الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


النزوع عن النازية !

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2024 / 8 / 29
القضية الفلسطينية



يحسن التذكير بأن السلطات في روسيا ادعت في فبراير 2022 بأنها أطلقت عملية عسكرية غايتها إجبار السلطات في اوكرانيا على" النزوع عن النازية " تجاه المواطنين الروس في أوكرانيا ، أو بتعبير أدق تجاه الروس الأوكرانيين . بناء على أن الأخيرين يلقون بحسب حيثيات الادعاء ، في بلادهم معاملة مماثلة لتلك التي اتبعتها قوات ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية في المناطق الروسية التي وقعت تحت الاحتلال ، الذي نجم عنه عدد كبير جدا من القتلى الروس على الجبهات و تعذيبا في معسكرات الاعتقال و جوعا و بردا تعدى على الأرجح خمسا و عشرين مليونا .
من الطبيعي في هذا السياق أن ننظر إلى ما يجري في فلسطين عموما و في قطاع غزة بوجه خاص ضمن إطار المعايير التي تحكم الحرب في أوكرانيا ، لا سيما أن الدول الغربية التي تقف خلف السلطات الأوكرانية هي نفسها منخرطة إلى جانب السلطات الإسرائيلية . حيث يمكننا القول دون حرج في اعتقادنا ، أن هذه الأخيرة تعمل على إتلاف الشعب الفلسطيني عن طريق استخدام الأساليب و الوسائل التي تؤدي إلى هذه النتيجة ، مثل القتل العشوائي ، هدم الأبنية السكنية ، الترحيل شمالا و جنوبا شرقا و غربا ، بقصد الغربلة و الفرز ، التجويع ، و أخيرا استقدام القنابل الثقيلة المقدمة من الولايات المتحدة الأميركية. يقول في هذا الصدد خبراء عسكريون ، ان الخسائر البشرية و التدميرية في قطاع غزة ، تجاوزت تلك التي نجمت عن إلقاء الولايات المتحدة الأميركية في شهر أب أوغسطس 1945 ( كانت ألمانيا قد استسلمت في أيار مايو 1945 ) على هيروشيما المدينة اليابانية ، أي بعد انتهاء ، ربما كان القصد منها إظهار العضلات !
و في السياق نفسه ، لاشك في أن محاولات السلطات الأوكرانية ، التي تخوض كما ألمحنا حربا هي في جوهرها مشابهة للحرب الإسرائيلية ، ابتزاز روسيا بواسطة افتعال كارثة نووية ، تعكس الذهنية التي تحفز المتسببين بهذه الحروب ، حيث كانت آخر هذه المحاولات استهداف مفاعل نووي روسي في منطقة كورسك . و من أوجه الشبه أيضا بين هاتين الحربين اللتين تجسدان في أغلب الظن ، سمات السلطة في الدولة الغربية التي امسك بها رأس المال المتوحش ، هو فجاجة الفكر في السردية الرسمية ، كما نلاحظ ذلك في السردية الإسرائيلية على سبيل المثال لا الحصر ، عن المواجهات التي دارت في السابع من أكتوبر ،بين الجيش من جهة و بين المقاومين الفلسطينيين من جهة ثانية ، و التي كذبتها و فندتها الصحافة الإسرائيلية نفسها .
نكتفي هنا بالإشارة إلى أن السلطات الأوكرانية ، مثل السلطات الإسرائيلية ، أطلقت سيرورة تطهير عرقي ضد سكان البلاد الأصليين ، فحاولت في الأسابيع الماضية ، أمام فشلها في بلوغ أهدافها ، إلى افتعال كارثة نووية عن طريق قصف مفاعل نووي روسي ، أملا في جر الولايات المتحدة الأميركية للتدخل مباشرة في الحرب ضد روسيا . مثلما أن إسرائيل تسعى سرا و علانية إلى إقحام الولايات المتحدة الأميركية مباشرة في الحرب ضد إيران لإزالة خطر نووي مفترض . فهل تقع الولايات المتحدة في الفخ الذي نصبته ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -الله لا يكسبك يا نتنياهو-.. صرخة طفل فقد والده في قصف إسرائ


.. جنود الجيش السوداني يستعرضون غنائم من قوات الدعم السريع في ج




.. الهدوء الحذر يسود منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت بعد غارات في


.. حالة من الذعر بين ركاب طائرة أثناء اعتراض صاروخ في تل أبيب




.. أزمة ثقة بين إيران وحزب الله.. اختراق أم خيانة؟