الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعديلات القضائية وأزمة الكيان الصهيوني البنيوية (9)

سليم يونس الزريعي

2024 / 8 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


المبحث الخامس: احتجاجات شوارع المستجلبين اليهود
يقودنا ما تقدّم إلى مجموعة استنتاجات حول الواقع السياسي الحالي في الكيان، تعضده، إلى جانب جوهرية الانقسام، سلوكيات المكونات التي تتمظهر من خلال حراك يلبسونه لبوساً سياسياً مغلفاً بعنوان الانتصار إلى الديموقراطية، التزاماً منهم بانتماء هذا الكيان إلى الغرب، ومن مقتضيات تأكيد هذه الصورة هو الصراع على الديمقراطية، إلا أن الحقيقة في مكان آخر. إنّ التحالف الحالي القائم بين مكونات الحكومة الحالية المؤلفة من حزب «الليكود» (المحافظ) وحزب «الصهيونية الدينية» وحزب «عوتسما يهوديت» (القوة اليهودية) وحزب «نوعام»، وغيرها، إنما هو تحالف العلماني مع الديني، تفصلهما خلافات بنيوية، اجتمعا في لحظة سياسية يسعى فيها كل طرف إلى فرض منظومته وسلوكياته بحسب خلفياته وغاياته؛ فغاية «نوعام» اليميني المتطرف هو مسؤولية هيئة «الهوية القومية اليهودية»، التي تم إنشاؤها حديثاً، ولها سلطة على المحتوى الذي يتم تدريسه خارج المناهج العادية في المدارس الإسرائيلية، مما يمنحه السيطرة على الهيئات غير الرسمية التي يتم تكليفها بالتدريس في المدارس، وهذا ما أشار إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق يائير لابيد، في جملة من تصريحاته، «طلاب المدارس الدينية سيحصلون على أموال أكثر من جنود الجيش الإسرائيلي»، و«يريد زعيم حزب «الصهيونية الدينية» بتسلئيل سموتريتش منع مباريات كرة القدم يوم السبت، سيتم إصدار قانون لفصل الرجال عن النساء في الأماكن العامة»، «إسرائيل هي دولة يهودية وليست دولة شريعة»، لأنه يعلم تماماً خلفية هذا التحالف الذي قام على الوعد بتحقيق جملة من مطالب المؤتلفين، منها على مستوى الأحزاب اليمينية الدينية والقومية، تجاوز قرارات المحكمة العليا (أعلى هيئة قضائية)، قانون بن غفير الذي يمنحه صلاحيات واسعة، الإبقاء على استثناء المتدينين اليهود من الخدمة العسكرية، وكلها مطالب تاريخية للأصوليين تنسجم مع مرتكزاتهم الدينية، ونضع خطين تحت عبارة استثناء المتدينين من الخدمة العسكرية. بالمقابل، يسعى نتنياهو من خلال هذا التحالف إلى إنقاذ نفسه من المحاكمة بتهم الفساد، وحماية مستقبله السياسي، وتحقيق مكاسب خاصة.
وعليه، فإنّ الواقع السياسي الحالي يرهقه انقسامان يقودانه إلى صراع حتمي بين مكوناته: انقسام بين مكونات ائتلاف الحكومة الحالية، بدأت تباشيره، وآخر بين الحكومة والمعارضة، تُرجم من خلال التظاهرات الأخيرة، وقد غرّد لابيد، قائلاً «أريد أن أسأل ناخبي الليكود: هل هذا ما أردتم؟ هل هذا سبب تصويتكم لليكود؟ ليأخذوا المال من الجنود ويعطونه لطلبة المدارس الدينية؟ ستكونون أقلية في هذه الحكومة»، «سيقودوننا إلى أن نصبح دولة من العالم الثالث. على خلاف مع الأميركيين على خلاف مع أنفسنا». ويأتي تسريب الأميركي لوثائق سرية تبيّن دعم «الموساد» من أجل حشد الاحتجاجات ضد نتنياهو، ليكشف ورقة عن الصراع القائم داخل بنية الكيان، وليفتح الباب أمام توقع احتدامه في المستقبل. كل ذلك يشير إلى انعدام الاستقرار المجتمعي داخل كيان الاحتلال، فبحسب استطلاع رأي أجرته القناة 13 الإسرائيلية أخيراً فإن 68% من الإسرائيليين يعتقدون أنّ الشر سيُفتح على «إسرائيل» من الداخل، و«الانقسامات الداخلية هي أكبر تهديد وجودي لإسرائيل»، وليلتقوا مع ديفيد بن غوريون نفسه في اعترافاته عام 1956 لصديقه المقرب ناحوم غولدمان (في كتابه «المفارقة اليهودية»)، أن كيانهم هو كيان احتلال وأنه يتوقع ألا يدفن ابنه «عاموس» فيه. ولمن يسأل عن توسع «الحريديم»، وتحول الكيان إلى كيان أصولي متطرف، في الوقت الذي كان إنشاء الكيان على يد العلمانيين، فإن ذلك لا يغير شيئاً في واقع الانقسام والصراع، لأنهما داخل المكون المتطرف دينياً أشد وأعمق، في الوقت الذي يحمل انتماؤه الديني تناقضاً جوهرياً مع «الدولة»، وهو من داخل الحكومة يصر على الاستثناء من الخدمة في الجيش، وهذا الانقسام هو في عنوان الصراع الفقهي، فهو داخل المكون المتطرف دينياً، وانتقال «الحريديم» من العزلة إلى المشاركة السياسية، لا يحمل في تلافيفه قوة الكيان، بقدر ما يبشر باقتراب دخول الصراع دائرة الاقتتال الداخلي، خصوصاً مع ذراع عسكرية للمتطرفين (الحرس الوطني)، وهذا ما يشكل هاجساً حقيقياً عند قادة هذا الكيان وساسته (23)
في البداية، الموضوع له علاقة بالتركيبة المجتمعية لإسرائيل ودلالاتها على تجمع المستجلبين : التصدّع الديني - العلماني، وبين الشرقيين والغربيين، واليمين واليسار، والطبقي الموجود في كل المجتمعات، أي بين الأغنياء والفقراء.
