الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
مانيفستو عروبي إسلامي
أمين بن سعيد
2024 / 8 / 28كتابات ساخرة
قسم أول،
لستَ مازوشيا ولستُ ساديا، فواصل إلى النهاية وأجبْ. القادم لا يهم الأكباش بل الذئاب؛ من تجاوزوا الانتماءات التي تطالبهم بأن يكونوا أكباشا وشهداء. أسئلة صعبة أنت مجبر لتُجيب وتختار مما سيقدّم لك: في يدكَ مسدس وأمامكَ أحب شخصين في كل وجودك إليك، أنت مجبر على إطلاق النار على أحد الثلاثة: أنتَ أو أحد الشخصين. إن رفضتَ، أُطلق النار عليهما، أتركك مدة أمامهما حتى يتحللا ثم أُطلق النار عليكَ. إذا أطلقتَ، أترك لك دقائق تبكي العزيز الذي قتلتَ، ثم أسمح لك بالخروج والحياة أنتَ ومن اخترتَ... لا خيار أمامك، يجب أن تختار وفقط مما أقدمّ لكَ...
1- إسرائيل وإيران تختار بينهما، لا خيار ثالث: شعبك وكل الشعوب التي تنسبها لنفس القومية معه، أي كل شعوب شمال أفريقيا والشرق الأوسط إن كنت تراها عربية، كل شعوب شمال أفريقيا إن كنت تراها أمازيغية وهكذا: تلك الشعوب إلى الأبد تعيش عبيدا لأحد الخيارين، وبعبيد أقصد عبودية القرون السابقة لا العبودية المعاصرة أي الأشغال الشاقة والتعذيب والقتل... اختر.
2- من ستبيد؟ ترى شمال أفريقيا أمازيغية وتمقتُ انسلاخ تلك الشعوب عن هويتها الأصلية، الزر الأول تضغط عليه تبيد كل تلك الشعوب، الزر الثاني تبيد بقية شعوب العروبة وتترك التي تراها أمازيغية.
3- ترى شمال أفريقيا عربية: الزر الأول، تبيد كل من يتكلم الأمازيغية وأيضا من لا يتكلمها لكن يقول إنه أمازيغي. الزر الثاني، إذا لم تختر الخيار الأول، تنقرض اللغة العربية من شمال أفريقيا في الحال وكل السكان تكون لغتهم... الأمازيغية.
4- أنت مغربي: الزر الأول يحرر سبتة ومليليه، فلسطين إلى الأبد تبقى تحت حماس وإسرائيل. الثاني يحرر فلسطين ومهما كانت الكيفية، يكون الشعب الفلسطيني كريما متقدما.
5- أنت مغربي ومهما كانت خلفيتك: ثلاثة أزرار، الأول يبيد من يطالبون بدولة عربية صحراوية، الثاني يبيد كل من يطالبون بمغرب أمازيغي، الثالث يبيد من يقولون بدولة مغربية عربية.
6- أنتِ مسلمة، الزر الأول: أقتل ابنكِ أو أحب إنسان إلى قلبكِ. الزر الثاني: أبيد ذكر الإسلام من كل الأرض فتبقين الوحيدة التي تعرف كلمة إسلام. السؤال موجه لكل الأديان.
7- أنت ملحد، الزر الأول: يبيد كل الأديان ويترك أتباعها الذين سيصبحون ملحدين مع تعذيب أبدي لأقرب الناس إليك المتدينين الذين سيبقون على إيمانهم. الزر الثاني: بقية حياتكَ، كل سنة تتبع دين، وتكون مطبقا حرفيا لذلك الدين، ولا تموت حتى تُجرب كل أديان الأرض.
8- أنتِ ماركسية أيام الحرب العالمية الثانية، الزر الأول: إلى الأبد تكونين مسؤولة عن معسكر أوشفيتز ويوميا تعيشين ما وقع فيه حسب الرواية الرسمية. الزر الثاني: إلى الأبد تقودين الطائرات الأمريكية البريطانية وتبيدين المدن الألمانية بمن فيها. الزر الثالث: أنتِ المسؤولة عن كتين وممن يطلقون النار.
