الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الكراهية: الوباء الذي يهدد مستقبل البشرية

إسلام أشرف عطية
(Eslam Ashraf Attia)

2024 / 9 / 5
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة


تنتشر ظاهرة الكراهية في بعض الدول العربية بأشكال متعددة، مثل الكراهية العرقية والدينية والطائفية وكراهية المرأة. وتغذي هذه الظاهرة عوامل عديدة، من بينها الفقر، والجهل، والبطالة. تعتبر الكراهية مؤشرًا على المشكلات النفسية التي يعاني منها الشعوب.

في المجتمعات الحديثة، يعاني الكثيرون من شعور دائم بالنقص. ففي ظل ضغوط الحياة المتزايدة، والمنافسة الشديدة، وارتفاع تكاليف المعيشة، إلى جانب اتساع الفجوة بين الفقراء والأغنياء، يلجأ بعض الأفراد إلى الكراهية والعنصرية. هذه السلوكيات تحميهم من الشعور بالتقصير او الدونية، حيث تمكنهم من توجيه أصابع الاتهام إلى أفراد أو مجموعات أخرى، معتبرين إياهم سببًا في معاناتهم. كما تمنحهم الشعور بالتفوق على الآخرين، مما يخفف من حدة شعورهم بالنقص.

ضحايا خطاب الكراهية

تُعرف تونس بكونها محطة للمهاجرين من أفريقيا، الباحثين عن الهجرة لأوربا لفرص أفضل فى الحياة بعيدًا عن الصراعات والفقر في بلدانهم الأصلية. ولكن تحولت هذه الأحلام إلى كابوس، حيث تصاعدت مشاعر الكراهية في تونس. مما جعل حياة المهاجرين في تونس جحيمًا لا يطاق.
تفاقمت ظاهرة العنف في تونس بعد خطاب قيس سعيد التحريضي قبل أكثر من عام، بعدما روج في خطابة لفكرة وجود مؤامرة تهدف إلى تغيير التركيبة السكانية وتحويل تونس إلى دولة أفريقية. وقد ادى ذلك إلى خروج حشود من الناس إلى الشوارع واعتدوا على المهاجرين الأفارقة، وقاموا بطردهم من مساكنهم وسرقة ممتلكاتهم. كما قامت الشرطة باعتقال بعض المهاجرين واعتدت عليهم قبل ترحيلهم.
لقد فعلت الكراهية في تونس بالمهاجرين ما لم تفعله أزمات دولهم الأصلية وأصبحت تونس جحيم للمهاجرين بدلا من أن تكون محطتهم نحو النعيم الذى افتقدوه.
إن رهاب الأجانب أصبح التحدي الأكبر الذي يهدد عالمنا اليوم. وما حدث في تونس يعد جرس إنذار للعالم.
أن يسقط شعب عرف بتحضره مثل الشعب التونسي في مستنقع العنف، فهذا أمر لا يمكن التغاضي عنه. إن ما شهدته تونس من أعمال عنف يُعد انحرافاً صارخاً عن قيم الشعب التونسي الأصيلة كشعب عرف بالتسامح. إن العنف ليس جزءاً من الهوية التونسية. لذلك يتوجب على التونسيين رفض كل أشكال العنف والكراهية.

هل نفهم معنى الاحترام؟

في العديد من المجتمعات العربية، يظهر العداء تجاه الأجانب بسبب اختلاف الدين أو العرق أو الثقافة. ومع ذلك، عندما يهاجر العرب إلى الدول الغربية، يطالبون الدول المضيفة بأحترامهم. قد يكون هذا ناتجًا عن سوء فهم لمفهوم الاحترام. يعتقد البعض أن الاحترام يجب أن يكون من طرف واحد، حيث يتوقعون من الآخرين احترامهم دون أن يشعروا بالالتزام بفعل الشيء نفسه تجاه الآخرين. من المهم أن ندرك أن الاحترام يجب أن يكون متبادلاً؛ لا يمكن للإنسان أن يطالب بشيء لا يمارسه بنفسه.

الهجرة ودورها في التطور

تُعتبر الهجرة عاملًا محوريًا في تعزيز تطور المجتمعات المستقبلة، حيث تساهم في إثراء التنوع الثقافي والاجتماعي وتعزز من مستويات الإبداع والابتكار. بالإضافة إلى ذلك، تسهم في سد الفجوات في سوق العمل، مما يؤدي إلى تحقيق النمو الاقتصادي. مثالاً على ذلك، الولايات المتحدة الأمريكية، التي استفادت على مر العقود من المهاجرين الذين جلبوا معهم أفكارًا جديدة ومهارات متنوعة، مما أدى إلى تحسين الأداء الاقتصادي وتعزيز النشاط الريادي.
على الجانب الآخر، تعاني اليابان، التي تبنت سياسة هجرة صارمة لعقود، من تراجع أعداد القوى العاملة الشابة بسبب شيخوخة السكان. وعلى الرغم من أن اليابان تحتفظ باقتصاد قوي، إلا أن نقص العمالة الشابة يشكل تحديات مستقبلية كبيرة، مما دفع البلاد إلى إعادة النظر في سياساتها المتعلقة بالهجرة.

دور الحكومات والمجتمعات في مكافحة الكراهية والتطرف

ينبغي معالجة أسباب الكراهية من خلال العمل على القضاء على الفقر والجهل والبطالة.
يجب نشر ثقافة التسامح والقبول بين مختلف فئات المجتمع، وتعزيز قيم الحوار والاحترام المتبادل.
يجب على الحكومات تقديم برامج لدعم اندماج المهاجرين في مجتمعاتهم الجديدة، بما في ذلك برامج تعليم اللغة والتدريب المهني مع تبني المواهب وتجنيسها والاستفادة منها.
ويجب على الدول المتقدمة دعم جهود الدول المستضيفة للمهاجرين بشتى الطرق.
يجب على الدول تبنى استراتيجية متشددة وغير متسامحة تجاه الكراهية ومروجيها ومحاسبة أصحاب الخطابات المتطرفة، وسن قوانين صارمة لمحاسبة المتورطين في نشر الكراهية.

ختاماً…

«إذا ركزنا على البحث عن أوجه التشابه بيننا بدلاً من الاختلافات، سنعيش في عالم أكثر تسامحاً.»








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - مقاله ممتازه تعوزها اداىة ارسال حزب النهضه لالاف ا
المتابع ( 2024 / 9 / 5 - 03:26 )
الدواعش خاصة الى العراق وسوريا وقيام هؤلاء المجرمين من بعض مواطني تونس بقتل عشرات الالاف من العراقيين والسوريين وبعضهم لازال يقتلنا -وعلى الاخ الكاتب المحترم وهو يسرد وقائع وافكار ايجابيه للتاءخي بين البشر ان لايتغاضى عن السلبيات خاصة مثل تصدير الارهابيين الاسلاميين التونسيين الى البلدان الاخرى ثم لماذا غض النظر عن ادانة الارهابيين من الاخوان المسلمين -حزب النهضه في تونس-وجرائمهم الشنيعه -تحياتي

اخر الافلام

.. صحف أمريكية: هكذا سقط ترامب في فخ هاريس خلال المناظرة التلفز


.. دول غربية تفرض عقوبات جديدة على إيران.. ما وقع النبأ على الش




.. 9 شهداء بينهم أطفال في غارة إسرائيلية استهدفت منزلا في جبالي


.. قناة إسرائيلية: قتل سائق يشتبه في أنه نفذ عملية دهس شمالي را




.. الجيش الإسرائيلي: مقتل جنديين في تحطم طائرة عسكرية بغزة