الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان اللجنة المركزية لحزب توده الإيراني بمناسبة الذكرى السادسة والثلاثين للمأساة الوطنية لمذبحة السجناء السياسيين في إيران!

حزب توده الإيراني

2024 / 9 / 2
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


دون إنهاء حكم الجمهورية الإسلامية فإن عمليات الإعدام والتعذيب واضطهاد السجناء السياسيين والقمع والفساد والفقر وحرمان ملايين الإيرانيين لن تتوقف!
 
أيها المواطنون الأعزاء!

مع اقترابنا من شهري أغسطس وسبتمبر 2024، يكون قد مر 36 عامًا منذ مذبحة الآلاف من السجناء السياسيين، وهي المذبحة التي أمر بها الخميني ونفذها مجرمون مثل رئيسي، ونيّري، وإشراقي، وبور محمدي، وآخرون. لقد نظم الخميني وغيره من قادة الجمهورية الإسلامية، الذين كانوا قلقين بشأن زوال نظامهم السياسي، عمليات القتل الجماعي في المأساة الوطنية عام 1988، مما أدى إلى إعدام اعداد كبيرة من الأكثر اصرارا و إخلاصًا من الشخصيات الاجتماعية والثقافية والسياسية والشعبية في إيران ، لغرض إطالة عمر النظام السياسي وحكم الجهل والجريمة الديني.

ورغم مرور 36 عاماً على هذه الجريمة ضد الإنسانية، فإن العدد الدقيق لضحاياها لا يزال مجهولاً. ووفقاً للتقارير المنشورة، فإن تقديرات عدد المناضلين من أجل الحرية الذين استشهدوا تتراوح بين 3000 إلى 4484. وأعلن المقرر الخاص للأمم المتحدة لحقوق الإنسان في إيران أن عدد السجناء السياسيين الذين تم إعدامهم بلغ 1879 شخصاً على الأقل. ويذكر السيد منتظري في مذكراته أن نحو 2800 أو 3800 شخص أعدموا وفقاً للتقارير التي تلقاها. وتبقى مذكرات منتظري بشأن لقائه بالوفد المرسل إلى السجون والتقرير المذهل لأشباه البشر هؤلاء حول كيفية تنظيم المذبحة ، واحدة من أكثر الوثائق التاريخية مصداقية عن سلوك الجمهورية الإسلامية وقادتها في هذه المذبحة. ولا شك أنها سوف تستخدم يوماً ما في محاكم الشعب في وطننا لمحاكمة مرتكبيها ومنفذيها.

أيها المواطنون الأعزاء،

إن الذكرى السادسة والثلاثين للمأساة الوطنية تأتي في وقت لا يزال فيه القمع الوحشي والدموي للمعارضين و المناضلين من أجل الحرية هو الرد المعتاد من جانب النظام على أي احتجاج ضد النظام السياسي، الذي يقوم على الدكتاتورية المطلقة لفرد واحد على جميع المؤسسات القانونية والمنتخبة في البلاد. لقد انتهى عرض الانتخابات الرئاسية لعام 2024 بتقديم مسعود بزشكيان كرئيس، وتأييده، وتعيين وزراء حكومته من قبل زعيم هذا النظام. تشير هذه العملية، مثل معظم الأمثلة المتكررة، بوضوح إلى أنه في حكومة الجمهورية الإسلامية، تم التضحية بـ "مبدأ الجمهورية" - أحد الإنجازات المهمة للثورة الشعبية عام 1979 التي هدفت إلى ترسيخ إرادة الشعب على مصيره - منذ فترة طويلة على مذبح "الإسلام السياسي" للقادة الفاسدين وأفسح المجال لنوع من "خلافة" العصور الوسطى تحت راية "الوصاية المطلقة للولي الفقيه". ويبين تحليل التطورات السياسية الأخيرة أن الحكومات المختلفة وأجهزة الأمن والهيئات التشريعية أصبحت في الممارسة العملية أجزاء منسقة لجهاز قمعي هدفه الرئيسي الحفاظ على النظام السياسي الحاكم بأي ثمن.

كما تتزامن الذكرى السادسة والثلاثين للمأساة الوطنية مع الذكرى الثانية لحركة "المرأة والحياة والحرية"، وهي الحركة التي أشعلت، بعد جريمة الحكومة بقتل مهسا أميني على يد بلطجية النظام، واحدة من أكبر الحركات الشعبية في السنوات الأخيرة. وقد شكلت هذه الحركة تحديًا خطيرًا لاستمرار النظام. ورغم أن القمع الوحشي والدموي لهذه الحركة أنقذ النظام من هذا التحدي، إلا أن جذوة نضال حركة الشعب لا تزال متوهجة في النضال الشجاع للمرأة والعمال والجماهير الكادحة، وفي نضالات الممرضات والمتقاعدين وعمال مشاريع شركات النفط واحتجاجات العمال في وحدات الإنتاج الأخرى في جميع أنحاء البلاد. وفي الذكرى السادسة والثلاثين للمأساة الوطنية، يواصل العديد من السجناء، تحت الضغوط النفسية والجسدية، المقاومة بمعنويات عالية، وكشف جرائم النظام والمطالبة بإنهاء القمع والإعدامات. إن حزب توده الإيراني، من خلال دعم حملة السجناء السياسيين تحت شعار "لا للإعدامات" وتحويلها إلى شعار للحراك الشعبي، يطالب بإنهاء هذه الدورة من الموت والعنف.

