الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


طبيعة الزمن بين النسبية والموضوعية ( بين نيوتن واينشتاين )

حسين عجيب

2024 / 9 / 1
العولمة وتطورات العالم المعاصر


هل الزمن نسبي ، ويختلف بين فرد وآخر ؟!
أم موضوعي ، ومطلق ؟!

يوجد اتفاق ثقافي عالمي ، حول نسبية الزمن ، وأن فكرة نيوتن حول الزمن الموضوعي ، والمطلق خطأ بالفعل .
أعتقد أن هذا الموقف متسرع ، ومتناقض بشكل واضح .
لكي يكون الزمن نسبيا بالفعل ، ويختلف بين مراقب وآخر ، يلزم أن يكون موجودا أولا بشكل موضوعي ، ومستقل عن الحياة والوعي خاصة .
وفي هذه الحالة يكون الزمن نوعا من الطاقة ، وليس مجرد فكرة عقلية .
ولو فرضنا العكس ، أن الزمن نوعا من الوهم الإنساني وفكرة ذهنية ، توجد في عقل الانسان فقط ، يكون من المستحيل أن يتغير بين مراقب وآخر ، وبحسب السرعة والكتلة وغيرها !
أحد الموقفين صح ، والأخر خطأ .
يوجد احتمال ثالث ، أن يكون كلا الموقفين خطأ .
مع ان موقف اينشتاين ، ومعه الموقف الثقافي السائد حتى اليوم 2024 ، يعتبر كلا الموقفين ( المتناقضين بين الفكرة والطاقة ) صحيحا ؟!
هذه مغالطة أينشتاين الأولى ، ويشترك بها ( المغالطة ) مع نيوتن .
نيوتن يفترض أن الحاضر يقارب الصفر ويمكن اهماله ، والنتيجة أن الزمن هناك ( في الماضي او المستقبل ) . بينما حل أينشتاين نقيض ذلك ، الزمن يوجد في الحاضر فقط ، وينكر الماضي والمستقبل معا .
( أعتقد أن كلا الموقفين ، يمثل حالة خاصة فقط ، والحل المتكامل يكون من خلال البديل الثالث الحقيقي ، والذي يتضمن كلا النقيضين بالتزامن )
مغالطة أينشتاين الثانية أكثر وضوحا ، ولا علاقة لنيوتن بها :
سرعة الزمن مطلقة ، وهي نفس سرعة الضوء ، أو سرعة الزمن أصغر ، وأقل ، من سرعة الضوء !
....
أعتقد أن الحقيقة المنطقية بالعكس ، لا يمكن أن تكون سرعة الضوء أو غيره أكبر من سرعة تحولات الزمن بين مراحله الثلاثة : الحاضر والماضي والمستقبل .
أعتقد أيضا ، أن حركة الزمن ثابتة وتعاكس حركة الحياة ، وقد ناقشت هذه الفكرة مرارا وبشكل تفصيلي وموسع .
( أدعو القارئ _ ة الجديد لمراجعة بعض النصوص المنشورة على الحوار المتمدن لفهم العلاقة بني الزمن والحياة ، قبل التكملة ) .
....
بعد فهم ، وتفهم ، العلاقة بين المجموعات الثلاثة 1 و 2 و 3 ، يمكن فهم كلا منها على حدة ، وبشكل منفصل عن البقية .
1 _ المجموعة الأولى : المكان والزمن والحياة طبيعية ، وأساسية . وهي تمثل المجال الواسع بين الصفر واللانهاية ( وربما بين اللانهايتين السالبة والموجبة ، لا نعرف بعد ؟! ) .
2 _ المجموعة الثانية ، الحاضر والماضي والمستقبل ، رمزية وثقافية . والمجال الذي تمثله نسبي ، او اتفاق اجتماعي وثقافي ولغوي بالتزامن ، وهي تفسر الاختلاف بين موقفي نيوتن واينشتاين ( بين موضوعية الزمن ، او نسبيته ) وتوضحه بالفعل .
3 _ المجموعة الثالثة ، الحاضر المستمر والماضي الجديد والمستقبل الجديد ، جيدة وافتراضية بطبيعتها . وهي تمثل الدليل المتكامل ، كما أعتقد ، على طبيعة الزمن ، وخاصة العلاقة بين ( الحاضر والماضي والمستقبل ) . وتفسر بشكل منطقي وترجيبي بالتزامن ، كيف يكون الزمن نسبيا وموضوعيا بالتزامن .
أو أن النسبية ، أو الموضوعية ، حالتان خاصتان للزمن ، ويتحددان بالحاضر بشكل مباشر ومنطقي وتجريبي بالتزامن .
