الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مقامة الهمسة .

صباح حزمي الزهيري

2024 / 9 / 3
الادب والفن


مقامة الهمسة :

عزيزي المندلاوي الجميل , يالها من همسة , ويالقوة حضارة عراقنا القديم , لقد اضحت اساطيره أديان العالم التي لايمكن الفكاك منها , نجد فى أحاديث المؤمنين بآلهة فى أديان إبراهيم السماوية والذين ما زالوا يرفضون الأعتراف بأن السماء لا وجود لها , لأن اللون الأزرق هو ‏مجرد ضوء أطلق عليه أهل الأديان والحضارات القديمة مصطلح السموات , وصنعوا منها الخرافات التاريخية المكتوبة والمدونة حتى وقتنا , ‏تجد هؤلاء المؤمنين يتمسكون بشدة بالحق المطلق فى ما يدينون به من إيمان ورثوه وراثة ويرفضون التفكير أو التشكيك فيه , ولهم ‏حريتهم فى أستمرار أعتقادهم بالتراث الماضى لأديانهم .

يقولُ المؤرخُ الدمشقيُّ الشهيرُ إسماعيل بنُ كثير في كتابه (البداية والنهاية ) : (( دخل رجلٌ على المهديِّ الخليفةِ العباسي ومعه نعلٌ يحملُها بيدِه , وقالَ هذا نعلُ رسولِ الله , قالَ المهديُّ لمن كانَ فِي مجلسِه : والله إنّي لأَعلمُ أنَّ هذا الرجلَ كاذبٌ , وليستْ هذه بنعلِ رسولِ الله , ولكنّي لو رَددتُه لذهبَ يقولُ للنَّاسِ أهديتُ الخليفةَ نعلَ رسولِ الله فلم يقبلْهَا , فتصدقُه الناسُ فاشترينَا لسانَهُ بعشرةِ آلافِ درهم )) .

في هذا الزمن الافتراضي عليك أن تختار بين إرضائك لله في جنتك الأرضية أو رعبك من نار افتراضية , عندما دارت معركة بين ابن رشد وابي حامد الغزالي والتي كانت صراعا للبقاء بين العقل والنص , كتب الغزالي كتابه الشهير (تهافت الفلاسفة) اي تناقضاتهم , واتهم الفلسفة بالفشل في ايجاد اجوبة شافية لمسائل الوجود الكبرى , رد عليه ابن رشد ردا ساحقا بكتاب سماه (تهافت التهافت) وقام بتشريح كتاب الغزالي واظهار عيوب منطقه , وكان الغزالي باختصار يقول ان تناقض النص الديني مع العقل , علينا ان نأخذ بالنص حتى وان لم ينسجم مع العقل , لقد انتصر ابن رشد للمنطق والعقل , وقال اذا اختلف العقل مع النص فان علينا ان ننتصر للعقل لا للنص اللاهوتي , لأن الدين يجب ان يترك للتفسيرات الروحية لاالعقلية المادية , ونتيجة صراع التهافتين - تهافت الغزالي وتهافت ابن رشد - اختار الشرق تهافت الغزالي , واختار الغرب تهافت ابن رشد , ولايزال كل معسكر يقطف ثمار التهافت الذي انتقاه , فوصل الغرب الى المريخ يقوده منطق ابن رشد , وبقي الشرق يدور حول الروح ويدور حول نفسه في نفس النقطة التي تركه فيها الغزالي .

حينما حاول سقراط نفي الأساطير , وبعد أن حكموا علية بالإعدام (360 أدانوه مقابل 140 وجدوة غير مذنب ) لانه , يتلف الشباب بمحاوراته , و كان بمقدورة الهرب , لكنه رفض , الأسباب والحجج التي دارت بينه و بين تلميذه كريتون ذكرت بالتفصيل في حوار لأفلاطون , ((تطلع إليه سقراط طويلا ثم قال: كلا يا كريتون لن أهرب من الموت, إني لا أستطيع أن أتخلى عن المبادئ التي ناديت بها عمري كله, بل إنني يا كريتون أرى هذه المبادئ الغالية التي ناديت بها حتى اليوم جديرة بذلك الثمن , أجل يا كريتون ليست الحياة نفسها شيئاً , ولكن أن نحيا حياة الخير والحق والعدل فذلك هو كل شيء)).

كتب طه حسين :
(( ينتظر الهندوس منذ حوالي 3700 سنة كريشنا.
وينتظر البوذيون منذ حوالي 2600 سنة مايتريا.
وينتظر اليهود منذ حوالي 2500 سنة المسيا.
وينتظر المسيحيون منذ حوالي2023 سنة يسوع.
وينتظر السنّة منذ حوالي 1444 سنة المسيح عيسى.
و ينتظر الشيعة منذ حوالي 1200 سنة المهدي.
وينتظر الدروز منذ حوالي 1000 سنة الحاكم بأمر الله.
وينتظر الايزيديون منذ حوالي 1000 سنة شرف الدين.)) , تتبنى معظم الأديان فكرة المخلّص التي تدّعي باختصار أن العالم سيبقى مليئا بالشرّ والفساد حتى ظهور المنقذ الذي سيملأُ الأرض خيراً وعدلاً, وربما مشكلتنا على هذه الأرض هي أن معظم الناس تنتظر من سيأتي لإصلاح المجتمع , بدلاً من القيام بذلك بأنفسهم , والمخلص الذي لا يخلص أسطورة او وهم , المخلص عند اليهود و المسيحيين او المهدي المنتظر عند الإسلام تبقى في سياق الأسطورة , فالمخلص لا يأتي و لا يخلص , و يبقى الناس في انتظاره صابرين على المعاناة لا يفعلون شيئا لتخليص انفسهم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صراحة مطلقة في أجوبة أحمد الخفاجي عن المغنيات والممثلات العر


.. -السعودية اليوم تدهش العالم-... تحية من الممثل القدير جهاد ا




.. -في كتير ناس مشهورين مجاناً-... الممثل السوري عباس النوري لل


.. اعتقال -على طريقة الأفلام- لرئيس كوريا الجنوبية




.. صابرين النجيلي تتألق في موال للفنانة بدرية السيد ??