استجلب المجتمع الإسرائيلي مجموعات من "اليهود" من كلّ بقاع الأرض ومن كلّ القوميات. وقد اجتمعت هذه المجموعات على أرض فلسطين، حيث قام علماء المجتمع بتقسيمها إلى خمسة فروع (تصدّعات) أساسية: أولاً: التصدّع الديني - العلماني، ويُقصد به وجود مجموعة من الإسرائيليين العلمانيين مقابل غيرهم من المتديّنين؛ ويسبّب هذا التقسيم - مثل أي مجتمع- نوعاً من الفرقة والاختلاف حول الثقافة والهوية ونظام الحكم؛ وبالتالي هذا خطأ جوهري له ميزة في إسرائيل عن باقي المجتمعات، وله علاقة بطبيعة المجتمع الديني في الكيان. وهذا الواقع موجود منذ ما قبل قيام الكيان واستمر طيلة العقود الماضية.(24)
تجمع المستجلبين : التصدّع الديني - العلماني، وبين الشرقيين والغربيين، واليمين واليسار، والطبقي الموجود في كل المجتمعات، أي بين الأغنياء والفقراء.
التصدّع الثاني هو ذلك القائم بين الشرقيين والغربيين، على قاعدة التمييز بين الشرقيين والغربيين المتحدّرين من أوروبا وأميركا؛ وخطورة هذا الانقسام تكمن في أن الإسرائيليين الأوائل هم أشكيناز، وهم يعتبرون أن الشرقيين جاؤوا فيما بعد، وقد اعتبرهم الغربيون بدائيين لأنهم أتوا من الدول العربية أو من أفريقيا، فتم التعامل معهم بفوقيّة وعنصرية؛ والأدبيات الإسرائيلية حافلة بالطرق التي تم التعامل بها مع هؤلاء الشرقيين والتراكمات التي حصلت، ما أدّى إلى الانقلاب الكبير الذي حصل عام 1977، عندما صوّت الشرقيون لليكود، وقاموا بثورة في السياسة الإسرائيلية. ومنذ ذلك الوقت بدأ حزب العمل مساره التراجعي، حيث أصبح اليوم من أصغر الأحزاب في إسرائيل .
هذا الانقسام الشرقي- الغربي كان بالغ الحدّة في البداية؛ لكن هذه الحدّة تراجعت في العقدين الأخيرين، لأن الفجوة بين الشرقيين والغربيين تضاءلت نتيجة التطورات التي حصلت في المجتمع الإسرائيلي؛ لكن الانقسام لا يزال موجوداً؛ فنحن نعلم أن هناك بعض السياسيين الشرقيين مثل أرييه درعي- رئيس لحزب شاس المغربي؛ وبعضهم لا يزوّج ابنته لمغربي. والمتابعات أثبتت أن الغربيين يتقدمون على الشرقيين في كل شيء؛ حتى أن الرواتب والمناصب تختلف بين الشرقيين والغربيين.(25)
التصدّع الثالث يتمثّل في التوتر السياسي بين اليمين واليسار؛ والاختلاف الأساسي بينهما هو حول القضية الفلسطينية. هناك تحوّل كبير على هذا الصعيد؛ بمعنى أنه في العقود الأولى وحتى الثمانينات كانت أغلبية الإسرائيليين تصنّف نفسها في اليسار أو الوسط؛ أما الآن، فحوالي 60% من الإسرائيليين يصّنفون أنفسهم على أنهم يمينيين، وأقل من 15% يساريين، والباقي في الوسط؛ وهذا يدل على الخلل المستمر في التوزيع.
التصدّع أو الانقسام الرابع يكمن في التوتر القومي؛ نحن لا نعتبر إسرائيل دولة قومية؛ وتعريف اليهودية بالقومية له اعتبار كبير في إسرائيل، والتي تنقسم بين يهود وعرب (فلسطينيو 48 وليس كل العرب). في العام 1948 بقي ما يقارب 150 ألف فلسطيني من أصل 900 ألف كانوا يعيشون داخل أراضي 48؛ ونتيجة اعتبارات عديدة، وبعد فشل المحاولات الصهيونية لتهجير هؤلاء، فرِض عليهم حمل الجنسية الإسرائيلية؛ لكنهم ظلّوا عرباً؛ وبالتالي، عندما نتكلم عن الفلسطينيين يجب أن نفرّق بين عرب 48 الذين ينتخبون في الانتخابات الإسرائيلية وبين فلسطينيي الضفة والقدس. وحين نتكلم عن الصدع بين اليهود العرب، فإننا نتكلم عن التوترات الخطيرة التي تشهدها إسرائيل منذ عقود؛ فالصهاينة يعتبرون أن فلسطينيي 48، لأنهم من خارج اليهودية ويشكّلون خطراً على يهودية الدولة؛ خاصة أنهم أصحاب الأرض الفلسطينية الحقيقيين. وبالتالي، المشكلة بين اليهود وعرب 48 ليست فقط في الاختلاف القومي والديني؛ بل إن عرب 48 يسمّون في المجتمع الدولي بالقومية الأصلانية، لأنهم أهل الأرض؛ وهذا الوضع تختلف مقاربته في القانون الدولي من جهة الحقوق.(26)
هذه هي التقسيمات التقليدية، مع الرهان على تأثير هذه التقسيمات أو التصدعات بعد نحو ثمانية عقود على إنشاء "إسرائيل"؛ وهناك عامل التدخل الخارجي، والقادر على تفكيك المجتمعات؛ لكنه يعمل دائماً على حماية وتعزيز وجود الكيان.