9- أنت جزائري، الزر الأول يبيد كل مغربي يدعم انفصال القبايل، الزر الثاني يبيد كل جزائري وفلسطيني يدعم الصحراويين. الزر الثالث يبيد الجماعتين.
10- أنت تونسي في خمسينات القرن الماضي، الزر الأول يحكم بن يوسف تونس وتكون اليوم إسرائيل العروبة أي مكان السعودية وقطر والإمارات في الغنى وكإسرائيل في التأثير على الدول الغربية. الزر الثاني، يواصل بورقيبة وينتهي الأمر إلى بن علي فيحكم أبدا.
ملاحظة هنا: ربما أو أكيد لم يعجبك القتل والإبادة المستعمليْن فيما تقدّم، ربما تكون مساهما في أبشع جرائم قتل وإبادة وقعتْ دون أن تدري، بل ربما كنتَ تفتخر بذلك ودون أن تدري أيضا... فتأمل.
قسم ثاني،
سيخص الحياة الشخصية، أركز على أمور ستظهر لك قبيحة ومقززة، ولا أظنها مرّت يوما ببالك... نفس المبدأ: أنتَ مُجبر على الاختيار مما أُقدّم لكَ.
1- الزر الأول: أمك، أختك المفضلة أو ابنتك تصبح بورن ستار. الثاني: يُقطع قضيبك.
2- الأول: تتراجع/ تتنازل عن أهم فكر بنيتَ عليه كل حياتك. الثاني: تُصبح أجهل عاميّ في شعبكَ.
3- أُحوِّلك إلى حيوان، إما حمار لا يركبه إلا ألدّ أعدائك، وإما أسد لا يأكل إلا أحبّ الناس إليك.
4- أنتِ امرأة تجاوزتِ كل الأوهام التي كانت سبب سحق المرأة منذ فجر التاريخ إلى اليوم. زر أول يبيد كل رجال الأرض، زر ثاني يبيد كل نساء الأرض. (رغباتكِ سنصنع لها حور رجال أو... إناث إن كنتِ...)
5- أنتِ امرأة "شريفة"، عمركِ عمر الرسل أي 40 ولم يمسسكِ إنس ولا جان. الزر الأول: بورن ستار. الثاني: إبادة كل رجال الأرض.
قسم ثالث،
قصة قصيرة أولى: الأقصى والهيكل والله
قرر الله أن يكون يوم القيامة يوم الخميس، خميسنا. يوم الإثنين قامت حماس بغزو إسرائيل، يوم الثلاثاء ردّتْ إسرائيل بغارة جوية ألقتْ فيها قنبلة نووية، فضحك الله وقرّر أن يزيد البشرية مليون سنة أخرى. وعندما سألته الملائكة عن سبب ضحكه والعلة في تأخير يوم القيامة، رد الله أنه زيّن للحمساويين غزو الهيكل المقام بجانب الأقصى، وزين للإسرائيليين تدمير الأقصى وأبدل القنابل التقليدية بأخرى نووية... استلقى الله على عرشه، ووضع ساقيه على كرسيه، وأمر الغلمان والحور بإحضار النبيذ وما لذ من المأكولات، وقال: مليون سنة لا يقلق راحتي أحد من أهل الأرض.
