الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حوار صحفي: سعد محمد عبدالله - الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال ”الجبهة الثورية“ لموقع ال(AFRICA INSIDE)

سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي

2024 / 9 / 11
الصحافة والاعلام


•حوار صحفي: سعد محمد عبدالله - الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية لتحرير السودان-شمال ”الجبهة الثورية“ لموقع الـ(AFRICA INSIDE).

•حول الراهن السياسي السوداني والتحولات الإقليمية والدولية.

•حاورته - د.ربيعة خطاب

- ما هي العوامل الرئيسية التي أدت إلى تفاقم الوضع في السودان؟

ثمة معضلات أفرزتها معادلات التحالفات والإختلافات بين المكونات السياسية والعسكرية التي كان من سماتها تاريخيًا التنافس والعِراك علي مساحات النفوذ والسيطرة السلطوية إلا هذه المرة فقد إتخذ الأمر بُعدًا إقليميًا ودوليًا بظهور مموّليين وداعميين للحرب مثّل دولة الامارات العربية المتحدة التي قدمت الحكومة شكوة واضحة ضدها أمام منضدة مجلس الأمن الدولي، وفي إعتقادي هذا الوضع مردود فشل القوى السياسية بعد إستلامها مقاليد السلطة في إدارة شؤون الدولة تشاركيًا مع حركات الكفاح المسلح الموقعة علي إتفاقية جوبا لسلام السودان والقوات المسلحة وبل إنشغلت بأطماع السطو والهيمنة الأوحادية علي السلطة والثروة دون برنامج ذا إعتبار لحساسية مرحلة ”ما بعد الثورة“ وتعقيدات التركيبة الجيوسياسية إقليميًا وعالميًا والتدخلات الخارجية الناتجة عن أجندة الأحلاف السياسية نفسها وتحالفها المشبوه مع مليشيا الدعم السريع التي تشن الآن حربًا شعواء علي الدولة والمجتمع السوداني تحت رعاية حكومات إقليمية ودولية وحزام سياسي وضعته تلك التنظيمات؛ فهذه المسائل مجتمعة جعلت الوضع أكثر تعقيدًا بعد إنحدار البلاد إلي مربع هذه الحرب.

- كيف أثرت الأزمة على العلاقات بين الأطراف السياسية المختلفة داخل السودان؟

هنالك صراعات سياسية طاحنة سبقت مرحلة الحرب وكانت سببًا أساسيًا في تهيئة الساحة للإنفجار بهذا الشكل، وقد ظلت هذه الإختلافات الحادة ملازمة للحركة السياسية السودانية منذ نشأتها، ومن الصعب ردم الهوة بين المكونات السياسية التي تقف الآن علي خطوط تناقض أضحت المسافة فيها بين كلاهما أبعد مما يتصور أيّ شخص، ولا يمكن حل الأزمة القائمة بين ليلة وضحاها نسبة لما وصلت إليه الحالة السياسية من تباينات في المواقف وحسابات الربح والخسارة لا مثيل لها رغم التقاطعات الملاحظة في اللغات التعبييرية عن قضايا محددة مثّل الحديث عن الديمقراطية والحكم المدني والسلام الشامل والتنمية العادلة وغيرها؛ فقد يتفقون مع الآخرين في رؤية السير نحو هدف معين لكنهم سيختلفون علي جادة الطريق لأن مشكلة القوى السياسية ستشتعل عندما يأتي الكلام عن السلطة والثروة وكيفية الحكم والإدارة أو عند طرح أسئلة تتعلق بنظام الحكم وبرنامج الحكم والأدوات المطلوبة في بناء دولة المواطنة المتساوية والديمقراطية التشاركية دون فرز أو تمييز.

- ما هو دور الجيش والقوات المسلحة في الأزمة الحالية، وكيف يمكن تقييم تحركاتهم الأخيرة؟

