الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
هل تنقذ كورسك - المهرج - زيلينسكي؟
كريم المظفر
2024 / 8 / 11مواضيع وابحاث سياسية
لم تكن محاولة التغلل الأوكرانية في الأراضي الروسية في منطقة كورسك هي الأولى ، فكما هو الحال في ربيع هذا العام وخريف عام 2023، حاولت القوات الأوكرانية شن غزو للمناطق الحدودية لروسيا، وكانت منطقة بيلغورود والمنطقة الحدودية قد تعرضت للهجوم من قبل وحدات متنوعة من القوات المسلحة الأوكرانية، متظاهرة بأنها "مقاومة روسية" ، ثم لم ينجح شيء في كييف ، وسرعان ما تم القضاء على مجموعات "العصابات" الأوكرانية ، على الرغم من أن منطقة بيلغورود عانت أيضًا من الدمار الناجم عن القصف في مناطق عدة .
وهذه المرة غزت القوات المسلحة الأوكرانية منطقة كورسك ، ولم يعد هؤلاء عشرات من المسلحين، بل لواء كامل من القوات النظامية المعززة بالدبابات وناقلات الجنود المدرعة الأمريكية، وحشد من الطائرات بدون طيار ، ونتيجة لذلك، تمكنوا من اختراق الأراضي الروسية ، والسيطرة على العديد من المستوطنات في منطقتي سونزينسكي وكورينفسكي الحدوديتين ، في غضون ذلك ظلت السلطات الأوكرانية والقادة العسكريون صامتين بشكل غامض لمدة يومين فيما يتعلق بغزوهم لمنطقة كورسك ، ويبدو أنهم كانوا ينتظرون ليروا كيف سينتهي الأمر، حتى يتمكنوا من إعلان "النصر العظيم" ، وفي اليوم الثالث فقط، صرح مستشار مكتب رئيس أوكرانيا، بودولياك، أن كييف بحاجة إلى عملية كورسك لتحسين موقفها في المفاوضات المستقبلية مع موسكو ، فهل يعتقد المحيطون بزيلينسكي جديا أن روسيا ستترك منطقة كورسك الحدودية تحت سيطرة القوات المسلحة الأوكرانية حتى ذلك الحين؟
وبات معروفا لدى جميع المحللين العسكريين ، بأن الهدف الرئيسي لهجوم القوات المسلحة الأوكرانية على منطقة كورسك ، هو محاولة إجبار موسكو على نقل احتياطياتها من الجبهات القريبة من تشاسوفي يار وتوريتسك وبوكروفسكي وفولشانسكي، حيث يسحق الجيش الروسي الآن التشكيلات الأوكرانية ، واستعادة قرية بعد قرية ، لمنع انهيار القوات المسلحة الأوكرانية بالكامل في دونباس وفي اتجاه خاركوف، قرر مقر زيلينسكي القيام بمغامرة - هجوم مفاجئ على مقاطعة كورسك ، ومع ذلك، فإن هذه الخطة، بحسب الخبراء، خاطئة وستؤدي بالتأكيد إلى نهاية قاتلة لكييف ، فلن تتوقف روسيا عن الضغط على القوات المسلحة الأوكرانية في دونباس وفي الوقت نفسه ستعيد ضبط احتياطيات القيادة الأوكرانية التي ألقتها على كورسك ، وبالامكان القول أن بان زيلينسكي سلك الطريق الخطأ في كورسك ، والسؤال الأول الذي حاول المحللون والخبراء العسكريون والضباط المهنيون الإجابة عليه: “ما أهداف هذه العملية العسكرية في كييف؟”
وبحسب آراء عديدة الروسية والغربية ، فإن الهجوم على منطقة كورسك هو مغامرة خالصة، دون أي أهداف مبررة منطقيا ، وأن كييف لديها آمال كبيرة في هذه العملية ، التي تم إعدادها من قبل مدربي الناتو منذ عدة أشهر ، واختيار قوات النخبة الأوكرانية مزودة بأسلحة أمريكية ، بهدف آخر المحتمل للهجوم على منطقة كورسك هو إنقاذ الحياة السياسية للجنرالات والسياسيين الأوكرانيين ، والاشارة إلى أن غزو الاتحاد الروسي "مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالقائد الأعلى للقوات المسلحة الأوكرانية ألكسندر سيرسكي"، الذي "تعرض مؤخرًا لانتقادات شديدة بسبب إخفاقاته في الجبهة" ، ولكن هذا وكما أعرب اللواء سيرغي ليبوفوي عن ثقته في أن هذا "لن ينقذ زيلينسكي من الانهيار السياسي".
