الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


علم الاحياء المصنع (الاسلحة البايولوجية الحديثة) 2

جواد الديوان

2024 / 9 / 5
الطب , والعلوم


علم الاحياء اسهم في تقدم العالم بشكل هائل، وقدم من خلال علم الاحياء الدقيقة ومنها المناعة immunity اللقاحات vaccines ومنها تم استئصال مرض الجدري small pox والطاعون البقري وتقريبا استئصال شلل الاطفال poliomyelitis. كما قدم للبشرية الفحوص السيرولوجية والزرع البكتيري وPCR وغيرها.
وخلال عقود قتل فيروس نقص المناعة المكتسبة Human Immunodeficiency Virus (HIV) كل من يصيبه، ويتوفر الان كوكتيل من الادوية توقف تكاثر فيروس HIV داخل جسم الانسان. ويتغير مفهوم المرض من حكم بالاعدام الى مرض يمكن التعامل معه.
قدمت الانجازات المذكورة مؤسسات منفصلة تنسق بينها بشكل ضعيف ومنها تقديم الرعاية الصحية Health care والصحة العامة Public health ومراكز البحوث Research centers. الا ان التقدم العلمي المشار اليه سيف ذو حدين.
للتطور في علم الاحياء الدقيقة microbiology اثر ايجابيا على صحة الانسان من خلال اللقاحات والامصال والفحوصات المختلفة وغيرها. كما رافقت ذلك محاولات لتقويض صحة الانسان. ومنها خلال الحرب العالمية الاولى، فقد درس الحلفاء امكانية استخدام سلاح بكتيري، واستخدمت المخابرات الالمانية وقتها جراثيم لعدوى الاحصنة والبغال حيث يصتخدمها الحلفاء للنقل وقتها، كما حاولوا عدوى غزال الرنة في النرويج.
وظهرت الاسلحة البايولوجية في الحرب العالميةالثانية، ومنها قيام قائد ياباني للوحدة 731 بفحص سلاح بايولوجي، وقتل الاف من الاسرى بنشره عدوى بينهم، ومن الامراض التي استخدمها الجمرة الخبيثة anthrax والتايفوئيد والباراتيفوئيد والدزنتري dysentery والطاعون Bubonic plague. وفي الايام الاخيرة للحرب اقترح القائد الياباني المذكور نشر براغيث fleas تحمل جرثومة الطاعون Yersinia pestis في كاليفورنيا لنشر اصابات الطاعون (ينتقل الطاعون بواسطة قارض بري يسمى Ratus ratus حيث يعيش برغوث على القارض وينقل الجرثومة للانسان، وهناك طرق اخرى لنقل الطاعون).
وشجعت هذه الافعال بلدان اخرى للتفكير في الاسلحة البيولوجية. وفي الستينات من القرن الماضي، قدمت وزارة الدفاع الامريكية مشروع 112 لتجربة نشر جراثيم قاتلة، لمعادلة قوة الاتحاد السوفياتي النووية اذا استبقها بالضربة النووية. فالاسلحة البيولوجية قاتلة مثلها مثل الاسلحة النووية، الا ان صناعتها اسهل بكثير، فقد احتكرت صناعة السلاح النووي القوى العظمى. وفي 1969 قرر الرئيس الامريكي نيكسون ايقاف العمل في برنامج التسلح البيولوجي، بل ودعا الى معاهدة دولية لمنع البحث ونشر الاسلحة البيولوجية.
خصم واشنطن لم يقتنع بالمعاهدة الدولية، فاطلق في 1971 variola major (فيروس الجدري) في جزيرة في بحر الايرل Aral sea والنتجية وباء للجدري، في ما يعرف اليوم كازخستان. وتم احتواء الوباء بفضل العاملين الصحيين السوفيات.
وفي عام 1972 اتفق السوفيات وامريكا على معاهدة دولية لحظر الاسلحة البيولوجية، وتم توقيعها في لندن وموسكو وواشنطن، وتحدى السوفيات المعاهدة في 1979، فتم قتل 79 شخصا في مدينة تعرف اليوم Yekaterinburg حين تسربت سبورات spores الجمرة الخبيثة من مشروع سري.
زار خبراء من امريكا وبريطانيا في 1991 بعض مؤسسات الاتحاد السوفياتي سابقا! ووجدوا صفوفا من الانابيب ومفاعلات حيوية تنتج الاف من الالتار من محاليل مركزة لفيروس الجدري، ثم تحقن في انابيب مبردة ومنها الى قنابل صغيرة لتحميلها على صواريخ.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. نازحة لبنانية: -طلعنا من الضيعة بعد القصف الإسرائيلي وما قدر


.. الحاجة رضا عملت عظمة ?? وصنعت سجادة من وحي الطبيعة في مدرسة




.. السرطان أنقذ حياتي.. والتسلح بالأمل هو العلاج


.. الصحة العالمية: الخدمات الصحية شبه معدومة فى شمال قطاع غزة




.. مهمّة ماراثونيّة | فريق إنقاذ الطرق الجليدية | ناشونال جيوغر