الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نار المحتلين و نار القوى الكوردية بمثقفيها موجهه نحو الكورد على حد سواء.

هشام عقراوي

2024 / 8 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


بينما لا تزال كوردستان محتلة و تتعرض الى الهجمات و المؤامرات العديدة فأن أكثرية القوى الكوردية بمثقفيها و حتى بالكثير من "المستقلين" أو الذين يدعون الاستقلال أسهمهم و أقلامهم موجهة نحو الكورد أنفسهم و نحو بني جلدهم و الجميع يعملون في تناغم غير متفق علية أو حتى لربما متفق علية، على هدم ما تبقى من وحدة وطنية و شعور وطني.
الجميع يرى و هو أمر ليس بالمخفي كيف تعمل القوى الكوردية على معادات بعضها البعض و تقديم خدمات جلية للمحتلين فقط من أجل أن ينهزم فريق كوردي فريقا أخر.
أما أقلام المثقفين الكورد فهي الاخرى موجهة الى الكورد و الى القوى الكوردية التي يعادونها و يختلفون معها في التفكير و النهج و حتى في أصعب المراحل و في أقسى الايام. فالمثقفين و القوى الكوردية و بدلا من الوقوف ضد هجمات و مخططات المحتلين نراهم نسوا الاحتلال و القتل الذي يمارسونه و يتهمون بعضهم البعض بأي فشل أو هجوم يحصل للمحتلين على كوردستان.
حسب القوى الكوردية و هؤلاء المثقفين فأن كل ما يحصل في كوردستان بأسرها هو بسبب الاحزاب الكوردية. فتركيا تهاجم أقليم كوردستان بسبب حزب كوردي و تركيا تهاجم غربي كوردستان لأن حزب كوردي يتعاون مع حزب كوردي اخر و أيران تهاجم الاقليم لأن حزب كوردي يحاول تحرير كوردستان من براثن ذلك الاحتلال و بغداد تهاجم كركوك لأن قوى كوردية باعت كركوك و بحسبهم فأن قطع الميزانية عن الكورد من قبل بغداد هو ايضا بسبب قوى كوردية. و هكذا فلديهم كل الذي يحصل هو بسبب القوى الكوردية و كأن المحتلون هم حمامات سلام و أياديهم غير ملطخة بدماء الكورد و أن الكورد و القوى الكوردية تقتل الكورد أنفسهم من أجل أن يحتل أخرون أرض كوردستان.
نحن نرى في نفس وقت زيادة هجمات المحتلين بكل أنواعها على الكورد فأن بعض المثقفين لا عمل لهم سوى التهجم و بأساليب ساخرة على الكورد أنفسهم و يتناسون أن هناك لغة للتخاطب و هناك توقيت للحديث و الكتابة. فحديث الليل و حديث الحرب و حديث السلام و حديث التحرير و حديث البناء كل له و قته. ففي الحرب هناك ثقافة نفذ الاوامر، و بعدها يأتي تقييم الوضع و في مرحلة الاستقلال و السلام يأتي البناء و توجيه النقد الهادف و ليس بيع السب و القذف و الشتم على أنه نقد و تعبير عن الرأي. فالرأي شئ و الشتم شئ اخر.
سنوات و نحن نراقب الوضع الكوردي و لا نرى سوى أن الكورد يعادون بعضهم البعض أكثر من معاداتهم للمحتلين. و الكورد يهاجمون بعضهم و يستخدمون لغة بذيئة ضد بعضهم البعض أعنف من التي يستخدمونها ضد أعدائهم. و عندهم أحتلال كوردستان بأكملها و سرقة موارد كوردستان من قبل المحتلين منذ الاف السنين ليس بشئ و ليست بجريمة بينما تجاوزات بعض السياسيين الكورد لديهم جريمة لا تغتفر و بسببها يتركون المحتلين و السراق الكبار و التأريخيين ينعمون بكوردستان و يركزون على بعض الكورد من الذين لا تلمئ عيونهم بالمال حتى بعد الممات. نعم هذه مصيبة و هي مصيبة كبيرة و ما يعملة هؤلاء الفاسدون الكورد خيانة للوطن و لكن تلك الخيانة هي ليست بأكبر من جريمة أحتلال كوردستان. و أقلام الكورد يجب أن تكون موجهه للمحتلين الى يوم تحقيق التحرير و الاستقلال.
المثقفون الكورد يقدمون كل هذه الخدمات الى المحتلين لربما مجانا. و هذا يدعنا الى التفكير عن سبب بقاء الكورد دون دولة مستقلة الى الان. فطالما مثقفونا و قوانا السياسة يعادون بعضهم البعض أكثر من عملهم على تحرير الوطن و طالما نحن نخلق للمحتلين الاعذار على قتلهم للكورد، و طالما أقلامنا موجهة الى صدور بعضنا البعض فأن ألمحتلين سوف ينامون مرتاحين و سنبقى نحن تحت الاحتلال لعقود أخرى.
مات الكثير من الكورد بحسرة رؤية كوردستان حرة مستقلة و لكن بهذه الطريقة فأن ملايين أخرى من الكورد سوف يموتون بتلك الحسرة ليس لأن المحتلين أقوياء كما تروج لها تلك الاقلام و لكن لأن القوى الكوردية و الكثير من المثقفين الكورد لا عمل لهم سوى معاداة بعضهم البعض.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كل ما تحتاج معرفته عن أمراض الكبد وسبل الوقاية |صحتك بين يدي


.. حقيقة ارتباط بنين ستارز




.. عاجل | المتحدث باسم اليونيفيل لسكاي نيوز عربية: استهداف إسرا


.. سياق | تاريخ السود في أمريكا.. من المسالخ إلى المساهمة في بن




.. ما أبرز إنجازات اللاعب الإسباني رافاييل نادال؟