الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألتغييرات العالمية وتأثيرها على اسرائيل

عوزي بورشطاين

2006 / 12 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


إن فشل الحزب الجمهوري برئاسة الرئيس جورج بوش، في الانتخابات الاخيرة في الولايات المتحدة الامريكية، هو بمثابة تعبير واضح عن عدم الرضى وقلة الثقة لغالبية مواطني الولايات المتحدة الامريكية بجورج بوش وبحزبه، ولكن يجب عدم تجاهل الحقيقة المتجسدة في عدم وجود فروق اوليغاركية وحتى سياسية بين الحزبين الجمهوري والدمقراطي وهما يمثلان مصالح رأس المال الكبير وآلهة الحرب والاثرياء الماسكين بزمام الامور في الولايات المتحدة الامريكية، ولكن من اجل عكس والتعبير عن عدم الرضى والمعارضة والرقابة والانتقاد، من ولسياسة جورج بوش خاصة في ظل فشله في العراق، فقد صوتت الغالبية ضد الحزب الجمهوري واعماله وهكذا فهم الرئيس بوش وحكومته وقبلا الامور، ولذلك اسرع بوش وقرر فصل وزير الحرب الامريكي المسؤول عن الفشل في العراق وعين بدلا منه وزير حرب جديد هو غيتس.
ولكن فشل بوش وخاصة ازاء التدخل الامريكي في الشرق الاوسط، وخاصة في العراق ادى الى اقامة لجان خاصة للتحقيق والتلخيص وتقديم اقتراحات وكانت لجنة بيكر – هملتون هي الابرز من بينها وهي لجنة مشتركة برئاسة قائدين، احدهما جمهوري والثاني دمقراطي، وهذه اللجنة تقترح تغييرات كثيرة وعمليا باخراج الجيش الامريكي من العراق بسبب الفشل الامريكي هناك ومن المثير انهم برأي واحد ان النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني مرتبط بمجمل الوضع في الشرق الاوسط، بما في ذلك الحرب على العراق، وتلك الاستنتاجات وغيرها الكثير، قبلت بالتأييد الكبير والدعم في الولايات المتحدة الامريكية وفي دول اخرى، ومن المتوقع ان يجري التصويت في الكونغرس الامريكي وفي مجلس الشيوخ، على تنفيذ تلك الاستنتاجات، ولكن الامر لم يقبل هكذا في اسرائيل وخاصة في اوساط اليمين، وحكام اسرائيل ضد أي تغيير ومع استمرار التدخل الاجرامي الامريكي في العراق، وحكام اسرائيل لا يهتمون بحقيقة ان آلاف الضحايا في العراق من امريكيين وعراقيين، سقطوا بسبب الاحتلال الامريكي والتسلط الامريكي في العراق يقرر ويندمج في السياسة الامريكية الامبريالية، في تعاملها مع باقي الدول العربية وحاليا في لبنان وخاصة ضد الشعب الفلسطيني، والدعم المطلق للسياسة الاجرامية التنكيلية الاسرائيلية في المناطق الفلسطينية المحتلة، وتواصل وسائل الاعلام وخاصة الرسمية تزييف وتحريف الحقائق وتتجاهل وتطمس عن الجمهور الحقيقة المتجسدة في ان الانتقادات لبوش والتحفظ من سياسته في بلاده وفي العالم كله، يضطرانه وحكومته الى تنفيذ خطوات غير مقبولة على حكام اسرائيل، فوقف اطلاق النار الذي اقترحه الفلسطينيون، قبله بوش وحكومته وبدوره الزم بوش اولمرت وحكومته بالموافقة على وقف اطلاق النار، وهذا خلافا لرغبة حكام اسرائيل واليمين الرجعي المتطرف في الدولة، ويطالب قادة الليكود وليبرمان والاحزاب المتدينة بمواصلة القتل والقمع والتنكيل وسفك الدماء وهدم المنازل في المناطق الفلسطينية المحتلة، وهم لا يرتدعون عن اطلاق التصريحات العلنية لتنفيذ ذلك. واكثر من ذلك يدعون للاستعداد للحرب القادمة في لبنان وقد وجدوا الحجج لذلك ان ازدياد عدد زيارات وزراء الحكومة لواشنطن لن يساعدهم واعلنوا علانية عن معارضتهم لتوصيات لجنة بيكر، ولكن الحقيقة الاخطر والاقسى هي ان الجيش الاسرائيلي وبأوامر الوزراء وخاصة وزير الامن المهان عمير بيرتس، يواصلون اقتراف الجرائم وقتل الفلسطينيين من اولاد ومدنيين وشيوخ ورغم ذلك ينشرون ويدّعون في اسرائيل ان الفلسطينيين فقط يخالفون اتفاق وقف اطلاق النار.
ان خيانة حق الشعب في اسرائيل في سلام دائم وعادل وعدم الاهتمام بمستقبله ينعكسان في تصريحات ايهود اولمرت واعوانه ضد ايران حتى التهديد بالحرب بما في ذلك التهديد باستعمال السلاح الذري ضد ايران، وهذا ايضا خلافا لتصريحات وزير الحرب الامريكي الذي اعلن وبالتفصيل عن وجود اسلحة نووية في باكستان وايران كذلك في اسرائيل، والسخيف في الامر انهم كلهم يعرفون ان اسرائيل تملك اسلحة نووية ولكنهم اتفقوا مع الامريكيين على عدم الحديث عن ذلك، وبالطبع لا يتحدثون انه اذا وافق حكام اسرائيل على الانضمام للالتزام الدولي بعدم استعمال ونشر الاسلحة النووية وحتى العمل على ابادتها، فان خطر استعمال هذا السلاح الخطير سيزول.
