الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
التيار الصدري في العراق حركة شعبوية مسلحة
آدم الحسن
2024 / 9 / 5مواضيع وابحاث سياسية
يطلق اتباع التيار الصدري أو ما يطلق عليهم ب " الصدريين " على السيد مقتدى الصدر " القائد العام للقوات المسلحة المهدوية " , و المهدوية نسبة الى الأمام المهدي الغائب عند الشيعة الاثني عشرية .
لتكوين فكرة عن خطورة المواجهة المسلحة إذا ما حصلت بين الحكومة العراقية و التيار الصدري لابد من استعراض سريع لمكونات القوات المهدوية و الهيئات و المحاكم المرتبطة بها و التي يقودها السيد مقتدى الصدر , حيث تتكون من :
1 - جيش المهدي , معظم اتباع التيار الصدري الشباب من الذكور هم اعضاء بجيش المهدي بشكل أو بأخر , ليس هنالك احصائية معلومة عن عدد افراد جيش المهدي , لكن الرقم لا يقل عن مئة الف عنصر .
2 - سرايا السلام , و هي قوة مسلحة بأسلحة خفيفة و متوسطة عدد عناصرها يتراوح من 20 الف الى 30 الف عنصر , تشكلت هذه السرايا على اثر الفتوة الكفائية التي اصدرها المرجع الشيعي الأعلى في العراق السيد علي السيستاني بعد أيام من سقوط مدينة الموصل بيد داعش حيث أدت هذه الفتوة الى تشكيل الحشد الشعبي , يفترض بسريا السلام انها جزء من الحشد الشعبي الخاضع لقيادة القائد العام للقوات المسلحة العراقية , لكن هذه السرايا العسكرية لا تخضع له و لا تعترف به أو بقيادة الحشد الشعبي فارتباطها و خضوعها هو فقط لأوامر القائد العام للقوات المسلحة المهدوية السيد مقتدى الصدر .
3 - لواء اليوم الموعود , و هذا اللواء عبارة عن قوات خاصة مدربة تدريبا عاليا و مسلحة بأسلحة متطورة مصدرها إيران , و هم من النخبة المقربة من السيد مقتدى الصدر و طاعتهم له ليس لها حدود .
4 - جهاز استخباراتي محترف متغلغل في أجهزة الدولة العراقية كافة .
5 - هيئات الأمر بالعروف و النهي عن المنكر , تنشط فعاليات هذه الهيئات في المدن العراقية ذات الغالبية من المكون الشيعي و التي فيها وجود كبير للتيار الصدري , على سبيل المثال مدينة الصدر في العاصمة العراقية بغداد .
6 - مكاتب الشهيد الصدر المنتشرة في العاصمة بغداد و محافظات جنوب العراق و عدد محدود من هذه المكاتب في كركوك و محافظات شمال العراق .
7 - محاكم شرعية للفصل في القضايا التي ترد الى مكاتب الشهيد الصدر , لقد وصلت بعض العقوبات الصادرة من هذه المحاكم و التي تم تنفيذها الى الإعدام .
عند استعراض المواجهات المسلحة بين قوات الحكومة العراقية و القوات المسلحة المهدوية نجد ان تلك المواجهات كانت تتكرر بين فترة و اخرى لكنها غير حاسمة باستثناء تلك المواجهة التي حدثت في زمن الولاية الأولى لحكومة السيد نوري المالكي , كانت تلك المواجهة هي الأقسى و الأشد و هي ايضا السر وراء عداء السيد مقتدى الصدر المستمر للسيد نوري المالكي .
لقد اتخذت حكومة نوري المالكي في ولايتها الأولى خطوات جادة لحصر السلاح بيد الدولة تحت عنوان " اقامة دولة القانون " , لقد تسبب هذا النهج لحكومة المالكي اندلاع اشتباك مسلح بين جيش المهدي و القوات المسلحة العراقية و خصوصا في مدينة البصرة حيث تمكنت القوات الحكومية من دحر جيش المهدي بعد معركة قاسية و شرسة سقط فيها المئات من القتلى من الطرفين و قد اطلقت حكومة نوري المالكي على تلك المعركة اسم " صولة الفرسان " .
