الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
أفكارٌ بسيطةٌ غيرَ مُلزمَة لأحد ..( 26 )
زكريا كردي
باحث في الفلسفة
(Zakaria Kurdi)
2024 / 8 / 16
الادب والفن

---------------------------
1- أجد من المؤسف حقًا ، أن يتحوّل الفن السائد حالياً ، إلى مجرد مهارات آلية وسلوكيات غرائبية ( كالصراخ في فن الغناء ، أو القفز كالمجانين في فن الرقص ، أو الترويج الحماسي للقباحة في عالم التشكيل ، او فقدان رهافة الحسّ في أسلوب سكب اللون أو ما شابه ..)
لكأن الفنّ الذي نشهده الآن ، أصبح مبستراً تماماً ، أو لنقل صار كالأطعمة المعلبة ، فناً باهتاً ، كالماء الآسن ، لكن بلا نكهة ولا لون ولا رائحة .
حيث لم تعد القيم السامية ، و مهمة تعزيز الجمال ، والحث على الرفعة ، وسمو الذائقة الإنسانية ، أو إزدهار الوعي ، غاية أو هدف أو معنى لهذه الأنشطة والفعاليات ، المُسمّاة زوراً الآن - في تقديري - بالفنّ ..
ما يسميها البعض نشاطات إبداعية وإنجازات فنية ، أنا أراها ( وقد أكون على خطأ ) عبارة عن فعاليات احتجاجية ، وشكليات صاخبة ، ومهاترات سطحية مع الحياة .
تأتي بها أرواح ميتة متشابهة ، و تبثّها نسخ أفهام غير سوية ، ديدنها الانشغال بجنون الغرائز وتتبّع إنفلاشاتها ،
أو تبتكرها لنا كائنات عضوية هاجسها التماثل ، ذات أفهام هشّة فكريا للغاية ، تعمل على تقليد الآلة و حسب.
و كما أرى ، فإن المُتلقّي لهذا النوع من " الفنّ " - في تقديري أيضاً - ليس بحاجة البتة ، لأن يكون عالماً يقظاً ، أو حكيماً متسائلاً ، أو ذا حساسية مرهفة ، أو حتى كائناً رصيناً أو متأملاً ، للاستمتاع بما يفعلون من فوضى فنّية ، وصياح للحضور .
فقط يكفي أنْ يكون لديه - أي المتلقي - قدراً كافياً من التفاهة،
و أنْ يمتلك الرّغبة العارمة و المُرعبة ، في مزيد من التشويه و قتل الوقت .
-----------------------
2- " فنّ الغناء " هو من الفنون المرموقة في عالم الموسيقا بالذات ، و أقرب تعريف له - في اعتقادي - هو فن استخدام تدرّجات و امكانات المقدرة الصوتية للتعبير عن رهافة الأحاسيس وفيوض المشاعر والانفعالات المختلفة ،
و لكن هذا المقدرة الفنية ، وهذا النشاط الانساني الصرف ، ليس بالامر الهين تماماً ، و موهبة غير متاحة لكل من هبّ ودبّ كما قد يخال كثيرين .
في فنّ الغناء الصحيح ، يُعتمد - بالضرورة - ، على تقنيات و دربة متقنة، في اخراج الهواء من الحنجرة مرورا بالخبال الصوتية ) بمعنى ، استخدام اهتزازات الصوت بطريقة تحافظ على سلامته وتعزز من جودته الفنية..
و تتضمن هذه التقنيات السيطرة على وضعية الحنجرة ، و من ثم التحكم في التنفس، الامر الذي يسمح بإصدار صوت الصدر وصوت الرأس بشكل متوازن. أي التحكم الواعي والدقيق بمصدر الصوت..
و كما هو معلوم لدى كثير من المختصين في الغناء العربي ، يُفضل استخدام صوت الصدر لأنه يتناسب مع خصائص اللغة العربية ومخارج الحروف من الحنجرة.
بالإضافة إلى هذا كله ، هناك معايير للصوت السليم تشمل القدرة على الغناء بنبرات متعددة والحفاظ على النغمة الصحيحة والقوة والوضوح في الأداء .
أخيرا وليس آخراً :
يُعد فن الغناء في العالم الشرقي نشاطاً مستحبًا ومفضلًا ، وقد تقاطع مع أهمية موسيقا الكلام وايقاعات الشعر ، بما لهما من أثر في النفس ووقع على الاذن ،
ناهيك عن الفلسفة والدين يعتبر الفن هو الثالوث الأهم المُعبر عن مستوى الروح الكلية لدى شعب ما ، وعن حال الثقافة ، و نقل التراث ، وربما عن الحاضر الراهن لأمة من الامم .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. نجوم التيك توك من العرض الخاص لفيلم الشاطر بطولة أمير كرارة

.. بوسى تحتفل العرض الخاص لفيلم الشاطر

.. أمير كرارة ومحمد عبدالرحمن توتة من العرض الخاص لفيلم الشاطر

.. الأخ سند .. احمد كرارة يساند شقيقه امير كرارة في العرض الخاص

.. لقاء حواري حول: اللغة والفلسفة في فكر الدكتور خالد كموني – ح