وربما ، طبيعة الزمن _ التي ما تزال مجهولة بالفعل _ تمثل وتتمثل بحالة ثالثة ومختلفة عن تصوراتنا الحالية ، وما تزال مجهولة بالكامل ؟!
بكلمات أخرى ،
نحن اليوم ، 2024 ، نجهل طبيعة الزمن بالفعل ، بين الفكرة والطاقة .
ونجهل أيضا جريان الزمن ، بين الحقيقة والوهم .
والمشكلة الثالثة ، والتي بدأت تتكشف ، بشكل منطقي وتجريبي معا " سهم الزمن " صرنا نعرفها بالفعل بدلالة سهم الحياة .
سهم الحياة يتحرك بعكس هم الزمن ، بداية الزمن من المستقبل إلى الماضي ، وبداية الحياة بالعكس من الماضي إلى المستقبل .
تتمثل الحركة الموضوعية للحياة ، بتقدم العمر . وتتمثل الحركة التعاقبية للزمن بتناقص بقية العمر .
هذه الفكرة ، الجديدة ، تمثل المدخل المناسب لفهم فكرة الزمن ومشكلة الزمن ، بشكل علمي منطقي وتجريبي بالتزامن .
....
عودة إلى المثال ، المكرر ، حياة الشاعر رياض الصالح الحسين 1954 _ 1982 .
1 _ ولد في الحاضر المستمر 1954 ، ومات في الحاضر المستمر أيضا .
2 _ بدلالة المستقبل الجديد ، أو الماضي الجديد لكن بالعكس ، بدأت بقية عمره الكاملة ( 28 سنة ) بالتناقص مع لحظة ولادته . مع أنها كانت مجهولة بالكامل خلال حياته ، واحتمالية ، مثل أي فرد حي وبلا استثناء ، لا يمكن معرفة لحظة الكوت قبل حدوثها بالفعل .
الماضي الجديد ، المستقبل الجديد ، الذي عاشه رياض ابتدأ لحظة ولادته 1954 ، وانتهى بلحظة موته 1982 , لكن لانعرف بعد كيف يحدث ذلك !
( هذه الفكرة ، الخبرة ، تمثل مشكلة ما تزال مجهولة وخارج الاهتمام الثقافي : كيف يأتي الزمن من المستقبل ؟! ) .
3 _ بدلالة الحاضر المستمر ، تتكشف حياة رياض وأي فرد حي بلا استثناء ، لكن على سبيل الاحتمال فقط ، وتتحول إلى يقين تجريبي ، مع لحظة الموت وبعدها ، فقط .
من المناسب التذكير ، والتفكير ، بمراحل وجود الفرد :
1 _ قبل الولادة ، يكون في الماضي التام والموضوعي ، بالتزامن مع المستقبل التام والموضوعي .
2 _ مرحلة الحياة الفعلية ، تبدأ بلحظة الولادة ، وتتمثل بالحاضر المستمر ، أو بالماضي الجديد أو المستقبل الجديد _ لكن بشكل متعاكس دوما .
3 _ مرحلة ما بعد الموت ، ينتقل الفرد ( او يعود ) إلى الماضي الموضوعي والتام فقط .
تتمثل المرحلة الأولى ، قبل الولادة ، بمن لم يولدوا بعد .
والمرحلة الثانية ، تتمثل بالأحياء .
والمرحلة الثالثة ، تتمثل بالموتى .
....
التشكيك بوجود الحاضر أو الماضي أو المستقبل ، ومن قبل أي شخصية أو مصدر ، يمثل عدم فهم ( نقص فهم ، أو سوء فهم ) مشكلة الواقع ، أو فهم الواقع بشكل ذاتي ومزيف طبعا ، وجهله بشكل موضوعي كما هو عليه _ أو بشكل منطقي وتجريبي _ وهو موقف كلا من نيوتن وأينشتاين ، لكن بشكل متعاكس . حيث أنكر نيوتن حقيقة الحاضر ، وموضوعيته . وأنكر أينشتاين ، بالمقابل ، حقيقة الماضي والمستقبل ، وموضوعتيهما .
كلا الموقفين ناقص ، ويحتاج للتكملة بالفعل .
تتكشف المشكلة ، وتتوضح بالفعل عبر المجموعات الثلاثة 1 و 2 و 3 ، بشكل دقيق وموضوعي ، وبشكل منطقي وتجريبي بالتزامن .
1 _ الحاضر مجال اتفاق ثقافي ، واجتماعي ، ولغوي .
( وهو نسبي بطبيعته ، وخاصة الحاضر المستمر .
يتحدد بالفرد ، عبر ولادة كل فرد جديد ) .
للحاضر أشكال عديدة متنوعة ، ومختلفة ، بالفعل .
