الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حملة -لا للإعدامات الثلاثاء- تتحول إلى رمز للمقاومة في إيران

مهدي عقبائي
مهدي عقبائي كاتب إيراني - عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية

(Mehdioghbai)

2024 / 9 / 5
مواضيع وابحاث سياسية


في إيران، تستمر حملة "لا للإعدامات الثلاثاء" في مواجهة القمع الوحشي للنظام الإيراني، حيث يدخل السجناء السياسيون أسبوعهم الثاني والثلاثين من إضرابهم عن الطعام. بدأت حملة “ثلاثاءات لا للإعدام” في29 يناير 2023 ردًا على زيادة أحكام الإعدام. هذه الحركة أصبحت رمزاً للصمود والرفض المطلق لعقوبة الإعدام، وتجمع دعماً متزايداً داخل البلاد وخارجها. خلال هذه الفترة، توسع نطاق المشاركة ليشمل 21 سجناً، من بينها سجون إيفين، قزل حصار، طهران الكبرى، مشهد، وسجون أخرى. انضمت سجون جديدة مثل أسد آباد في أصفهان وبم في كرمان إلى الحملة، مما يعكس مدى انتشار وتأثير هذه المقاومة السلمية. کما أعلنت مجموعة من السجناء في سجون كرج وخرم آباد ولاكان رشت في وقت سابق عن انضمامهم إلى الإضراب.
في بيانهم الأخير، أدان السجناء السياسيون بشدة تنفيذ أحكام الإعدام التي يعتبرونها "غير إنسانية"، وطالبوا بإلغائها فوراً. وأشاروا بشكل خاص إلى القتل الوحشي الذي تعرض له محمد مير موسوي وكميل أبو الحسني على أيدي قوات الأمن، مؤكدين أن هذه الجرائم تمثل انتهاكاً صارخاً "للحق في الحياة"، وهو أحد الحقوق الأساسية التي تنتهكها السلطات الإيرانية بشكل منهجي.
تأتي حملة "لا للإعدامات الثلاثاء" في وقت تشهد فيه إيران تصاعداً في عمليات الإعدام، التي تهدف إلى بث الرعب بين المواطنين وكبح أي محاولات للمعارضة. تشير التقارير إلى أن الآلاف من السجناء في إيران، بمن فيهم النساء، ينتظرون تنفيذ أحكام الإعدام بحقهم، في ظل محاكمات سرية وغير عادلة. ويصف السجناء المضربون عن الطعام هذا الوضع بأنه "اعتداء ممنهج على الحق في الحياة"، مؤكدين أن هدف النظام من هذه الإعدامات هو خلق بيئة من الخوف والذعر لإسكات المعارضة.
الدعم الدولي للحملة
من جهة أخرى، لاقت حملة "لا للإعدامات الثلاثاء" دعماً واسعاً من المجتمع الدولي، حيث أعربت 68 منظمة حقوقية إيرانية ودولية عن تضامنها مع السجناء المضربين ودعت إلى اتخاذ إجراءات لوقف استخدام عقوبة الإعدام في إيران. هذا الدعم الدولي يعكس الوعي المتزايد حول الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في إيران، وضرورة الضغط على النظام الإيراني لوقف هذه الإعدامات التي تمثل تحدياً مباشراً للقيم الإنسانية.
في هذا السياق، وجهت السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية، تحية للسجناء الصامدين الذين وسعوا نطاق إضرابهم عن الطعام في الأسابيع السابقة من حملة "ثلاثاءات ضد الإعدام" وأشارت إلى أن العديد من السجناء السياسيين، بمن فيهم السجينات، يقفون الآن في طابور الإعدام، مؤكدة أن الهدف من هذه الإعدامات هو ترهيب المجتمع وإسكات المعارضة.
تتزامن هذه التحركات مع ضغوط متزايدة على النظام الإيراني من قبل المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الإنسان. ورغم هذه الضغوط، يواصل النظام في إيران سياسته القمعية، مستغلاً الإعدام كأداة رئيسية لترهيب الشعب. لكن مقاومة السجناء السياسيين في إطار حملة "لا للإعدامات الثلاثاء" تظهر أن هذا القمع لا يمكن أن يكسر إرادة أولئك الذين يرفضون الخضوع له.
أهمية الحملة على المستوى العالمي
إن أهمية حملة "لا للإعدامات الثلاثاء" تتجاوز حدود إيران، حيث تعتبر مثالاً على كيفية مقاومة الظلم والقمع بطرق سلمية ولكن مؤثرة. السجناء السياسيون في إيران، من خلال إضرابهم عن الطعام ورفضهم القاطع لعقوبة الإعدام، يرسلون رسالة قوية إلى العالم بأن حقوق الإنسان لا يمكن أن تكون رهينة لأي نظام استبدادي.
كما أن استمرار هذه الحملة يعكس إصرار السجناء السياسيين على مواجهة النظام الإيراني، على الرغم من المخاطر الكبيرة التي يواجهونها. إنهم لا يقاتلون فقط من أجل حياتهم، بل من أجل حياة جميع الإيرانيين الذين يعيشون تحت وطأة نظام يسعى لكبت أي شكل من أشكال المعارضة.
وفي ضوء هذه التحركات، وجهت السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية، في وقت سابق دعوتها للمجتمع الدولي لاتخاذ موقف حازم ضد انتهاكات حقوق الإنسان في إيران. وأكدت على ضرورة أن يكون هناك صوت عالمي قوي يدعم السجناء السياسيين ويطالب بوقف فوري لعقوبة الإعدام. وشددت على أن هذا الدعم الدولي يمكن أن يكون حاسماً في إجبار النظام الإيراني على مراجعة سياساته القمعية.
في الختام، تظل حملة "لا للإعدامات الثلاثاء" رمزًا للنضال المستمر من أجل حقوق الإنسان في إيران. إنها نداء عالمي للوقوف بجانب من يرفضون الاستسلام للظلم، وللضغط على النظام الإيراني لوقف هذه الانتهاكات البشعة التي تتنافى مع كل القيم الإنسانية. تُعتبر مجزرة السجناء السياسيين عام 1988، التي أودت بحياة 30 ألف سجين سياسي أغلبهم من أعضاء وأنصار منظمة مجاهدي خلق الإيرانية الذين تمسكوا بمبادئهم ورفضوا هذا النظام الوحشي، مثالًا بارزًا للصمود في وجه الظلم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا تترقب الإعلان عن الحكومة وآمال في تشكيلة تخرج البلاد م


.. الجيش الإسرائيلي يجند طالبي لجوء يتسللون من إفريقيا كمرتزقة




.. بيان أمريكي بريطاني: نشدد على تجنب أي تصعيد في الشرق الأوسط


.. تحقيق فيدرالي في حادث إطلاق النار في محيط ملعب ترمب للغولف ف




.. بشعارات منددة بالحرب الإسرائيلية.. مناصرو فلسطين يقتحمون مؤت