ليس زيارة اولمرت في واشنطن والتقاء جورج بوش وليس زيارة الفاشي افيغدور ليبرمان، ادتا الى تغيير السياسة الامريكية حاليا، ان المصلحة الامريكية تلزم جورج بوش وحكومته باتخاذ خطوات واجراءات لا تروق لحكام اسرائيل، وهي كذلك ليست خطوات واجراءات لانجاز السلام في المنطقة ولدفع مفاوضات السلام العادل الى الامام، وتلك الاجراءات والممارسات لا تتلاءم مع سياسة القتل الاجرامية التي يمارسها حكام اسرائيل ضد الفلسطينيين في المناطق المحتلة. وتصر الاوساط الحاكمة في اسرائيل على انتهاج سياسة قمع وتنكيل واضطهاد وتمييز ضد الشعب الفلسطيني، ومقابل اليمين المتطرف يقف ويزداد معسكر قوى السلام، وكل مظاهرة مشتركة لقوى السلام ولمعارضي الحرب والاحتلال وجرائمه وسياسته، خاصة المظاهرة الاخيرة لقوى السلام التي جرت في تل ابيب، ضد القمع الاحتلالي وممارسات الاحتلال الاجرامية ضد اهالي غزة، عكست وتعكس رغبة قوى السلام اليهودية العربية في سلام دائم والنضال معا ضد الحروب، ويجب القول علانية وبصراحة ان في اسرائيل معسكرين، معسكر الحروب والقمع والاحتلال بقيادة حكومة اولمرت – ليبرمان، ومقابله معسكر السلام المعارض بقوة للحرب والاحتلال والمنادي بوقف اطلاق النار بشكل عام، والممارسات الاحتلالية المعادية للسلام وباجراء مفاوضات سلام من اجل حل القضية الفلسطينية وحل مشكلة النزاع الاسرائيلي الفلسطيني، ان فشل الحرب العدوانية على لبنان، يساعد في زيادة دائمة في معسكر السلام الذي يرفض كليا وينبذ بقوة الحرب.
ان الحقيقة المشجعة والهامة تجسدت في التعاون المشترك وتقوية ووحدة صفوف قوى السلام المختلفة ومنظمات نسائية وشبابية واجتماعية، في رفض النهج الاحتلالي الاسرائيلي وسياسة الحرب للحكومة القائمة، وفي تصديها المشترك للتهديدات والمؤامرات من قوى اليمين وخاصة ضد حزب الفاشي افيغدور ليبرمان.
ان سياسة التمييز العنصري ومؤامرات الترانسفير والاضطهاد والقمع ومصادرة الارض لا توجه ضد الفلسطينيين في المناطق المحتلة وحسب، انما ضد الفلسطينيين من مواطني اسرائيل ايضا، والمقلق هو حقيقة عدم الاهتمام بما فيه الكفاية وعدم معالجة مؤامرات اولمرت واعوانه في احزاب اليمين، فهل حقيقة المطالبة برفع نسبة الحسم في الانتخابات للكنيست، لا تستوجب الرد الفوري والشجاع والمشترك من كل قوى السلام من كل الاحزاب، وأليس من الواضح ان دعاة وقارعي طبول الحرب هؤلاء ينوون ويعملون على طرد كل حزب يدعو للسلام والتعايش المشترك من الكنيست، ويؤلمني ان اضيف، فقد اشتركت في المؤتمر الاخير لمجلس الحزب الشيوعي الاسرائيلي القطري وللاسف لم تجر معالجة اخطار مؤامرات قوى اليمين الرجعي والفاشي كما يجب في المؤتمر ولم تحظ بالاهتمام المطلوب.
تدل التجربة التاريخية للطبقة العاملة وللشيوعيين في العالم كله وتعلمنا انه في مواجهة وضد المبادرات والمؤامرات الظلامية لقارعي طبول الحرب ودوس وسلب الدمقراطية، فان امر الساعة هو اقامة جبهة مشتركة على اساس برنامج واقعي مشترك، وانا لا اتجاهل الفوارق الايديولوجية بين الاحزاب المختلفة، ولكن في الوضع الراهن ومقابل مواجهة ما هو متوقع هنا فانه من المحتم والمطلوب ايجاد وتعميق المشترك ومطلوب ولازم توحيد احزاب السلام، ولو كان ذلك فقط ضد اخطار ومؤامرات شن حرب وضد استعمال القوة وضد التنكيل الاحتلالي وممارساته ضد الفلسطينيين ومن اجل السلام واحراز التسوية من خلال المفاوضات وسبل السلام. والحقيقة تتجسد في ان الوعي يزداد في اوساط فئات كثيرة في المجتمع من اجل مفاوضات سلام وعدم التوجه الى الحرب، وانما التفتيش عن أي سبيل يؤدي الى السلام وضمان الهدوء والاستقرار، ومن المطلوب والضروري تصعيد النضال من اجل جبهة شعبية سلامية يهودية – عربية، وكل من يعارض تعميق وتوطيد التعاون من اجل السلام يجب نبذه في كل مدينة وقرية، وكل من يرغب ويسعى للسلام العادل والنضال اليهودي العربي المشترك لانهاء الاحتلال، يجب التعاون معه وتوطيد العلاقة معه.

(تل ابيب)









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نتنياهو يؤكد إن إسرائيل ستقف بمفردها إذا اضطرت إلى ذلك | الأ


.. جائزة شارلمان لـ-حاخام الحوار الديني-




.. نارين بيوتي وسيدرا بيوتي في مواجهة جلال عمارة.. من سيفوز؟ ??


.. فرق الطوارئ تسابق الزمن لإنقاذ الركاب.. حافلة تسقط في النهر




.. التطبيع السعودي الإسرائيلي.. ورقة بايدن الرابحة | #ملف_اليوم