الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
المقاومة الفلسطينية في الضفة تتفوق على نفسها وتفشل استهدافات العدوان الصهيوني العسكرية والسياسية
عليان عليان
2024 / 9 / 2القضية الفلسطينية
بقلم : عليان عليان
العدوان الصهيوني المستمر على مناطق شمال الضفة الفلسطينية منذ فجر الثامن وعشرين من شهر أغطس ( آب) الجاري ، والذي شمل مدينة طول كرم ومخيميها " مخيم طولكرم ومخيم نور شمس" ومدينة جنين ومخيمها والبلدات المحيطة بها ، ومخيم الفارعة في محافظة طوباس وشمل لاحقاً محافظة نابلس وخاصةً مخيمي بلاطة والعين وشمل لاحقاً مناطق في وسط وجنوب الضفة في مخيم الجلزون وبلدة برقة وحوسان ومخيم العروب ، جاء بعد أن انخرطت مناطق شمال الضفة في معركة طوفان الأقصى دعماً لقطاع غزة ، وبعد أن اتخذت فصائل المقاومة قرارها بمباشرة العمليات الاستشهادية في فلسطين المحتلة عام 1948 .
فالعدو الصهيوني حدد أهداف الهجوم الفاشي في السياق العسكري بهدفين هما : اجتثاث فصائل المقاومة المسلحة في الضفة الغربية وخاصة في شمال الضفة ، والبحث عن معامل تصنيع العبوات الناسفة التي تمكن رجال المقاومة من توظيفها باقتدار في مختلف المواجهات وفي الذاكرة استهداف ناقلة جند صهيونية في معركة بأس جنين بعبوة ناسفة كبيرة أدت إلى مصرع وجرح (16) جندي صهيوني ، ويخشى العدو من توظيفها في عمليات تفجيرية واستشهادية في المناطق المحتلة عام 1948 .
وهذه الأهداف العسكرية تأتي في خدمة أهداف سياسية في إطار خطة الحسم الصهيونية التي سناتي على ذكرها بعد الوقوف أمام تفاصيل العدوان الذي استمر 48 ساعة على مخيمي طولكرم وور شمس والفارعة ، تصدى له رجال المقاومة ببسالة منقطعة النظير رغم عدم التكافؤ في ميزان القوى ، وألحقوا بقوات الاحتلال خسائر كبيرة ، في حين لجأ العدو إلى أسلوب همجي نازي بتدمير البنية التحتية للمخيمات وتجريف الشوارع .
المقاومة تمتص الصدمة الأولى وتنتقل إلى الهجوم
وأمام استبسال رجال المقاومة من كتائب القسام وسرايا القدس وكتائب شهداء الأقصى وكتائب أبو علي مصطفى وبقية الفصائل ، اضطر العدو للانسحاب المؤقت من مخيمي نور شمس وطولكرم والفارعة تحت مسمى وقف النشاط الأمني فيها، ليتفرغ بشكل رئيسي لمدينة جنين ومخيمها الذي بات يتصدى لقوات الاحتلال لليوم الخامس على التوالي .
لقد برعت فصائل المقاومة في جنين ومخيمها، في احتواء ذروة الهجوم الإسرائيلي وصدمته الأولى وامتصاصها ، وانتظرت حتى تقلصت الصدمة ، لترسم تكتيكاتها الهجومية بشكل متقدم ، ثم باشرت فوراً في توزيع مقاتليها على أكثر من محور في سياق متحرك وعدم التمترس في مواقع محددة ، لتخوض حرب عصابات ناجحة أدمت العدو من خلال كمائنها المتعددة في حي الدمج والجابريات وفي أحياء المخيم وفي الحي الشرقي وفي شارعي حيفا ونابلس وفي البلدات المحيطة ، موقعة بقوات الاحتلال خسائر كبيرة على صعيد القتلى والجرحى وعلى صعيد الآليات ، مستخدمة العبوات الناسفة من مختلف الأحجام ، والأسلحة الرشاشة ، حيث شوهدت المروحيات ر تنقل القتلى والجرحى إلى مستشفى "رامبام"، في مدينة حيفا.
