الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عنجهية الاسلام السياسي في طريق مسدود

سمير عادل

2003 / 7 / 4
اخر الاخبار, المقالات والبيانات


 
  
  يقال ان المجتمع العراقي هو مجتمع اسلامي، لتبرير اعمال عصابات الاسلام السياسي الارهابية على غرار افعال اخوانهم في الجزائر في تطوافهم المدارس والجامعات لتهديد الطالبات وفرض الحجاب عليهن بالقوة. لقد حرقوا قبل ايام سينما غرناطة ،واستغلوا فرصة الفوضى والفراغ الاداري لينشروا العبث في المجتمع. انهم البعثيون الجدد لكن بالزي الاسلامي وهاهم يحاولون فرض عنجهيتهم وتسلطهم  بنفس اساليب  فدائيي صدام وجهاز الامن الخاص والحرس الجمهوري. هؤلاء هم التجار الجدد في زمن "التحرير" الذين حلوا محل عدي وقصي وحسين كامل ليملئوا جيوبهم بالمال عن طريق المتاجرة بالمساعدات الانسانية التي يحصلون عليها بالطرق الملتوية.
اما نحن فنقول بان المجتمع العراقي هو مجتمع مدني ومتحضر، وان الخطاب السياسي لهذه العصابات لا يختلف ابدا عن الخطاب السياسي لصدام حسين عندما قال بان جميع العراقيين بعثيون. وكما فرض صدام حسين تسمية "مدينة صدام" على مدينة الثورة، اطلق البعثيون الجدد ايضا تسمية "مدينة الصدر" على مدينة الثورة, وكأن مدينة الثورة هي ميدان لتصفية الحسابات السياسية. فتلك المدينة شهدت نضالاتها ضد القهر والجوع والحرمان، ضد البربرية والوحشية منذ الانقلاب الدموي للبعث عام 1963. انهم يحذون حذو صدام حسين عندما نصب في كل مدينة من مدن العراق دميته ودمى زبانيته، حيث يسير هؤلاء على نفس الخطى ويحاولون نصب نفس الدمى لكنها اليوم بالعمامة،كما فعلوا قبل ايام عندما فككت عصابة من هؤلاء تمثالا يرمز لعائلة عمالية في ساحة الاول من ايار المعروفة بساحة مظفر ليحل صنم احد المعممين محله.
ان هذه الجماعات تحاول ان تستغل الاوضاع الماساوية بدءاً بالبطالة المليونية، والخراب الذي عم المجتمع العراقي اثر الحرب التي شنتها امريكا، والسيناريو الاسود الذي تريد فرضه بقايا العناصر البعثية والتيار القومي العروبي على المجتمع. ويتلخص هذا السيناريو بأدامة الفوضى والانفلات الامني واستمرار اجواء الخوف والقتل والسلب تحت عنوان "مقاومة الغزاة"، كي تفرض قوانينها بالتهديد والقتل والفتاوى والسرقة . فليس لدى عصابات الرعب والقرون الوسطى أي شيء تتحدث حوله لجماهير العراق. إنها تحاول استرجاع زمن الديناصورات، فها هو معقل الظلم والاستبداد، معقل المتلحفين بزي الظلام والجهل، وكر الإرهاب وأصحاب الكروش المليئة بالأموال المسلوبة بالشعوذة والدجل، معقل الجمهورية الإسلامية تدكه الاحتجاجات الجماهيرية التي تهتف: "رفسجاني بينوشيه....إيران ليس شيلي".
نحن نقول لتلك الجماعات إن العراق ليس الجزائر، وعليها أن تفكر بمستقبلها وهي تشاهد سخط المجتمع الإيراني على الجمهورية الإسلامية الآيلة إلى السقوط. لتتعلم النشاط السياسي وتكف عن الإرهاب، ولتتعلم أن تؤمن بالحرية السياسية دون قيد او شرط وتلفظ إلغاء الآخر.  ولتعرف ان جماهير العراق ليست وحدها.
وكلمة اخيرة اقولها لاشباه اليسار والذين يمشون الى جانب الجدار وتلك الجماعات التي تحيا بخبز يومها,  فاذا كان دفاعنا عن حرية وكرامة الانسان ودفاعنا عن المساواة المطلقة بين البشر في العراق وفضح العصابات الرسمية وغير الرسمية والوقوف بوجه السياسة البربرية الامريكية، اقول, اذا كان كل ذلك تطرفا، فأن النساء والعمال والشباب والمثقفين الاحرار لن يختاروا الا المتطرفين. فالمجتمع لن يختار الوسط والمعتدل لانه يريد حقوقه كاملة غير منقوصة، ولانه ايضا يرى وببساطة بان التيار الانساني متجذر في العراق وله من يقوده.         
 








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. غالانت: لدينا مزيد من المفاجآت لحزب الله.. ماذا تجهز إسرائيل


.. مظاهرات عالمية ضد الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان




.. مروحية إسرائيلية تستهدف بصواريخ مواقع على الحدود مع لبنان


.. سعيد زياد: الحرب لن تنتهي عند حدود غزة أولبنان بل ستمتد إلى




.. قتلى وجرحى بغارة إسرائيلية على شقة في بطرابلس شمال لبنان