للتيار الصدري جناح سياسي له حضور كبير في المدن ذات الغالبية الشيعية و قد تمكن من الحصول على اصوات في الانتخابات الماضية وصلت الى حدود 15% من اجمالي اصوات الناخبين في عموم العراق مكنته من شغل حقائب وزارية في الحكومة الاتحادية و مناصب في الحكومات المحلية للمحافظات العراقية , الشيء المميز لهذا الجناح السياسي هو انصياعه التام لتوجيهات و اوامر السيد مقتدى الصدر .
من اجل فهم كيف يفكر اتباع التيار الصدري و خصوصا البسطاء منهم و كذلك لمعرفة ما جرى و ما يمكن أن يجري في المستقبل عند حصول أي مواجهة مسلحة بين التيار الصدري و الحكومة العراقية يمكن تناول بعض الشعارات و الهتافات التي اطلقها الصدريون في مناسبات مختلفة , من هذه الشعارات :
** " اذا قال السيد مقتدى قال العراق ...! " , هذا الشعار يذكرنا بالفترة الصدامية التي مر بها العراق " اذا قال صدام قال العراق " .
** " الشعب اليوم عند بوابات المنطقة الخضراء و غدا داخل المنطقة الخضراء , سيدخل الشعب العراقي الى داخل المنطقة الخضراء إذ لم تتشكل حكومة للعراق يرضى عنها السيد القائد " , المقصود بالسيد القائد هو السيد مقتدى و الشعب هم اتباع التيار الصدري باعتبارهم يمثلون كل الشعب العراقي .
** كان رد بعض الصدريين على بيان الحكومة العراقية الذي طلب من المتظاهرين احترام القوانين و عدم كسر هيبة الدولة العراقية بهتاف غريب :
" نعال السيد يسوه الدولة و ما بيها " , بمعنى أن نعال أو حذاء السيد مقتدى اعلى شأنا من كل الدولة العراقية بكل مكوناتها من شعب عراقي و جيش و شرطة عراقية و حكومة اتحادية و مجلس نواب عراقي و حكومات محلية في كافة المحافظات و علم جمهورية العراق و .... و ... هي أقل شأنا من نعال السيد ...؟!
لقد رافق الاحتجاجات و التظاهرات التي قادها التيار الصدري مواجهات مسلحة مع قوى الأمن العراقية , انه امر مؤسف جدا حين نجد المطالبين بالإصلاح يعبثون و يخربون و يحرقون الممتلكات العامة و الخاصة , لو قام الإرهابيون بهذه الأعمال التخريبية لكان الأمر اهون , اما و قد صدع بعض الفوضويون رؤوسنا و هم يصرخون اصلاح ... اصلاح ... و مع هتافهم العالي يهشمون الممتلكات العامة و الخاصة و يحدثون حرائق مدمرة فيها .
لابد من الاعتراف بأن العملية السياسية في العراق مريضة جدا , لكن المطلوب هو علاجها و ليس موتها لأن بموتها قد يتحول العراق الى دويلات متناحرة و الى صومال ثانية و لكن بشكل اكثر بشاعة و دموية .
و يبقى السؤال :
هل البحث عن طريق لإصلاح العملية السياسية الجارية في العراق هو حلم غير قابل للتحقيق ...؟!
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. فرنسا تترقب الإعلان عن الحكومة وآمال في تشكيلة تخرج البلاد م
.. الجيش الإسرائيلي يجند طالبي لجوء يتسللون من إفريقيا كمرتزقة
.. بيان أمريكي بريطاني: نشدد على تجنب أي تصعيد في الشرق الأوسط
.. تحقيق فيدرالي في حادث إطلاق النار في محيط ملعب ترمب للغولف ف
.. بشعارات منددة بالحرب الإسرائيلية.. مناصرو فلسطين يقتحمون مؤت