لقد دخلت العملية العسكرية يومها الخامس خاصةً في مدينة جنين ومخيمها في الوقت الذي لا تزال فيه فصائل المقاومة تواصل تصديها بكفاءة وبسالة منقطعة النظير مؤكدة أنها أعدت نفسها لأيام طويلة من المواجهة والاشتباك ، وفي ذات الوقت لم يتوقف العدو عن الدفع بمئات الآليات إلى ميدان المعارك ، وبالطائرات الحربية والمسيرة وهي وأن نجحت في اغتيال كوادر وقيادات ميدانية ، إلا أنها لم تفلح في تغير سير المعارك لمصلحة قوات الاحتلال التي باتت تعيش في حالة إنهاك وارتباك ، لا سيما أنها من قوات الاحتياط المنهكة والمتهالكة من مواجهات قطاع غزة ومن كمائن المقاومة المركبة .
التعويض عن الهزيمة بتدمير البنية التحتية
فقوات الاحتلال التي عجزت حتى اللحظة عن تحقيق هدفها العسكري ، لجأت إلى أسلوبها الجبان الذي استخدمته في غزة ، بتدمير البنية التحتية لمدينة جنين ، حيث أفادت مصادر بلدية جنين أن قوات الاحتلال ألحقت دمارا هائلا في البنية التحتية للمدينة والمخيم ، وألحقت أضراراً كبيرة بشبكة الكهرباء ما أدى إلى انقطاع التيار عن المخيم، وعدة مناطق في مدينة جنين ، ونقلت وكالة " وفا" عن بشير مطاحن- مدير العلاقات العامة في بلدية جنين-أن قوات الاحتلال جرفت أكثر من 70% من شوارع المدينة بالكامل، ما أدى إلى تدمير شبكات المياه والصرف الصحي، وكوابل الاتصالات والكهرباء، في المناطق التي تم تجريفها، بما يقدر بطول 20 كلم بشكل أولي "...مضيفاً أن المياه قد انقطعت عن 80% من المدينة وكامل المخيم ،وأن قوات الاحتلال أحرقت أجزاء من سوق الخضار المركزي في المدينة، وعملت على تدمير مئات السيارات والبيوت ، في حين كشف مراسلو الفضائيات عن حجم الدمار الهائل الذي لحق بالحي الشرقي من المدينة ، الذي حرم القاطنون فيه من الماء والكهرباء والغذاء منذ بداية العدوان .
عوامل فشل العملية العسكرية الصهيونية
فشل العدوان حتى اللحظة في تحقيق الأهداف العسكرية المتوخاة من هجومه على جنين ، حيث قدمت المقاومة في جنين ومخيمها، نسخة مطورة عن ملحمة مخيم جنين 2002 من خلال جملة عوامل أبرزها:
1-بروز وتطور ظاهرة الكتائب المسلحة التي استقطبت أعداد كبيرة من الشباب الذين اكتسبوا خبرة القتال في ميادين القتال.
2- إرادة القتال الكبيرة والاستعداد الهائل للتضحية لدى الشباب الفلسطيني.
3- جر العدو إلى قتال التوتر المنخفض في إطار حرب العصابات وتخلي المقاومة عن أسلوب قتال المواقع.
4- الوحدة الميدانية بين مقاتلي فصائل المقاومة التي تجلت في أبهى صورها
5- الحاضنة الجماهيرية للمقاومة التي لم تضعف رغم تزايد أعداد الشهداء.
6- قدرة فصائل المقاومة على تصنيع العبوات الناسفة وتطويرها .