أيها المواطنون الأعزاء،

لقد شهد صيف عام 1988 أشهراً صادمة هاجم فيها النظام سجون البلاد وارتكب جرائم ضد الإنسانية، فضلاً عن أشهر من المقاومة التاريخية والبطولية للسجناء السياسيين ضد فرق الموت المرسلة إلى السجون. وقف آلاف الأفراد الأبرار من مختلف الجماعات والمنظمات والأحزاب والشخصيات الاجتماعية والسياسية جنباً إلى جنب، في مواجهة المرتزقة الرجعيين بشجاعة، مفضلين الموت على الذل والاستسلام، وبذلك خلقوا تاريخاً متألقاً لنضال الشعب ضد نظام الجهل والجريمة، وهو التاريخ الذي سيبقى رمزاً للإنسانية وأملاً لمستقبل بلدنا لأجيال قادمة. وخلال هذه المأساة الوطنية، أعدم جلادو النظام عدداً كبيراً من قادة وكوادر المنظمات والأحزاب التقدمية الإيرانية. وفقد حزب توده الإيراني مجموعة كبيرة من القادة المحنكين والشخصيات التاريخية في حركة التحرر الوطني من الاستبداد، إلى جانب الكوادر والناشطين البارزين في الحركة العمالية والضباط العسكريين الشجعان والكتاب والمترجمين والمثقفين والمفكرين.

وفي بيانها الصادر في 9 ديسمبر 1988، كتبت اللجنة المركزية لحزبنا: "إن الفظائع الأخيرة التي ارتكبها نظام الخميني الاستبدادي، وخاصة تلك التي تفتقر إلى أي دعم قانوني أو مدني أو أخلاقي أو إنساني، تذكرنا بالأعمال الجنونية التي ارتكبها فاشيو هتلر في معسكرات الموت. لقد تم تسليم أناس إلى فرق الإعدام التابعة للنظام وأجهزته القمعية لم يكن ذنبها سوى حب الشعب والعداء للإمبريالية والرجعية والنضال من أجل الحرية والاستقلال والعدالة الاجتماعية والسلام".

رغم مرور 36 عاماً على المأساة الوطنية المتمثلة في "التطهير الدموي" لسجون البلاد، ورغم كل مساعي النظام لمحو الآثار المخزية لجريمته، إلا أن هذه المساعي باءت بالفشل بفضل النضال الدؤوب لأسر الضحايا، وخاصة أمهات خاوران الشجاعات. ففي "حديقة خاوران" وغيرها من مواقع المقابر الجماعية لشهداء المأساة الوطنية في مختلف المدن، ورغم كل مساعي النظام، ورغم تدمير هذه المناطق، وتسييجها، وحتى محاولات منع أي تواجد أو تجمع، تواصل أسر ضحايا المأساة الوطنية لعام 1988 التجمع، وبتعاطف شعب بلادنا، تحيي الذكرى المشرقة لأبناء هذه الأرض الأبطال.

أيها المواطنون الأعزاء!

في المأساة الوطنية المتمثلة في مذبحة السجناء السياسيين في عام 1988، لم تكن هناك حدود تنظيمية أو أيديولوجية. لقد ذبح النظام كل أولئك المقاتلين الذين اعتبر أن أنشطتهم تشكل خطراً على مستقبله. إن حزب توده الإيراني، إلى جانب القوى الوطنية والديمقراطية الأخرى المحبة للحرية في البلاد، يعتبر من واجبه الإنساني والثوري مواصلة جهوده لكشف هذه المؤامرة السوداء في تاريخنا المعاصر حتى يتم تقديم مرتكبي هذه الجريمة ضد الإنسانية إلى العدالة. يجب بذل كل الجهود لكسر مؤامرة الصمت التي يفرضها النظام بشأن المأساة الوطنية. في النضال المستمر في بلادنا من أجل السلام والحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، يلعب النضال من أجل تلبية مطالب أسر ضحايا هذه المأساة دوراً مهماً وحاسماً. إنه من الواجب الإنساني والشعبي والتاريخي لجميع القوى التقدمية والحرية تكثيف جهودها نحو هذا الهدف. لقد وقف السجناء السياسيون الشجعان الذين أعدموا معاً أمام فرق الموت في الجمهورية الإسلامية المتعطشة للدماء، وهم يغنون أغاني الوطن المستقبلي المحرر من قبضة النظام الاستبدادي. إن أسمائهم وذكرياتهم محفورة بشكل لا يمحى في تاريخ النضالات الدموية في بلادنا.

لتتوسع الجهود المشتركة لجميع القوى الوطنية والحرة وأسر ضحايا المأساة الوطنية في إنشاء "لجنة الحقيقة"!

تحية أبدية لأمهات وآباء وأزواج وأبناء وأقارب شهداء المأساة الوطنية الذين يواصلون بثبات ودون كلل الدفاع عن أحقية نضال الشعب البطولي ضد نظام ولاية الفقيه!

الخزي والعار لقادة الجمهورية الإسلامية وكل من أمر ونفذ الجريمة المروعة المتمثلة في المأساة الوطنية!

تحية أبدية للذكرى المشرقة لكل أبطال الشعب الذين ضحوا بأرواحهم من أجل تحرير وحرية وطننا خلال المأساة الوطنية عام 1988!

تحية لا نهائية لكل السجناء السياسيين الذين يواصلون المقاومة تحت قمع النظام!

اللجنة المركزية لحزب توده الإيراني
24 أغسطس 2024








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أظهر وجهه السياسي وحدث خزانة ملابسه - أبو محمد الجولاني رجل


.. أوروبا - سوريا: أي سياسة هجرة ولجوء؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. سوريا: أي مرحلة انتقالية؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. كاميرا شبكتنا ترصد احتفالات السوريين في دمشق فرحًا بنهاية نظ




.. لحظة وثقتها الكاميرات.. شاهد اقتياد متهم بقتل رئيس شركة ومنع