الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مكناس: عاملات وعمال سيكوميك بين مطرقة التسريح التعسفي والمتابعة القضائية
أحمد رباص
كاتب
(Ahmed Rabass)
2024 / 8 / 11
الحركة العمالية والنقابية
في عام 2018، تم طرد عمال وعاملات مصنع سيكوميك بمكناس بشكل غير عادل من قبل رئيسهم الأجنبي. منذ ذلك الحين، قام هؤلاء العامالات والعمال الخمسمائة بحملة أمام المصنع للمطالبة بحقوقهم.
أدى هذا الطرد التعسفي إلى التطويح بالمطرودات والمطرودين في حالة من عدم الاستقرار وانعدام الآفاق. لعدة أشهر، أمضوا لياليهم في المخيمات أمام المصنع والفندق المصنف الذي تعود ملكيته لصاحب الشركة، عازمين على إسماع أصواتهم والنضال من أجل حقوقهم المنتهكة.
العاملات المسرحات تحملن في دواخلهن قصة تفيض بالحزن والمرارة. وهن يستحضر بحسرة الماضي المجيد لهذه الشركة التي كانت في يوم من الأيام واحدة من شركات النسيج الكبرى في المغرب، تشغل ما يقرب من 12 ألف عامل أكثرهم نساء. لكن الحاضر اليوم مختلف تماما، ولم يترك الماضي وراءه سوى واقع بئيس.
العاملات المسرحات يعانين، منذ مدة طويلة، في صمت مذهل، من اللامبالاة، دون أن تمتد أي يد نحوهن. ولا يوجد حل في الأفق ولم تلق نداءاتهن ٱذانا صاغية. ولكن لكم أن تتصوروا كيف أن هؤلاء النساء، المنهكات والمكسورات من الظلم، يضحين بنومهم وأسرهم ليخيموا هنا ليل نهار من أجل التنديد بهذا الظلم.
كان الاستسلام بالنسبة إليهن من قبيل ما لا يمكن تصوره؛ لأنهن متحدات، وعازمات على مواصلة النضال من أجل ما هو عادل ومنصف. أصواتهن، ولو بحت، لن تتراجع عن الاحتحاج حتى يستعدن كرامتهن وتحترم حقوقهن، بحسب ما صرحن به.
في المحنة هن متحدات، يساندن بعضهن البعض في مواجهة الشدائد. قلوبهن مثقلة ولكن عزائمهن لا تتزعزع. يجدن أنفسهن كل يوم جنبا إلى جنب، ويشكلن دائرة من التضامن، ويرفضن السماح لأنفسهن بأن يسحقهن النسيان واللامبالاة.
في الآونة الأخيرة، تلقى العاملات والعمال ضربات قاصمة، أولاها قرار الكونفدرالية الديمقراطية للشغل على المستوى الإقليمي بإقالة مكتبهم النقابي! اعتبروها "خيانة" وتمسكوا بمكتبهم النقابي CDT.
قرر وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بمكناس تعميق البحث في حق أعضاء المكتب النقابي لشركة «سيكوميك» وبعض العمال الآخرين على خلفية الشكايتين اللتين تقدم بهما كل من صاحب ومستخدمي المؤسسة السياحية، ورئيس المنطقة الحضرية لمكناس.
ومثل، صباح يوم الخميس ثامن غشت الجاري، أعضاء المكتب النقابي، وعامل وعاملات أخريات أمام أنظار النيابة العامة لدى ابتدائية مكناس، ما يزيد الأمر تعقيدا ويؤجج شرارة الاحتجاج في صيف حارق، فيما أكد أعضاء المكتب النقابي للصحابة أنهم صامدون وعازمون على الاستمرار في النضال ولو كلفهم ذلك الأسوأ، لأن ليس لديهم ما يخسرونه بعدما تم قطع رزقهم، وسدت كل الأبواب في وجههم، حريصين في ذات الوقت على احترام القوانين الجاري بها العمل، ومؤكدين على ثقتهم الكبيرة في العدالة.
واعتبر المكتب النقابي للشركة أنه بدل اللجوء إلى الحوار الجاد والمسؤول، والبحث بشكل جماعي عن حلول تحفظ ماء وجه المسؤولين ورب الشركة، وتعيد البسمة إلى عائلات العمال والعاملات يتامى الدولة الاجتماعية، تم اللجوء إلى القضاء لصب الزيت على النار وتهييج الوضع، وذلك بتقديم الشكايتين الأولى تتهمهم بالهجوم على المؤسسة السياحية وإغلاق أبوابها لمنع الزبناء والمستخدمين من ولوجها، والاعتداء على العمال؛ فيما تتهمهم شكاية رئيس المنطقة الحضرية لحمرية بالإخلال بالأمن العام، والتحريض، واحتلال الملك العمومي، ومنع الزبناء من الدخول إلى الفندق.
والجدير بالذكر أن أزيد من 500 عامل وعاملة بشركة «سيكوميك» أكملوا شهرا كاملا معتصمين ليل نهار أمام فندق مصنفة بقلب المدينة الجديدة حمرية تعود ملكيته لإى صاحب المؤسسة الإنتاجية «سيكوميك»، أمام صمت مريب للجهات المسؤولة عن هذا الملف الاجتماعي.
هذا الاعتصام المفتوح فرض على صاحب المؤسسة السياحية إغلاقها ما نتج عنه تشريد مستخدميها الستين في عز ارتفاع المنسوب السياحي الصيفي، ما كبده خسائر مالية تقدر بمئات الملايين جعلته يضع طلبا لدى الجهات المعنية للإغلاق النهائي لها.
هذا الاعتصام يأتي أيضا بعدما جاب أزيد من 500 عامل وعاملة شوارع مدينة مكناس يوميا لإثارة انتباه المسؤولين إلى أوضاعهم المتأزمة والمأساوية ماديا واجتماعيا وصحيا خاصة بعد الإغلاق النهائي للشركة شهر نونبر 2021 الذي نتج عنه تشريدهم.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. عوام في بحر الكلام - محمد عبد القادر: 90% من العاملين في هيئ
.. أول ظهور لصاحب محل كابر صبحي الجديد: محدش مشي من العمال وكان
.. مصطفى حسني يحدثنا عن العامل المشترك بين الصحابة رضي الله عنه
.. آلاف العمال الأجانب في لبنان بلا مأوى مع ضعف الإمكانيات
.. الصحة العالمية: مقتل 28 من العاملين في مجال الصحة في لبنان خ