القوات المسلحة السودانية تجاوزت كافة محددات الإنهيار والسقوط بعد صمودها مع شعبها حيث إكتسبت مناعة البقاء ودبت في عروقها دماء جديدة من قوات الترتيبات الأمنية لحركات الكفاح المسلح والمستنفرين، وهذه خطوة ستمكنها من خوض معارك الكفاح الوطني التحرري وتكوين جيش قومي ومتنوع، أما مليشيا الدعم السريع فقد خسرت شعب السودان بعد تلك الجرائم المروعة التي إرتكبتها بحقهم عندما إحتل جنودها أحيائهم ومساكنهم ونهبوا كل ما فيها وإغتصبوا الحرائر وأحالوا البلاد إلي بؤرة ظلام، ونحن علي الأرض نتابع ثبات الدفاعات المتقدمة للجيش وتقدمهم بجسارة في عدة محاور ولديهم القدرة علي التحكم في المعارك وبالمقابل فإن تلك المليشيا تقهقرت كثيرًا وخسرت قوتها الصلبة وبل تحولت إلي عصابات متخصصة في نهب الممتلكات الخاصة والعامة وتدمير البنية التحتية للدولة، وقد ثبت للعالم أجمع أن شعب السودان بكافة مكوناته الوطنية الحية يقف ويساند دولته وحكومته، وتعتبر القوات المسلحة واحدة من أهم المؤسسات في الدولة التي تدافع اليوم عنها وشعبها وتقاوم سياسات الإستعمار الإسيتطاني.

- هل ترى أن هناك فرصة لحل سياسي قريب للأزمة؟ وما هي العوائق أمام تحقيق ذلك؟

أعتقد أن مفتاح الحل متاح وفي متناول الجميع فقط إن توفرت الإرادة والرغبة في إجراء حوار سودانوي جامع للتوافق علي أجندة المستقبل، وأقوّل ذلك رغم الشرخ الكبير الذي حدث لأنني أنظر إلي الأمام لا الخلف، والأصوب والأصح أن لا يحبس الناس عقولهم في الماضي بل عليهم أن يتطلعوا بشقف للمستقبل، وليتجاوز السودانيين هذه الكارثة عبر تحكيم صوت العقل حتى لا يتم تقسيم السودان كما حدث سالفًا في تجربة فصل جنوب السودان، وهنالك تجارب من دول مرت بحروب مريرة لكنها عادت بقوة بعد أن تمكنت من إنهاء أسباب تلك الحروب ومحو آثارها مع وضع مشاريع تأسيسية للدولة الجديدة، ولننظر مليًا إلي ما حدث في رواندا وجنوب افريقيا وغيرها من دول افريقيا؛ فما يمكن أن يعيق التقدم نحو تحقيق التسوية السياسية الشاملة هو عدم خروج بعض التنظيمات من محابس ماضيها و”جُبة“ رعاة الحرب وممويلها ولا يعترافون بخطيئة تحالفهم مع تلك المليشيا الإرهابية وإستجلابهم المستعمرين والإصرار علي إقصاء الآخر والإنفراد بالسلطة مع توجه غريب جدًا لتفكيك المؤسسة العسكرية وإستبدالها بقوات المليشيا المهزومة والمدحورة.

الوضع الإنساني:

- كيف أثر النزاع الحالي على الأوضاع الإنسانية في السودان، خاصة في المناطق المتضررة؟

هنالك كارثة إنسانية حقيقية في المناطق الواقعة تحت خطوط النار، وكذلك تلك التي فر إليها ملايين النازحيين الناجيين من ويلات الحرب، وبشكل عام فإن تلك المجتمعات في حاجة لإيجاد مواقع آمنة للإيواء وتوفير الأغذية والأدوية المنقذة للحياة والمياه النظيفة الصالحة للشرب سواء كان للعالقيين في مناطق الشدة أو الذين نزحوا إلي الولايات المستقرة، كما يجب وضع خطة جادة للتأهيل النفسي وتجاوز الصدمات التي واجهها الكثير من المواطنيين بعد مشاهدتهم الفظائع التي إرتكبتها مليشيا الدعم السريع بحقهم في مناطقهم ومنازلهم وهي جرائم موثقة ومسنودة بدلائل لا غبار عليها البتة.

- ما هو حجم الأزمة الإنسانية، وما هي الاحتياجات الأكثر إلحاحًا للسكان؟

هذه الأزمة من الناحية الإنسانية كارثية بكل المقاييس لأنها أصابت الإنسان في نفسه وماله وشردته من مسكنه وبلاده ليصبح نازحًا أو لاجئًا في العراء بلا ماء ولا دواء ولا كِساء، وهنالك مواقع أحدثت فيها مليشيا الدعم السريع إبادة جماعية وتطهير عرقي وتهجير قسري بشكل غير مسبوق علي الإطلاق مثّل الذي حدث في منقطة ود النورة بولاية الجزيرة ومنطقة جلقنّي بولاية سنار وقبلها مجازر دارفور التي تمت فيها تصفية مجتمعات كاملة من قبل هذه المليشيا الفاشية، وأعتقد أن من أهم الإحتياجات التي لا بد أن نبحث عنها بشكل عاجل هي الإغاثات الإنسانية وتأمين معابر مرورها وضمان وصولها إلي متسحقيها، وفي النهاية يكمن شفاء قلوب الناس في محاسبة كل من طعنهم بسلاح الغدر والخيانة.

