الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تلازم الحربين في أوكرانيا و فلسطين

خليل قانصوه
طبيب متقاعد
(Khalil Kansou)

2024 / 8 / 27
القضية الفلسطينية


من الطبيعي أن نتساءل عما إذا كان هناك تفاعل بين الحرب في أوكرانيا من جهة و فلسطين من جهة ثانية ، فهل أن تلازمهما هو محض صدفة أو أنهما يندرجان في سياق سيرورة واحدة و أنه لولا حرب اوكرانيا لما اندلعت الحرب في فلسطين ، وهي بالقطع مختلفة عن " الحروب " المحدودة زمنيا التي كانت تقع نتيجة ثوران البركان الفلسطيني بين الفينة و الفينة ، في الضفة الغربية أو في القطاع ؟
من المعلوم في هذا الصدد أن روسيا تخوض منذ شهر شباط فبراير 2022 ، في اوكرانيا ،حربا جيو سياسية ، دفاعا عن مداها الحيوي ، حيث أنها اعتبرت أن دول الحلف الأطلسي تحاول اختراقه تحت قيادة الولايات المتحدة الأميركية. لا بد هنا من الإشارة باختصار إلى ملاحظتين هامتين :
1 ـ إن روسيا ذات مساحة شاسعة ناهيك من أن أرضها تذخر بالمواد الأولية الي يطمع بها الأوروبيون والأميركيون ولكن الأخيرين يفضلون منعها عن الاولين لئلا يستغنون عنهم
2 ـ إن سكان أوكرانيا غير متجانسين ، فغالبيتهم من الروس في الشرق ، في حين أنهم في المقاطعات الغربية أقرب إلى سكان البلدان المجاورة خاصة بولونيا و المجر .
من البديهي أن تعدد الأصول لا يسبب العداوة و أن مرد هذه الأخيرة يرجع إلى عدم المساواة بين الناس وإلى عصبية القرابة ، التي تحول دون الاختلاط الثقافي و تعيق انطلاق العيش المشترك ، في إطار مواطنة حضارية .
نكتفي بهذه التوطئة تمهيدا لسؤال عما تريد ه الولايات المتحدة على رأس الحلف الأطلسي ، من مصر و بلاد الشام و العراق . او بكلام أكثر وضوحا ، ما هو الفرق بين " إعادة رسم خريطة الشرق الأوسط " من ناحية ، كما أعلنت الوزيرة الأميركية على هامش الحملة العسكرية على العراق و لبنان في سنة 2006 ، و " تفكيك روسيا "كما رشح في بدلية الحرب الأوكرانية ،من تصريحات زعماء الدول الغربية .
لا نبالغ في القول أن سلوك هذه الدول ، كما يتجدد حاليا ، في أوكرانيا و فلسطين يعرضنا جميعا لخطر حرب عالمية شاملة. فأغلب الظن أنها لم تتعلم من دروس تجربة النظام النازي الألماني ، الذي جعل في أعلى سلم اولياته كما هو معروف ، تصفية النظام السوفياتي و الاستيلاء على سهول اوكرانيا . وفي هذا السياق يرجع بعض المؤرخين و الباحثين معاودة حمى الكراهية العنصرية ، ضد العرب و الأفارقة في البلدان الغربية ، إلى حاجة نظم الحكم لها من أجل تزوير القواعد الديمقراطية وتمكين التيارات اليمينية المتظرفة و الفاشية ، من الإمساك بالسلطة و انتهاج سياسات ملائمة لمصالح الرأسمال الاستعماري العالمي ، ضمنا تمويل الإرهاب و الحروب للسيطرة على الثروات الطبيعية في البلدان النامية . و من المعروف في السياق نفسه أن النازية تولد من اجتماع الفاشية في السلطة و العنصرية في المجتمع .





التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي


اخر الافلام

.. سلطات شرق ليبيا تأمر بمغادرة وزراء أوروبيين فور وصولهم لبنغا

.. توماس مولر يودع جمهور البافاري برسالة قصيرة




.. مظاهرة خارج محكمة وستمنستر دعماً لناشطين مؤيدين لفلسطين


.. الفيضانات القوية تجرف منزلاً في طريقها بمدينة رويدوسو الأمير



.. مقتل شخصين وإصابة وفقد آخرين إثر زلزال يضرب مناطق في غواتيما