الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كفاءات وطنية وممثلون لحركة الاحتجاج يشكلون حكومة بنغلاديش الانتقالية

رشيد غويلب

2024 / 8 / 12
العولمة وتطورات العالم المعاصر


أدت الحكومة البنغلادشية المؤقتة اليمين الدستوري، الخميس الفائت، أمام رئيس الجمهورية محمد شهاب الدين، ويقودها الخبير الاقتصادي الحائز على جائزة نوبل للسلام محمد يونس (84 عاماً)، والذي يحظى بالاحترام في جميع أنحاء العالم باعتباره أحد رواد تجربة بنوك الفقراء، ولكنه صنع لنفسه اسماً آخرا باعتباره منتقداً حاداً لرئيسة الوزراء المخلوعة الشيخة حسينة. كان يونس قد علق على ما حدث في أول مؤتمر صحفي له في المطار بالقول: "اليوم هو يوم فخرنا. الثورة التي أدت إلى ولادة يوم نصر جديد في بنغلاديش، يجب المضي بها قدمًا وتعزيزها،". فهو يشعر مثله، مثل كامل البلد بالامتنان لحركة الاحتجاج الطلابية، التي جعلت هذه "الولادة الجديدة" و"الاستقلال الثاني" ممكنين. والهدف الأهم الآن هو حماية بنغلاديش من الفوضى والمزيد من العنف. بعد ان شهدت البلاد سقوط قرابة 400 ضحية منذ منتصف تموز الفائت.

حكومة كفاءات وطنية
بعد نجاح الحركة الاحتجاجية، تعد تشكيلة الحكومة الانتقالية النجاح الثاني على طريق مفتوح النهايات. لقد ضمت قائمة الحكومة المؤقتة 17 شخصية من الناشطين وقادة المجتمع المدني المعروفين: أديل الرحمن خان، مؤسس جمعية أوديكار لحقوق الإنسان، وسيدة رضوانة حسن من جمعية المحامين البيئيين، والناشطة البيئية فريدة أختر، التي تضم جمعيتها للزراعة البديلة 300 ألف أسرة فلاحية، وشارمين مرشد، التي تقود جمعية ا تناضل من أجل حقوق الفئات المحرومة، وخاصة السكان الأصليين. وتضم الحكومة أيضًا رئيسًا سابقًا للبنك المركزي، ورجل دين إسلامي ومصلحًا اجتماعيًا، وأستاذًا في علم النفس، ودبلوماسيين ذوي خبرة، ومناضلًا من أجل الحرية من حرب الاستقلال عام 1971. بالإضافة الى ناهد إسلام وآصف محمود، المتحدثين الرئيسيين باسم الحركة الطلابية التي أطاحت احتجاجاتها الحاشدة بالحكومة السابقة قبل أيام.

وتسببت استقالة وهروب "المرأة الحديدية" حسينة التي حكمت البلاد منذ عام 2009 وابنة رجل الاستقلال الشيخ مجيب الرحمن الذي قُتل في انقلاب عام 1975، في حدوث فراغ في السلطة لفترة وجيزة بعد اقتحام مقر الحكومة. وتولى قائد الجيش واكر زو زمان، "المسؤولية الكاملة" بشكل مؤقت لمنع المزيد من التصعيد. وقبل دخول الدبابات إلى وسط المدينة كدليل على السيطرة على أوضاع البلاد، تم اجتياح وتدمير العديد من مراكز الشرطة، في رد فعل على أعمال العنف التي ارتكبتها قوات الأمن في الأسابيع السابقة.

بداية جديدة
بدأت الحياة تعود تدريجياً إلى طبيعتها. عادت قطارات المترو في العاصمة دكا للعمل. وبدأت مصانع النسيج الإنتاج مرة أخرى منتصف الأسبوع: هذه الصناعة هي العمود الفقري لاقتصاد التصدير، بقيمة 4,5 مليار دولار. وعادت الجامعات إلى العمل، مع تغيرات محدودة في إداراتها.

