الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


غائم جزئي

عماد الطيب
كاتب

2024 / 8 / 17
الصحافة والاعلام


اعتدنا منذ اعوام على نمط جديد من الاخبار دخل في حيز العواجل .. فمنذ جائحة كورونا شهد الاعلام بصورة عامة منعطفا جديدا في طبيعة الخبر الصحفي . فبعد اخبار الاصابات والوفيات التي شهدها العالم ومن ثم العراق .. ظهرت للسطح اخبارا من نوع جديد لم نعتد عليه يحمل صفة الخبر والعاجل .. اذ اجتهد القائمون على المنصات والمواقع الاخبارية ووسائل الاعلام المختلفة على احداث طفرة نوعية في نظام العاجل .. وقد تحقق مرادها . اذ وجدت في تأخر الرواتب عن شريحة كبيرة من الموظفين بالعراق الذين تجاوز عددهم الخمسة مليون موظف اي خمس مليون عائلة الذي يقدر عددهم نصف الشعب.. هؤلاء الموظفين كانوا يبحثون عن بارقة معلومة تفيد بتحديد موعد لصرف رواتبهم المتأخرة .. و كانت السبق الصحفي في انتظار الذي المواقع الالكترونية التي تكالبت عليه فبدأت التحليلات الاقتصادية والاجتماعية وافتتحت من اجله استوديوهات للتحليل واستضافة محللين وخبراء في هذا الشأن .. وبدأت التنبؤات والاستنتاجات تظهر كخبر يقين للمواطن الذي تشتت تفكيره .. وتضاربت الانباء حول الامر جراء الاستنتاجات التنظيرية التي لاتستند على ارضية صلبة وكل يدلو بدلوه ويؤكد ما يقوله .. يتهم جهة معينة تارة ويبرأ جهة اخرى تارة اخرى .. والمؤسسات الحكومية في حالة صمت تعيش الابهام نفسه من الاخبار ومازال الامر لغزا محيرا .. وظل خير زاد يجد به الموظفون للتنفيس به ليتصدر قائمة الاحاديث اثناء وبعد الدوام الرسمي وفي احلامهم تارة.. ولم يكتف الحال على ذلك وانما كانت النشرة الجوية التي كانت زمان تأخذ حيزا بسيطا في وسائل الاعلام . نجدها اليوم الشغل الشاغل لكل مواطن بل ظهر نجوم من متنبيء الجو واسماؤهم تتردد على السنة الناس . ونجد في اليوم الواحد اخبارا متضاربة بعضها يتحقق و منها من يجد وسيلة لتبرير جوي لنفيها بعد ذلك .. ثم يضيف القائمون على المنصات الالكترونية حدثا آخر يضاف الى ( شلة) العواجل من الاخبار وهو العطلة الرسمية التي تفننت المواقع في التخمينات تجاه هذا الامر بل واصبحت تلك المواقع ان تحدد العطلة قبل شهر وخاصة عطلة الاعياد التي تعد ضربة صحفية للموقع اذا ارتفع عدد ايام العطلة الحد المسموح . ناهيك عن اخبار التعينات وسلم الرواتب الذي جاء بالمرتبة الاولى في فترة قصيرة واعدت له برامج تحليلية .. ان هكذا طراز من الاعلام السطحي الذي يعزف على هموم واحتياجات الناس وجد طريقه الواسع . وصارت وسائل الاعلام في تنافس محموم من اجل الحصول على السبق الصحفي وتعاش عليه .. وسوف يعثر الاعلام المحلي في المستقبل على وسائل اخرى لاخبار جديدة تدغدغ مشاعر المواطن وتنكأ جروح بغية ان يظل متصدرفي قائمة اهتمام الناس . والقادم اسوء ..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ترامب: على إسرائيل ضرب المنشآت النووية الإيرانية


.. إطلاق رشقة صاروخية من جنوب لبنان تستهدف الجليل




.. ما آخر الغارات الإسرائيلية على منطقة المريجة؟


.. روسيا تعلن عن ضربات مدفعية ضد وحدات أوكرانية في كورسك




.. بعمر 20 يوماً فقط.. لبنانية تروي رحلة نزوحها برفقة طفلتها ال