يقوم نظام الحكم في الكيان على الانتخابات التي تعتبر إسرائيل دائرة واحدة ودوائر مقفلة. وعندما نتحدث عن مجتمع متنوع، فهذا يعني انقسامات سياسية؛ وكل قسم ذكرناه آنفاً تجلّى ضمن حزب سياسي؛ وأغلب الأحزاب في إسرائيل هي أحزاب قطاعية، أي أنها تمثّل قطاعاً معيّناً؛ فمثلاً، هناك أحزاب يهودية وأحزاب عربية، من الناحية القومية؛ وهناك أحزاب يسارية وأخرى يمينية؛ وهناك أحزاب علمانية وأخرى دينية. والأسوأ أن هناك أحزاباً تمثّل جماعات معيّنة؛ فمثلاً هناك حزب يمثّل الروس وآخر يمثّل الشرقيين، وآخر يمثّل الغربيين. هذا الانقسام المجتمعي تحوّل إلى انقسام سياسي؛ وعندما يمثّل الحزب فئة معيّنة يكون همّه الأساسي الوصول إلى الحكم لتمثيل هذه الفئة.
ومن ثم وكما تؤكد المعطيات، من الخطأ اعتبار أن النظام في إسرائيل هو نظام ديمقراطي. فالأحزاب الإسرائيلية كثيرة الانشقاقات؛ والظاهرة الأخطر هي ظاهرة شخصنة تلك الأحزاب. فحزب الليكود تحوّل إلى حزب نتنياهو، الذي هو رئيس الليكود منذ عام 1993 باستثناء 3 سنوات تولّى فيها شارون الرئاسة؛ وأغلب الانشقاقات التي حصلت كانت عن حزب الليكود. وهناك حزب أفيغدور ليبرمان، وهو علماني يمثّل الروس؛ وهو رئيس الحزب منذ عام 1999، لكنه يعطي دروساً في الديمقراطية. وكذلك الأمر بالنسبة للأحزاب الدينية؛ فمثلاً، حزب شاس ليس فيه انتخابات، بل القرار هو للحاخامات، ويفتقد الحزب لأبسط القواعد الديمقراطية. أيضاً، أغلب الحكومات الإسرائيلية هي حكومات ائتلافية وتلبّي رغبات كلّ حزب من تلك الأحزاب.
أما حول الخطر المجتمعي المقبل على إسرائيل ودلالاته وأهميته (27)
يقول الكاتب عاموس ايلون فرأى أن من سخرية القدر في إسرائيل أنها تحولت بعد هاتين الحربين من بلد متميز باعتزازه القومي والتفاني والحميمية والاندفاع على المستوى الداخلي، إلى بلد شديد الانقسام على نفسه في ما يتعلق بالمسلمات الأساسية في حياته السوسيولوجية-السياسية وخصوصاً بعد احتلال الضفة الغربية وقطاع غزه، الأمر الذي يمكن تبسيطه بالقول إن إسرائيل في حرب عام 1967 “ألحقت هزيمة نكراء بالعالم العربي ولكنها في الوقت ذاته تسببت لنفسها ببداية أزمة سياسية وثقافية واجتماعية لا تزال تأخذ مجراها قدما من التصاعد والتعقيد” . وعناصر هذه الأزمة كثيرة من أبرزها: قضية الهوية اليهودية (من هو اليهودي؟) وتطبيع الشخصية اليهودية، ومشكلة اليهود الشرقيين، وهوية الدولة اليهودية، والأزمة السكانية السوسيولوجية المقترنة بالأزمة الاستيطانية والديمغرافية والإثنية، وسائر الشؤون المتعلقة بحدود الدولة. (28)

المبحث السادس: كثرة انشقاق الأحزاب.. وشخصنها وموسميتها
ظاهرة كثرة انشقاق الأحزاب.. وشخصنها وموسميتها هناك من بعزوها إلى مقاربة نقول إن "إسرائيل الواحدة الموحّدة قد ماتت منذ وقت طويل, وقامت بدلاً منها فيدراليات من المجتمعات, كلّ واحدة منها لها طابعها الداخلي ووجهة نظرها وأحاسيسها وحبّها وكراهيتها”. (29)
من ذلك أن الانقسام الحاصل بين مكونات الكيان لم يعد محصورًا بين فئتين متصارعتين فقط وإنما بين فئات عدة، ويستحيل بعد سقوط الثقة بأصحاب السلطة إعادة ردم الهوة المتزايدة في الاتساع والعمق، ولا يبدو أن عملية الترقيع المؤقتة التي يسعى الأميركيون اليها ستنجح. (30)
والحركات في الكيان، تشكّلت وفق هذه الانقسامات، لذا فمظاهر الانقسام السياسي هي في حقيقتها مرتبطة بالانقسامات والصراعات الآنفة.
