامل عن المنتج, كيف؟ السياسة وحدها لا يمكن أن تكون رافعة للتحررالإنساني, هكذا علمتنا التجارب.
لقد قال ماركس في السابق أنه كلما تجدرالنظام الراسمالي كلما دق نعشه, وهناك أقوال لماركسيين معاصرين يقولون أن علاقات الانتاج في المراكزلا يمكن أن تنقلنا إلى علاقات جديدة, لا يمكن كسر نمط الانتاج الرسمالي في المراكز لانه متماسك وصلب ومتجذر, انما يمكن أن تنكسر هذه العلاقات الانتاجية في المناطق الهشة, الضعيفة, البلدان المتخلفة, التي من خلالها يمكن الانتقال إلى نمط انتاج أخر يكون أقل قسوة وأكثر انسانية. الحياة لم تجب على هذه الاسئلة, ولا اعتقد انها ستجيب في المدى المنظور

الإعلام والسينما, الغربي, شوه حياة المسيح, ولم يترك شاردة او واردة, إلا ,واساء للدين الإسلامي.
ليش ما حكوا عن الديانة اليهودية. ليش ما تناولوا حياة موسى بالإساءة مثلما فعلوا بالمسيح؟
لم اقرأ رواية عن موسى مثلما فعل دان براون في شفرة دفنشي عن شخصية المسيح.
لا أدافع عن اي دين ولا اذمهم, بيد أني احتقر من يكيل بمكيالين.

لماذا يريد رب اليهود طرد الرجل من دينه فيما إذا لم يختن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مالذي جرى خلال زيارة أوبيد بابيلا إلى المغرب وعلى أساسه تمت


.. لماذا تعجز ألمانيا عن الخروج من الركود للعام الثاني؟ • فرانس




.. هاريس تلعب ورقة الصحة وتُغري الجمهوريين بمناصب وزارية


.. غارة إسرائيلية تستهدف سوق النبطية جنوبي لبنان.. وأميركا تتخو




.. كتائب القسام تفجر عبوة شديدة الانفجار في قوة إسرائيلية