جمرة المقاومة تنتقل إلى جنوب الضفة
التطور الجديد الذي لم يكن بحسبان الاحتلال ، هو اشتعال المقاومة في جنوب الضفة الفلسطينية ، وقد تجلى ذلك في ثلاث عمليات نوعية في محافظة الخليل ، من بينها عمليتان شمال الخليل ، تمثلتا في الهجوم المزدوج على مستوطنة «غوش عتصيون» وكارمي تسور مساء 30 أغطس ( آب ) الماضي ، عبر سيارتين جرى تفجيرهما واشتباك منفذي العمليتين مع قوات الاحتلال ، ما أدى إلى إصابة ثلاثة عسكريين من بينهم قائد لواء كفار عتصيون ، واستشهاد منفذي العمليتين البطلين : محمد مرقة وزهدي أبو عفيفة
. والعملية الثالثة التي جرت يوم أمس الأحد – الأول من شهر أيلول الجاري ، شرق معبر ترقوميا العسكري، غربي الخليل وأسفرت عن مصرع ثلاثة من الشرطة وحرس الحدود الصهاينة والتي نفذها الب
والجانب الأخطر من هذا العدوان الأخطر على الضفة الغربية، منذ عملية السور الواقي عام 2002 ، يتمثل في الأهداف السياسية المتوخاة من هذه العملية وعلى رأسها ما يلي :
1-تهجير أبناء شعبنا بدءاً بتهجير أبناء المخيمات بالنظر للدور لمركزي التي تضطلع به المخيمات في المقاومة وكذلك رمزية المخيم كعنوان مستمر للنضال من أجل حق العودة والتحرير.
2-التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية.
3- إجهاض المقاومة للحيلولة دون قيام كيان فلسطيني وفق منظور أن أي كيان وطني يشكل تهديداً وجودياً للكيان الصهيوني
وهذه الأهداف وردت في وثيقة الحسم التي جرى إقرارها في مؤتمر لحزب الصهيونية الدينية بزعامة سيموريتش عام 2017 م ، وجرى تبنيها من قبل حكومة ائتلاف اليمين عام 2002 على صعيد ما يلي :
أولاً: تكثيف الاستيطان الذي بات يشكل 20 في المائة من مساحة الضفة الغربية وفي إطار ترجمة خطة الحسم ، تم إلغاء قرار فك الارتباط الذي أعلن عنه شارون عام 2005 ، وتم بموجبه التخلي عن المستوطنات والبؤر العشوائية شمال الضفة الغربية ، حيث عملت حكومة العدو على تشريع (25) بؤرة استيطانية.
ثانياً: المصادرة على إمكانية قيام دولة فلسطينية من خلال تصويت الكنيست بشقيه الحكم والمعارضة على رفض إقامة دولة فلسطينية.
ثالثاً : الإعلان الواضح والصريح عن هدف تهجير الفلسطينيين الذي تبدى بتصريحات كل من وزير خارجية الكيان الصهيوني " يسرائيل كاتس" وقائد جهاز الشباك السابق وزير الزراعة " آفي ديختر" اللذان ركزا في هذه المرحلة على تهجير المخيمات .
وقد جاءت هذه التصريحات مع بدء الهجوم المجحفل على مخيمات طولكرم وجنين والفارعة والذي ضم فرقة عسكرية من مختلف التشكيلات العسكرية قوامها يتجاوز عشرة آلا ف جندي مكونة من وحدات كبيرة من المستعربين وحرس الحدود وجهاز مكافحة الإرهاب والشاباك بمشاركة فاعلة من الطائرات الحربية الإسرائيلية ومن مروحيات الهيلوكوبتر والأباتشي والمسيرات .
فشل ذريع لعدوان العدو وأهدافه
.
والسؤال هنا ه= تمكن من تحقيق هذين الهدفين ؟ والإجابة على هذا السؤال من واقع مخرجات الهجوم تؤكد فشل تحقيق أي من الهدفين العسكريين المحددين ، فرغم تمكن العدو من اغتيال عدد من كوادر المقاومة من خلال الطائرات الحربية والطائرات المسيرة ، ومن خلال القصف الصاروخي لمواقع رجال المقاومة ، ورغم لجوء العدو إلى التدمير الهمجي للبنى التحتية الخاصة بشبكات الماء والكهرباء في مدن ومخيمات الشمال ، و رغم هدم المنازل وتجريف الشوارع والأحياء ، يمكننا الجزم أن العدو فشل في تحقيق الهدف العسكري الذي أعلن عنهما فجر يوم العدوان.
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مراسلة العربية: غارة على تحويطة الغدير في ضاحية بيروت الجنوب
.. رسالة من مواطن أردني لخالد مشعل: قاعد بتنظر علينا.. عيب عليك
.. -الله لا يكسبك يا نتنياهو-.. صرخة طفل فقد والده في قصف إسرائ
.. جنود الجيش السوداني يستعرضون غنائم من قوات الدعم السريع في ج
.. الهدوء الحذر يسود منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت بعد غارات في