أما على مستوى البناء السياسي الداخلي، فإن شكل التنافس السياسي الذي نجح الجيل المؤسس في تكريسه، وفق توازن الحزبين المهيمنين على الحياة السياسية حينها، تحت سقف نظام تعددي، لم يعد متاحاً في عصرنا الراهن. فالتنافس السياسي الذي ساد حتى ما قبل نهاية الألفية بين حزبي العمل والليكود وعدد قليل من الأحزاب الأخرى، قد تحوّل إلى انقسام سياسي حاد، إذ برزت في الكنيست كتل نيابية تمثل أحزاباً كثيرة، تتناحر فيما بينها، بحيث يشكل الحصول على المغانم والمقاعد الوزارية هدفها الأول.(31)
وفي هذا الإطار، يمكن الإشارة إلى الفشل في تشكيل أكثرية ثابتة منذ عام 2019 على الرغم من إعادة الانتخابات التشريعية خمس مرات. وإن كان لهذا الأمر دلالة، فإنه يدلل على تشظي تجمع المستجلبين اليهود وانقسامه على نفسه، إذ لم يعد هذا الانقسام يظهر على شاكلة يمين ويسار فقط، إنما يؤكد الانقسام والتفتت داخل كل اتجاه. .(32)
إضافة إلى ذلك، يبدو لافتاً أن القادة الإسرائيليين، في السلطة وخارجها، لم يجدوا أي حرج في السماح باستمرار الخلاف وتحوّل الانقسام السياسي إلى انقسام شعبي، قد يهدد في حال استمراره باندلاع مواجهات مسلحة. فالحكومة بوجهها اليميني المتطرف، الذي يضم إلى جانب نتنياهو كلاً من إيتمار بن غفير وبتسلئل سموتريتش، لم تظهر مرونة في تعاطيها مع المستجدات الداخلية المرتبطة بالأمن القومي الإسرائيلي. فالإصرار على إسقاط السلطة الفلسطينية، وإثارة العنف تجاه الفلسطينيين، مع ما يعكسه هذا العنف من عمليات تضرب العمق المجتمعي الإسرائيلي، بالإضافة إلى إظهار عدائية غير مسبوقة تجاه المعارضة الإسرائيلية تحت مسميات يهودية متطرفة لن يساعد في إعادة الهدوء إلى مدن الكيان. .(33)
أما على مستوى تحديات الكيان الخارجية، فبالإضافة إلى القلق من تعاظم قوة حزب الله على الحدود الشمالية وتمدد مسرح عمليات المقاومة في اتجاه الجولان، مع ما تعانيه المؤسسات الأمنية والسياسية داخل الكيان من تخوف نتيجة تطور قدرات إيران النووية والصاروخية، ونجاحها في رسم معالم تحالف مقاوم يهدد الأسس الإستراتيجية للقوة الإسرائيلية القائمة على توجيه الضربات، وضمان عدم تلقي أي رد فعل، يظهر قلق متزايد لدى النخب السياسية الإسرائيلية من خطر فقدان الدعم الغربي للكيان. .(34)
وقد كان الدعم الأوروبي والأميركي للكيان مرتبطاً بما يظهره هذا الأخير من دينامية وانتظام خلف أجنداته. فعلى الرغم من التصريحات ذات السقوف العالية التي كان يحرص القادة الصهاينة على إطلاقها في إطار تهديد المقاومة في فلسطين أو لبنان أو حتى الجمهورية الإسلامية، فإن الواقع كان يدلل دائماً على التزام إسرائيلي بالخطوط الحمر التي يحددها الغرب.(35) إضافة إلى ذلك، لم تكن تهدف الزيارات الأخيرة للمسؤولين الأمنيين والسياسيين الأميركيين، التي كان من بينها زيارة لوزير الخارجية أنطوني بلينكن، إلى التعبير عن الدعم والالتزام بأمن الكيان فقط، وإنما كانت تستهدف حث الحكومة الإسرائيلية على الالتزام بالمسار السياسي الذي تتبناه الإدارة الأميركية في الشرق الأوسط، وعدم الارتجال في تبني قرارات من خارج السياق الأميركي.(36)
وعلى الرغم من عرقلة الولايات المتحدة الأميركية لمشروع قرار أممي يدين الاستيطان، فإن حكومة اليمين الإسرائيلي لم تتجاوب مع دعوات الأخيرة لناحية تهدئة الأوضاع مع الفلسطينيين. من ناحية أخرى، يظهر اليمين الإسرائيلي المتطرف جنوحاً نحو استفزاز الجمهورية الإسلامية ونحو محاولة توتير الأجواء في المنطقة بما يمكن أن يدفع نحو مواجهة مباشرة، تلزم الولايات المتحدة على الانخراط فيها، في حين أنها لا توافق على ما قد يؤثر في جهود الدعم المتواصل لأوكرانيا.(37) وتعاني تلك الأحزاب من الاعتماد على قائد ذي شخصية كاريزمية: تتشكل أغلبية أحزاب الوسط من خلال الالتفاف حول قائد واحد ذي شخصية كاريزمية. وإذا ما انسحب هذا القائد، لأي سبب كان، أو إذا اتضح أنه غير ناجح، فإن الحزب يجد صعوبة بالغة في الصمود والاستمرار من دونه. والمثال الأبرز لهذا هو حزب شينوي الذي لم يستطع البقاء في إثر انسحاب يوسف لبيد من رئاسته. وجميع أحزاب الوسط التي قامت في السنوات الأخيرة يعتمد على شخص قيادي واحد ذي شخصية كاريزمية: يائير لبيد (يوجد مستقبل)؛ موشيه كحلون (كلنا)؛ بني غانتس (مناعة لإسرائيل)؛ أورلي ليفي–أبكسيس (جسر)؛ تسيبي ليفني (الحركة)، ولذلك فإنها واجهت وتواجه خطراً مماثلاً.
