الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زيارة عباس.. نحو تطويق تعنت نتنياهو وفشل بايدن

سليم يونس الزريعي

2024 / 8 / 22
القضية الفلسطينية


نقلت مجلة "ذا ريببلك" الأمريكية أن مرشح الحزب الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأمريكية دونالد ترامب قد تحدث مع رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو بضرورة تجنب إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة حماس.
مصلحة ترامب
هذا الطلب لو صحت رواية الصحيفة يتناقض مع مصالح أمريكا في المنطقة جراء ما قد يترتب على فشلها كدولة في منع تدهور الأوضاع في المنطقة.
لكن ترامب يبدو أنه انحاز إلى مصلحته الذاتية، وهو بهذا الانحياز يستهدف مع سبق الإصرار، حرمان الحزب الديمقراطي من أي إنجاز سياسي قد يسجل في صندوق الاقتراع لصالح حزب بايدن ومرشحته كامالا هاريس، كان سيجلب أصوات الملايين من أنصار القضية الفلسطينية ممن انتصروا لمأساة أهل غزة وكانوا يطالبون بوقف الحرب، في ظل موقف معادي للرئيس السابق ترامب الذي لم يتورع عن الإفصاح عن موقف معادي من القضية الفلسطينية، مع أنه سلوك غير إنساني أو أخلاقي..
ومن ثم فإن ما لا يريده ترامب هو أن يعقد اتفاق يفرج فيه عن المختطفين لدى حماس، كون ذلك سيرضي مطلب كل الشرائح التي تنتمي للكيان الصهيوني فكريا من اليهود والمسيحية الصهيونية، وهذا ما لا يريده ترامب، ويعمل على منع حدوثه إذا استطاع. لأن ذلك سيترجم إلى رضا عن الحزب الديمقراطي عبر التصويت لصالح ممثلته في الانتخابات الرئاسية.. وذلك من شأنه أن يصعب فرص ترامب العودة للبيت الأبيض.
حسابات نتنياهو
لا يختلف اثنان على أن نتنياهو يريد ويتمنى فوز الحزب الجمهوري بأغلبية مجلسي الشيوخ والنواب وعودة ترامب للبيت الأبيض. كون ترامب صهيوني أكثر من نتنياهو، وهل يمكن نسيان صفقة قرنه واعتبار شطري القدس عاصمة موحدة لكيان الاحتلال، ونقل سفارة بلاده لها، واعتباره أن المستوطنات شرعية وهي التي سبق أن وصفتها محكمة العدل الدولية في رأيها الاستشاري حول الجدار، أنها غير قانونية ويحب. إزالتها .
فنتنياهو بمحاولته المتعمدة تعطيل عقد صفقة التبادل، إنما تأتي في سياق رهانه على فوز ترامب بالرئاسة على حساب الديمقراطية كامالا هاريس، وهو رهان يندرج في إطار المقامرة غير المحسوبة النتائج، كونه أولا يضيع فرصة عودة المختطفين الأحياء والأموات، فيما هي كانت في متناول يده، وربما كان رهانه ممكنا لو بقي بايدن في السباق ولم ينسحب.
لكن بعد أن حلت نائبه بايدن محله وسط مظاهر توحد الحزب الديمقراطي وحملتها الانتخابية الناجحة أمام صعوبات تواجه ترامب، فإن نتنياهو يكون بذلك قد قامر ربما بمستقبله، عندما راهن على الحصان الخاسر، وما من شك في أن الحزب الديمقراطي سيتذكر هذا الموقف المفصلي، من نتنياهو جيدا، كون موقفه كان في خدمة أجندة ترامب، مع أن بايدن شارك معه في الحرب، وبدعم غير مسبوق، وأعلن انتماءه الصهيوني.
فشل بايدن
ومع ذلك فقد فشل بايدن وإدارته في تمرير خريطته للحل التي كان قد اقترحها وتبناها مجلس الأمن في القرار رقم 2735، عندما قام بتحوير الخريطة كي تستجيب لمطالب نتنياهو المعتدي، فهو بذلك كف عن كونه وسيطا نزيها وأصبح خصما، ومن ثم ضمن أي منطق يطالب بايدن حماس بالموافقة على إجراء الصفقة، التي لم تعد تلبي الحد الأدنى من مطالبها.
إن عدم الاتفاق على الصفقة هو فشل لإدارة بايدن التي كان يجب أن تضغط على الكيان الصهيوني ليلتزم بالخريطة في صيغتها التي أقرها مجلس الأمن، عوض المماطلة انتظارا لنتائج الانتخابات الأمريكية في5 نوفمبر المقبل على أمل فوز ترامب..
وربما يجر سلوك نتنياهو إلى حرب إقليمية على ضوء رد إيران وحزب الله الذي سيأخذ في الاعتبار أن أمريكا والكيان لم يستفيدا من تأجيل الرد على الكيان جراء اغتياله إسماعيل هنية في طهران، وقبله بساعات فؤاد شكر رئيس أركان قوات حزب الله، الذي سيكون الفشل في وقف الحرب على غزة عاملا إضافيا في جعل الرد أكثر إيلاما حسب بعض التوقعات…
زيارة عباس لغزة
إن زيارة عباس إلى غزة في هذه الأوقات قد تعوض هذا الفشل وتفتح نافذة أمل أن ينجح الضغط العالمي المباشر الذي سيصاحب زيارة عباس إلى قطاع غزة في فتح معبر رفح، والشروع في وقف إطلاق النار، وربما حل مشكلة اليوم التالي بعد توقف الحرب، وهذا بالتأكيد لن يجري برغبة الكيان، ولكن يجب أن يفرض عليه ذلك، وإلا فإن المقبل من الأيام ربما سيكون فوضى شاملة يتحملها بايدن ونتنياهو.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما هي آخر التطورات في الجبهة الشمالية لإسرائيل؟


.. رئيس البرلمان الإيراني يتفقد موقع الغارة الإسرائيلية الأعنف




.. عاجل | الكلمة الكاملة لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع


.. معارك متواصلة بين كتائب القسام وجيش الاحتلال بمخيم جباليا




.. هل استطاع الجيش السيطرة على مناطق بجنوب لبنان؟