الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخدعة الأمريكية بشأن قرب الوصول إلى اتفاق لوقف النار في غزة: استراتيجية مكشوفة ومحفز لحرب إقليمية

خالد خليل

2024 / 8 / 17
مواضيع وابحاث سياسية


في كل مرة تتصاعد فيها الأزمة في غزة، تتدخل الولايات المتحدة الأمريكية بمبادرات سلام ووعود بوقف النار، وغالباً ما تتوجه الأنظار إلى تلك الجهود باعتبارها مفتاحاً لإنهاء التصعيد وبدء مفاوضات طويلة الأمد. إلا أن هذه المرة تبدو الأمور مختلفة تماماً، فالتجارب السابقة والواقع السياسي الحالي يكشفان عن أن هذه المبادرات قد تكون مجرد مناورة لشراء الوقت وتأجيل الحتمية المتزايدة لنشوب حرب إقليمية شاملة.

القراءة السياسية لحقيقة الموقف الأمريكي

تاريخياً، لعبت الولايات المتحدة دور الوسيط في النزاعات بين إسرائيل والفلسطينيين، ولكن الحقيقة المرة هي أن الوساطة الأمريكية دائماً ما كانت منحازة لمصلحة إسرائيل، بغض النظر عن مصالح الفلسطينيين أو حقوقهم. وتكمن الخطورة هذه المرة في أن الولايات المتحدة، رغم حديثها المتكرر عن وقف النار والتوصل إلى تسوية، تستغل الوقت لبناء تحالفات إقليمية ودولية يمكن أن تدعم إسرائيل في حال اندلاع صراع أكبر.

هذا النمط من السياسة ليس جديداً، فقد ظهر بوضوح في تجارب سابقة حيث استغلت الولايات المتحدة وقف النار كوسيلة لإعادة تسليح إسرائيل وتحضيرها لجولات قتال لاحقة. واليوم، ومع تعقد الأوضاع في المنطقة وتزايد التوترات مع محور المقاومة، تبدو هذه المناورة الأمريكية مكشوفة أكثر من أي وقت مضى.

محور المقاومة ورد الفعل المتوقع

محور المقاومة، الذي يضم دولاً وقوى إقليمية مثل إيران، حزب الله، وسوريا، إضافة إلى الفصائل الفلسطينية المسلحة في غزة، أصبح أكثر وعياً بالسياسات الأمريكية. وليس مستغرباً أن ترى هذه القوى أن الحديث عن وقف النار ما هو إلا محاولة لكسب الوقت وليس لتحقيق السلام. إن قرارات محور المقاومة الآن تعتمد على تحليل دقيق للنوايا الحقيقية وراء تلك المبادرات الأمريكية، والاستعداد لما قد يأتي من تصعيد.

الاعتقاد السائد بين هذه القوى هو أن تأجيل المواجهة لن يخدم سوى مصالح إسرائيل وحلفائها، وأن إطالة أمد الصراع الحالي قد يؤدي إلى خلق ظروف أكثر تعقيداً في المستقبل، قد لا تكون في مصلحة المقاومة. ومن هنا، فإن رد الفعل المتوقع من محور المقاومة قد يتجه نحو استغلال أي محاولة لخداعهم بمبادرات وقف النار لإعداد الرد المناسب وتحديد اللحظة المناسبة للانتقال إلى مرحلة جديدة من الصراع، يمكن أن تشمل مناطق أوسع من مجرد قطاع غزة.

التحذير من حرب إقليمية شاملة

التحليلات تشير إلى أن الفشل في وقف التصعيد الحالي أو التعامل معه بجدية يمكن أن يكون الشرارة التي تشعل حرباً إقليمية شاملة. التوترات في المنطقة قد بلغت مستوى غير مسبوق، وأي محاولة لاستغلال الأوضاع لمصالح ضيقة قد تأتي بنتائج عكسية تخرج عن السيطرة. إن الاستراتيجية الأمريكية القائمة على محاولة تحقيق مكاسب تكتيكية قصيرة المدى يمكن أن تؤدي في النهاية إلى مواجهة إقليمية واسعة النطاق، وهو أمر لا يخدم لا الولايات المتحدة ولا حلفاءها.

في الختام، يجب أن يكون واضحاً أن محور المقاومة لم يعد يتعامل مع المفاوضات والمبادرات الأمريكية بنفس السذاجة التي كانت موجودة في العقود السابقة. ومع تصاعد حدة الصراع، تصبح احتمالية اندلاع حرب إقليمية شاملة أكثر واقعية. ولعل الخدعة الأمريكية بشأن قرب الوصول إلى اتفاق لوقف النار هي مجرد جزء من لعبة أكبر، قد تقود المنطقة بأكملها إلى مستقبل محفوف بالمخاطر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مفاوضات شراء الوقت وبيع الوهم
محمد بن زكري ( 2024 / 8 / 17 - 11:20 )
كما كل (المبادرات) الأميركية السابقة ومقترحاتها للتفاوض بين طرفي الصراع الإسرائلي الفلسطيني ؛ فإنه بكل التأكيد .. الذي لا احتمالَ معه ، لن تختلف نتيجة مبادرتها الحالية بشأن ما يسمى وقف القتال (والأمر في حقيقته حرب إبادة تنفذها إسرائيل) في قطاع غزة ، عن نتائج جميع مبادراتها السابقة ، من حيث جني المكاسب لإسرائيل وحصاد الأوهام للطرف الفلسطيني .

وساذج إلى حد الغباء المطلق ، أو متخاذل ، أو ضالع في التآمر ضد حقوق الشعب الفلسطيني ؛ من يصدق حسن نوايا الإدارات الأميركية أو حياديتها ، بشأن حل الصراع الفلسطيني الإسرائلي عموما ، بما في ذلك (مبادرتها) الراهنة بشأن الحرب على غزة . بينما هي تحشد أساطيلها الحربية المرعبة للدفاع عن إسرائيل .. بل والحرب المباشرة وليس فقط الهجينة إلى جانبها !

إن الموقف [الحقيقي] والثابت لأميركا ، هو ما عبر عنه دونالد ترمب (15 أغسطس الجاري) ؛ منتقدا دعوات وقف الحرب ، وداعيا نتنياهو إلى «سرعة الانتصار» ، ومتوعدا من سماهم {البلطجية من أنصار حماس ، المتعاطفين مع الإرهاب} بالاعتقال والترحيل من الولايات المتحدة ، في حال فوزه بالرئاسة .

اخر الافلام

.. أشهى الحلويات بدون فرن مع الشيف عمر!


.. كيف تستعين إسرائيل بالذكاء الاصطناعي لإعادة الرهائن من غزة؟




.. 7 أكتوبر 2023 : قصة -يوم الرعب- في إسرائيل • فرانس 24 / FRAN


.. غزة تحت القصف الإسرائيلي: عام على الأزمة الإنسانية الكارثية




.. المغرب: محطات تحلية مياه متنقلة تنقذ سكان بعض القرى من جفاف