الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحروب والتوازن الاجتماعي

سلامه ابو زعيتر

2024 / 8 / 20
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


ؤالحرب والتوازن الاجتماعي
• د. سلامه أبو زعيتر
التوازن الاجتماعي مصطلح نبحث من خلاله إمكانية الوصول للاستقرار في المجتمع الفلسطيني في محافظات غزة في ظل العدوان والحرب، حيث تشكل حالة عدم الاستقرار واللاتوازن التي يمر به المجتمع والفوضى التي تسببت فيه الحرب الدامية، ومحاولات الإبادة الجماعية والتطهير العرقي بالتوازي مع الصراع من أجل البقاء الذي أصبح جزء من هموم الناس المشتتين بفعل النزوح والاخلاءات المتكررة التي يجبرون عليها والعيش في مخيمات النزوح بظروف لا تصلح للحياة الادمية والحيوانية، والتي تزامن معها المشاكل الاجتماعية والانحدار في القيم والأخلاق وحالة الضياع التي لا يمكن وصفها او التعبير عنها ،والتي تحتاج لإعادة توازن يفرضها المجتمع كحالة وقائية ويمكن التعبير عنها بمفهوم التوازن الاجتماعي كمحرك للتغيير فهو الحالة الانسب التي يمكن من خلالها أن تعيد المجتمع لحالته الطبيعية في حال الاستقرار وتوقف المسببات لهذه الاشكالية، حيث أنه يمكن إحداث اتزان في العلاقات بين الأفراد والجماعات، وتتوزع فيه الموارد بشكل عادل، وهذا يؤسس لتكاتف الجهود لتحقيق الرفاهية المشتركة للجميع.
ويعتبر التوازن الاجتماعي من المفاهيم الديناميكية التي تتغير بتغير الظروف الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، ويمثل أهمية في احداث الاستقرار المجتمعي بما يساهم في تحقيق الاستقرار والسلام المجتمعي، التي تسهم في تقليل الاضطرابات والصراعات بين افراد المجتمع، الامر الذي يساهم في التنمية المستدامة، فهو من الركائز الأساسية التي تشجع على المشاركة المجتمعية ويساهم في تحقيق العدالة الاجتماعية، وتحسين نوعية حياة الأفراد والجماعات، ويزيد من الشعور بالانتماء والهوية وصولا للرفاهية المشتركة.
أكثر ما يؤثر في التوازن الاجتماعي التوزيع العادل للموارد والعدالة الاجتماعية وطبيعة التماسك الاجتماعي وحجم المشاركة المجتمعية ينعكس توزيع الموارد والثروة بشكل عادل، وتوفير فرص متساوية للجميع على المجتمع وتوازنه وطبيعة تماسكه الذي يشمل الشعور بالانتماء إلى مجتمع واحد، والتضامن بين أفراده، مما يدفع الجميع لزيادة مشاركة الأفراد في صنع القرارات والتخطيط للمستقبل، وتنمية لغة الحوار وتقبل الاخر رغم الاختلاف وتقديم الاحترام المتبادل رغم التنوع بالوعي والثقافة بين افراد المجتمع، وهذا يتم بمسارات متوازية مع السياسات العامة التي تسعى توفير الخدمات والرعاية للناس، وحماية حقوق الإنسان، ومكافحة الفساد، وحماية الجبهة الداخلية وتحقيق الضبط الاجتماعي كشريك مع مؤسسات المجتمع المدني.
لتحقيق التوازن الاجتماعي يجب العمل على مكافحة البطالة والفقر واللامساواة والمحسوبية والجهوية والقبلية وجميعها تزيد التوترات الاجتماعية ويضعفان التماسك التضامن المجتمعي، فالتغيرات الاجتماعية السريعة التي يمر بها المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة يؤدي الي صعوبات في التكيف والتأقلم، ويخلق حالة من الصراعات التي تفرز مزيد من العنف والعربدة والتعدي على حقوق الغير التي بطبعها تهدد الاستقرار الاجتماعي وتعيق التنمية، وتؤسس لمزيد من التعصب والتطرف والعدائية للأخر مما يشكل تهديدًا خطيرًا على التماسك الاجتماعي، وكل ذلك يحتاج لدور مؤثر وفعال للتدخل من المؤسسات والافراد لتحقيق استرار وتوازن المجتمع.
تلعب المؤسسات الرسمية غير الرسمية دورا فعالا وحاسما في تحقيق التوازن الاجتماعي بتوفير احتياجات الناس ودعم المبادرات المجتمعية، وتعزيز الحوار والتسامح، ومناهضة الفساد والمحسوبية والتوزيع العادل لمقدرات المجتمع، بالإضافة لدور يمكن ان يلعبه الافراد من خلال تمسكهم بالقيم والخلاق الحميدة والسلوك الإيجابي باحترام وتقبل الاخرين، والتطوع الهادف لخدمة المحتاجين وزيادة والمشاركة في الأنشطة المجتمعية والتفاعل معهم.
أخيرا يمثل التوازن الاجتماعي إحدى الحلول السحرية التي يفرزها المجتمع لمواجهة الإشكاليات، وحالة التشتت والضياع والتي نحتاج لتعزيزها، فالتوازن يمثل هدفا نسعى اليه في مجتمعنا الفلسطيني في ظل الحالة التي وصلنا لها مع استمرار الحرب، وذلك يتطلب مزيد من بذل الجهود المشتركة والعمل معًا لعادة ما دمر الاحتلال، والتأسيس لبناء المجتمع ما بعد العدوان ليكون أكثر عدالة واستدامة ورفاهية.
• رئيس نقابة الاخصائيين الاجتماعيين والنفسيين في محافظات غزة








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على 7 أكتوبر: علامات استفهام حول الهجوم ونقطة تحول في ال


.. عاجل | رئيس حماس في الخارج يوجه رسالة لإيران وحزب الله في ال




.. عاجل | رئيس دولة الإمارات يوجه بتسيير 6 رحلات جوية إضافية لن


.. وسائل الإعلام الإسرائيلية تتناول شكل الهجوم المتوقع على إيرا




.. نتنياهو: تلقينا ضربة قاسية قبل سنة وعملنا خلال السنة الماضية