الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ألشعب الفلسطيني ربما يمهل، لكنه لن يهمل

محمد حسن بكري

2006 / 12 / 23
القضية الفلسطينية


كنت قد توقفت عن الكتابة منذ فترة طويلة، بالرغم من كثرة الاحداث التي استفزتني، الا اني صمدت امام كل ذلك. لكنني وجدت نفسي امسك القلم واكتب الآن، بعد ان طفح الكيل مما جرى ويجري لشعبي في غزة.
شعبي في غزة محاصر، جائع، وجريح ويقتل كل يوم على ايدي الغزاة الاسرائيليين وبتوجيه امريكي وتواطؤ عربي. ومن المفروض في ظل هذه المآسي المتتالية والاوضاع العصيبة التي يعيشها هذا الشعب البطل ان تكون له قيادة على قدر من المسؤولية والوفاء. لأبطاله واطفاله وشهدائه وشيوخه ونسائه واسراه في السجون الاسرائيلية.
كان من المفروض على حركة قادت وتقود مسيرة هذا الشعب من اجل التحرر والاستقلال، وسقط شهدائها بالمئات والآلاف، وشرد قادتها في الوطن العربي وفي شتى ارجاء المعمورة، كان من المفروض ان تكون على قدر اكبر من المسؤولية والا تنجر وراء استفزازات الحركات الاخرى والتي هي بدورها ناضلت وضحت بشهدائها من اجل نفس الهدف السامي – الحرية والاستقلال -، كما كان من المفروض الا يتوخوا الخير من بوش وادارته في البيت الابيض الامريكي.
وحركة حماس التي لا تعترف باسرائيل؟؟ والتي قبلت الدخول في المعترك السياسي وخاضت الانتخابات التشريعية، والتي بموجبها قبلت على نفسها كل ما سنّ من قوانين فلسطينية، على هذه الحركة ان تتوقف على اللعب بمشاعر وعواطف هذا الشعب البطل. ففي ظل تشكيلها للحكومة قبلت ان يتفاوض مع اسرائيل قادة فتح، فتكون بذلك قد جردت نفسها من مبدأ الاعتراف باسرائيل، والصقته لغيرها وبرضاها.
في السنة الاخيرة وتحت ادارة هذه الحركة للحكومة الفلسطينية ازدادت اوضاع الشعب سوءا، والاسباب لذلك عديدة، اولها الحصار المطبق من قبل اسرائيل وامريكا والعالم الغربي والعربي. وثانيها وهو الاهم عدم وجود التنسيق ما بين الحكومة والسلطة، الى ان وصلت بهم الحال الى حد القطيعة، ومن ثم حرب المؤسسات والشوارع، واصبح المناضل من حركة فتح الذي يكافح من اجل الحرية والاستقلال عرضة لرصاص المقاوم للاحتلال من حركة حماس. ثم تبدأ معركة الخطابات الطنانة الرنانة، فذاك يتصور انه المجاهد الكبير حسن نصر الله الذي قهر اقوى ترسانة حربية في الشرق الاوسط، الا انه رفض ان يطلق رصاصة واحدة الى صدر أي لبناني حتى العملاء منهم. وذاك يتصور انه المسيح المنتظر والفرج سيأتي من عند السيد في امريكا. خطابات طنانة، رنانة، كاذبة وفارغة لا رصيد لها.
علام تقتتلون؟ على الحكم؟ واين هو هذا الحكم؟ أنسيتم ان نصف وزرائكم واعضاء في المجلس التشريعي قابعون في سجون الاحتلال. أنسيتم مروان البرغوثي وسعدات وآلاف اسرى الحرية؟ أنسيتم ملايين اللاجئين.
علامَ تقتتلون؟ ولماذا هذا التعنّت بالرأي؟ تنازلوا قليلا، فلا انت بطويل العمر السيد حسن نصر الله.. ليتك كنت، ولا انت الختيار ابو عمار.. عليه الرحمة ليتك كنت.
لمَ لا تأخذ منظمة التحرير الفلسطينية زمام الامور بيدها، فهي صاحبة الحق الشرعي، وهي الممثل الوحيد لكل الشعب الفلسطيني اينما تواجد، والا فهذا الشعب البطل قادر على الامهال، لكنه غير قادر على الاهمال، وهو مبدع وسيد الانتفاضات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المغرب: حملة -تزوجني بدون مهر-.. ما حقيقتها؟ • فرانس 24 / FR


.. كأس أمم أوروبا 2024: ديشان يعلن تشكيلة المنتخب الفرنسي.. ما




.. هل تكسر واشنطن هيمنة الصين بالطاقة النظيفة؟


.. سكان قطاع غزة يعانون انعدام الخيام والمواد الغذائية بعد نزوح




.. إسرائيل تقدم ردها لمحكمة العدل الدولية على طلب جنوب إفريقيا