قصة قصيرة ثانية: هتلر منقذ البشرية
كانت صدمة الله من البشر في نهاية الأيام عظيمة، لا أحد يذكره ولا أحد يعبده. حالة اكتئاب شديدة أصابت الله، عجز عن علاجها أعتى أطباء الملائكة، لدرجة أنهم استنجدوا بأطباء الشياطين فأشاروا عليهم بحل، لكنه لم يكن ممكنا إلا يوم القيامة والناس مصطفون أمام الله للحساب. طبعا، أطباء الملائكة رفضوا ذلك الحل، وقالوا أن الحل يجب أن يوجد قبل يوم القيامة وإلا كيف سيحاسب الله الناس وهو بحالة الاكتئاب تلك؛ لا يأكل، لا يشرب، لا يضحك، لا يغضب، لا يهتم لعدد متابعيه على الفايسبوك، ولا لتعليقات ولايكات المحبين على تويتر وأنستاغرام... الاكتئاب كان شديدا وصل درجة عدم اكتراث الله لشؤون السماء والأرض، وأصبح لا يسمع حتى لأدعية وصلوات خلقه... ترك الله الوسائل القديمة، لكنه واكب العصر والعصور فأدخل معها وسائل الاتصال الحديثة... لكنها، وبمرور القرون، لم تُغير من الأمر شيئا، فأغلب الناس هجروا الله، ولم يبق منهم إلا متابعون قليلون على فايسبوك...
لم يجد الأطباء الحل، وحضر يوم القيامة. تكفل ابن الله بإعلانه بعد أن وجد ورقة تحت كرسي الله فيها الموعد، وبرغم تنمر بعض الملائكة وشكهم في نوايا ابن الله إلا أن بقية الملائكة قبلت بالتاريخ، وقام كل بدوره فيما يخص التحضيرات؛ جهنم، الملكوت، مواقف الأمم، بعض لافتات هنا وهناك، بعض المشروبات، وشيء من الغلمان والجواري...
حصل إحراج كبير حقيقة... تُقدَّم الأمم في حضرة الله، فينظر للمداولات، ويظنه الملائكة يسمع، وعندما يطلبون حكمه لا يجيب ويواصل نظره مثلما فعل بدءا... حتى امتلأت كل مواقف الأعراف، ولم يعد يوجد إلا مكانين شاغرين الجنة وجهنم، والوحيد الذي يستطيع الحكم الله... ابن الله تخصص في المسرح، ورفض دراسة الحقوق، فلم يكن ملما بالقوانين والأحكام التي على ضوئها ينعم من ينعم إلى الأبد، ويشقى من يشقى... أيضا إلى الأبد!
ثم وقع ما لم يكن يخطر ببال ملاك ولا شيطان... وتكلم الله أخيرا! وسأل عن قصير عنده شارب، ومن سؤال الله ظهر عليه شيء من الإعجاب والرهبة فتعجب كل الملائكة وحتى الشياطين...
- من هذا يا جبريل؟
- هتلر، جلالتك...
- اقترب يا جبريل
- ...
- أعجبني شاربه...
- هذا أعظم مجرم وُجد منذ أن خلقتَ الحياة يا الله!
- أتريد أن أرميك في جهنم يا جبريل! أنا فعال لما أريد! ولا أحد يناقشني!
- غفرانك ربي غفرانك... لكنكَ... يعني... الاكتئاب... وقلتُ في نفسي ربما تكون... وحاشاكَ... نسيتَ من يكون هذا...
- لم أنسَ يا جبريل... لكن شاربه أعجبني! ما رأيك لو يكون عندي شارب مثله؟
- سبحانك من الشبيه! ليس كمثلك شيء!
- ما لكَ يا جبريل! أنسيتَ دروس العقيدة أم ماذا؟ عندي كل شيء لكن ليس كالبشر! وسيكون عندي شارب لكن ليس كشارب هذا... ما اسمه أعد عليّ؟
- هتلر، جلالتك...
كان الحرج كبيرا، الناس تنتظر، والملائكة تعبتْ من الوقوف وتريد إكمال الحساب بسرعة، والله يتصارع مع شاربه الجديد... ينشئ الله شاربا فيراه ليس بجمال شارب هتلر، فيحفف فيه قليلا من هنا وقليلا من هناك حتى يحلقه كله، وهكذا مضتْ سنوات، والناس تنتظر والله لم يستطع صناعة الشارب الذي يريد...
