الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أفكارٌ بسيطةٌ غير مُلزمة لأحد ..(27)

زكريا كردي
باحث في الفلسفة

(Zakaria Kurdi)

2024 / 8 / 17
الادب والفن


----------------------------
في جهة أولى ..
- رغم كل ما يُقال عن مساوئها العديدة ، إلا انّ "وسائل التواصل الاحتماعي" حققت بالفعل ، نقلة كبيرة في التواصل بين العقول المتخالفة ، وسهولة المواجهة بين مختلف مستويات الوعي بين الناس.
نعم ، ربما تسبّبت في خلق شكلا جديداً من أشكال الوحدة والإنعزال ، إلا أنها - في المقابل - رسمت لنا أيضاً ، حالاً مبتكراً -غير مسبوق - لميدان صراع الأفكار عن بعد ، بتقديمها ميزة اللغو أو الثرثرة في كل الأوقات ، و عدم الخوف من هيبة الكتابة ، و عبء الافصاح عن صراخ الأعماق بأقل ضرر ممكن ، سواء من تحمل النتائج لذلك ، أو التأثر بحكم الآخرين ، وهذا كله - في تقديري - شيء حسن ، إذ لا شيء يؤلم المرء أكثر من إبقاء كلّ شيء في داخله..
------------
من جهة ثانية ..
- أعتقد أن هذا اللّهاث المستمر السريع ، والإرهاق المُرّ و المُريع ، والسعي الدؤوب والفظيع ، وراء الجديد في كلّ شيء ، من شأنه أنْ يُدمرنا ، ويتسبّب في تعظيم شقاء أرواحنا ، أو يؤذينا أكثر فأكثر ، و بشكلٍ لا يوصف .
لا بد لنا من استراحة عقلية تأملية ما ،أن نعطي الأولوية - ولو قليلاً - لحياتنا الداخلية ، والا فنحن نخاطر بشدة ،
بالانفصال التام عن جوهر الذات الإنسانية الحقيقية.
والتعرّض لخطر الاحتراق المدمن ، بوقود الرغبات المُضللة واللامتناهية ،
في زعمي ، علينا اعادة الاتصال بين الفينة والأخرى بجوهرنا، أنْ ننصت إلى أعماقنا ،
أن نلاحظ هدير موجات أنفسنا المتلاطمة ، ونرقب اتجاهات مشاعرنا المتخاصمة ، ونحاول ان نلتقط إشارات دوافعنا النائمة في محاضن وعينا المضطرب..
علينا ذلك ، وإلا سنصبح - عاجلا أم آجلاً - مجرد محاصيل مُعلّبة ، لأفهام مسيّرة ، جاهزة للقطاف لأكثر من مرة ، من قبل وسائل الإعلام الماكرة ، وسطوة قوى التحكم الأخرى.
zakariakurdi








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليه الأجانب بقوا يصوروا أفلامهم عند الأهرامات؟


.. فيلم عالمي جديد يتصور في الأهرامات -Fountain Of Youth-




.. حكاية فيلم الأكشن العالمي اللي اتصور عند الأهرامات Fountain


.. معالم مصر السياحية وجهة للأفلام العالمية




.. فراس الأسود: الموسيقى للدفاع عن الحريات • مونت كارلو الدولية