الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فيلم -حياة الماعز- The Goat life اختبار للعلمانية بمفهومها الاجتماعي/الثقافي

أحمد مظهر غالي
باحث و كاتب , ماجيستير في علم نفس التاريخ PSYCHOHISTORY

(Ahmed Mazhar Ghaly)

2024 / 9 / 12
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


عبقرية فيلم حياة الماعز لا تكمن فقط في طرحه عوار حقيقي يشوب مجتمعات البترودولار في الحزام الجنوبي مثل نظام الكفيل و استعباد فقراء دول أخرى باحثين عن فرص افضل لجني المال وتحقيق أحلامهم البسيطة .. العبقرية الحقيقية أنه في مجتمعات الحزام الجنوبي وخصوصاً الهند، يمكن تلخيص ما ستؤول إليه أوضاع دول البترودولار ... يقول الأستاذ عبد الهادي عبد الرحمن في أحد كتبه الهامة والفارقة الذي صدر في طبعته الأولى في آيار عام ٢٠٠٠ لـدار الطليعة في بيروت:
{{ ورغم العلمانية السياسية التي ورثها الهنود من طبيعة الهند ذات الاعراق واللغات والأديان المتعددة والمختلفة ، ومن طبيعة الكولونيالية الانجليزية ، إلا أنه على مستوى القيم والتصورات، يصبح المجتمع الهندي أكثر المجتمعات التقليدية من ناحية القيم، بل إن التقسيمات الطبقية المقدسة في الهندوسية ٨٠٪ من السكان، تقف حجر عثرة أمام أي تقدم حقيقي للهند خاصةً في المجال الاجتماعي والثقافي. بل إن هذه التقسيمات انعكست حتى على ديانات وثقافات أخرى مثل الإسلام ١٥٪ من السكان، في تصور "الاشراف والأجلاف" ، هذا التصور الموجود في بلاد إسلامية أخرى كتصور هامشي، له وزن أساسي داخل الهند ذاتها.
فإذا كانت قد حلت العلمانية الإشكالية السياسية في هذا المجتمع، الا أنها لا تبدو موجودة أو متوفرة على المستوى الاجتماعي والثقافي، وهو الأهم إذا أريد لها أن تتطور.
فلماذا إذاً بقيت العلمانية السياسية حتى الآن ما يقارب النصف قرن في الهند، رغم أن البنية التحتية للحياة الاجتماعية والثقافية متخلفة جداً ، إذا ما قورنت ببلدان أخرى في العالم الثالث؟! ..
في تصورنا أن للديموغرافية دوراً كبيراً في هذا الخلل .. فرغم الأغلبية على مستوى القارة الهندية من الهندوس إلا اننا لا يمكن أن نتحدث عن هذا عندما نعالج كل جزء على حدا داخل الهند، ففي الشمال المتحكم سياسياً قد يكون السكان المسلمون أغلبية في ولاية مثل كشمير، وقد يكون السيخ في ولاية أخرى، أو ربما يكون هناك توازن بين عرقين أو ثقافتين أو مجموعة من الثقافات في ولاية ثالثة..
فإذا كان مثال الهند يكشف الخلل بين البعد الثقافي والاجتماعي بجلاء والبعد الذاتي العلماني في الممارسة السياسية، إلا أنه يكشف أيضاً الاتساق عند الممارسة الاجتماعية، فهذا الخلل لا يمكن أن يتأبد ، ونتصور مع الزيادة السكانية غير الملجومة أن مستقبل الهند كوحدة قابل للتفكك في أية لحظة، إنها ليست تجربة مثالية كما يتصور بعض مثقفينا العرب! ..
ويُظهر هذا المثال أيضاً الفرق بين العلمانية في الغرب والعلمانية في بعض دول الحزام الجنوبي، ففي الاولى جاءت العلمانية كتعبير عن تطور بنية ثقافية اجتماعية داخلية، وفي الثانية جاءت موروثة من النظم الاستعمارية السابقة كعمل على الشكل السياسي ، أي على القرار الذي يوظف أقصى طاقات البلد المستعمَر في عملية النهب، ولذا كان ومازال التأثير على البنية الاجتماعية والثقافية محدوداً جداً ، وهذا ما ولد تناقضاً مأزوماً ما بين الثقافي الاجتماعي وبين السياسي داخل تلك البلدان. }}
إننا نحاول من خلال هذه الفقرات أن نتبين المشترك الذي لم تعيه الدولة التي منعت هذا العمل كما منعت ممثليه من دخول اراضيها وشوهته مدعية أنه بمثابة مؤامرة، كما طالبت بسحبه مهما كلفها ذلك من اثمان.
طبقاً لما أورده عبد الهادي عبد الرحمن وغيره من مصادر ذكرت وناقشت جدلية ما بعد الاستعمار من دراسات قد نختلف عليها Post colonial studies ، وآثار العلمنة السياسية الناتجة عن استعمار دام لقرون، يمكن التنبؤ بوضع دولة لم ولن تطبق العلمنة بمفهومها الثقافي والاجتماعي، بل مجرد شكل من أشكال العلمنة السياسية فقط لتحقيق مكاسب كما حدث ويحدث في الهند منذ تحريرها ونهجها السياسة العلمانية بشكل السياسي فقط وربما كان هذا سبباً لتفوقها اقتصادياً ، ولكن ينقصها العلمانية كمفهوم اجتماعي وثقافي يساعد على التطور الإنساني والفكري...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صور مباشرة للغارات الإسرائيلية على النبطية جنوب لبنان


.. وسط ترقب للرد الإسرائيلي على إيران.. شركات طيران عالمية تعلق




.. صور لآثار الدمار جراء الغارات الإسرائيلية في حارة حريك بالضا


.. تجاوزت الـ 10 غارات... صور لغارات عنيفة على النبطية ومحيطها




.. طواقم الإنقاذ تنتشل سيدة فلسطينية من تحت ركام منزلها بعد قصف