الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيروز , الحب في زمن الحرب

هشام السامعي

2006 / 12 / 23
الادب والفن


لم تكن تعلم الصغيرة نهاد إبنة الــ14 عاماً وهي تغني في الإذاعة المدرسية أنها ستكون إحدى أشهر الأسماء الفنية في الوطن العربي وأنهم سيعتمدون عيد ميلادها يوم وطني في لبنان , أختار لها الملحن اللبناني " حليم الرومي " والد المطربة اللبنانية " ماجدة الرومي " أسم فيروز كأسم فني .
فيروز إسمها الحقيقي نهاد إبنة وديع حداد من مواليد 1935م وهي شقيقة هدى وأمال وحوزيف , نشأت في أسرة فقيرة تعيش على كفاح الأب الذي يقتصد من دخله القليل ليعلم أبناءه , فألحق نهاد " فيروز " بمدرسة القديس يوسف الإبتدائية , حيث ظهر نبوغها في أداء الأناشيد المدرسية واصبحت موضع إعجاب مدرساتها اللواتي أخذن يظهرنها في الحفلات المدرسية كصاحبة أجمل صوت في المدرسة . (1)
بدأت أعشق الفن مع فيروز باكراً ليس لأني كنت مُعجب بأغانيها ولكن لأني سمعت أنها قالت ذات مرة أنها لن تضحك أبداً حتى تتحرر القدس , ولم يكن في ذهني يومها غير الشعارات التي كنا نسمعها من الزعماء العرب عن إقتلاع إسرائيل من جذورها فكان موقف فيروز لدي تعبير واضح عن كونها مناضلة مثلها مثل كل الزعماء وقتها , ربما أدرك الآن أني كنت أظلمها كثيراً عندما كنت أقارنها بالزعماء تلك الأيام وأنا لازلت في الثالثة عشرة من عمري .
إنقطعت عن سماع فيروز فترة كبيرة من وجهة نظري , حتى عدت لسماعها مرة أخرى بعد أن دخلت لحظات نشوة عامرة مع أغنية " يامرسال المراسيل " جعلتني أعشق هذا الفن مرة أخرى ولكن هذه المرة متحرراً من الإيدلوجيات التي أفزعتني ذات حين , وجدت مذاق الصباحات الجميلة على " يوم ويومين وجمعة " .
فيروز عنوان المحبة والتسامح الديني والمذهبي وهي التي غنت طويلاً للقدس وبيروت , وجدت مذاق الفن في " نسم علينا الهوى " تحشرجت في " سألوني الناس " أدركت حينها أن فيروز لاتغني لغرض الغناء , بل كانت الحياة عندها تلك الأغاني التي أمتعت بها جمهور الطرب الجميل .
فيروز القادمة من بيروت بلد الأرز , بلد المحبة والتعايش السلمي , بلد الحب والورد الأحمر , لم تشارك فيروز في تدمير لبنان كما يفعل قادة الحرب في بلاد أنهكته الحروب وأدرك أخيراً أن الورد أطهر من الرصاص وأن الحب أبقى من الكراهية , وأن الموسيقى أجدى من الحرب , وأن فيروز أعظم من قادة الحرب والتدمير , كيف لا وهي التي رفضت أن تغادر بيروت أثناء الحرب الأهلية والتي دمرت فيها إحدى الصواريخ بيتها في الوقت الذي كان معظم القادة يتنعمون في بلاد الغرب .
في عام 1971، ذهبت مع الفرقة في رحلة إلى الولايات المتحدة، والتي بدأت معها شهرتها الدولية فغنت بعد ذلك في أشهر المسارح العالمية، مثل "رويال ألبرت هول" في لندن و"كارنيغي هول" في نيويورك، و"أولمبيا" في باريس.
ويذكر أنه عندما حان وقت العودة من لوس أنجلوس إلى لبنان، تعمدت التخلف عن الرحلة وذلك لشراء كرسي كهربائي لابنها المقعد "هالي"، كما أن الطفلة "ريما" في فيلم (بنت الحارس) هي نفسها "ريما " ابنة "فيروز"
وعندما أصيب "عاصي" بالنزيف في الدماغ، كانت السيدة "فيروز" نزيلة ذات المستشفى، ولما علمت بالخبر نزلت إليه ومعها كتابان وضعتهما تحت مخدته، الإنجيل والقرآن . (2)
يقول مراسل "البي بي سي" عن حفلة "فيروز" عام 1986 أنها "اديت بياف" العالم العربي (المغنية "اديت بياف".. شهرتها في فرنسا توازي شهرة "أم كلثوم" لدينا) لقد حطمت نتائج مبيعات التذاكر التي حققها "فرانك سيناترا". ووصلت سعر التذكرة في السوق السوداء إلى حوالي 1000 جنيه إسترليني .
في عام 1988 وفي فرنسا أحيت "فيروز" أكبر حفلة يقيمها مغن عربي في الخارج، حيث حضر نحو 15 ألف متفرج.
أما في إبريل 2002، فتحيي "فيروز" حفلة في دبي هدية للشعب الفلسطيني وذلك على ضوء الأحداث الأخيرة في الضفة الغربية قد حصلت السيدة "فيروز" على العديد من الأوسمة والجوائز منها وسام الاستحقاق اللبناني1957 من الرئيس "كميل شمعون"، وهو أعلى وسام في الدولة يناله فنان، وسام الأرز.. رتبة فارس من لبنان 1962، وسام الاستحقاق اللبناني، ميدالية الكرامة التي قدمها لها الملك "حسين" 1963، وسام الاستحقاق السوري 1967، وفي عام 1975 تم إصدار طوابع بريدية تذكارية عليها صورة السيدة "فيروز"، كذلك وسام النهضة الأردني من الدرجة الأولى، ووسام الكوموندور الفرنسي 1988، جائزة القدس في فلسطين 1997، وسام الثقافة الرفيعة - تونس. وفي عام 1997 حصلت "فيروز" على ميدالية الفنون للمرة الثانية من فرنسا، 1998 ميدالية الإسهام الاستثنائي من الدرجة الأولى، وكانت تلك آخر ميدالية يقدمها الملك "حسين" قبيل رحيله.(3)


الهوامش
ـــــــــــــــــ
*(1) حسام شلبي , من مقدمة النسخة الإلكترونية لأشرطتها " 1999م
* (2) وسام الدويك ,فيروز جارة القدس والقمر , شاعر وباحث , نقلاً عن موقع إسلام أون لاين .
*(3) نفس المصدر .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا


.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط




.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية


.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس




.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل