الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
من دفتر اليوميات/ محمود شقير5
محمود شقير
2024 / 9 / 1الادب والفن
الاثنين 24 / 6 / 1996
من التاسعة مساء حتى الحادية عشرة وهم يحتفلون بالقرب من باب الخليل بمناسبة مرور ثلاثة آلاف سنة على بناء القدس (عمر القدس الكنعانية خمسة آلاف سنة). تابعت الاحتفال على التلفاز. ألقى رئيس البلدية إيهود أولمرت كلمة أكد فيها على أن القدس الموحدة هي عاصمة إسرائيل إلى الأبد. جاء رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وزوجته الشابة الضاحكة، المتلفتة بحركات مفاجئة جهة اليمين وجهة اليسار دائماً. ألقى كلمة قصيرة بالعبرية، لم أفهم منها شيئاً مع أنني أتعلم العبرية هذه الأيام.
تخللت الحفل مقطوعات موسيقية وأغانٍ (لتنسني يميني إن نسيتك يا أورشليم)، ثم انطلقت الألعاب النارية في فضاء القدس أمام ثلاثين ألف متفرج إسرائيلي. إنهم يكرّسون احتلالهم للقدس.
الثلاثاء 25 / 6 / 1996
وصلت مكتبي في العاشرة. أديت مجموعة من المهام، ثم جاءت طالبة من أحد المعاهد لإجراء مقابلة معي حول أدب الطفل. أجبت عن أسئلتها. بعد انتهاء الدوام ذهبت إلى العيادة لتلقي علاج طبيعي لرقبتي.
عدت إلى البيت. نمت حوالي عشرين دقيقة. نهضت. هاتفني الكاتب والإذاعي عبد السلام العابد من الإذاعة لإجراء حديث معي حول "دفاتر ثقافية" وقضايا ثقافية أخرى. تحدثت على الهواء مباشرة مدة عشر دقائق.
الساعة الآن الواحدة بعد منتصف الليل. لم أقرأ الصحف هذا اليوم، ولم أقرأ درس اللغة العبرية.
الأربعاء 26 / 6 / 1996
جاءت إلى مكتبي د. إلهام أبو غزالة و د. فيحاء عبد الهادي. تحدثنا حول الأدب والنقد، وكذلك حول "دفاتر ثقافية". إلهام قالت إنني أهم كاتب قصة فلسطيني. أثنت على مجموعتي القصصية "طقوس للمرأة الشقية" التي قالت إنها أحبتها كثيراً. شكرتها على ذلك.
واصلنا الاستعداد ليوم الاحتفال بجائزة توفيق زياد الأدبية. وزعنا البطاقات على المدعوين. جاءت الممثلة فالنتينا أبو عقصة وأعطتني درساً في اللغة العبرية. ذهبت بعد الدوام إلى مقر نقابة المهندسين في رام الله، لكي أستلم الرسوم من المهندسة الرسامة نادية الشلبي. لم تعجبني لوحة الغلاف وكذلك الرسوم الداخلية. فيها تبسيط أكثر مما ينبغي وفيها أخطاء في التنفيذ لا ينبغي الوقوع فيها.
سهرنا أنا والعائلة في ساحة البيت. تناولنا طعام العشاء. شوينا لحماً على النار وانبسطنا. الحفيد محمود كان يطارد من حولنا فرحاً.
السبت 29 / 6 / 1996
زارني في المكتب الرفيقان نعيم الأشهب، والدكتور عبد الحليم شتات. كان أول تعارف لي مع عبد الحليم في رام الله. كان يعمل موظفاً في البريد العام 1965 وهو العام الذي انتسبت فيه إلى الحزب الشيوعي الأردني. وكان هو مسؤول أول خلية حزبية أمارس نشاطي الحزبي من خلالها.
عبد الحليم مقيم الآن في براغ، وهو متزوج من طبيبة تشيكية، وقد التقينا في براغ وعشنا وقتاً طيباً هناك. الآن هو يحاول العودة إلى الوطن.
ثمة كتب كثيرة ووقت قليل. وأنا بحاجة إلى أن أتفرغ للقراءة.
الأحد 30 / 6 / 1996
عدت إلى البيت متعكر المزاج. جاء إلى الوزارة مدير معهد العالم العربي في باريس، ومعه عدد من موظفي القنصلية الفرنسية في القدس، وذلك في تمام الساعة الخامسة بعد الظهر. وكان علي أن أنتظر لأكون أنا وعدد آخر من موظفي الوزارة في استقبالهم. أحسست بعدم ارتياح، لأن دورنا كان هامشياً في هذا اللقاء، كما لو أننا كومبارس! شعرت بكرهٍ للوظيفة، وتمنيت أن تأتي الساعة التي أكون فيها حراً طليقاً من قيود الوظيفة واعتباراتها المقيتة.
