الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
التروّي الايراني بالرد على اسرائيل في دائرة توازن القوى
علي عرمش شوكت
2024 / 8 / 12الثورات والانتفاضات الجماهيرية
يبدو ان مواسم الحروب الشرق اوسطية قد اخذت تعصف زوابعها، وبطبعها تجري على نحو ثأري، صارفة النظرعن التكلفة المادية والبشرية وسلام التعايش بين الشعوب. والكل يدرك مثل هذه الكلفة وبخاصة الحياتية على وجه التعيين، وماهي مخلفاتها على كافة الاصعدة.. لاشك ان متبنيات هذه الصراعات في بلدان الشرق هي على الاغلب الاعم بالانابة عن دول الغرب الاستعمارية، التي ما زالت تقبض بتلابيب حكام بلداننا بقوة حتى وان تم تبديلهم بهذا الشكل او ذاك، لتسحبهم الى عباب المحارق لكي تبقى بلداناً متخلفة دوماً قابلة للسيطرة قليلة الكلفة.
وليست الامور بحاجة لكي توصف حروب اليوم بكونها نزاعات حدودية معتادة، كالتي تحصل بين الاونة والاخرى. فلا ينعدم الوهم لدي شعوب الشرق كافة بانها صراعات مقاومة، غايتها كنس مخلفات الهيمنة الاستعمارية القديمة. واسطع مثال وجود الكيان الصهيوني وتبعاته. ولعلنا نكون في غاية حسن التعبير عن حقوق شعوبنا المكافحة عندما نذهب الى رفع همة الكفاح الوطني من داخل بلداننا المبتلية بانظمة ظالمة، لغاية طرد الغزاة والطامعين على حد سواء. غير ان اليوم تواجهنا حروب انفلات القبط الواحد.. فالحرب القائمة بين ايران والغرب وعلى راسها الولايات المتحدة الامريكية، التي تتبنى ترسيخ صنيعتها الكيان الصهيوني، وكبح جماح ايران الماضية نحو بناء منهج مستقل عن التبعية للغرب. وبما معناه الرفض المحسوب للوجود الاسرائيلي المتربص له حتى في الضواحي والخواصر.
سخنت حرارة الصراع الى مستويات تغلب عليه الوجهة التصاعدية مبعثها العدوان الاسرائيلي الاجرامي في غزة المتوسع نحو ايران بشراسة وبعنجهية خارقة، كأنها تريد القول اللعب يحلو عندما تخلو الساحة لها. ويشاهد في متعرجاتها هذه الساحة، التغول في العدوان الذي لا يفهم منه سوى ابتزاز ايران لسحبها اما لحرب مدمرة اوسحبها من تحالفها مع روسيا. وبالمناسبة ان تصاعد الحرب الروسية الاكرونيا قد جاء غداة انتظار الرد الايراني على جريمة اغتيال " اسماعيل هنية.
" في حساب معين بأن ايران مقيّدة للدعم الروسي الذي هو الاخر مقيّد بحربه مع اوكرانيا الى حد ما، مما لن يتسنى لايران ان ترد.. ومن جهة الدعم الامريكي او الغربي بحشودهم عموماً. تدلل على ادراكهم بان الرد الايراني اذا ما حصل سيرجع الكيان الصهيوني الى حالة الهجرة المعاكسة ويفرغه من المستوطنين وهذا يعني بداية الاضمحلال. وفي طية اخرى من المواجهة يحاولون ان ترد ايران دون استعدادها لتكرار الرد بما يجعل الضربات" بالريش " كما يقال وبالتالي تكون الضربة القاضية لصالح اسرائيل وفي هذا المسعى يشيعون بان اسرائيل ستقوم بضربة استباقية الهدف منه استفزاز ايران لكي تنزلق بعجالة الى التصعيد غير المتكافئ استراتيجياً، غير ان التروّي الايراني كان اكثر حذراً وتصحبه قراءة متأنية مما يجعلها ان تعطي للمعضلة حقها المؤثر.
ومن جانب اخر يتواجه المتابعون بالاشاعات البائسة غير من الخطأ اهمالها . تلك التي تقول ان ايران سوف تستبدل الرد المناسب ببعض الاغراءات المتعلقة بالموقف من العقوبات ومن مشروعها النووي، وربما تكتفي تعوضياً بصواريخ حزب الله اللبناني. وهنا سيصدق من ليس له عقل !!. لان الخسارة السياسية لايران ستكون طاعنة بمصداقية ايران بما يتعلق بتعزيز نفوذها وبمعناه تعويق لمنهج تصدير الثورة الاسلامية. الامر الذي لن يجد في اوساط القيادة الايرانية من يرتضيه .. يبقى امر اخر يلوح به، وهو ان ايقاف الحرب في غزة سيكون بديلاً للرد الايراني . ومع ان ايران قالت ان الاولوية لوقف الحرب في غزة مستدركة بالقول ان معاقبة اسرائيل لا محالة وستتم. ويدخل ذلك في حسابات توازن القوى وستكون الايام القليلة القادمة كفيلة بتاكييد او بنفي ما سيتمخض عن ما يختمر في هذه الايام الملتهبة الحبلى ببراكين الحرب.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. امين عام الحزب الشيوعي المصري الرفيق صلاح عدلى يشارك في الذ
.. مشاهد جوية لحشود من المتظاهرين الإسرائيليين يطالبون بعقد صفق
.. برنامج مواقف - الحلقة 2 | عبد الحميد أمين عضو المكتب السياسي
.. عبير صبري: «زمالك بولاق» أحداثه تدور حول الصراع الطبقي
.. مداخلة الرفيق سيد عبد الظاهر في ندوة التضامن مع عمال وبريات