الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إسرائيل بين تحذيرات انهيارها واستراتيجيات محور المقاومة

خالد خليل

2024 / 8 / 15
مواضيع وابحاث سياسية


إسحاق بريك، الجنرال الاحتياط في الجيش الإسرائيلي، يعتبر من أبرز النقاد للوضع العسكري والأمني في إسرائيل. في تحليله للوضع الحالي، يثير بريك العديد من القضايا حول قدرة الجيش الإسرائيلي على مواجهة التحديات التي قد تنشأ في حال نشوب حرب متعددة الجبهات.

بريك يستند في تحليله إلى عدة عوامل رئيسية:

البنية التحتية العسكرية غير المستعدة: يشير بريك إلى أن البنية التحتية العسكرية الإسرائيلية ليست مجهزة بشكل كافٍ للتعامل مع تهديدات متعددة في آن واحد. يتحدث عن نقص في التدريب والجاهزية للقوات الاحتياطية، وهو ما يمكن أن يسبب خللاً في قدرة الجيش على الرد السريع والمنظم على أي هجوم من عدة جبهات.

التغيرات الديموغرافية والجيوسياسية: يرى بريك أن التغيرات السكانية داخل إسرائيل والتحديات السياسية الداخلية تؤثر سلباً على تماسك المجتمع الإسرائيلي وقدرته على الصمود في وجه ضغوط الحرب. التوترات الداخلية بين المجموعات المختلفة يمكن أن تؤدي إلى ضعف الروح المعنوية والتعاون داخل الدولة.

تطورات التهديدات الإقليمية: في السنوات الأخيرة، تطورت قدرات الخصوم المحتملين لإسرائيل، مثل حزب الله في لبنان وحماس في غزة، وأيضاً إيران التي تدعم هذه الأطراف. هذه الجماعات أصبحت تمتلك أسلحة دقيقة وطويلة المدى، مما يزيد من تعقيد الأمور بالنسبة لإسرائيل في حال نشوب حرب على عدة جبهات.

الاقتصاد والوضع الاجتماعي: يؤكد بريك على أن الوضع الاقتصادي والاجتماعي في إسرائيل يتدهور بشكل مطرد، وهو ما ينعكس سلباً على الجبهة الداخلية وقدرة الدولة على تحمل أعباء الحرب. الأزمات الاقتصادية والمشاكل الاجتماعية يمكن أن تضعف الدعم الداخلي للحرب، ما يسرع من انهيار الدولة في حال تعرضها لضغط عسكري كبير.
ما يمكن أن يحدث في حالة حرب متعددة الجبهات
في حالة حدوث حرب متعددة الجبهات، فإن إسرائيل ستجد نفسها مضطرة للتعامل مع تهديدات متزامنة من الشمال (حزب الله)، الجنوب (حماس والجهاد الإسلامي والفصائل الاخرى )، وربما حتى من الشرق (إيران) اضافة الى جبهتي السناد في اليمن والعراق. هذا الوضع سيستنزف موارد الجيش، ويضعف قدرته على الرد السريع والفعال. بالإضافة إلى ذلك، سيؤدي إلى ضربات مكثفة على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، مما قد يؤدي إلى نزوح جماعي وزعزعة الاستقرار الاجتماعي.

النتيجة المحتملة

يرى بريك أن حرباً من هذا النوع قد تؤدي إلى انهيار إسرائيل، ليس فقط بسبب الضغط العسكري المباشر، بل أيضاً نتيجة التآكل البطيء للجبهة الداخلية. النظام السياسي والاجتماعي في إسرائيل قد لا يتمكن من الصمود في وجه ضغوطات الحرب، مما يجعل الانهيار مسألة وقت فقط إذا لم تتخذ إسرائيل خطوات جادة لتعزيز قوتها العسكرية وتحسين أوضاعها الداخلية.

تحليل بريك يقدم رؤية قاتمة لكنه يطرح تساؤلات مهمة حول استعداد إسرائيل لمواجهة مثل هذه التهديدات الوجودية.