- كيف يستجيب المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية للوضع في السودان؟ وهل ترى أن هذه الاستجابة كافية؟

هنالك مساهمات للإغاثة الإنسانية مقدرة تأتي من المنظمات الإنسانية وحكومات الدول الصديقة، وتقوم مفوضية العون الإنساني بتنظيم عمليات إستلامها ثم توجيه توزيعها علي مواقع تجمعات النازحيين، وللمفوضية نشرات تشرح فيها طبيعة إنسياب هذه المسائل، ولكن أعتقد أن تلك الإغاثاث ضئيلة جدًا قياسًا علي الأعداد الهائلة للمحتاجيين، وينبغي أن تتواصل الجهود المبذولة في مناشدة المنظمات والحكومات بزيادة إعاناتها للنازحيين واللاجئيين من أجل تغطية إحتياجاتهم رغم أنها تعمل في ظروف صعبة للغاية، ويجب أن لا نسمح بأن تفرز هذه الكارثة كوارث آخرى قد تنجم عن الجوع والمرض وتشرد الأطفال نتيجة لحالات تفكك في بعض الأسر، ومثّل هذه الأمور وغيرها تعتبر حقائق ماثلة تحتاج منا جميعًا النقاش و وضع خطط ذات أبعاد ومستويات مختلفة بغية معالجتها لإستشراف المستقبل.

التأثيرات الاقتصادية:

- كيف تأثر الاقتصاد السوداني بالأزمة الحالية؟

أعتقد أن الأزمة الحالية أثرت سلبًا علي الإقتصاد الوطني السوداني لأنها أوقفت الكثير من محركات الإنتاج والتعاملات الإقتصادية اليومية وعملية التصدير والإستيراد داخليًا وخارجيًا، ونحن الآن نتعامل طبقا لإقتصاد الحرب، وهذا الوضع سوف يؤثر علي الدولة والشعب معًا، ولكن يجب أن تقوم الدولة بوضع إستراتيجيات ممرحلة لفتح فضاءات جديدة أمامها من أجل تُحسين الحالة الإقتصادية إلي حين الخروج من دوامة هذه الحرب المفروضة علي بلادنا قسرًا من قبل تحالف المتمردين والمستعمرين.

- ما هو تأثير النزاع على التجارة، الزراعة، والصناعات الرئيسية في السودان؟

لقد أغلقت المصانع أبوابها ونهبت بعضها، ويبدو أن الموسم الزراعي سيواجه بعض الإستشكالات في هذا العام مع عدم توفر الوقود والأيدي العاملة والأسمدة الكافية وأيضًا تناقص المساحات المزروعة نتيجة للإضطرابات الأمنية، وقد توقفت حركة التجارة إلا عبر المنافذ البحرية والبرية التي تقع في المناطق المستقرة، وهذه معضلة كبيرة للغاية ستضع السودان أمام تحديات جمة سيما مع إستمرار الحرب التخريبية؛ فيجب أن تضع الحكومة هذه القضية في مقدمة أولوياتها للحد من خطورة إختلالات الموازين الإقتصادية القائمة في هذه البلاد.

- هل هناك توقعات بتحسن الأوضاع الاقتصادية في حال الوصول إلى حل سياسي؟ وما هي العوامل الاقتصادية التي قد تؤثر في ذلك؟

بالطبع إذا تم التوصل لإتفاق حول إيقاف الحرب فإن لذلك الأمر تأثيراته المباشرة والإيجابية علي نمو الإقتصاد الوطني، وفي وقت وجيز سوف يتجاوز السودان هذه الأزمة إذا خرجنا بمشروع سياسي وإقتصادي لتأسيس الدولة الجديدة من خلال تحكيم القانون والمؤسسية والعمل والإنتاج وإستخدام الموارد المتنوعة في تحقيق التنمية المتوازنة، والسودان كما يعرف الجميع دولة غنية بمواردها مثّل أراضيها الزراعية الخصبة ونفائس معادن مختلفة وثرواتها الحيوانية ومنتجات الغابات والبحار فضلاً عن تعدد الصناعات التحويلية والسياحة وكذلك الإستثمارات المحلية والأجنبية وغيرها من الأشياء ذات القيمة في العالم المعاصر، والتي يمكنها أن تدفع بعجلة نهضة بلادنا فقط إن رفع الأعداء عنها أياديهم و أوقف الجناة قتل الناس ونهب ثروات السودان تحت حُجج وشعارات باطلة لا أساس لها.

