الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جبران تويني أو مديح النهار.

أحمد الفيتوري

2006 / 12 / 22
الادب والفن


من عادةِ شجرة اللوز؛
أن تشعل الشيبَ
في شعرِها،
تكون الضوءَ
لمستوحشي الطريق.
تجئ الريحُ الحمقى
تطفئ زهرَ اللوز .


كل الحشرات تموت لكن الفراشات تذهب في غيرها، كل الألوان تشحب لكن الأزرق السماوي الأزرق البحري يذهب في الأفق كي يشتد، أو كما الظل يشتد كلما اشتد الضوء.
فيا أيها المسكون بالأرز، الساكن الأفق وليس في ما مرّ، لن يتسن لمثلك الذهاب فمثلك ما جاء ليغادر، و أنت العارف أن العدو لا يغدر، لهذا لم تهادن؛ ما تستطيع غير أن تحيا وحسب.
فيا لقاتليك من جحيم؛ يرونك مرأى العين، كل صباح تمر من الكلس لشارع الحمراء، تترجل من سيارتك الجيب، تدخل من باب النهار؛ نهارك الذي لا يغرب.
فكيف يتسنى النوم لهم؟، يا لعذباتهم وأنت تطوقهم، تطوق الليل بالنهار، وديك الصبح شعارك الأبدي، وأنت ديك التوق الذي لاتخذه سنة من تعب، وأنت من جناحي الشعر والحرية، يا سليل النبي وحامل اسمه، كم أعميت قاتليك، كم فتحت عيني عشاق لبنان الذي فك الحرف وصاغ أبجدية الحرية .
أيها القائم في النهار شمس قلمك أعمت قاتليك، صاروا يتخبطون في غيهم من منحدر لمنحدر وكل قبر مثواهم، وكل أحلامهم قبور؛ كنت كابوسهم في النهار وحسب ومن الآن كوبست معاشهم إلى الأبد . طلعتةُ كل نهار، صيحتةُ الصبيان والباعة النهار النهار، يبدأ ظلامهم ويسود يومهم.
وكل نهار أنت تمر من الكلس لشارع الحمراء، تترجل من سيارتك الجيب، تدخل من باب النهار، تتقدم فيك الجسارة. يا جسور لقد دشنت جسرا من جبل لبنان؛ القنطرة التي عمدت بالحرية، والتي إلي أخر الآخرين عش الفنيق.
كم أعميت قاتليك، وكم سفحوا من حقدهم عليك، علينا، على التوق والجسارة، على الحرية وتحديدا على النهار ، الظالمون الظلاميون؛ من شمس قلمك أعمت بصرهم وبصيرتهم، من يعمهون في غيهم من ضلوا السبيل.
أيها الفارس مثلك يترجل في ساحة الحرية، ويشرب قهوة الصباح في ساحة النهار، وينحني محييا الديك؛ ديك النهار، فكيف يتسنى لهم النوم بعد.
لقد نلت منهم وما نالوك، وكنت كما الطفل تشير بإصبعك النهاري لعري الملك؛ أي ملك هذا من يخاف النهار، القلم، الكلام، شجرة الأرز، النبي ، الهواء، العصافير الطليقة، جبران. أي ملك هذا الذي يعشب حديقة ليله بالخوف، الخواف هذا أي ملك هو العاري؛ من فضيحته النهار.
لقد كتبت مصيرك يوم كنت الطفل؛ من يشير بإصبعه النهاري لعري الملك الهارب في الغي، من بيته من كذب وطريقه من أشباح.
ترجل كي تشرب قهوة الصباح
قهوتك حلوة وليلهم مرّ
ارتشف على مهل؛ النهار موعدك لا يعرف الغياب.
ما أكتب مرثية كما لا تكتب المدائح
تمهل، النهار طازج كي تبدأ يومك
ترجل كي تشرب قهوة الصباح
ترجل كي تشرب قهوة الصباح
إني أرى ما ترى
الحباحبُ تشعل،
غابةََََ الليل.
النجمُ الثاقب،
يشعل ليلَ الحباحب.
العمياءُ؛
توقض الظلام.
ترجل كي تشرب قهوة الصباح
غسان ليس على عجل من أمره
ناديا أكملت قصيدتها
وانسي الحاج لن..
الديك يقظ كما أن العدو لا يخون.
لم ألتقيك لكن كثيرا ما اقتسمنا رغيف الحلم
أيها الحالم، سيد التوق،
الديك يقظ وسمير يترجم أحلامنا.
كذا كمال مضرج بك يدق الباب
وأنت لم تترك الحصان وحيدا.
كنت تعرف أني لن ألتقيك وكنت أيضا أعرف، لعلك لهذا أو بالتوكيد تركت ابتسامتك على الطاولة، ونون والقلم عند باب النهار؛ كل نهار، كي نلتقيك في أحلامنا، حيث وضعت النقطة على الحرف، كي لا يحرف الكلام، كي لا نتراجع عنك، تتقدمنا، فترجل كي ترشف قهوة الصباح رشفة رشفة، غسان ليس على عجل من أمره وأنت خير من يعرف؛ تمر من الكلس لشارع الحمراء تترجل من سيارتك الجيب تدخل من باب النهار.
أيها النهاري عليك السلام، يوم ولدت ويوم عشت، وكل يوم تبعث حيا في صيحة الصبيان والباعة: النهار؛ النهار؛ النهار....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-


.. فعاليات المهرجان الدولي للموسيقى السيمفونية في الجزاي?ر




.. سامر أبو طالب: خايف من تجربة الغناء حاليا.. ولحنت لعمرو دياب