محور المقاومة، الذي يضم جهات مثل حزب الله في لبنان، وحركة حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين، بالإضافة إلى دعم من إيران وسوريا، والعراق واليمن ، يراقب عن كثب التطورات داخل إسرائيل، ويستفيد من تحليلات شخصيات مثل الجنرال إسحاق بريك لتعزيز استراتيجيته المستقبلية.


تحليل الواقع الإسرائيلي واستغلال نقاط الضعف

محور المقاومة يقرأ بتمعن واقع التحديات التي تواجهها إسرائيل وفقاً لتحليلات بريك وأمثاله، ويركز على عدة محاور لتحقيق أهدافه:

تصعيد التهديدات متعددة الجبهات:

استراتيجية الضغط المتعدد: يدرك محور المقاومة أن إسرائيل قد تجد صعوبة في التعامل مع هجوم منسق على عدة جبهات في وقت واحد. بناءً على ذلك، يتم وضع خطط عسكرية تعتمد على التنسيق بين جبهات المقاومة المختلفة لشن هجمات متزامنة من الشمال والجنوب، وربما من الشرق، لإرباك الجيش الإسرائيلي واستنزاف موارده.

استخدام الأسلحة الدقيقة: تطورت قدرات محور المقاومة في السنوات الأخيرة، حيث حصلت هذه الجماعات على أسلحة دقيقة وطويلة المدى تمكنها من ضرب أهداف حساسة داخل إسرائيل، مما يزيد من الضغط على الجبهة الداخلية ويضعف الردع الإسرائيلي.

تعزيز الحرب النفسية والمعلوماتية:

استغلال الانقسامات الداخلية: محور المقاومة يركز على استغلال التوترات والانقسامات الداخلية في إسرائيل، سواء السياسية أو الاجتماعية. حملات الحرب النفسية والمعلوماتية يمكن أن تزيد من هذه الانقسامات وتضعف الثقة بين الشعب الإسرائيلي وقيادته، مما يؤدي إلى زعزعة الاستقرار الداخلي.
تحفيز الضغوط الاقتصادية: من خلال استهداف مواقع حيوية للاقتصاد الإسرائيلي، يسعى محور المقاومة إلى زيادة الأعباء الاقتصادية على إسرائيل، مما يؤدي إلى تفاقم الأزمات الداخلية وتآكل الدعم الشعبي للحكومة.
التحالفات الإقليمية وتوسيع دائرة الصراع:

التنسيق مع حلفاء إقليميين: يركز محور المقاومة على تعزيز تحالفاته مع دول وجهات إقليمية، لتوسيع دائرة الصراع وضمان دعم لوجستي وسياسي. التحالف مع إيران يمنح محور المقاومة القدرة على تعزيز قدراته العسكرية والاستخباراتية لمواجهة إسرائيل.

استراتيجية الإنهاك الطويل الأمد: يسعى محور المقاومة إلى تحويل أي صراع محتمل إلى حرب استنزاف طويلة الأمد، يدرك من خلالها أن إسرائيل قد تواجه صعوبات في الحفاظ على جبهتها الداخلية ومواردها الاقتصادية والعسكرية على المدى الطويل.

التحضير لعصر ما بعد إسرائيل:
بناء بدائل سياسية ومجتمعية: يرى محور المقاومة في هذه المرحلة فرصة ليس فقط لإضعاف إسرائيل، بل لإعادة تشكيل المنطقة بما يتماشى مع رؤيته. هذا يشمل تعزيز المقاومة الشعبية في فلسطين، ودعم الحركات الإسلامية التي تتبنى فكرة المقاومة المسلحة ضد الاحتلال، كجزء من التحضير لعصر ما بعد إسرائيل.

استغلال التحولات الدولية: المحور يعتمد على قراءة دقيقة للتحولات الدولية، واستغلال أي تراجع في الدعم الدولي لإسرائيل، أو تغير في مواقف الدول الكبرى، لتعزيز موقعه الإقليمي وتحقيق أهدافه.