الدور الإقليمي والدولي:

- كيف تؤثر القوى الإقليمية والدولية على الأزمة في السودان؟ وما هي مواقفهم من الأطراف المتنازعة؟

حسب متابعتي فإن المجتمع الدولي ككل منقسم حول الأزمة السودانية الآخذة في التوسع بفعل تدخلات خارجية معلومة، ولدينا اليوم كتلتان في العالم والإقليم يعملان من زوايا متشابهة ونوايا متناقضة؛ فكتلة أصدقاء السودان يقفون إلي جانب هذا الشعب وحكومته ويحترمون حقوق الدولة في الدفاع عن وحدتها وسيادتها الوطنية وكتلة أعداء السودان يمولون مليشيا الدعم السريع ويدفعونها لمواصلة الحرب ضد الحكومة والشعب وفي ذلك يسعون إلي إحتلال السودان وتقاسم فرص نهب موارده، ونظرًا لإختلاف المصالح والأولويات لدى جميع الدول تجاه بلادنا فأعتقد أن من الممكن تطوير إستراتيجية لتطويع تأثير العالم والإقليم لصالح كبح جماح هذه المليشيا وحلفائها داخليًا وخارجيًا عبر تفعيل الدبلوماسية الرسمية والشعبية وتعضيد قوة حجة خطاب الدولة كما يظهر الآن في مرافعات السفير الحارث إدريس مندوب السودان لدى الأمم المتحددة.

- هل ترى أن هناك تدخلات دولية قد تساعد في حل الأزمة؟ وكيف يمكن أن يتم ذلك؟

هنالك جهود تقوم بها الوساطة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية وقد أسفرت عن توقيع إتفاقية ”جدة“ والتي لم يتم تنفيذها بعد نسبة لعدم إلتزام المليشيا بما جاء فيها، وقبل ذلك كانت هنالك مبادرة دول جوار السودان وغيرها، ولكن ينبغي أن تتكامل هذه الجهود دون توسيع قوائم الوسطاء مع تجنب مسألة تعدد المنابر التي ستضر بعملية وقف الحرب وتحقيق الإستقرار، ونحن لا نرفض أيّ محاولة من حكومات الدول والهيئات الإقليمية والدولية في إتجاه تقريب وجهات النظر وحلحلة هذه الأزمة عبر التفاوض إنما رفضنا للتدخل الذي يأتي في سياق توجيه الأوامر التي تنتهك السيادة الوطنية أو بهدف تمرير أجندة إستعمارية ونهبوية لا تصلح حال بلادنا ولا تحقق السلام الكامل لشعبنا.

- كيف يمكن للسودان أن يتعامل مع الضغوط الخارجية، سواء من الدول المجاورة أو القوى الكبرى؟

السودان دولة حرة وذات سيادة وقرارها في أيدي أبنائها، ومن هذه المنطلقات لا يمكن أن نخضع لضغوط أيّ دولة آخرى مهما كانت إمكانياتها أو موقفها وموقعها علي خارطة العالم، ونستجيب للمبادرات إذا كانت هنالك ”نوايا حسنة“ للحوار مع الحكومة السودانية بشأن أيّ مسألة في إطار التعاون من أجل تحقيق الإستقرار في البلاد والمحافظة علي السلم والأمن الدوليين.

المستقبل والتوقعات:

- ما هي السيناريوهات المحتملة لمستقبل السودان في ظل الأزمة الحالية؟

تجاوزنا مرحلة الإستعمار المباشر عندما فشلت محاولة تدخل قوات شرق افريقيا بأمر من منظمة الإيقاد فكانت تلك خطوة صعبة جدًا خطوناها لكنها نجحت، وأيضًا لا نتوقع توقف مثّل هذه المحاولات لكن الموثوق فيه أن أبطال القوات المسلحة والقوات المساندة لها يستطيعون فرض سيطرتهم علي الأرض والإنتهاء من بقايا المرتزقة المستجلبين من شتات الصحراء للحرب في السودان، والدبلوماسية التي ظللنا نعوّل عليها لن تخذلنا بإيقاف كافة محاولات فرض وشرعنة أيّ تدخلات غير سليمة في شؤون البلاد، وكذلك القوى السياسية الوطنية التي تقف إلي جانب الحكومة لن تسمح بأيّ خطاب ينادي بأن يتم إستعمار السودان أو ضرب وحدته وسيادته، وهذه الحرب تمضي إلي نهاية أمرها بنصر محتوم للجيش؛ لذلك أعتقد أن الفرص متاحة اليوم لإنتصار الدولة وإستعادة إستقرارها في الفترة القادمة.