وفي الوقت نفسه، تتدحرج الرؤوس بشكل رمزي في العديد من الأماكن: تم تعيين قائد جديد للشرطة، وأجبر موظفو البنك المركزي نائب الرئيس على الاستقالة، وأرادوا استبدال فريق الإدارة بأكمله.

وفي اجتماع عقد في القصر الرئاسي يوم الثلاثاء، تم اتخاذ الخطوات الأولى لبداية جديدة. فرئيس الدولة شهاب الدين البالغ من العمر 76 عاماً، والذي انضم إلى حزب رابطة عوامي الحاكم بزعامة حسينة منذ شبابه، ولكنه محامٍ معترف به، يتولى الآن منصباً رئيسياً، تماماً مثل رئيس الوزراء المؤقت يونس. لقد كان ممثلو الحركة الاحتجاجية، هم الذين فرضوا تكليف يونس برئاسة الحكومة المؤقتة في هذا الاجتماع، وقاموا بتقييد دور العسكر، وفرضوا عدم تدخل الجيش في الشؤون السياسية.

الحكومة المنحلة
رئيسة الوزراء الهاربة حسينة موجودة حاليا في الهند المجاورة حيث تم نقلها جوا الاثنين الفائت. وقد رفضت حكومة حزب العمال الجديدة في بريطانيا برئاسة كير ستارمر حتى الآن منحها حق اللجوء الذي تسعى إليه، حيث تتمتع بعلاقات عائلية وثيقة. ويقال أيضًا أنه تم إلغاء تأشيرة دخول الولايات المتحدة. ويرغب قادة الحركة الطلابية في رؤية حسينة تُقدم إلى العدالة في وطنها. ومُنع بعض الكوادر الحكومية الرفيعة الذين أرادوا أيضًا الهروب مع حاشيتهم.

انتخابات جديدة
المهمة الرئيسية للإدارة المؤقتة هي الإعداد لإجراء انتخابات جديدة. وفقاً للدستور، يجب أن يتم ذلك في غضون 90 يوماً بعد قيام الرئيس بحل البرلمان، الذي كانت تهيمن عليه في السابق رابطة عوامي. وتجري الآن في وسائل الإعلام المحلية مناقشة الدور الذي ستلعبه رابطة عوامي في المستقبل، وكانت الرابطة توصف بـ "ليبرالية يسارية"، لكنها فقدت مصداقيتها حتى لدى حلفائها اليساريين بسبب مسارها الاستبدادي. إن قوة المعارضة الأكبر حتى الآن، الحزب القومي البنغلاديشي اليميني المحافظ، الذي تتزعمه خالدة ضياء، المنافس اللدود لحسينة، تنفس الآن الصعداء، إلا أنه ضعف ولم يعد يتمتع بأفضل سمعة. وتم إطلاق سراح خالدة، التي كانت في حالة صحية سيئة، مثل غيرها من ممثلي المعارضة المسجونين.

وأكد بعض المهتمين ان البلاد تشهد عودة ديمقراطية بعد 15 عاماً، وهي بحاجة إلى الدعم. وربما يؤكد تشكيل الإدارة المؤقتة على الإرادة المعلنة لإجراء بعض الإصلاحات بعيدة المدى في فترة قصيرة من الزمن، على الرغم من التركيز على إجراء انتخابات حرة وشفافة. وهذه هي "الأولوية القصوى" لدى الحركة الطلابية، كما أكد المتحدث باسمها ناهد إسلام في حفل أداء اليمين الدستوري








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقترح أميركي تلو الآخر بشأن التهدئة في غزة.. هل الهدف تجميد


.. مراسل الجزيرة يرصد الأوضاع من مسقط رأس منفذ عملية معبر الكرا




.. المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة: أكثر من مليوني مواطن باتو


.. ما مصير جثمان الشهيد سامر ذياب الجازي؟




.. صباح العربية | الإثنين 9 سبتمبر 2024