ولعل هناك عدة اهداف أراد زيلينسكي الذي أراد من هذه العملية ان تكون " درع " له لحمايته من الانتقادات العديدة المحلية والخارجية ، فهناك أيضا الغرض من هذا الإجراء سياسي ، فزيلينسكي أصبح يشعر بالقلق من أن روسيا تواصل هجومها الواثق في دونباس، وان هذا الهجوم مرتبط بالتحضير لمؤتمر السلام كما تصوره زيلينسكي ، لذا فهو يريد تحسين ظروف المفاوضات من خلال الهجمات في اتجاهات أخرى ، ويجب أن تحصل أوكرانيا على بعض المزايا من أجل التصرف من موقع القوة، على الأقل جزئيا ، وبشكل عام، لا تخفي السلطات الأوكرانية حقيقة أنها بحاجة إلى مواقف تفاوضية أقوى ، وإن أحد الخيارات التي يتم الترويج لها في الغرب هو تثبيت الحدود على طول خط المواجهة لسنوات عديدة ، لإن.
وهناك هدف أقتصادي آخر قد يكون في جعبة فلاديمير زيلينسكي والحديث يدور عن محطة قياس الغاز Sudzha، التي يمر عبرها الغاز من روسيا عبر أوكرانيا إلى أوروبا ، ففي الجنوب الشرقي، استولى " الغازين " على محطة قياس الغاز سودجا (GIS)، التي يتم من خلالها نقل الغاز إلى أوروبا عبر ما يسمى بأوكرانيا. وقال الخبير العسكري ميخائيل زفينشوك، مؤسس قناة Rybar telegram، في 7 أغسطس/آب، لكن شركة غازبروم إن الغاز الروسي الذي يمر عبر أوكرانيا "يستمر في التدفق إلى أوروبا" ، صحيح أن حجم الضخ في الفترة من 7 إلى 8 أغسطس انخفض بنسبة 12٪ مقارنة بـ 6 أغسطس، فقد ارتفعت العقود الآجلة للغاز بنسبة 4.8٪ لتصل إلى 38.45 يورو لكل ميغاوات في الساعة. وربط الخبراء الأجانب هذا النمو بالوضع الصعب في منطقة كورسك ، ويمكن أن يكون الغاز أيضًا وسيلة لمحاربة المجر وسلوفاكيا العنيدة في دعم أوكرانيا:
تطورات الأوضاع تثبت ان الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي يحاول نقل الصراع مع روسيا إلى مستوى جديد، وهذا هو بالضبط ما يرتبط به الهجوم على منطقة كورسك ، وأن " المهرج " يبحث عن أي طريقة لتحويل الحرب بين روسيا وأوكرانيا إلى حرب بين روسيا والناتو ، ويرى في تصعيد الصراع مع روسيا الاتحادية ضرورة مهمة بالنسبة له ، وأصبح هذا العامل والرغبة في إجراء عملية إعلامية ونفسية السبب وراء الهجوم على منطقة كورسك ، بالإضافة الى أن إحدى الفرص لذلك كانت محاولة اغتيال الرئيس فلاديمير بوتين في يوم البحرية الروسية (التي منعها الاتصال الهاتفي بين وزير الدفاع الروسي ونظيره الأمريكي ).
والمفاجئة، كما لاحظها الخبراء الغربيون، أن العملية العسكرية في منطقة كورسك أجبرت حلفاء كييف، وهم ليسوا في عجلة من أمرهم للتعليق على تصرفات القوات المسلحة الأوكرانية، على الرد بطريقة أو بأخرى على ما حدث ، وتبين أن تعليقات الاتحاد الأوروبي كانت روتينية ، وردة الفعل الأمريكي متناقضة ، في حين كان بيان الأمم المتحدة الانتقادي غير متوقع ، في الوقت نفسه، توصل العديد من الخبراء العسكريين إلى استنتاج مفاده أن هذه العملية التي تقوم بها القوات المسلحة الأوكرانية لا معنى لها من الناحية التشغيلية والاستراتيجية.