وهناك خطر آخر وهو يتعلق بالانقسامات الداخلية، ويمكن هنا استحضار الانقسام الذي جرى في حزب كديما، حين انسحب عدد من أعضائه ليشكلوا حزب الحركة عشية انتخابات سنة 2013، وهو ما أدى إلى تحطم كديما في تلك الانتخابات. كذلك شهد حزب شينوي، وحزب المتقاعدين، وحزب المركز، انقسامات مشابهة.
عدم الاستثمار في مأسسة الحزب وتثبيته: والمقصود بهذا إقامة مؤسسات وتفعيل الناشطين الميدانيين والأعضاء (ليس خلال فترة الانتخابات فقط).(38)
وتثبت التجربة أن المؤسسات والناشطين والأعضاء يساعدون الحزب على البقاء والصمود في الأزمات واجتيازها، مثلما فعل حزبا الليكود والعمل اللذان واجها أزمات عاصفة. إلاّ إن أغلبية أحزاب الوسط لا توظف جهوداً تُذكر في هذه المجالات وليس لها أي حضور ميداني، إطلاقاً تقريباً (كان حزب كديما استثناء في هذا، كما ينظم حزب يوجد مستقبل فعاليات ميدانية دائمة، وإن كان يفتقر إلى الديمقراطية الداخلية).(39)

ابتعاد الناخبين وانتقالهم إلى أحزاب وسط جديدة: يبيّن الواقع أن جمهور المصوتين لمصلحة أحزاب الوسط في الغالب ما يهجر حزب الوسط الذي صوّت لمصلحته في الانتخابات السابقة، وينتقل إلى تأييد حزب وسط جديد. ويبدو طبيعياً أن ناخبي أحزاب الوسط هم أقل ولاء لأحزابهم، لأن تصويتهم ليس ناتجاً من قناعة أيديولوجية واضحة أو هوية قطاعية محددة. ومع ذلك، ثمة لأحزاب الوسط في إسرائيل مميزات محددة «تشجع» الناخبين على العزوف عنها. فهي كثيراً ما تتعهد أمام جمهورها المتحمس بإحداث تغييرات فورية وحقيقية في مجال ما، على غرار وعود حزب المتقاعدين بتحسين أوضاع المتقاعدين بصورة جدية وفورية، ووعود حزب شينوي بإحداث «ثورة مدنية»، ووعود حزب كلنا بخفض تكاليف المعيشة (وخصوصاً أسعار السكن). ولهذا، ربما يكون جمهور الناخبين عرضة للإصابة بخيبة أمل كبيرة وسريعة من هذه الأحزاب. ويضاف إلى هذا، أيضاً، أن هذه الأحزاب تصور نفسها أنها تعتمد «سياسة جديدة» ونظيفة (خلافاً لـ «السياسة القديمة»، المتكلسة والموبوءة بالفساد التي تميز حزبي الليكود والعمل). ونظراً إلى أنه من الصعب جداً تحقيق وعود كهذه في الحياة السياسية المركبة، فسرعان ما يخيب أمل الناخبين من هذه الأحزاب أيضاً، وخلال وقت قصير.(40)
,في الحقيقة، إنّ هذا الانقسام يأخذ أشكالاً شتى، ويتمظهر في صور مختلفة، منها ما هو أيديولوجي-عقدي، ومنها ما هو جغرافي، ومنها ما هو إثني وعرقي، أو طبقي، وثمة انقسام سلوكي من حيث دوافعه وغاياته، وكثيراً ما يكون الانقسام داخل الانقسام، كما سنرى في المتدينين أنفسهم، أو العلمانيين. ولعلنا سنجد أن الأحزاب والحركات في الكيان، تشكّلت وفاق هذه الانقسامات، لذا فمظاهر الانقسام السياسي هي في حقيقتها مرتبطة بالانقسامات والصراعات الآنفة. علماً أن الإسرائيلي يحاول أن يقدّمها مغلفة بغلاف صلاحيات حيناً، وديموقراطية حيناً آخر، على أني ومن خارج السياق، ألفتُ إلى أنّ هناك ظواهر أخرى ذات أبعاد مافيوية أو فساد تديرها العائلات وهي امتداد لمافيات الغرب أغفلتها في المقاربة.(41) ،والحركات في الكيان، تشكّلت وفق هذه الانقسامات، لذا فمظاهر الانقسام السياسي هي في حقيقتها مرتبطة بالانقسامات والصراعات الآنفة.
المطلب الأول: تراجع جدي في المناعة الاجتماعية والقومية
أثّرت الأزمة السياسية المتواصلة في السنوات الأخيرة سلباً على المناعة الاجتماعية، وانعكست في تراجع التضامن والتكافل في المجتمع الإسرائيلي، الموجود في حالة استقطاب عميقة، حتى قبل الخطة الحكومية لتقييد القضاء وبدء حركات الاحتجاج. يتجلّى ذلك في التراجع المستمر في ثقة الجمهور بمؤسسات الدولة، وبمستوى الحوكمة، وفرض سلطة الدولة وسلطة القانون، وكذلك في ابتعاد الدولة وقادتها عن الالتزام بالمصلحة العامة، والعمل على تحقيق مصالح حزبية أو شخصية ضيّقة.
