الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
ضجة حياة ماعز
خليل الشيخة
كاتب وقاص
(Kalil Chikha)
2024 / 9 / 7
الادب والفن
حياة الماعز
أثار فيلم حياة الماعز ومايزال ضجة واسعة ضمن التواصل الإجتماعي وفي محطات التلفزة وخاصة على منصة نتفليكس. وشكل الصدمة التي تحمل جذور الإستعباد وعمالة السخرة.
قصة الفيلم:
يروي الفيلم أن شابان هنديان ذهبا إلى المملكة السعودية بغية العمل، بعد أن رهنا بيتهما وتركا عائلاتهما. في المطار يقف كل منهما ينتظر الكفيل، لكن لايأتي أحد، بل يتلبسهم رجلاً ستينياً جاف الملامح، قاسي القسمات ويأخذ منهما جوازات السفر ويسوقهما إلى شاحنة مصممة لنقل الدواب. هما لايتكلمان العربية ولايعرفان أين يأخدهما ذلك الرجل. أخيراً يضع حكيم في مكان ويأخذ نجيب إلى صحراء لاينبت فيها شيء. وتبدأ المأساة في إجبار نجيب على رعاية الغنم وضربه وتجويعه في صحراء لايحدها حدود. يقابل نجيب رجلاً كبيراً في السن هندياً يعمل في رعاية الإبل، كان قد خطفه ذلك الرجل منذ سنين وأجبره على العمل. المهم، يحاول نجيب الهرب فيطلق الرجل عليه النار فيصيبه في رجله ويظل يعرج عليها طوال حياته. يقابل نجيب صديقه حكيم مرة مع شاب إفريقي ثم يقرر الجميع الفرار، يغادروا بعد أن غاب الجميع في حفل في المدينة. وتبدأ مأساة أخرى في الصحراء الواسعة، يموت حكيم من التعب والجوع والعطش ثم يختفي إبراهيم الإفريقي ويتابع نجيب مشواره حتى يجد أخيراً الطريق العام. يوصله رجل سعودي لطيف الملامح إلى المدينة، وهناك يستقبله مجموعة من الهنود يطعمونه ويعتنون به ثم ترحله الشرطة إلى بلاده.
الرواية:
يلتقط القصة أحد الكتاب الهنود وأسمه بنيامن ويحولها إلى رواية عام 2008 تحت أسم – أيام الماعز - حيث يختلط فيها الحقيقي بالدرامي، مثلها مثل الفيلم. والهندي كاتب معروف في الهند له أكثر من ثلاثين مؤلفاً في الرواية والقصة القصيرة، وعاش في دول الخليج مدة غير قليلة من الزمن.
القصة الحقيقية
القصة حدثت في المملكة السعودية في منتصف التسعينات مع نفس الشاب الذي كتب قصته الروائي الهندي. الرواية متفقة مع القصة الحقيقية باستثناء أن الشاب لم يكن مسلماً كما يروي البعض الذين عاصروه، لكنه أسلم في النهاية كما يقولون. الخلاف الأخر أن الشاب الهندي قتل صاحب الغنم أو الإبل بعد شجار كبير حول مستحقاته ودخل خمس سنوات السجن وكان ينتظر حكم الإعدام لكن أهل القتيل تنازلوا عن حقهم. أي قضى خمس سنوات في رعاية الغنم مجاناً وخمس سنوات في السجن، المجموع هو عشر سنوات بالتمام والكمال لايعرف أهله ماذا حدث له خلال كل هذه المدة.
لقطات درامية رهيبة:
يتمتع الفيلم بقيمة فنية عالية، فأنت ما إن تبدأ بالمشهد الأول حتى يتملكك الفيلم لآخره. قد تتأثر بمشاهد درامية وانسانية حزينة وعنيفة. ففي مشهد ضرب السيد (السعودي) للهندي إلى تحول بطل الفيلم إلى مجرد خروف من خرفان السيد يمأمأ وكأنه نسي اللغة تماماً. مشهد آخر هو عندما يعطي الرجل الهندي العجوز الحليب له، يبدأ بالشرب ظنا منه أن الحليب له، لكن العجوز يقول له بأن الحليب للسيد وليس له. مشهد آخر من الصحراء عندما يقرر الثلاثة الهرب ويموت حكيم عطشاً وجوعاً لدرجة أنه يأكل الرمال الحارقة ويمتص أصبع إبراهيم من شدة العطش. مشهد العاصفة التي تهب في الصحراء الحارقة ويختفي فيها إبراهيم. كل هذه المشاهد وأخرى هي مشاهد صادمة للمشاهد الذي تجعله يتعاطف مع الهندي ضد السيد السعودي.
هل كان الفيلم منصفاً للسعودية؟
لا أظن أن الفيلم كان منصفاً للمملكة لأن في كل مجتمع يوجد الطالح والإنسان الصالح. فكما تذكرون الضجة التي اثيرت حول مغترب لبناني أساء معاملة خادمة كان قد أحضرها معه إلى كندا. بشكل عام، أنا شخصياً أستغرب كثرة الخادمات في الخليج ولبنان وحتى في سوريا ( قبل الأزمة). ففي الولايات المتحدة البلد التي من المفروض أن يكون عندها خادمات لثرائها، لايوجد شيء كهذا هنا ولافي اوروبا لأن الغربيون يفضلون العمل بأنفسهم في منازلهم. أظن أن مسألة عاملات الخدمة عندنا هي شيء من المظاهر الكاذبة للمرتبة الإجتماعية. إذ يتباهى الناس بأن لديهم خادمة كما يتباهون بالذهب في أيديهم أو الإسراف في الولائم وهدر الثروة والطاقات في سبيل مظاهر كاذبة وخادعة.
العيون على السعودية:
منذ هجمات سبتمبر على الولايات المتحدة في 2001 وعيون الإعلام منصبة على السعودية، خاصة بعد فيلم مايك مور فهرنهايت سبتمبر 11. الذي كان فيلم توثيقي على الهجمات الإرهابية في نيويورك. ثم تبع ذلك قانون جاستا ( JASTA) الذي أقره مجلس الشيوخ عام 2016 كان ومازال سيفاً مسلطاً على السعودية.
-------------------------------------------
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
التعليقات
1 - استاذ خليل.. هذا الفيلم صادق
سامر درويش
(
2024 / 9 / 7 - 17:19
)
تحياتي لك
فيلم حياة ماعز هو تعبير صادق عن الطريقة اللإنسانية التي تعامل السعودية الأجانب والعرب. ولا ننسى انها اخر دولة ألغت العبودية تحت ضغط عالمي وأمريكية في ستينات القرن الماضي. بلد تطفو على النفط ولا يعرفون كيفية استغلاله.. فيبزرونه على القشور
.. في حدث نادر.. خامنئي يؤم صلاة الجمعة ويخطب باللغة العربية
.. الطيب العوفي يقدم موسيقى -الديوان- في حفل باريسي
.. أغنية -حكاية متتنسيش- للفنان دياب
.. رد فعل أحمد زكي لما اتعرض عليه فيلم المصير ليوسف شاهين ??
.. سبب كره أحمد زكي لفيلم الراقصة والطبال ??