الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
في ذكرى احتلال معان
بلال العقايلة
2006 / 12 / 23حقوق الانسان
في الشهر الماضي صادفت الذكرى الرابعة لاحتلال مدينة معان من قبل الجيش الاردني وقوات الأمن المرافقة ذلك الاحتلال الذي اكدته قرارات الحكومة الاردنية آنذاك عندما اعلنت ان معان مدينة منزوعة السلاح فصورت معان وكأنها دولة منشقة اعيد رسم حدودها على الخريطة الاردنية من جديد هكذا كان التخبط كبيرا في القرارات وما آلت اليه تلك القرارات الرعناء من افراط في استخدام الحل العسكري وما نتج عنه من قتل للابرياء وترويع للآمنين وانتهاك لحرمة المنازل واستخدام لابشع وسائل التعذيب والتنكيل بحق المواطنين الابرياء الذين اعتقلوا على حين غرة وتم اقتيادهم الى السجون والمعتقلات المتناثرة هنا وهناك
هذه المشاهد والصور المؤلمة اعادت الى الاذهان صور كانت حاضرة لمشاهد مماثلة اختزنتها الذاكرة ورسمت في خضمها ابشع صورة لممارسات حاقدة نفذتها دولة قوية بحق دولة ضعيفة مسالمة فمارست بافانين ضدها كل انواع الحقد والقهر والاضطهاد
فمن هنا اعتقد بانني محق في تسمية ذلك الاجتياح السافر بالاحتلال ذلك ان العقلية التي كانت سائدة وقتذاك هي عقلية القمع والارهاب والاحتلال
والا ماذا يعني اقتحام مدينة آمنة بعشرات الآلاف من الجند المدججين بمختلف انواع السلاح حيث استخدمت الدبابات والمدرعات والطائرات التي شاهدتها بام عيني وهي تقصف بيوت الآمنين من ابناء معان الصامدة الصابرة وهنا نسأل عن دوافع وبواعث هذا الاحتلال الغاشم ونقول هل جاء هذا الاحتلال للسيطرة على اراضي معان المزروعة بالشوك والصوان ام جاء للسيطرة على منابع المياه التي جفت منذ عشرات السنين بفعل الاهمال الحكومي ام جاء للاجهاز على العقول والكفاءات من الشباب والاطفال تلك العقول والادمغة التي دمرتها آفة المخدرات التي ا دخلت على المدينة بالاطنان عقب هبة نيسان المشهورة التي اندلعت من معان عام 1989م حيث فتحت الابواب على مصاريعها للمروجين من المجرمين الذين يتاجرون باكفان الموتى في زمن الوباء
ام جاء ذلك الاحتلال للاجهاز على مشغل لتصليح البوابير يمتلكه مغن شعبي طالما غنى للوطن والقيادة فكان نصيبه الاعتقال والضرب والتعذيب ولم تنتهه تلك الافتراءات حتى خرج علينا محافظ معان السابق بطلته السيئة عبر وسائل الاعلام المجيرة ليعلن للملا عن وجود متفجرات في معان كفيلة بتدمير المدينة وثلاثة مدن امثالها وتمادى في الكذب والتجني والبهتان وهويعرض لنا عبر شاشات التلفاز صور لحافظات الزهور المنزلية ويصورها للمشاهدين على انها قنابل وجدت في حوزة المواطنين
لكن سيادته نسي ان يذكر الدبابات والطائرات التي يمتلكها المواطنون المسحوقون !!!! هكذا ساهم المسؤولون من خلال الاعلام المسيس في تشويه صورة المدينة واهلها الامر الذي تسبب بعزوف المستثمرين عن الاستثمار في المدينة بسبب تلك الحملة الاعلامية الظالمة التي جردت معان من كافة منشآتها ومصانعها ولغاية هذه اللحظة لم تحظ معان بنواة مصنع واحدفالى الله نشتكي حينما يشتد الخطب والمصاب ويتخلى عنا القريب والبعيد
ان اهالي معان ليختزنون في الذاكرة وبكل الم تلك المشاهد المؤسفة التي افرزتها العذابات والاضطهادات التي لاقاها المعانيون الذين لنهكتهم المصيبات التي اصبحت قدرا يجب عليهم التسليم به بحسب رؤية الحكومة
هذا الانسان المعاني الذي ينظر الى منشآته ومصانعه وهي تغلق وتدمر وينظر الى ابنائه وقد اهلكهك الجوع ولفهم النسيان وينظر الى مستقبل مدينته كيف يتهدم وتطويه العزلة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والاعلامية لكن هذا الانسان الصابر المسحوق لا ولن يتنازل عن كرامته ووطنيته مهما بلغ التهميش مبلغه
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. مع اقتراب نيران المعارك.. اللاجئون بمخيم جباليا يخلون المدار
.. الأمم المتحدة تدين اعتقال المحامين في تونس
.. أزمة اللاجئين السوريين في لبنان: بين مخاوف من ترحيل لاجئين م
.. سودانيون يا?كلون ورق الشجر والأمم المتحدة تصف وضعهم بالجحيم
.. بانتظار تأشيرة للشرق الأوسط.. لاجئون سودانيون عالقون في إثيو