الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اول ضحايا القرن الواحد والعشرين – المشهد الأخير

رياض بدر
كاتب وباحث مستقل

(Riyad Badr)

2006 / 12 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


منذ ماقبل اختفاء (الأمام) موسى الصدر المنطقي بفترة غير طويلة شعرت إيران بضرورة مد نفوذها او كما تسميه ( تصدير ثورتها ) الى الجهة الغربية من حدودها مع العالم العربي وكان محط انظارها اولا العراق ثم لبنان. فلما لم يفهم (الأمام) موسى الصدر غاية إيران الغير معلنة وبات يعمل على لبننة لبنان عقائديا أذا صح التعبير . رات إيران فيه خطرا على نوايها. فظهر ( إمامها ) الجديد ... حسن نصر الله . نقف الى هذا الحد او الزمن
تيقنت الأدارة الأمريكية بانها ارتكبت خطأ فادحا في غزوها للعراق وبعد عناد طويل وقوي اقتنعت بان انسحابها من العراق سيكون حتمي سواء ( منتصرة ) ام لا وهي تعلم علم اليقين ان النصر على ماتسميه الأرهاب لن يكون في العراق الأن ابدا مع الأخذ بعين الأعتبار تقارير وكالاتها منذ بدء الغزو إلى احدثها وهو تقرير هاملتون – بيكر حول تقييم الوضع في العراق بل من الأصح تسميته (تقييم الوضع حول ماساة الجيش الأمريكي في العراق)
وضعت لجان امريكية رسمية عديدة مختصة في صنع السياسات الخارجية الغير معلنة للولايات المتحدة الأمريكية خطط عديدة نستطيع لمسها والتعرف على اغلب مكنواتها او خطوطها العريضة من خلال قراءة تحركات الأدارة الأمريكية للخروج من البركة الأسنة التي قام فريق من الجمهوريين باقحام الولايات المتحدة فيها للمرة الثانية على التوالي منذ ماساة فيتنام الغير منسية والتي تشبه الى حد كبير تحركات مابعد فيتنام . هذه التحركات برزت للسطح منذ اغتيال رفيق الحريري صبيحة يوم مشؤوم عام 2004 وبطريقة لايمكن الكشف عن منفذها ومخططها الى سنين طويلة للتعقديات التي سبقت هذا الحادث وبعده ايضا.
نرى من سياق سياسات الأدارة الأمريكية منذ سبعينيات القرن المنصرم في المنطقة هو ابقاء هذه المنقطة في حالة صراع, ففي فترة ماقبل انهيار الأتحاد السوفيتي كان السبب هو الحيلولة دون تحقيق الحلم السوفيتي بالوصول الى المياه الدافئة والتي يكمن تحتها وحولها اكبر مخزون نفطي على الكرة الأرضية من ناحية واضعافه اقتصاديا بواسطة مساعدته لأنظمة تجهر بكرهها لأمريكا وتخفي ارتباطها بالأدارة الأمريكية. اما السبب الحالي هو عدم وقوع زمام اي سلطة في بلد قوي او غني بيد متطرفين او اصوليين فارتأت الأدارة الأمريكية ان تجمع كل هولاء ( الأرهابيين) كما تسميهم في مكان واحد وتضربهم ضربة واحدة بعد ان فشلت الخطة في استدراجهم الى افغانستان بعد احدث الحادي عشر من سبتمبر 2001 البلد المحترق اصلا بدل ان تحرق ارض عذراء. كان العراق هو الخيار الصعب ولكن سهل المنال لتهالك هذا البلد لأسباب لاتخفى على المتابعين. فاول قرار اتخذ بعد اتمام غزو اقوى دولة عربية في القرن العشرين هو امرين يحققان الهدف من جمع ( الأرهابيين)
1 – حل الجيش العراقي الذي هو اقدم جيش في المنقطة
2 – فتح الحدود بطولها وعرضها بشكل غير مسبوق في العالم
لكن الذي حصل لم يكن بالحسبان ولا حتى بحسابات الأدارة الأمريكية ألا وهو ما اشرت اليه في الجزء الأول من هذه المقالة ( المشهد ماقبل الأخير) فتوضح وضع جديد للدول المجاورة للعراق عدى إيران ألا وهو الأطماع الفارسية الصفوية القديمة في المنقطة انطلاقا من إيران. فتكاتفت ولأول مرة هذه الدول ضد هذا الخطر المحدق والأكيد بسبب خطأ الجمهوريين في الولايات المتحدة الأمريكية
صرحت وفي كثير من المناسبات كل هذه الدول وبدون استثناء من المملكة العربية السعودية وسوريا والمملكة الأردنية الهاشمية بان خطة الأدارة الأمريكية لن تنجح وسنعمل على عدم نجاحها مهما كلف الأمر فقد صرح وزير خارجية المملكة العربية السعودية بان لن نسمح بقيام دولة شيعية في العراق وسنعمل مابوسعنا على ذلك وكذلك حذر الملك عبدالله الثاني صراحة عن خطر المد الشيعي وحلم قيام دولة شيعية في العراق ناهيك عن تحفظات الأتراك ضد هذا الغزو منذ بدايته حيث لم تسمح للطائرات الأمريكية باستعمال الأجواء التركية رغم ان تركيا هي عضو في حلف شمال الأطلسي ( الناتو) وعلى ارضها قاعدة انجرليك الأمريكية
تيقنتْ الأدارة الأمريكية بعد هذا ومن الأحداث التي ادمت العراق والقوات الامريكية في العراق وطرق تمويلها الذكية بشريا وماديا بان لاجدوى من البقاء مع عدم الخروج بهزيمة وهي نفس المعادلة التي ظهرت ابان حرب فيتنام.
لو نظرنا الى تزامن وتراتب الأحداث في لبنان منذ اغتيال الحريري الى يومنا هذا لعدنا الى الوراء بضعة سنين, وسنرى ان اسباب الحرب اللبنانية-اللبنانية التي اشتعلت رسميا عام 1975 مشابهة تماما مع مايحدث الأن في لبنان تزامنا مع قرار الأدارة الأمريكية الغير رسمي بالأنسحاب عام 2008 من خلال تقرير لجنة بيكر. فهل سيكون ( اللبناني ) حسن نصر الله هو مفتاح خلاص الأدارة الأمريكية من مستنقع العراق ؟ ام ان إيران ستجعل من لبنان ساحة المواجهة الجديدة مع العرب كي تبعد الأعين الأمريكية والغربية ولو قليلا عن برنامجها النووي ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الشرطة الهولندية تعتدي على نساء ورجال أثناء دعمهم غزة في لاه


.. بسبب سقوط شظايا على المبنى.. جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني ت




.. وزارة الصحة في غزة: ما تبقى من مستشفيات ومحطات أوكسجين سيتوق


.. مسلمو بريطانيا.. هل يؤثرون على الانتخابات العامة في البلاد؟




.. رئيس وزراء فرنسا: أقصى اليمين على أبواب السلطة ولم يحدث في د