في أثناء ذلك، قاد الشياطين حركة تمرد خفية بينهم، ثم انتقلتْ كالنار في الهشيم بين الملائكة... في بداية الأمر خاف الشياطين من بدء التمرد، وكيف يكون تمرد يوم الحساب على مالك اليوم والحساب، لكنهم تشجعوا لقوة حجتهم، تلك الحجة التي لم يستسغها الملائكة بادئ الأمر، لكن وبمرور السنوات، وبمشاهدتهم صنيع الله، استساغوها بل وادعوا أنهم من قالوها قبل الشياطين!
كان الله أمردا، وأمضى السنين يبحث عن شارب جميل كشارب هتلر ولم يستطع... حتى في ذلك اليوم العصيب، هناك خطوط حمراء لا يمكن لأحد تجاوزها وإن كان الله! وقد فعل الله وتجاوز الخط الأحمر! نعم الله فعال لما يريد لكن باستثناء أمر واحد...الله نازي معادي للسامية!
قُبض على الله، وجُرّد من كل صلاحياته... عندما حضرتْ شرطة الملائكة وفرقة خاصة من الشياطين للقبض على الله، كان لا يزال يحفف شاربه، لكنه فهم المؤامرة، فزيّن لكل الملائكةِ والشياطينِ الابنَ، فنسوا أنه لم يتخصص في القانون ولا يستطيع أن يحل محل الله... لم يُسجن الله، لكنه وُضع تحت الإقامة الجبرية في داره وقيل له أن المؤمنين لن يُسمح لهم بزيارته، فضحكَ الله، ولم يفهم الملائكة والشياطين سبب ضحكه إلا بعد أن أجلسوا الابن على عرش الله وقدموا له هتلر ليحاسبه فقال الابن: هذا الذي صنع من أهلي الصابون يستحق النار لكني لا أستطيع فعل ذلك، فربما فعل أعمالا حسنة تعدل ما اقترفه، اليوم يوم عدل، والعدل لا يستطيعه إلا أبي، وأبي جردتموه من مهامه وحبستموه!
فهم عند ذلك الملائكة سبب ضحك الله، وعلموا أنها فتنة وخافوا من السعير، فأسرعوا إلى دار الله للاعتذار والتذلل، لكنه لم يفتح لهم، وقال إنه سعيد بوضعه الجديد، وبشاربه الجديد، وطلب منهم أن يبحثوا عن غيره ليحكم على الناس. فبُهتَ الملائكة...
وصل الخبر إلى الشياطين ففرحوا... ووصل الخبر إلى مثقفي الأمم ففرحوا... ووصل الخبر إلى هتلر فاستغرب لهتاف الأمم والشياطين ثم الملائكة باسمه! عوض التسبيح باسم الله وحده لا شريك له، يسبح الجميع بحمد هتلر حتى اليهود الذين صنع منهم الصابون! وعندما سأل قيل له "لا حساب!"
من المفروض القصة تنتهي هنا، الجميع سعداء، الجميع داخلون إلى الجنة... لكنها لا تنتهي... لأن هتلر لم يقبل، وذهب إلى دار الله يشتكي من كذبوا عليه، ويطالبه بالعودة إلى مهامه! لكن الله لم يستجب لدعوته... سمح له بالدخول إلى داره، وعندما اقترب هتلر من الله حمده وأثنى على شاربه ففرح الله بذلك، وأوحى إليه أن ينسى كل شيء وأن يعيش من المقربين إلى الله وفي داره...
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. كواليس ولقاءات من مهرجان الموسيقى العربية في يومه الثاني
.. رسالة اليوم الثاني من مهرجان الموسيقى العربية
.. أبطال وفنانين وفنانات الحرانية.. في #معكم_منى_الشاذلي ?? #مع
.. بعض الأعمال الفنية للراحل رمسيس ويصا واصف #معكم_منى_الشاذلي
.. كلها من الطبيعة.. يا ترى فناني الحرانية بيجيبوا الألوان منين