الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
هرمينوطيقا المجتمع بين الحداثة و التاويل
علي مهدي الاعرجي
انسان
(Ali Mahdi Alaraaji)
2024 / 8 / 14
مواضيع وابحاث سياسية
" لا يمكنني البقاء حيث انا خوف من ان يقتلني الجمود الفكري".
الكاتب
أن الثبات على القدم وانعدام الحداثة في التأويل يعتبر الخطر الحقيقي الذي يواجه التجمعات النمطية البشرية صاحبة الإيقاع الواحد. كثيرا ما ترتعب المجتمعات من مفردة الحداثة خوف منها على منظومتها القيمية والاخلاقية من التصدع او الاندثار. رغم عدم ادراكها الى واقع هذه المنظومة هل يقع في الجانب النسبي الأكبر من الصواب؟ ام انه متشبث في رحم الخطيئة؟ حيث ينسجها على انها فضيلة.
ان ما هيكلة بها المجتمعات من صورة نمطية بعيدة عن مقومات التغيير جاء بسبب انعدام الوسط المادي الناقل بين القدم والحداثة فلابد من وجود الفضاء الناقل للأفكار الذي يسمح في تميعها وتغلغلها في مساحة البعد العام للعرف الجمعي للولوج الى منطقة التحرر ضمن مستوى العقل الكلاسيكي و الانتقال الى صناعة العقل الانساني المتطور الذي يميل بطبيعته الى مراحل التجدد بمعية النقيضين الحقيقة و الخرافة .
حتى لا يأخذنا البعض على طرحنا لا بد ان اشير الى انني لا اطلب الخروج عن الموروث القيمي والاخلاقي او الانسلاخ عن الثبات الديني. بقدر ما ادعوا الى تكسير الجمود الفكري المتشبث في المنهجية العقلية العامة لدى المجتمعات الشرقية. لا يمكن للشجرة ان تنساق بارتفاعها دون التشبث في الجذر لكن يمكن لها ان تورق بالشكل الذي تريد وهذا ما نسعى اليه. واقعا في ظل الانفجار التكنولوجي الذي شهده العالم لا يمكن ان نتمسك في نفس السخافات من الأفكار والنظريات فلا يمكن للعقل البشري ان يعتقد ان الارض مسطحة وأنها على ظهر حوت او قرن ثور والشمس تغرب في عين حمئة وان رجل العشيرة يجب أن يطاع كما يطاع الله على الأرض وان العبد الاسود لا يصاهر وغيرها من الأشياء التي يمكن ان يستقبلها الفكر المعاصر. مع كل هذا الا انه لا يستطيع أحدنا ان يستوعب فكرة التطور الهيكلي في المنظومة الاسرية الحديثة رغم انها انعقدت بشكل جيني مع الحمض النووي للإنسان واصبحت المنافيات للعرف الاجتماعي المرسومة في الخارج جزء من تشكيل داخلي في هيكل البنية الأسرية الاجتماعية. إذا لم يعد هناك فواصل بين المحظور العرفي السابق وبين الانتقال العصري التكنولوجي الذي بدوره أتاح الى جميع النوافذ الاعتراض على بناء أسس قيمة جديدة تعتبرمن أولويات التنمية الحداثوية. لا يمكن منع الفرد اليوم عن استقطاب الفكر العام او الاندماج مع الصراعات او الموجات العالمية الحديثة رغم انها من محرمات العرف الاجتماعي حيث تحول النص المحظور الى وجوب مسموح او وجوب عيني يفرض تأديته على الجميع. لذلك أقول نحتاج الى اعادة تقييم الى مفهوم الفكر العام نحتاج الى تفكيك الرموز بالشكل العكسي لمعرفة مفهوم الأشياء من خلال معانيها. يجب ان نعيد الية الفهم بالشكل العكسي مع تناسق الزمن لفهم اساسية الثوابت الاجتماعية ومصادر تشريعها وتصديرها الى العوام. كما يقول ايمانويل كانت "الشيء في نفسه غير الشيء لنا". لذا من المنطق ان نستنجد في التأويل أو الهرمونطيقيا بشكلها العام البسيط يمكن اعتبارها ضرورة ملازمة الى حياة المجتمعات الحديثة فلا يمكن لنا ان نفارقها. ليس لأنها الة صناعية في ذهن الانسان، بل يمكن اعتبارها منتج يستطيع ان يستخدمها العقل البشري لتغيير الواقع العام في الحياة البشرية. لابد من فهم سبب التشريع وكيفيته ونشأته. في الواقع لابد من فهم الأشياء من خلالها لا من خلالنا. في الديانات نجد التأويل اساس اغلب النصوص فالله في القرآن أورد هذه الكلمة بكثرة بعضها أحاطها لنفسه لا يعلم تأويلها إلا الله وبعضها أناطها الى الراسخون بالعلم.
لذلك يجب ان نفهم مصدر التشريع العرفي الاجتماعي من خلال تحليل النص وفهم الشيء بالشيء و النص بالنص و القانون بالقانون من اجل رسم تشكيل جديد يعيد بناء العرف العام .نعم يمكن للمجتمعات البشرية التأقلم والتطور مع المحيط الحداثي الا أنها لا تستطيع النفوذ من جلودها بالشكل المنسج لذلك اقل اعود الى فهم النص من خلاله حتى نصل الى تأويل فكري اجتماعي اخلاقي بعيد عن الخرافة والسخافة.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. رئيس الأركان الإسرائيلي: الوصول إلى اتفاق تبادل مسألة معقدة
.. الدوري الإسباني.. برشلونة يرحل صوب إقليم الباسك لمواجهة ريال
.. أحمد الحيلة: الجميع يعلم أن نتنياهو يعرقل التوصل لصفقة تبادل
.. أوكرانيا تستهدف مصنعا للذخيرة في روسيا بالمسيرات
.. هل تسمح الظروف السياسية الجديدة في أمريكا بالدفع إلى وقف لإط