الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الإبادة الجماعية مستمرة حتى آخر فلسطيني
محمد حمد
2024 / 8 / 24مواضيع وابحاث سياسية
لا جديد تحت شمس المفاوضات الهادفة، حسب رغبة الملايين، إلى وقف اطلاق النار في غزة. او بتعبير ادق إلى وقف الابادة الجماعية التي تمارسها، بكل اشكال العنف والوحشية والتغوّل، دويلة اسرائيل المدلّلة عالميا. فلا التفاؤل الامريكي الذي يتكرر على لسان كبار مسؤولي ادارة المخرف جو بايدن ينفعنا. ولا موافقة حركة "حماس" على المشروع الامريكي تجد آذانا صاغية لدى من اطلقوا العنان للوحش الكامن في نفوسهم وتركوه يعيث فسادا، قتلا وتدميرا وتجويعا، في قطاع غزة والضفة الغربية. كما لم تنفع، لمن يعيش في وضع هو أشبه بالموت منه بالحياة، مساعي الرئيس (بلا دولة) محمود عباس لزيارة قطاع غزة والوقوف على الاطلال. ليذرف عليها دموع تماسيح هرمة. فالرجل اكتفى بعرش زائف على هامش التاريخ وارتضى لنفسه ب"سلطة وطنية فلسطينية" لا سلطة لها حتى على الكلاب السائبة. وغالبا ما تحتاج إلى اذن خاص من جندي اسرائيلي لكي يذهب "الرئيس" محمود عباس إلى التواليت و "يطيّر ماي" كما كنا نقول في جنوب العراق.
لقد ذكرت في مقال سابق بأن الامريكان سوف يستمرون في الضغط على دويلة اسرائيل كي توافق على وقف إطلاق النار ليس حبّا بالشعب الفلسطيني أو لإنقاذ ما تبقى منه على قيد "حياة" هي اسوء من الموت، ولكن لكسب عدة نقاط انتخابية لصالح كامالا هاريس ضد الجمهوري دونالد ترامب. ومع أن كلا المرشحين لانتخابات الرئاسة في نوفمبر القادم تجري في دمائه كريات صهيونية حمراء ممزوجة بغريزة عدوانية متطرفة ضد بقية البشر. الا انهما لا يملكان القدرة، ولو أن البعض لديه راي آخر، على وقف مسلسل الإبادة الجماعية الذي تديره، اخراجا وإنتاجا وتنفيذا، دويلة اسرائيل المدللة.
أن عملية ما يسمى بمفاوضات وقف إطلاق النار بين حركة "حماس" والكيان الصهيوني لا تجد دعما ولا تأييدا من قبل صقور التطرف والعنصرية الذين يتحكمون بدولة الاحتلال. فبالنسبة لهم، طالما أن "المجتمع الدولي" أصيب بالعمى وموت الضمير، لا حاجة لوقف حربهم العدوانية ضد قطاع غزة. وان الاستمرار في ابادة الشعب الفلسطيني وبالشكل الذي يراه ويشهد عليه العالم اجمع، هي افضل سبيل للتخلّص، كما يدعون دائما، من حركة حماس.
لا احد يستطيع إيقافهم أو وضع حد لما يرتكبون من جرائم. لقد انفتحت في دواخلهم شهية القتل والدمار وانتهاك ابسط حقوق الإنسان والحيوان والبيئة. فلا يمرّ يوم دون ارتكاب مجزرة نكراء على أيدي حكام تل أبيب الذين وجدوا في أحداث ٧ اكتوبر الماضي الفرصة الذهبية لإفراغ كل ما في دواخلهم من حقد وعنصرية وتطرّف. طالما ان جميع رؤساء امريكا، بمن فيهم المرشحون للرئاسة، يتنافسون فيما بينهم من اجل الفوز بالجائزة الصهيونية الكبرى، اي ود ورضا وبركات دويلة اسرائيل واللوبي الصهيوني في واشنطن. فقبل يومين اتهم المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب منافسته الديمقراطية كامالا هاريس بأنها "تكره اسرائيل". وهذا يعنى أن اسرائيل هي في قلب وصلب اهتمام وتضامن ودعم اي سياسي امريكي بغض النظر عن الحزب الذي ينتمي إليه. .وبالتالي من الصعب جدا ان تتوقف دوامة الموت والدمار في غزة او في الضفة الغربية. والهدف الاسرائيلي غير المعلن هو القضاء على اكبر عدد ممكن من الفلسطينيين، آلاف بل مئات الآلاف، وتشريد من بقي منهم على قيد الحياة البائسة اصلا. واليوم اعلنت الأمم المتحدة في تصريح لها يقول "ان حوالي 90 بالمئة من سكان غزة نزحوا من مناطق سكناهم جراء الحرب وقرارات الإخلاء المسنمرة". ولكن الأمم المتحدة "الموقرة" لم تقل لنا الى اين نزح سكان غزة؟ هل نزحوا الى بيوت عامرة ام الى شقق سكنية مؤثثة على الطراز الاوروبي ام الى فنادق راقية !
لا، طبعا لا. لقد نزحوا، يا امم متّحدة دائما ضدنا، الى العراء وتحت التهديد المباشر لقوات الاحتلال الاسرائيلي التي تحاصرهم ارضا وبحرا وجوا.
ان اسرائيل والشلة العنصرية المتطرفة التي تحكمها سوف لن توقف حربها العدوانية ضد الشعب الفلسطيني. لان هدفها السياسي الثاني هو اقتلاع اي فكرة او حلم او هدف يؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة، حتى ولو على ورق الجرائد البالية...
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ضغوط فرنسية على الدول المغاربية في ملف الهجرة.. هل تنجح؟ | ا
.. غزة ثم لبنان.. وخشية من حرب أوسع بين إيران واسرائيل • فرانس
.. عبر الخريطة التفاعلية.. حزب الله يوسع من دائرة قصفه واستهداف
.. مشاهد توثق مقذوفا في سماء هرتسليا شمال تل أبيب ودوي انفجار
.. مشاهد توثق أضرارا في مبنى بهرتسليا شمالي تل أبيب إثر سقوط مق