يقبل التصنيف الثنائي :
1 _ الحاضر المستمر . 2 _ الحاضر الآني .
ويقبل التصنيف الثلاثي أيضا :
1 _ حاضر الزمن 2 _ حاضر الحياة 3 _ حاضر المكان .
والماضي ، احد نوعين :
1 _ الماضي التام والموضوعي ، يمتد بين هذه اللحظة الآن ( خلال قراءتك _ أو اليوم الحالي ) وبين الأزل المطلق والبداية المطلقة .
الماضي الموضوعي داخلنا ، داخل الأحياء والأشياء .
2 _ الماضي الجديد ، يتحدد بالفرد وهو نسبي بطبيعته .
3 _ المستقبل أحد نوعين أيضا :
_ المستقبل الموضوعي .
يتحدد بين لحظة موت الفرد ، وبين الأبد أو النهاية المطلقة .
المستقبل الموضوعي خارجنا ، خارج الكون والأفراد والأشياء .
_ المستقبل الجديد .
يساوي ويعاكس الماضي الجديد ، يتحدد بالفرد ، وهو نسبي أيضا .
....
ملاحظة هامة جدا كما اعتقد :
الحاضر نسبي بكل أنواعه ، بينما الماضي والمستقبل موضوعيان ...
وهنا تتكشف اصالة موقفي نويتن وأينشتاين ، لكن وبنفس الوقت كلاهما ناقص ويحتاج للتكملة ...كما أعتقد .
( أقصد الموقف من الزمن بالتحديد ، بالإضافة لحاضر والماضي والمستقبل ) .
مثال تطبيقي ثلاثي :
1 – ما هو الحاضر ؟
السؤال عام وغير محدد ، وغير مناسب أيضا ، ويحتاج للتعديل والتحديد .
الحاضر المستمر مثلا ، يختلف بالفعل عن الحاضر الآني .
ويمكن للقارئ _ة فهم ذلك مباشرة : الحاضر الآني يتغير بكل لحظة _ خلال قراءتك الآن ، مثلا : فعل القراءة ينتقل إلى الماضي مباشرة ، بينما أنت الفاعل ، تنتقل مباشرة إلى المستقبل مع تقدم العمر .
بينما النوع الثاني للحاضر ، الحاضر المستمر ، فهو يبقى نفسه بالنسبة للفرد من الولادة إلى الموت .
....
2 _ ما هو الماضي ؟
أيضا هذا السؤال عام ، مركب وغير دقيق .
للماضي ثلاثة أنواع بالحد الأدنى :
1 _ ماضي الزمن ( وهو في المستقبل التام والأبد ) .
2 _ ماضي الحياة ( وهو في الماضي التام والأزل ) .
3 _ ماضي المكان ( وهو نفسه بالنسبة للفرد ) .
....
3 _ ما هو المستقبل ؟
نفس المشكلة السابقة مع سؤال الماضي ، وهو ثلاثة أنواع :
1 _ مستقبل الزمن ، في الماضي التام والأزل ، نظريا .
( حركة الزمن تبدأ من المستقبل إلى الحاضر ، والماضي أخيرا ) .
2 _ مستقبل الحياة ، في المستقبل التام والأبد ، نظريا .
حركة الحياة تعاكس حركة الزمن بطبيعتها .
3 _ مستقبل المكان هو نفسه بالنسبة للفرد .
....
السؤال الأخير :
ما هو الزمن ؟
يتكشف الآن بوضوح سبب ، أو أسباب ، عدم إمكانية الإجابة بشكل مناسب ( دقيق وموضوعي ، أيضا منطقي وتجريبي بالتزامن ) على السؤال . لا على المستوى الفزيائي والتجريبي فقط ، ولا على المستوى المنطقي والفكري أيضا .
ما يزال من المبكر طرح السؤال حاليا ، 2024 .
والجواب المناسب عليه : لا نعرف بعد .
ناقشت الأفكار الواردة سابقا ، لمن بهمهم _ ن الموضوع .
....








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الاحتلال يطلق قنابل دُخّانية على بوابة مستشفى كمال عدوان شما


.. إعادة انتخاب قيس سعيّد رئيسا لتونس بنسبة 90.69 بالمئة من الأ




.. عاجل | إسرائيل تحذر اللبنانيين من التواجد بالمنطقة البحرية ا


.. نتنياهو: سنواصل القتال وسننتصر من أجل الأجيال القادمة والإنس




.. تصوير جوي يظهر حجم الدمار في بلدة يارون جنوبي لبنان