خلقت أحداث الأشهر القليلة الماضية مخاطر جديدة جدية على مستوى المناعة الاجتماعية، وصلت إلى حد التهديد بالتفكك الاجتماعي. على الرغم من أن الصراع لم يؤدِ لغاية الآن إلى استعمال العنف، لكن من الواضح أنه لا يمكن إلغاء هذه الإمكانية وأن يتدهور الصراع إلى استعمال العنف الشديد، بما في ذلك استعمال السلاح. قد يؤدي مثل هذا التطور إلى كارثة وطنية سيكون التعافي منها، إذا حصل أصلاً، صعباً وطويل الأمد.
المطلب الثاني: التهديدات الأمنية
بغضّ النظر عن خطة "الإصلاح القضائي"، فقد اشتدت التهديدات الأمنية أخيراً: أولاً، كان هناك ارتفاع في مستوى تهديدات إيران، التي أصبحت في واقع الأمر دولة عتبة نووية، وهي تكتسب خبرة عسكرية كبيرة في الحرب في أوكرانيا، وحتى من المقرر أن تتلقى أنظمة أسلحة متطورة من روسيا. في الوقت نفسه تعمل إيران على تعميق نفوذها الإقليمي، وعلى توطيد علاقاتها مع جيرانها في الخليج، برعاية الصين. ثانياً، تشهد الجبهة الفلسطينية منذ فترة طويلة تصعيداً مقلقاً للاحتلال، وتستمر موجة الهجمات في ظل إضعاف السلطة الفلسطينية وتنامي الجماعات المسلحة من نوع "عرين الأسود".(42)

المطلب الثالث: موت إسرائيل الواحدة
“إن إسرائيل الواحدة الموحّدة قد ماتت منذ وقت طويل, وقامت بدلاً منها فيدراليات من المجتمعات, كلّ واحدة منها لها طابعها الداخلي ووجهة نظرها وأحاسيسها وحبّها وكراهيتها”.(43)

ولذلك فإن الانقسام الحاصل بين مكونات الكيان لم يعد محصورًا بين فئتين متصارعتين فقط وانما بين فئات عدة، ويستحيل بعد سقوط الثقة بأصحاب السلطة اعادة ردم الهوة المتزايدة في الاتساع والعمق، ولا يبدو أن عملية الترقيع المؤقتة التي يسعى الأميركيون اليها ستنجح.(44)ولذلك فإن تحديات عديدة تواجه دولة الاحتلال من داخلها، لم تتوقف عند الانقلاب القضائي، أو تزايد المطالبين بالهجرة للخارج، فضلا عن ارتفاع معدلات رفض الخدمة العسكرية في صفوف الجيش، حتى أضيف إليها تحدّ من نوع جديد يتمثل في تقسيم دولة الاحتلال ذاتها إلى دولة علمانية ليبرالية وأخرى دينية محافظة، بزعم أنه "إذا بقي اليهود معاً، كل اليهود، بكل توجهاتهم وأفكارهم، فإنهم سوف يهلكون جميعاً". (45)
ويرى عومر كوفتشيبيسكي مراسل صحيفة "معاريف"، ذكر أن "الكثير من المسوغات تبرر تقسيم الدولة إلى عدة دويلات في ضوء ما واجهته "القبائل الإسرائيلية" من صعوبات وخلافات داخلية، بما فيها المنافسات والحروب بين الأشقاء، وحتى تقسيم إسرائيل ذاتها في قرون سابقة إلى مملكتين: يهوذا الجنوبية، وإسرائيل الشمالية. وقد مرّ 2951 سنة على هذا الانقسام، ويبدو أن الشعب اليهودي لا يزال يجد صعوبة في الحفاظ على مجتمع موحد. ولعل تصويت الكنيست الأخير أعاد إشعال النقاش حول تقسيم الدولة إلى جزأين منفصلين على خلفية التوترات المتزايدة بين الكتل السياسية".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "في حين تبدو هذه الفكرة بالنسبة لمعظم الإسرائيليين بعيدة كل البعد عن الواقع، فإن هناك من هو مقتنع بأنه لا مفر من تقسيم الأرض إلى "إسرائيل الجديدة" و"يهوذا"، إما من خلال التقسيم إلى كانتونات أو فيدرالية، أو من خلال وسائل إبداعية أخرى، وأحد من يحاولون حاليًا الترويج لخطة التقسيم هذه هو نيتسان عاميت من مستوطنة جفعاتيم، وهو مؤسس "حركة الانفصال" التي صاغت خطة من خمس خطوات للانفصال بين اليهود بالتراضي".(46)
وأشار إلى أن "عاميت، وهو خريج المدرسة العسكرية الداخلية للقيادة، والضابط في المظليين، وقد سبق له أن أسس منظمته بعد أن توصل إلى نتيجة مفادها أن "دولة إسرائيل تسير نحو الهاوية"، وبقدر كبير من التفكير، وعقب مشاركتي في المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية لسنوات عديدة، فإننا في النهاية نرى ما يحدث اليوم في المجتمع الإسرائيلي، مجتمع ممزق بالكامل، والحلّ يتم اقتراحه بالفصل إلى دولتين: واحدة ليبرالية تفصل بين الدين والدولة، وأخرى ذات طبيعة أكثر محافظة دينية".(47)