- كيف يمكن للسودانيين العاديين أن يتكيفوا مع الوضع الحالي؟ وما هي الآمال والتحديات التي يواجهونها؟

يجبرنا الواقع المرير الذي نعيشه جميعًا أن نبحث عن وسائل مواجهة تحديات ومشقة الحياة اليومية، وكان من طبائع البشرية أن تشقى في أيّ وضع لم تألفه من قبل لكنهم يستطيعون التكيف معه مع مرور الزمن، وليست دعوة منا للخنوع والخضوع للأمر الواقع دون البحث عن التغيير لكن هذا واقع علي مرارته يجب أن نتعامل مع تفاصيله بواقعية، وأعتقد أن معادن السودانيين صلبة جدًا وعزتهم وكرامتهم وقيمهم الأخلاقية ستمكنهم من إجتياز هذه الأزمة بصبر وصمود.

- ما هي الخطوات التي يمكن أن يتخذها المجتمع الدولي لدعم استقرار السودان على المدى الطويل؟

علي المجتمع الدولي إن أراد في خدمة السودان أن يعلن اليوم جهرًا إدانة تدخل بعض الدول المعلومة لديه في شؤون بلادنا لطالما الأمر يتعلق بسلام السودان والعالم أجمع، والشكوى السودانية أمام مجلسهم ضد تلك الدول التي تمول هذه الحرب المستعرة منذ عام ونيف؛ فيجب أن يمنعوا إستمرار تلك الفوضى؛ وقتها سيكون السودان بخير، ولا يحتاج شعبنا للمساعدة فهو ما زال يستطيع النهوض لوحده.

ماهو رأيك في قول حميدتي انهم يسعون لتحقيق الديمقراطية؟

للأسف هذا حديث للتعبئة الإستغبائية كما هو مثير للضحك في آن واحد، وهل الديمقراطية في قاموس حمدتي تعني إحتلال المساكن الشعبية وقتل الأبرياء ونهب ممتلكاتهم وإغتصاب النساء مع ترويع الأطفال، هذه فوضى لم تحدث إلا في عهد هولاكو وكبار الطغاة علي مدار تاريخ العالم، وأجزم أنهم ينطقون هذا المصطلح ولكنهم لا يعرفون معناهُ أصلاً، وهذه واحدة من العبارات الجميلة التي يحبها الجميع ولكن تم تقبيحها بخطاب سياسي مختل أفرغها من مضامينها كليًا عندما إتخذها حلفاء تلك المليشيا مطية لتبرير الجرائم التي يجري إرتكابها في كل لحظة وحين بحق الشعب السوداني.

ماهو رأيك في قول
‏أبو نمو لـ(السوداني): أي تغييرات تقوم بها الحكومة في طاقم وفدها المفاوض شأن داخلي.. ولم أفهم ماذا يعني بيرييلو بعبارته "خرق الوفد البروتوكولات".. وصل اثنان من أعضاء الوفد فعلياً إلى القاهرة منذ الاثنين، هما سفير ‎#السودان بالرياض دفع الله الحاج ومفوضة العون الإنساني سلوى بنية.

تصريح سيادة وزير المعادن محمد بشير أبو نمو لصحيفة ”السوداني“ أكده البيان الصحفي الصادر عن مجلس السيادة الإنتقالي بتاريخ 21 أغسطس 2024م، وهو حديث صحيح ومنطقي بيد أنه عكس موقف الدولة حول ما يدور في الساحة، وللأحداث الجارية في مختلف المنصات تحليلات كثيرة، والمهم هنا إلتقاط الإشارة التفاعلية من نظرة الرأي العام السوداني إلي أن وفد الحكومة قد أثبتت المسؤولية والجدية في الجلوس للتشاور برؤية ثاقبة مع الولايات المتحدة الأمريكية للبحث عن الآليات الممكنة بغية فتح ملف تمرير الإغاثات للنازحيين في السودان والطرائق المُثلى للتفاوض حول تنفيذ ما تم الإتفاق عليه سابقًا من أجل تحقيق الإستقرار.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. رابعة الزيات تثير الجدل برا?يها الصريح حول الحرية الشخصية لل


.. مقتل هاشم صفي الدين.. هل يعجز حزب الله عن تأمين قياداته؟




.. قراءة عسكرية.. كيف يدير حزب الله معركته بعد سلسلة الاغتيالات


.. نشرة إيجاز - مصدر أمني للجزيرة: فقدان الاتصال بصفي الدين




.. صفارات الإنذار تدوي في حيفا مع إطلاق صواريخ من لبنان