اما وجهة النظر لدى العسكريون والخبراء العملياتية والاستراتيجية، فإن عملية القوات المسلحة الأوكرانية في منطقة كورسك لا معنى لها ، أولاً ، بسبب الهدر الخطير من جانب الجانب الأوكراني للأشخاص والموارد اللازمة في قطاعات أخرى من الجبهة ، ثانيا، يهدد الهجوم على منطقة كورسك بتمديد خط الاتصال القتالي، والذي من غير المرجح أن يصب في مصلحة أوكرانيا، نظرا لنقص الأفراد في القوات المسلحة الأوكرانية ، وتوصل الخبراء الذين تحدثوا مع صحيفة فاينانشيال تايمز إلى نفس الاستنتاجات تقريبًا.
وكان رد الفعل الأمريكي أقل وضوحا ، وكان جون كيربي، منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، من أوائل الذين علقوا على الاشتباكات في منطقة كورسك ، ويترتب على ذلك أن الولايات المتحدة لم تكن على علم بخطط القوات المسلحة الأوكرانية ، ( ولم تعلم بخطة اغتيال هنية ) ، وبالتالي "تعتزم الاتصال بالشركاء الأوكرانيين من أجل الحصول على فهم أكثر اكتمالا لما حدث" ، لكنه شدد على أن الولايات المتحدة لم تغير موقفها تجاه استخدام الأسلحة الأمريكية بعيدة المدى خارج أراضي أوكرانيا المعترف بها دوليا، وتسمح للقوات المسلحة الأوكرانية باستخدام الأسلحة الموردة فقط ضد "التهديدات الوشيكة مباشرة عبر الحدود".
لقد خططوا في كييف أن يتسبب الهجوم الإرهابي في احتجاجات اجتماعية واسعة النطاق في روسيا ، لكن من الواضح أن الحسابات لم تكن مبنية على الواقع، بل على تجربتهم الحزينة، عندما يؤدي كل نجاح للجيش الروسي إلى زيادة عدد غير الراضين عن سياسات " المهرج " زيلينسكي ، وليس من قبيل الصدفة، كما ذكرت هيئة الإذاعة النرويجية NRK، أن "المزيد والمزيد من الأوكرانيين يقولون إنهم على استعداد للتنازل عن الأراضي مقابل السلام ، وإذا حكمنا من خلال استطلاعات الرأي الجديدة، فإن الأغلبية مستعدة أيضاً للتفاوض مع روسيا" ، والسؤال هل تسبب الهجوم على منطقة كورسك في استياء الرأي العام في روسيا؟ لا! فهل أدى ذلك إلى النقل العاجل للاحتياطيات من أخطر الاتجاهات على الجبهة الأمامية لكييف؟ لا! وهل أثبتت قدرة القوات المسلحة الأوكرانية على القيام بعمليات استراتيجية كبرى، وبالتالي قدرتها على قلب دفة الأعمال العدائية؟ ليس كذلك! ، وأصبح من الواضح ، أن كلاً من هذه الإخفاقات سوف تؤدي في نهاية المطاف إلى نتيجة معاكسة تماماً للنتيجة التي أرادتها كييف، ومن الواضح أنه على الرغم من كل الإنجازات المحلية، فشلت القوات المسلحة الأوكرانية والمرتزقة والمتعاونين الأوكرانيين في المهمة ، صحيح انهم ما زالوا قادرين على المقاومة، ومتمسكين بالخطوط التي تمكنوا من الوصول إليها في الساعات الأولى ، ويمكنهم التظاهر أمام الصحفيين الغربيين بأن التقدم مستمر ، ولكن في الواقع، فإن الحماس الأولي للمسلحين الأوكرانيين قد جفت بالفعل - ولم ينتهوا من مهامهم الرئيسية.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. اطباق لذيذة ومتنوعة خالية من اللحوم من الشيف عمر ?? من يفوز؟
.. المغرب.. كلفة نصب تذكاري تثير الغضب! • فرانس 24 / FRANCE 24
.. خامنئي يؤم صلاة الجمعة بعد أيام على الهجوم الإيراني على إسرا
.. غارة جوية إسرائيلية على مقهى في مخيم طولكرم بالضفة الغربية ت
.. وسواس النظافة.. ما الذي يخفيه؟ • فرانس 24 / FRANCE 24