وتتضمن خطة تقسيم إسرائيل خمس مراحل، أولها إقامة تحالف للمدن الليبرالية من أجل توحيدها تحت مظلة واحدة، وإنشاء هيئة إدارية وتشريعية تلزم أعضاء المنظمة بسياسة معينة؛ واعتراف الكنيست القانوني بسلطة البرلمان للتنظيم الليبرالي كهيئة تشريعية ثانوية، بإنشاء كانتونات إقليمية مع برلمان محلي وحكومة إقليمية واستقلال شبه كامل في جميع الأمور المتعلقة بالسياسة الداخلية. وأخيراً الانقسام إلى دولتين، وفي النهاية سنصل إلى فصل كامل، عندما تكون كل منطقة قادرة على تحديد الدولة التي تنتمي إليها". (48)
وأوضح أن "كل منطقة لها دستورها وقواعدها الخاصة، وبموجبها ستعيش الدولتان اليهوديتان في سلام مع بعضهما مع تحالف دفاعي بينهما، وستفتح الحدود على غرار الحدود بين الولايات المتحدة، بحيث تكون إسرائيل في هذه الحالة فيدرالية، وليست مركزية، لأن المركزية تخلق انقسامات في المجتمع، وبالتالي فإنه في منطقة الجليل، حيث يوجد تركيز سكاني أعلى للفلسطينيين، سينشأ نوع من الحكم الذاتي، وسيتم التعامل مع الجميع بموجب نفس الدستور". (49)
إقرار إسرائيلي بفشل محاولات القضاء على المقاومة الفلسطينية وأشار إلى أن "هناك أوجه قصور تحيط بخطة التقسيم هذه، أولها ضرورة الحصول على موافقة الطرفين اليهوديين في هذا الشأن، فهناك العديد منهم لا يهتمون بحدوث هذا التقسيم، ويجدون صعوبة معه، لكن ما يجب أن يكون واضحًا أننا اليهود إذا بقينا معًا فسنهلك، وفي النهاية ستكون عملية تدريجية هنا.. صحيح أن اليهود لا يحبون التغييرات، ولكن في كثير من الأحيان يجب قبولها، وعندما يحدث ذلك بشكل تدريجي يكون الأمر أكثر راحة. وبمجرد فصل الجانبين، سيحدد كل طرف شكل نظامه القانوني، وأين يوجه موارده الاقتصادية".
وأكد أنه "بالنسبة للكثافة السكانية في دولة "إسرائيل الجديدة"، فإن من المتوقع أن يعيش السكان هناك أكثر من ولاية "يهودا" التي ستسيطر على مساحة أكبر، وستكون هذه دولة كثيفة نسبيًا، لكن علينا تذكر أننا في الواقع الحالي نعيش بالفعل في هذه الكثافة، ليس الأمر وكأننا ننقل فجأة الكثير من اليهود من النقب إلى تل أبيب، مع العلم أن الكثافة ليست بالضرورة أمرًا سيئًا، فهناك دول أكثر كثافة من إسرائيل تتمتع بمستوى معيشة أعلى مثل هولندا وسنغافورة على سبيل المثال، لأنه ستظل هناك مساحات مفتوحة". (50)
وكشف أن "ردود الفعل التي تلقتها الحركة حول برنامجها التقسيمي لافتة، فهناك قفزة مجنونة في عدد المتابعين لصفحاتنا على شبكات التواصل. معظم اليهود الذين سمعوا عن البرنامج داعمون للغاية.. تلقيت مئات الرسائل من يهود يريدون التطوع والتبرع، ويخبروننا حقًا أنهم انتظروا هذا الشيء، واتصل بنا عدد من قادة الرأي العام، مهتمون جدًا بالنموذج، بما في ذلك كبار المسؤولين في الاقتصاد. ورغم أننا حركة موجودة منذ عدة أسابيع فقط، لكن إذا نظرت إليها قبل شهر، كنت سترى أقل من ألف يهودي، لكننا بصدد بناء خطة عمل تشمل المؤتمرات، وتجنيد النشطاء، ومناشدات لعامة الناس وصناع القرار". (51)
يأتي الكشف الإسرائيلي عن هذه الحركة السياسية الجديدة، ودولة الاحتلال تظهر أشدّ انقسامًا، وأخفّ التصاقًا بمبادئها التأسيسية التي بدأت تجد طريقها إلى سلة المهملات. وأصبحت توصف بالمزيد من الأوصاف والنعوت التي لا تبتعد في مجموعها عن الأكاذيب التي لا بد من دفنها جميعًا في قبر واحد، لأنها وصلت بالفعل إلى حالة من الموت السريري، وسط فشل الإسرائيليين في إدارة الصراع الإسرائيلي-الإسرائيلي.(52)

الهوامش

https://www.aljazeera.net/politics/ -1
https://www.aljazeera.net/politics/ -2
https://www.aljazeera.net/politics/ -3
https://www.aljazeera.net/politics/ - 4
https://www.aljazeera.net/politics/- 5
https://www.aljazeera.net/politics/ -6
https://www.aljazeera.net/politics/ -7
8 السياسية في ”إسرائيل“ والتحذيرات منالحرب الأهلية، الثلاثاء 09 مارس 2021، ttps://adnanabuamer.com/
9) نفس المصدر السابق.
10 نفس المصدر السابق.
11 نفس المصدر السابق.
12 نفس المصدر السابق.
13 نفس المصدر السابق.
14 الدكتور عباس إسماعيل، التحوّلات البنيوية في المجتمع الإسرائيلي ودلالاتها، https://www.bahethcenter.net
15 نفس المصدر السابق.
16 نفس المصدر السابق.
17 نفس المصدر السابق.
18 نفس المصدر السابق.
