الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لحشد كل الطاقات والجهود الفلسطينية ضد الأعداء وليس ضد الأبناء

محمد نفاع

2006 / 12 / 23
القضية الفلسطينية


الأحداث الدامية في المناطق الفلسطينية المحتلة، مرفوضة رفضا باتا، جملة وتفصيلا، وهي ضربة موجعة لكفاح شعبنا الأبيّ المناضل، وصدمة لاصدقاء هذا الشعب ومحبيه والمتضامنين معه، وهي فرحة لاعدائه من قوى الاحتلال الاسرائيلي ومؤيديه وداعميه، ونربأ بهذا الشعب بكل قواه السياسية ان يقع في الشرَك الذي نصبه ما يسمي نفسه "العالم الحر" عالم الرجعية والاستعمار، عالم مساندة الظالم على المظلوم والمحتل على ضحايا الاحتلال.
ان موبقات الاحتلال وجرائمه من قتل وهدم وافقار وخنق اقتصادي، وبغضّ النظر عن نوع وطبيعة الحكومة الفلسطينية هي الامر الاساسي، هي العدو الاساسي التي يجب ان يوجه الكفاح ضده، وما تسمى الدول المانحة ومن يدور في فلكها من رجعية عربية وبمنعها المساعدات عن الشعب الفلسطيني لا تحل المشكلة بل تعقدها.
فمن ناحية جرت انتخابات دمقراطية وأفرزت وأنتجت حكومة كهذه وهي شرعية جدا وبكل المعايير الدمقراطية المعمول بها ايضا في الدول المانحة، ومن ناحية اخرى هنالك برنامج سلام فلسطيني فرضته الظروف العالمية والمنطقية وقد يكون فيه الكثير من الغمط والتنازل امام المحتل وحلفائه ومع كل ذلك يجب التمسك به والسير في الطريق الذي سار عليه السلف والعمل على تطويره.
لاسرائيل يحق تغيير حكومات بانتخابات، حتى لو جاءت قوى فاشية، اما لفلسطين فهذا ممنوع، وللاسف هذا هو المعيار الذي تفرضه اسرائيل وامريكا وبقية المجرورات، في اسرائيل يُحترم حق الناخب حتى لو وصل ليبرمان الى سدة الحكم، في فلسطين هنالك شروط وعقوبات، بغض النظر عن موقفنا من هذه الحكومة او تلك، ليست هذه هي القضية، القضية ليست في نوعية الحكومة الفلسطينية المنتخبة القضية في استمرار الاحتلال وهذه الضغوط من العالم الحر على الجانب الفلسطيني الضحية وليس على المحتل.
ويسأل السؤال: كانت فتح في السلطة، وبقي الاحتلال وجرائمه، وحتى لو كانت في الحكم قوى تمثل الجبهة الشعبية او الدمقراطية او حزب الشعب فهل تتغير سياسة اسرائيل؟؟
وأكرر لولا سمح الله وصل عملاء اسرائيل الى الحكم في فلسطين فهل اسرائيل مستعدة للانسحاب الى حدود الرابع من حزيران 67 وبقبول دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية العربية؟؟
أنا افهم ان الاصول الدبلوماسية لا تطرح بهذا الشكل الفظ ولكنه الصحيح، بل هنالك اعتبارات تتعلق بتوازن القوى والامكانات وغير ذلك الكثير. ونحن من اجل حكومة وحدة وطنية فلسطينية وبالتغلب على كافة العقبات في سبيل ذلك وهذا ممكن ومطلوب اذا كان البديل ما يحدث الآن. واذا كان الحل اجراء انتخابات فليكن، وماذا لو كانت نتيجة الانتخابات العتيدة ستكون نفس النتيجة اليوم!!
اما ان يصل الامر الى النقاش بالسلاح وسفك الدم فهو ضربة لكل قيم الكفاح العادل والمشرّف لهذا الشعب، هذه هدية لاسرائيل واحتلالها، وهذا تشويه للصورة الناصعة لكفاح هذا الشعب والذي كسب بصموده وتمسكه بحقه تقدير كل قوى الخير والسلام في العالم بما فيها اسرائيل.
ان قمة الوطنية والمسؤولية اليوم وفي هذا الظرف بالذات هي في التوصل حالا الى وضع ينتهي فيه الاقتتال، وتجتث الاسباب لذلك مرة والى الابد مهما كانت هذه الاسباب، يكفي هذا الشعب ما تحمله ويتحمله من درب الآلام، ومعه درب الصمود ودرب التضحيات ودرب الكرامة والذي اصبح مضرب المثل في التمسك بحقه بالرغم من كل التضحيات، يكفي هذا الشعب ما له من اعداء تعاونوا على سفك دمه، او صمتوا عن سفك دمه وابتلاع حقه، اما ان يمتشق السلاح الفلسطيني في وجه الفلسطيني فهذه جريمة لا تغتفر، فهذا ما يغيظ الصديق ويسّر العدا. نحن نعلم ان هذه الاحداث المؤسفة والمرفوضة ليست ما يميز هذا الشعب وكفاحه ووحدته، ولكنها ثقب في النسيج السياسي والاجتماعي والاخلاقي والكفاحي لهذا الشعب المعطاء.
القضية ليست في صلح عشائري شكلي مؤقت عابر وقابل للنكث كالجرح الذي لم يلتئم، القضية في التمسك بمعايير انسانية واخلاقية ودمقراطية وخلق مثل هذه المعايير المضمخة بمنتهى المسؤولية والدقة، التي يجب ان تصبح من البديهيات المفروغ منها، وكل تطاول عليها هو في خانة الخيانة للمصالح الاساسية لهذا الشعب. اعداء هذا الشعب واعداء الشعوب توجه لهم الضربات المباركة المشرفة في العراق ولبنان وافغانستان وامريكا الجنوبية، وكفاح هذا الشعب جزء من الكفاح العام ضد الاحتلال والامبريالية والرجعيات في كل مكان، فليكن على قدر المسؤولية وقدر الامل والتطلعات والكفاح من اجل كنس الاحتلال والوصول الى السلام العادل والدائم.
اسرائيل تستهدف وتقتل وتسجن من مختلف القوى والفصائل الفلسطينية بدون استثناء، فلتوجه كل الطاقات لكل القوى ضد الاحتلال وجرائمه بالصمود والوحدة ولغة الحوار وليس بلغة البنادق والدم، والمطلوب العمل على زرع الامل والايمان بالمستقبل وليس زرع اليأس والاحباط والمرارة، هذا الشعب اهل للتقدير والاحترام والاعتزاز، وليس أهلا لهذه الشرور، وكلنا امل في ان تصبح هذه الاحداث المؤلمة في خبر كان وحالا وبلا عودة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. واشنطن بوست: صور جوية تكشف ملامح خطط إسرائيل لما بعد حرب غزة


.. المعارضة الكردية الإيرانية تصف طلب إيران بجمعها في مخيمات بـ




.. عشرات القتلى والمصابين في هجمات إسرائيلية على مناطق عدة في ا


.. دانيال هاغاري: قوات الجيش تعمل على إعادة 128 مختطفا بسلام




.. اللواء الدويري: الجيش الإسرائيلي يتجاهل العوامل الغير محسوسة