قرأت درس اللغة العبرية. الساعة الآن الواحدة ليلاً. سأقرأ نصف ساعة ثم أنام.
الاثنين 1 / 7 / 1996
حاولت أن أكتب كلمة لإلقائها في حفل توزيع جائزة توفيق زياد الذي تقيمه وزارة الثقافة غداً على مسرح السراج/ رام الله. لم أستطع كتابة شيء. غداً، سأحاول أن أكتب الكلمة وذلك احتراماً للمناسبة.
مرّ هذا اليوم دون أن أعمل شيئاً سوى ملاحقة تفاصيل صغيرة لها علاقة بالعمل. لم أقرأ شيئاً يذكر.
الأربعاء 21 / 8 / 1996
في مثل هذا اليوم من العام 1969 أحرق المحتلون الإسرائيليون الحرم القدسي (أحد صنائعهم قام بذلك). وقد تصدى آلاف الرجال والنساء من مواطني القدس للجريمة، وأخمدوا الحريق بعد ثلاث ساعات من الجهد المضني. كنت يومها في سجن المسكوبية بالقدس، حيث اعتقلت في حوالي العاشرة والنصف من ليل 28 / 7 / 1969
الأسباب المباشرة لاعتقالي آنذاك تمثلت في النشاط اليومي الذي كنت أمارسه ضد الاحتلال من تحريض وتوزيع منشورات وتنظيم شباب جدد في صفوف الحزب، علاوة على وشاية اثنين من العملاء بي. الأول من قرية قطنة، جاء مرة إلى رام الله للقاء معي، مبدياً رغبته في التعاون مع الحزب. والثاني من القدس، التقيت به صدفة وتحدثت معه حول القيام بحملة تبرعات لصالح أحد المعتقلين. اعتقلت بعد يومين من هذا الحديث، ولم أكن قد حدثت أحداً آخر حول الموضوع. وأثناء التحقيق معي في سجن صرفند سألني المحقق عن هذا الموضوع! طبعاً، المحقق توقع أنني تحدثت مع كثيرين حول التبرعات، ولذلك لن أستطيع تحديد الواشي من بينهم!
أثناء لقائي مع هذا الشخص حدثني كيف أنه استدعي في السابق للتحقيق وأصبح مثل (الشريطة) بين أيدي المحققين من شدة الخوف! لا أستبعد إذاً أنه وعدهم بإخبارهم بكل شيء يحدث معه أو يسمع عنه، كي لا يتهموه بالتكتم على شيء ما.
هذا المساء، انتهيت من قراءة "غربة الراعي" وهي السيرة الذاتية للدكتور إحسان عباس التي ضمنها رحلة كفاحه في التحصيل العلمي، في حين أنه لا يبوح إلا بالقليل حول جوانب حياته الشخصية الأخرى. وقد لفت انتباهي كيف أن إحسان عباس كان حتى وقت متأخر من حياته أسير نظرته القروية الضيقة إلى ما يتعلق بالمرأة، وهو أمر يصدق عليّ بالرغم من محاولاتي الدائبة لتخطيه، فأنا تقدمي حينما أكتب عن المرأة، لكنني في الممارسة لا أزال واقعاً تحت تأثير الرواسب التي علقت بي من بيئتي المحافظة.
الساعة الآن الواحدة والنصف ليلاً. أشعر بآلام في رقبتي وظهري ويدي وقدمي. إنها انزلاقات العمود الفقري التي تثور علي، وتزداد وطأتها حينما أجلس للكتابة.
الخميس 22 / 8 / 1996
شاركت هذا اليوم في عدد من الأنشطة الثقافية. في المساء، هاتفني الناقد أنطوان شلحت من عكا، وأخبرته أنني قادم إلى حيفا يوم الأحد. طلبت منه أن يكتب مادة نقدية لدفاتر ثقافية فوعد خيراً.
وهاتفني الرفيق عبد المجيد حمدان، من أجل اجتماع يعقد يوم السبت 24 / 8 في مكتب الحزب برام الله، لترتيب ندوة أو احتفال في الذكرى العشرين لوفاة قائد الحزب فؤاد نصار التي تصادف الثلاثين من أيلول 1996 .
يتبع...6
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ليه أفلام نصر أكتوبر اتعملت بعد الحدث بكتير؟.. اعرف السبب من
.. الفنانة الكبيرة نيللي لسة بنفس الانطلاق وخفة الدم .. فاجئتنا
.. شاهد .. حفل توزيع جوائز مهرجان الإسكندرية السينمائي
.. ليه أم كلثوم ماعملتش أغنية بعد نصر أكتوبر؟..المؤرخ الفني/ مح
.. اتكلم عربي.. إزاي أحفز ابنى لتعلم اللغة العربية لو في مدرسة