الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القيادة الصهيونية و الفرد - العربي- في فلسطين !

خليل قانصوه
طبيب متقاعد

(Khalil Kansou)

2024 / 9 / 2
القضية الفلسطينية



نقرأ في بعض كتب التاريخ التي تناولت الجزائر تحت الاحتلال الفرنسي ، أن الإدارة كانت تستخدم مصطلح " مسلم " للدلالة على هوية الفرد الجزائري ، أي أنها كانت ترفض أن تعتبره " جزائري " ، بناء على أن الجزائر هي جزء من فرنسا ، و بالتالي فإن " الجزائريين فرنسيون " بحسب عقيدة هذه الإدارة . و لا شك في هذا الصدد ، أن هذا التمييز بين السكان هو وجه من الأوجه العديدة المشتركة بين " الجزائر الفرنسية " من جهة و "فلسطين الإسرائيلية " من جهة ثانية . و على الأرجح أن العنصرية التي ترشح من مثل هذا الموقف ، تحول دون تمازج الناس فيما بينهم ، كما كان يجري قبل نشوء الدولة القومية و تفاقم العنصرية . و لكن هذا ليس موضوع هذا الفصل .
ما نود قوله هو أن الإدارة الصهيونية تنكر هوية المواطن " الفلسطيني " و تفرض عليه هوية " العربي " تمهيدا لإبعاده إلى بلاد " عربية " ، بديلا عن فلسطين الإسرائيلية . و لكن اللافت للنظر في هذا السياق ، هو أن هذه الإدارة تحاول أيضا أن تحجب اليهود الذين يعارضون الحركة الصهيونية ولا يقبلون أن تمثلهم .فعلى سبيل المثال هم يحتجون على قيام هذه الحركة ، بمساعدة الدول الاستعمارية الغربية ، بمصادرة تاريخ اليهود في أوروبا ، بين الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر و الحرب العالمية الثانية . نذكر هنا بيانا وقعه مثقفون فرنسيون من أصول يهودية ، نشر في صحيفة "لومند " في 8 .10.2000" الزعم بوجود تماثل بين جميع اليهود من جهة و السياسة التي تتبعها القيادة الصهيونية، يقود إلى تحميلهم مسؤولية جماعية و هذه بدورها تتيح المجال للخلط في الكلام و تمرير معادلة ،يقبلها بعض و يرفضها أخرون ، مفادها أن معاداة الصهيونية تعادل معاداة السامية " .
لا نبالغ في القول أن التحذير الذي تضمنه هذا البيان كان مبنيا على تشخيص موضوعي لسيرورة استعمارية غربية مستمرة منذ بداية القرن العشرين ، و سقوط الدولة العثمانية ، أي قبل ظهور الفاشية في إيطالية والنازية في ألمانية ، غايتها السيطرة على بلدان شرق و جنوب البحر المتوسط ، باتباع أساليب ووسائل الفاشيين و النازيين على التوالي ، في إيطاليا و في المانيا ، على غير الأوروبيين ( كما يقول إيميه سيزير )
هذه هي الخلاصات التي يخرج بها المرء من سرديات تاريخية و تحقيقات ميدانية ، سطرها مؤرخون ، نذكر منهم إيلان بابيه في كتابه " التطهير العرقي في فلسطين " ، سلفان سيبل " دولة إسرائيل ضد اليهود " ، ميشيل بول ريشار " إسرائيل الأبرتهايد الجديد "، رينيه باكمان " حائط في فلسطين " ، ألان كريش " إسرائيل فلسطين " دومينيك فيدال " معاداة الصهيونية = معاداة السامية ، إجابة لإمانويل ماكرون " . و لا بد في هذا السياق من ذكر أعمال المؤرخ الفرنسي جوان شابوتو عن استمرار الفكر النازي في مؤسسات الدولة الغربية ، بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية ،عن طريق استيعاب هذه الدولة للكثيرين من كوادر المانيا في إداراتها و معاهدها البحثية و جيوشها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مراسلة العربية: غارة على تحويطة الغدير في ضاحية بيروت الجنوب


.. رسالة من مواطن أردني لخالد مشعل: قاعد بتنظر علينا.. عيب عليك




.. -الله لا يكسبك يا نتنياهو-.. صرخة طفل فقد والده في قصف إسرائ


.. جنود الجيش السوداني يستعرضون غنائم من قوات الدعم السريع في ج




.. الهدوء الحذر يسود منطقة الضاحية الجنوبية لبيروت بعد غارات في