الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هذا الوطن ليس لنا - خاطرة

محمد أيوب

2006 / 12 / 21
حقوق الانسان


وطن الموت والخراب ليس لنا .. وطن الاقتتال الداخلي ليس لنا .. لأننا نستحق وطنا أفضل ، وطنا يسوده الأمن والأمان وتنتشر فيه رايات الكفاية والعدل ، وطن الاستقرار والمحبة ، لم يضح المناضلون من أجل الوصول إلى هذه الحال ، لم يحلموا يوما بأن يقتتل أبناؤهم وأحفادهم في شوارع غزة على اللاشيء بعد أن أجمعوا على القبول ببقايا وطن قد لا يكتمل يوما ، قبلنا بالفتات ومع ذلك نقتتل على هذه الفتات وكأننا صنعنا المعجزات .
يا أبناءنا ويا أحفادنا كفانا تمزقا واقتتالا ، لأننا لم نحلم يوما بما يجري ، ولم يناضل المناضلون من أجل الوصول إلى هذه الحال ، فلا تجعلوا من ضحى يندم على أنه قدم زهرة شبابه في السجن أو ضحى بحياته وعمره من أجل الوطن ، كانوا يحلمون يومها بأحلام وردية ووطن جميل حر ، وطن يحفظ كرامة الإنسان ويصون حياته ، فلا تجعلوا أحلامهم تتبخر مع الدماء النازفة على تراب غزة ، حرام عليكم تلك الدماء التي تريقونها دون مبرر حقيقي ، حرام عليكم تلك الأرواح التي تزهق دون ذنب ، كان الجاهليون يحفظون حرمة الأشهر الحرم فلا يقتتلون وها أنتم تقتتلون في الأشهر الحرم وتنتهكون حرمتها ، وقد حرم الإسلام اقتتال المسلمين مهما كانت الأسباب ، فهل أنتم جميعا مسلمون ، وهل أنتم مقتنعون بما جاء به الإسلام ؟ إن كان الجواب : نعم ، فلماذا تقتتلون ؟ ولماذا نفتقد الأمن في شوارع غزة ؟ ولماذا لا تتكاتف الجهود من أجل البناء بدلا من الهدم ؟
ارحمونا من هذا الحب القاتل ؟ لا تزرعوا البغضاء بين أبنائنا باسم العمل من أجل مصلحة الوطن ، لأن المواطن بحسه البسيط يدرك أين تكمن مصلحة الوطن ، فلماذا لا نثق بهذا المواطن ؟ نلجأ إليه حين نحتاجه ونهمله حين نصل إلي مرادنا وبغيتنا ، نمتطيه لتحقيق مصالح ضيقة ثم نركله بعيدا عنا وكأنه زائدة لا حاجة لنا به ؟ أليس من العيب أن نفعل ذلك وأن نصادر الشعب وقتما نريد ؟
شعبكم يرجوكم ويتوسل إليكم أن ارحموه من حبكم القاتل لأنه ولأننا نستحق وطنا أفضل ، وطنا تنمو فيه أزهار المحبة ويترعرع فيه الأمل ، وطنا يحترم القانون ويعطي الحماية لكل مواطن مهما صغر شأنه ، ومواطنا يجد له في العدالة سندا حقيقيا وفي رجال الأمن أخوة له يرفعون عنه الضيم بدلا من تكريسه ، لا تجعلوا الناس يشعرون بالحنين إلى الماضي المؤلم لأنه أقل ألما من الحاضر ، ولا تجعلوهم يرددون قول الشاعر :
وظلم ذوي القربى أشد مرارة على النفس من وقع الحسام المهند
ارحموا شعبكم من هذا الحب القاتل ، لأن مثل هذا الحب سيضيع الوطن والمواطن .. سنضيع جميعا إن لم تتفقوا على ما فيه خير شعبنا ووطننا ، فهل من أجل ذلك ناضل المناضلون ؟ وهل من أجل ذلك قدمنا ذلك الحصاد من الشهداء والجرحى والمعاقين والأسرى ؟ ما زلت أعتقد أننا نستحق وطنا أفضل .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. جبال من القمامة بالقرب من خيام النازحين جنوب غزة


.. أردنيون يتظاهرون وسط العاصمة عمان ضد الحرب الإسرائيلية على ق




.. كيف يمكن وصف الوضع الإنساني في غزة؟


.. الصحة العالمية: المجاعة تطارد الملايين في السودان وسط قتال ع




.. الموظفون الحكوميون يتظاهرون في بيرو ضد رئيس البلاد