الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
يا أمّةً ضحكت من جهلها الأممُ
محمد حمد
2024 / 8 / 28مواضيع وابحاث سياسية
أجد صعوبة بالغة، رغم الآراء السائدة، في تغيير قناعتي حول من يحكم امريكا. وهل الانتخابات الأمريكية التي تشوبها الف شائبة، تعبّر فعلا عن رأي وطموحات وتطلعات الشعب الامريكي؟ ام انها مجرد "مسرحية" متقنة وجيدة الاخراج واتتمثيل ومثيرة للاهتمام على المستوى العالمي ؟
والآن دعونا نقرأ تصريحا، طبعا لا يخلو من الاعتراف بالحقيقة الراسخة منذ عقود، قاله المرشّح الجمهوري دونالد ترامب أثناء حملته الانتخابية الجارية على قدم وساق وصولات وجولات في طول البلاد وعرضها. وهو يحاول في هذه الكلمات مغازلة اللوبي الصهيوني الحاكم في امريكا، يقول ترامب بعظمة لسانه السليط ما يلي :"لم يكن أحد يتصوّر قبل عدة سنوات أن يصبح اللوبي الصهيوني بهذا الضعف في الولايات المتحدة. قبل سنوات قليلة لم يجرؤ أحد على انتقاد اسرائيل خوفا على منصبه. أما اليوم فنرى أعضاء في الكونغرس والجامعات يرفعون أعلاما مناهضة لاسرائيل".
عزيزي القاريء اعد قراءة النص أعلاه مرة أخرى والتقط بنظرة ثاقبة مغزى ما يخفى تحت السطور.
ولكي يضخ المزيد من الحماس المشحون بالعنصرية والجشع اليهودي، يضيف ترامب قائلا: "عندما انظر إلى اسرائيل على الخارطة اجدها صغيرة جدا مقارنة بجيرانها. وأتساءل كيف يمكننا زيادة مساحتها".
يا سيد ترامب لا عليك. بالإمكان زيادة مساحة "اسرائيل" من النيل إلى الفرات في اقل من شهر واحد. يكفيكم احتلال ربع الأراضي المصرية ونصف اللبنانية وثلث الأردنية وجزء آخر من السورية. ومن يمنعكم من فعل ذلك؟ لا احد. صدّقني لا أحد !
فلا الأنظمة العربية تقوى على رفع صوتها المبحوح من كثرة الصمت والسكوت، اللهم باستثناء تمتمات الشجب والادانة والتهديد الفارغ. ولا الشعوب العربية المشغولة ليل نهار بالطقوس والشعائر الدينية والزيارات "الاربعينية" والصراعات الداخلية على المال والجاه والسلطة وتزويج القاصرات وزواج المثليين وما شاكل ذلك.
ولا استبعد بانكم ستجدون أكثر من دولة عربية أو مسلمة تقف إلى جانبكم إذا قررتم احتلال اي جزء من ارضنا المعطاء ! فنحن أمةٌ "ضحكت من جهلها الأمم". منذ عقود طويلة. واصبحنا مثالا شائعا للفساد والتردي والفقر الثقافي والروحي ووعدم المسؤولية. حتى اذواقنا تدهورت بشكل مخجل. وصرنا نرى في الحمار جمالا خلّابا وفي الغزال قبحا قنيئا. .. جلبنا على أنفسنا ما جلبته براقس على قومها وعلى نفسها. فأصبحنا من القوم الخانعين والمهزومين من اول رصاصة تطلق. وصار سلوكنا في السياسة وغيرها هو الانبطاح للاجنبي، الأمريكي قبل غيره، فتحولنا إلى " براغي" صغيرة صماء، ولكنها ضرورية، في ماكنة الإمبريالية الأمريكية العملاقة. لا قيمة لنا الّا في خدمة مصالحها ومشاريعها في المنطقة.
يعتبر البعض كلمات دونالد ترامب حمقاء وعشوائية قيلت في مناسبة محدّدة، الغاية منها هي دغدغة مشاعر أقطاب الدولة اليهودية "العميقة" التي تدير شؤون الولايات المتحدة الأمريكية. لكن هناك ما هو أهم وأعمق. فكل سياسي امريكي يحلم بالوصول إلى المكتب البيضاوي في البيت الابيض عليه أن يقسم بالتوراة عشرين مرة دون أن يلتقط أنفاسه. وان يتعهد، امام شهود عيان يهود من الوزن الثقيل جدا، بأن أمن وحماية اسرائيل تأتي قبل أمن وحماية امريكا.
الم اقل لكم سابقا أنهم يحكمون امريكا وليس العكس.
أما زال لديكم شكٌ في هذا الأمر؟
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ضغوط فرنسية على الدول المغاربية في ملف الهجرة.. هل تنجح؟ | ا
.. غزة ثم لبنان.. وخشية من حرب أوسع بين إيران واسرائيل • فرانس
.. عبر الخريطة التفاعلية.. حزب الله يوسع من دائرة قصفه واستهداف
.. مشاهد توثق مقذوفا في سماء هرتسليا شمال تل أبيب ودوي انفجار
.. مشاهد توثق أضرارا في مبنى بهرتسليا شمالي تل أبيب إثر سقوط مق