الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العنصريون العرب

أمنية طلعت

2006 / 12 / 22
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


نحن العرب دائمو الشكوى من عنصرية الغرب وأمريكا ضدنا، وارتفاع تلك النبرة العنصرية بعد أحداث 11 سبتمبر تحديدا، وهو حقيقي بالفعل ولا يمكن إنكاره، لكننا لم نتساءل أو حتى نشتكي من عنصريتنا ضد بعضنا البعض، على سبيل المثال نلاحظ في دول الخليج والسعودية قانون الرواتب الشهرية الذي يعطي للغربي والأمريكي الحق في أن يحصل على راتب شهري وتسهيلات سكن ومواصلات وصحة وتعليم لأبنائه تفوق ما يحصل عليه الموظف العربي. قد يقول قائل أن الأجنبي يحصل على كل هذا لأنه خبير أتى لنتعلم منه، حينها ستكون إجابتي يا أعزائي أن العرب الآن لم يعودوا في حاجة إلى خبراء في أكثر من تسعين بالمائة من قطاع الأعمال والوظائف على اختلاف مجالاتها، وسأقول أيضا أن هناك عرب يؤدون نفس الوظائف التي يؤدونها الغرب في نفس المكان لكن الرواتب غير متساوية، وتجد العربي باستمرار يعيش في حالة خوف وترقب لأنه مهدد بالفصل في أي لحظة إذا أحب صاحب العمل ان يوفر من المصاريف، فالضحية دائما تكون العربي وليس الغربي مهما كان ذلك العربي أكثر خبرة وعلما من الغربي وأقل راتبا.
كان من سبق أحد أشكال عنصريتنا تجاه بعضنا البعض، تعالوا لنشاهد شكلا آخر من العنصرية فنحن جميعا على اختلاف جنسياتنا أقل شأنا من الغربي في نظرنا نحن أنفسنا، لكن ماذا عن تصنيفاتنا نحن لبعضنا البعض؟ بكل بساطة العرب مقسمون في رأي بعضهم البعض إلى عدة أقسام وهذه الأقسام تأتي وفقا لوضع وقوة البلد التي ينتمي لها أي منا من حيث السياسة والاقتصاد، فتجد الخليجي مثلا سعره أعلى مهما كان وضعه العلمي أو تاريخ خبرته وتميزه، يأتي بعده اللبناني نظرا للموهبة التي يمتلكها اللبنانيون في تسويق أنفسهم وعشقهم للأناقة والجمال، يأتي بعدهم باقي الجنسيات العربية فيما عدا مثلا دولة مثل السودان والعراق واليمن وموريتانيا والمغرب وذلك بسبب الكوارث التي لحقت ببلادهم سواء من حروب أهلية أو غزو امريكي او فقر في الموارد والاستثمارات أو أو أو أو .
هذه التصنيفات بطبيعة الحال موجودة في منطقة الخليج التي يزدحم فيها العرب على اختلاف جنسياتهم والتي تعد أكثر المناطق الآن جذبا للهجرات والنزوح العربي، وبسبب ذلك زاد فيها التسابق والتنافس من أجل الحصول على أقصى فائدة يمكن الحصول عليها من أي شئ، ونظرا لأن العرب النازحين للخليج لا يرغبون في العودة إلى بلادهم فهم يعيشون يوميا في حرب ضد بعضهم البعض، فما ان ينفض اللبناني مثلا من حربه مع المصري، يتفرغ لمحاربة اللبناني الذي ينتمي لطائفة مغايرة لطائفته، وما أن يتكتل السودانيين ضد كل الجنسيات العربية يبدأون حربهم ضد المصريين مخرجين من جعبتهم أشياء شبيهة بأن المصريين استعبدوهم في الماضي ( غير حقيقي طبعا ولا يمت للتاريخ بصلة) أو أن مصر تهمل الثقافة السودانية، وما أن ينفض العراقي من لعبته مع الخليجيين بأنه الأقرب في الثقافة والتاريخ واللهجة من الخليج حتى يستدير لإدارة حربه مع السوريين والمصريين ذاكرا أنه صاحب أقدم حضارة في المنطقة في حين مصر وسوريا لا شئ، وما أن ينتهي الفلسطيني من إقناع الخليجي بأنه الأحق بكل شئ في غربته لأنه بلا وطن يعود إليه بينما الجميع لديهم اوطان حتى يستدير ليعلن كراهيته للعرب جميعا خاصة مصر وسوريا لأنهم تركوهم في أزمتهم مع اليهود وحدهم حتى ضاعت بلادهم نهائيا، وبينما المصري يحاول في صمت أن يهيمن على الجميع من منطلق أنه الذي علم هؤلاء الأجلاف جميعا كل شئ حتى ما إن اشتد عودهم انقلبوا عليه، يحاول أيضا أن يحافظ على بقائه في الخليج لأن فكرة العودة لبلده جد مرعبة في ظل حكومته الحالية.
حكايات وحواديت لا تدل إلا على شئ واحد، ألا وهو أننا العنصريون يا عرب، ولو لم نكن عنصريون تجاه بعضنا البعض ما مارس غيرنا العنصرية ضدنا.
لعبة التاريخ التي نلعبها في مواجهة بعضنا البعض حتى يثبت كل واحد منا أن بلده صاحبة الحضارة الأسبق، ما هي إلا لعبة سخيفة لأننا جميعا الآن بلا حضارة، لعبة استعباد بعضنا للبعض في الماضي فكرة أسخف لأننا جميعا كنا مستعبدون من الأتراك ثم المستعمر الإنجليزي والفرنسي في الماضي، فكرة تميز أحدنا على الآخر لأنه الأعلم فكرة غبية لأن التفرد فردي وليس شعوبي فلا توجد دولة كل شعبها من العباقرة بل يوجد عباقرة في كل بقاع الأرض ومن أصغر البلاد وأقلها شأنا في العالم خرجت عبقريات كثيرة، فكرة أننا تخلينا عن بعضنا البعض في القضايا المصيرية مثل قضية فلسطين أو العراق أو السودان الآن فكرة غير صائبة لأن حكوماتنا تخلت عنا جميعا وباعتنا للمستعمر الرأسمالي الجديد..... فكرة وفكرة وفكرة وفكرة ...أفكار كثيرة لا بد أن نتخلص منها حتى لا نكون عنصريون في مواجهة بعضنا البعض، على الأقل حتى نتقي عنصرية الغرب ضدنا.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس الحرب الحالية.. ما الخطر الذي يهدد وجود دولة إسرائيل؟ |


.. مجلس النواب العراقي يعقد جلسة برلمانية لاختيار رئيس للمجلس ب




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقف مفاوضات صفقة التبادل مع حماس | #


.. الخارجية الروسية تحذر الغرب من -اللعب بالنار- بتزويد كييف بأ




.. هجوم بـ-جسم مجهول-.. سفينة تتعرض -لأضرار طفيفة- في البحر الأ