19 عدنان أبو عامر ، حركة إسرائيلية جديدة تدعو لتقسيم دولة الاحتلال لـ"مملكتين يهوديتين"عربي21- https://arabi21.com/
20 عدنان أبو عامر ، حركة إسرائيلية جديدة تدعو لتقسيم دولة الاحتلال لـ"مملكتين يهوديتين"عربي21- https://arabi21.com/
21 عدنان أبو عامر ، حركة إسرائيلية جديدة تدعو لتقسيم دولة الاحتلال لـ"مملكتين يهوديتين"عربي21- https://arabi21.com/
22 عمرو علان، تظاهرات الكيان: علامة على الحيوية أم تفكك داخلي؟5 نيسان2023، https://www.almayadeen.net/
23 «الكيان»... من واقع الصراع إلى صراع الواقع، https://al-akhbar.com/ /
24 «الكيان»... من واقع الصراع إلى صراع الواقع، https://al-akhbar.com/ /
25 الدكتور عباس إسماعيل، التحوّلات البنيوية في المجتمع الإسرائيلي ودلالاتها، 10/3/2023 ،https://www.bahethcenter.net/
26 الدكتور عباس إسماعيل، التحوّلات البنيوية في المجتمع الإسرائيلي ودلالاتها، 10/3/2023 ،https://www.bahethcenter.net/
27 الدكتور عباس إسماعيل، التحوّلات البنيوية في المجتمع الإسرائيلي ودلالاتها، 10/3/2023 ،https://www.bahethcenter.net/
28 الدكتور عباس إسماعيل، التحوّلات البنيوية في المجتمع الإسرائيلي ودلالاتها، 10/3/2023 ،https://www.bahethcenter.net/
29 إحسان مرتضى، الدور السوسيولوجي-السياسي للاحزاب الدينية في اسرائيل، العدد 39 - كانون الثاني 2002،https://www.lebarmy.gov.lb/ar/content/
30 إحسان مرتضى، الدور السوسيولوجي-السياسي للاحزاب الدينية في اسرائيل، العدد 39 - كانون الثاني 2002،https://www.lebarmy.gov.lb/ar/content/
31 يونس عودة، أزمات الكيان البنيوية وتسارع الانهيار، https://www.alahednews.com.lb/
32 يونس عودة، أزمات الكيان البنيوية وتسارع الانهيار، https://www.alahednews.com.lb/
33 يونس عودة، أزمات الكيان البنيوية وتسارع الانهيار، https://www.alahednews.com.lb/
34 يونس عودة، أزمات الكيان البنيوية وتسارع الانهيار، https://www.alahednews.com.lb/
35 يونس عودة، أزمات الكيان البنيوية وتسارع الانهيار، https://www.alahednews.com.lb/
36 يونس عودة، أزمات الكيان البنيوية وتسارع الانهيار، https://www.alahednews.com.lb/
37 يونس عودة، أزمات الكيان البنيوية وتسارع الانهيار، https://www.alahednews.com.lb/
38 وسام إسماعيل،الانقسام الإسرائيلي.. الأسباب الداخلية والنتائج الخارجية، https://www.almayadeen.net/
39 وسام إسماعيل،الانقسام الإسرائيلي.. الأسباب الداخلية والنتائج الخارجية، https://www.almayadeen.net/
40 وسام إسماعيل،الانقسام الإسرائيلي.. الأسباب الداخلية والنتائج الخارجية، https://www.almayadeen.net/
41 أنطوان شلحت، الأحزاب السياسية في إسرائيل، 24/11/2020، https://www.palestine-studies.org/
42 يونس عودة، أزمات الكيان البنيوية وتسارع الانهيار، https://www.alahednews.com.lb
43 يونس عودة، أزمات الكيان البنيوية وتسارع الانهيار، https://www.alahednews.com.lb
44 يونس عودة، أزمات الكيان البنيوية وتسارع الانهيار، https://www.alahednews.com.lb
45 يونس عودة، أزمات الكيان البنيوية وتسارع الانهيار، https://www.alahednews.com.lb
46 «الكيان»... من واقع الصراع إلى صراع الواقع، https://al-akhbar.com/ /
47 عدنان أبو عامر ، حركة إسرائيلية جديدة تدعو لتقسيم دولة الاحتلال لـ"مملكتين يهوديتين"عربي21- https://arabi21.com/
48 عدنان أبو عامر ، حركة إسرائيلية جديدة تدعو لتقسيم دولة الاحتلال لـ"مملكتين يهوديتين"عربي21- https://arabi21.com/
49 عدنان أبو عامر ، حركة إسرائيلية جديدة تدعو لتقسيم دولة الاحتلال لـ"مملكتين يهوديتين"عربي21- https://arabi21.com/
50 عدنان أبو عامر ، حركة إسرائيلية جديدة تدعو لتقسيم دولة الاحتلال لـ"مملكتين يهوديتين"عربي21- https://arabi21.com/
51 عدنان أبو عامر ، حركة إسرائيلية جديدة تدعو لتقسيم دولة الاحتلال لـ"مملكتين يهوديتين"عربي21- https://arabi21.com/
52 عدنان أبو عامر ، حركة إسرائيلية جديدة تدعو لتقسيم دولة الاحتلال لـ"مملكتين يهوديتين"عربي21- https://arabi21.com/








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 17 شخصا في غارة إسرائيلية على مخيم البريج في قطاع غزة


.. غسان سلامة: عزل قطاع غزة عن الضفة الغربية يهدد وحدة الشعب ال




.. إسرائيل تكرر سيناريو غزة في لبنان؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. عمره 10 أعوام يستعرض ويقود سيارة مسروقة عبر باحة مدرسة ممتلئ




.. هذا ما فعله الجنود الإسرائيليون بعد رفع العلم الإسرائيلي في