الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
احتجاجات الممرضين في إيران: التحديات الجديدة والمطالب
نظام مير محمدي
كاتب حقوقي وناشط في مجال حقوق الإنسان
(Nezam Mir Mohammadi)
2024 / 8 / 22
مواضيع وابحاث سياسية
في الأيام الأخيرة، شهدت إيران موجة جديدة من الاحتجاجات الاجتماعية والنقابية، التي اشتدت بشكل خاص بين الممرضين والعاملين في قطاع الصحة. هذه الاحتجاجات التي بدأت في أوائل شهر أغسطس، توسعت بسرعة في مختلف المدن بسبب ظروف العمل الصعبة والرواتب غير الكافية.
أسباب الاحتجاجات
تشكلت احتجاجات الممرضين والعاملين لأسباب متعددة، أهمها:
الرواتب المنخفضة: يواجه الممرضون في إيران رواتب لا تتناسب مع تكاليف المعيشة وارتفاع الأسعار. على سبيل المثال، يتقاضى بعض الممرضين فقط 13 إلى 15 مليون تومان شهريًا، بينما ارتفعت تكاليف المعيشة بشكل كبير. في المقابل، يحصل بعض الأطباء على رواتب تصل إلى مليار تومان شهريًا. هذه الفجوة في الرواتب تسببت في استياء كبير بين الممرضين.
ظروف العمل غير المناسبة: يضطر الممرضون للعمل في ظروف قاسية وتحت ضغط نفسي وجسدي. ساعات العمل الطويلة ونقص الكوادر البشرية تجعلهم يعملون ساعات إضافية بشكل متكرر، لكن رواتبهم عن هذه الساعات الإضافية منخفضة جدًا (20,000 تومان في الساعة / ما يعادل ثلث دولار!). هذه الضغوط تؤثر ليس فقط على صحتهم النفسية والجسدية، بل أيضًا على جودة الخدمات الصحية المقدمة.
عدم الأمان الوظيفي: يواجه العديد من الممرضين تهديدات من إدارات المستشفيات والجهات الأمنية. هذه التهديدات تجعلهم غير قادرين على الاستمرار في الاحتجاجات والدفاع عن حقوقهم. في الواقع، يواجه بعض الممرضين خطر الفصل والمتابعة القانونية بسبب مشاركتهم في الاحتجاجات.
التجمعات والشعارات
في الاحتجاجات الأخيرة، رفع الممرضون والعاملون شعارات مثل "كفى وعودًا، سفرنا فارغ" و"التضخم بالدولار، رواتبنا بالريال". وأكدوا أنهم سيواصلون احتجاجاتهم حتى تُلبى مطالبهم.
على سبيل المثال، في يوم 11 أغسطس، تم الإبلاغ عن أن 90% من الممرضين في مستشفيات شيراز توقفوا عن العمل، وبدلاً من أن يتواصل مدراء المستشفيات معهم، اتصلت بهم الأجهزة الأمنية وهددتهم.
ردود الفعل والدعم
أشادت السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، بالممرضين والعاملين في قطاع الصحة، واعتبرتهم أبطالًا حقيقيين. وأكدت أن هذه الاحتجاجات تعكس إرادة الشعب الإيراني للخروج من الظلم والفساد وتغيير الوضع القائم. يمكن أن يساعد هذا الدعم في تعزيز روح الممرضين وجذب انتباه المجتمع لمشاكلهم.
آفاق المستقبل
لا تقتصر هذه الاحتجاجات على الإشارة إلى المشاكل الاقتصادية والاجتماعية للممرضين، بل تتناول أيضًا الوضع العام لنظام الصحة في البلاد. مع العلم أن عددًا كبيرًا من الممرضين يهاجرون إلى دول أخرى كل عام، قد يؤدي ذلك إلى انخفاض جودة الخدمات الصحية والعلاجية في إيران. كما أن زيادة الضغوط على الممرضين قد تؤدي إلى تقليل حماسهم وكفاءتهم في تقديم الخدمات للمرضى.
الخاتمة
إن موجة الاحتجاجات الجديدة في إيران تعكس استياء عميقًا من الوضع الاقتصادي والاجتماعي في البلاد. يمكن أن تؤدي هذه الاستياء إلى تغييرات أكبر في المجتمع الإيراني، حيث يسعى الناس إلى تحسين ظروف حياتهم وعملهم. سيكون للممرضين والعاملين في قطاع الصحة، كأحد أهم أعمدة نظام الصحة، دور رئيسي في هذه التغييرات.
في النهاية، فإن دعم حقوق الممرضين والانتباه لمطالبهم ليس فقط ضروريًا لتحسين ظروف عملهم، بل سيساعد أيضًا في رفع جودة الخدمات الصحية في البلاد. يمكن اعتبار هذه الاحتجاجات علامة على التغييرات القادمة في المجتمع الإيراني، حيث يسعى الناس إلى العدالة والمساواة.
وجاء في جزء من الإعلان الأخير للأمانة العامة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية يوم الأربعاء 21 أغسطس بشأن استمرار إضراب الممرضات في المدن الإيرانية ما يلي:
«وفي أراك، احتج الممرضون في مستشفيات أمير المؤمنين، ولي عصر، وخوانساري، وأمير كبير. هاجمت قوات الشرطة المتظاهرين في مستشفى أمير كبير، ما قوبل بالمقاومة. وفقا لوكالة أنباء إرنا، "في أراك، في 19 أغسطس/آب، أعلن نائب الثقافة والشؤون الاجتماعية في شرطة محافظة مركزي عن اعتقال شخصين في تجمع احتجاجي للممرضات… ورفعت دعوى ضدهما وتسليمهما إلى السلطات القضائية"».
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تنكّل بشبان فلسطينيين في بلدة بالقد
.. مشاهد نشرها الجيش الإسرائيلي خلال الاستعداد لعملية برية في ج
.. الجيش الإسرائيلي: فرقة الجليل 91 بدأت عملية برية محدودة ومحد
.. للمرة الثانية.. إسرائيل تعلن بدء عملية برية جنوب لبنان
.. خبير عسكري مصري يكشف خطة إسرائيل لتدمير حزب الله