الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


نتنياهو.. ينجح في جر حماس لمربعه

سليم يونس الزريعي

2024 / 9 / 7
القضية الفلسطينية


من الواضح أن نتنياهو ليس في عجلة من أمره لعقد صفقة مع حركة حماس، وهو مطمئن أن حماس رغم تصفية المختطفين الستة مؤخرا، ستكون حريصة على حياة من بقي منهم، كونها الورقة الوحيدة في يدها لعقد صفقة التبادل، وربما تحقيق السلامة الشخصية للسنوار زعيم الحركة.
ويعزز موقف نتنياهو في هذا الاتجاه عاملين الأول: هو أن الحل ليس في صالحه شخصيا كونه يعني انهيار الائتلاف الحكومي، ومغادرته كرسي رئيس الوزراء ليقف أمام القضاء في قضايا الفساد والرشوة، والعامل الثاني هو أمله بعودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض الذي بعث برسالة هامة لنتنياهو عندما خاطب الائتلاف اليهودي الجمهوري مساء الخميس5 سبتمبر مفادها أنه: "إذا فاز الديمقراطيون، فإن إسرائيل ستنتهي" وأضاف " يمكنكم أن تنسوا إسرائيل، هذا ما سيحدث. وهي دعوة ملحة لنتنياهو عدم منح الحزب الديمقراطي هذه الورقة التي من شأنها أن تساهم في فوز مرشحته كامالا هاريس.
وكرر نرامب تعليقه بأن هجمات 7 أكتوبر على إسرائيل لم تكن لتحدث أبدًا لو كان رئيسًا في ذلك الوقت وقال: سأعمل للتأكد من أن إسرائيل معنا لآلاف السنين لن نتخلى عنها". هذا الموقف من ترامب يعني أن على نتنياهو أن لا يعقد صفقة عبر الحزب الديمقراطي لأن مصلحته هي مع ترامب الذي سيضمن بقاء الكيان الصهيوني لآلاف السنين.
وفي المقابل فإن حماس ليست مهتمة على الإطلاق بنهاية سريعة للحرب، كما أنها لا تهتم بمعاناة الفلسطينيين في غزة. وذلك وفق المعطيات الملموسة طوال الأشهر الماضية، التي ربما أكدتها ما نقلته صحيفة "بيلد" الألمانية عن وثيقة حصرية من المخابرات العسكرية التابعة لحركة حماس، كانت موجودة على جهاز كمبيوتر في غزة، قبل إنها تخص زعيم التنظيم يحيى السنوار. كان قد وافق على مضمونها في ربيع 2024.
وجاء في الوثيقة على أن حماس لا تسعى إلى إنهاء سريع للحرب من شأنه أن يساعد سكان قطاع غزة، بل على العكس يقول نص الوثيقة: "يجب أن نعمل على تحسين البنود المهمة في الاتفاق، حتى لو استمرت المفاوضات لفترة أطول".
هذه الوثيقة تفسر موقف حماس من عقد صفقة التبادل، وهو أن ما يجري من محرقة مستمرة في غزة ، ليس عاملا مقررا لدى المفاوض الحمساوي، وإنما المقرر هو تحسين شروط الصفقة لحماس والسنوار شخصيا، وعلى ضوء ذلك يصبح موقف حماس مفهوما أكثر وهي أنها أيضا ليست في عجلة من أمرها، وهو الذي عبر عنه عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خليل الحية الذي قال الخميس الماضي 5 سبتمبر إن حماس ليست بحاجة إلى أوراق أو مقترحات جديدة بشأن المفاوضات، وأكد رفض حماس العودة لنقطة الصفر أو الدوران في حلقة مفرغة، وشدد على أن أي اتفاق يجب أن يتضمن وقف العدوان وانسحابا كاملا من قطاع غزة بما فيه محور فيلادلفيا ومعبر رفح، وعودة النازحين لبيوتهم بحرية وبدون أي تفتيش، وإغاثة الشعب الفلسطيني وإعادة الإعمار، وصولا لصفقة تبادل جادة.
ولكن ما هو الحل لدى حماس؟ وهي تعرف، بل وقالت ذلك، وهو أن نتنياهو يتهرب ويماطل، فيما تطالب حماس إدارة بايدن بالضغط على نتنياهو لعقد الصفقة، التي لا يشكل فيها محور فيلادلفيا العقدة الوحيدة، وإنما العقدة هي في جوهر الصفقة، ذلك الذي يتعلق بخروج أسرى فلسطينيين مقابل المختطفين اليهود لدى حماس، لأن الكيان الصهيوني يصر أن يكون لدية فيتو على بعض الأشخاص الذي سيفرج عنهم، والمكان الذي يخرجون إليه، في حين أن إدارة بايدن حاليا لا تستطيع ولن تفعل حتى لو استطاعت كونها بطة عرجاء أولا، وثانيا خشية أن يحرج نتنياهو إدارة بايدن برفضه ذلك، مما قد يؤثر على حظوظ مرشحة الحزب الديمقراطي للرئاسة، ونتنياهو معني والحال هذه ـأن ينتظر موعد الانتخابات الأمريكية في 5 نوفمبر المقبل، على أمل عودة ترامب للبيت الأبيض، وهي عودة لن تكون في صالح الشعب الفلسطيني وقضيته قبل أن تكون في صالح حماس.. لأن ترامب لن يهمه الرأي العام الدولي أو الأمم المتحدة؟ ويكون نتنياهو بذلك قد نجح في جر حماس نحو المربع الذي أراده.. وسيكون أي رد فعل من قبل حماس تجاه المختطفين هو حملة دولية ضدها، ليكون السؤال ما هي عندئذ خيارات حماس؟ وماذا تنتظر؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل | ترامب: سأعيد السلام إلى العالم في حال عودتي للبيت الأ


.. أوكرانيا تبدي استعدادها لقبول وساطة قطرية لمباحثات بينها وبي




.. مظاهرة أمام السفارة الأمريكية في لندن رفضا للحرب الإسرائيلية


.. -واشنطن بوست-: منصة إيلون ماسك تتحول إلى مركز لنشر مزاعم تزو




.. ما الذي تخطط له حملة ترامب؟ تغييرات متواصلة في برنامج ليلة ا