الخلاصة

محور المقاومة يسعى لاستغلال نقاط الضعف في الجبهة الإسرائيلية كما وصفها إسحاق بريك، من خلال تصعيد التهديدات متعددة الجبهات، وتعزيز الحرب النفسية، وتوسيع دائرة الصراع إقليمياً. هذه الاستراتيجيات ليست فقط لتهديد إسرائيل، بل تهدف أيضاً إلى إعادة تشكيل النظام الإقليمي وفقاً لرؤية محور المقاومة، مما يجعل الصراع مع إسرائيل جزءاً من مشروع أكبر يهدف إلى إنهاء وجودها كدولة وإقامة نظام جديد في المنطقة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مختصر ومفيد ولا يحتاج الى دليل
سهيل منصور السائح ( 2024 / 8 / 16 - 04:44 )
اما القضاء على اسرآئيل يعني القضاء على فلسطين. هل تعلم لماذا؟؟. ببساطة الجواب: هو ان دول الاستكبار العالمي لا تسمح بذالك وهذا ضاهر وجلي ولا يحتاج الى ادلة. لا يستطيع احد ان يزيل اسرآئيل الا من اقامها وهذا بعيد المنال في المدى المنظور ولله الحكمة البالغة. تحية للشهداء. اما لوتحققت الامنيات بزوال اسرآئيل قسيبدا النزاع بين الاهل انفسهم لان الديموقراطية رجس من عمل الشيطان وسيتطبق القول على الفلسطينيين:
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة ** على المرء من وقع الحسام المهند. ولكن دوام الحال من المحال وعجلة الزمن لا تتوقف.نتمنى التوقيق والنصر للفلسطينيين المظلومين من بعضهم البعض قبل عدووهم وان الله على نصرهم لقدير.اما لاصحاب الشعار المرفوع (امة واحدة ذات رسالة خالدة) فنقول:
عبيد للاجانب هم ولكن *** على ابناء امتهم اسود.


2 - اصبت كبد الحقيقة يا سهيل والنتيجة واضحة
سمير أل طوق البحراني ( 2024 / 8 / 16 - 09:25 )
بعد التحية والاحترام. خذ العراق الجريح مثلا على ما تفضلت به في تعليقك حول حال العرب والمسلمين. ذهب صدام حسين وزمرته وجاءت حكومة المحاصصة فهل استفاد العراقيون ام ان حياتهم كانت اسوأ مما كانت عليه ايام زمان؟؟. اخي الكريم ان اتخاذ الدين او المذهب ركنا اساسيا في الحكم مع اختلاف المذاهب والاجتهادات لا يؤدي الا الى المزيد من العبودية وسوء الحياة لان امنيات الدار الآخرة موجود في العقول وهو السيف المسلط على رقاب المؤمنبن مع ان ولاة الامر وسيرتهم تثيت انهم لا يؤمنون بذالك.ولا تنسى القضاء والقدر وهما الدعامة التي يستند عليها ولاة الامور لان ما قدر الله قدر وهذا يعني نهب اقوات الشعب باسم الله. ان العرب والمسلمون بحاجة الى ثورة تبعد الاحزاب الدينية من الحكم وليكن الشعار (الحكم لله والوطن للجميع والناس اثنان اما اخ لك في الدين او شريك لك في الخلق)

اخر الافلام

.. محاولات لإنعاش رضيعة انتشلت من تحت أنقاض غزة


.. نائب وزير الخارجية الإيراني: إذا شهدنا أي مغامرات جديدة من ج




.. الاحتلال يستخدم سلاح الجو في قصف طولكرم بالضفة الغربية.. ما


.. بايدن يرفض التفاوض العلني بشأن موقف إسرائيل من مواقع النفط ا




.. انفجارات في بيروت بعد دقائق من هبوط طائرة قادمة من باريس