الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أقسم إن كنت كلباً لن أنبح!

بن سالم الوكيلي

2024 / 9 / 12
كتابات ساخرة


في عالمنا الحديث، حيث تهيمن الأجهزة الذكية والتطبيقات على حياتنا، قد يبدو غريباً أن نجد أنفسنا نتحدث عن مسألة بسيطة مثل النباح. ولكن ماذا لو كنت كلباً في هذا العصر الرقمي؟ هل ستظل تلتزم بالصمت، وتترك النباح للأوقات العادية، أو هل ستكتشف أن النباح ليس سوى ضجيج في عالم لا يعترف إلا بالأشياء الكبيرة؟

تخيل أنك كلب، وتحتاج إلى النباح بين الحين والآخر لتعلن عن وجودك وتلفت انتباه الآخرين لما يحدث حولك. لكن في عصرنا الحالي، ما معنى النباح حقاً؟ هل هو مجرد وسيلة للتعبير عن نفسك، أم أنه صرخات تبحث عن اهتمام لا تجد صدى لها؟

"أقسم إن كنت كلباً لن أنبح!" هو أكثر من مجرد شعار. إنه مبدأ حياة، إن صح التعبير. في عالم حيث كل شيء يتم تسويقه، وترويج المشاهير والمزادات الإلكترونية يشد انتباه الجميع، يصبح النباح مجرد خلفية ضوضاء غير ذات قيمة.

في الواقع، لم يعد النباح علامة على الحماية أو الإنذار. في عالم التواصل الرقمي، حيث يتم تصنيف كل شيء بدقة متناهية، من السهل أن نتجاهل النباح كإزعاج غير ضروري. فالكلمات الحقيقية تُستخدم لنشر الأخبار الكبيرة، وتحقيق الذات عبر "إنستغرام"، وتلقي الإعجابات على "تويتر"، بينما النباح يُعتبر مجرد زوائد.

ولكن هل تساءلنا عن تأثير هذا النباح؟ هل يمكن أن يكون في نباح الكلب شيئاً عميقاً؟ قد يكون النباح دعوة للتواصل، أو ربما تعبيراً عن الانزعاج من تجاهل صامت. ومع ذلك، في عصر حيث تُحتسب كل صيحة بتقنيات القياس المتقدمة، يصبح النباح غير ذي جدوى.

لذا، إن كنت كلباً في هذا العصر، ربما سيكون من الأفضل أن تتبع سياسة الصمت الرهيب، وتترك الأمور لتتطور دون تدخل. فهذا أفضل من أن تُعتبر صوتاً إضافياً في فوضى العالم الرقمي. بعد كل شيء، إذا كان النباح يعني أنه يمكن لأحد أن ينام براحة بينما أنت عالق في صرخاتك، فربما من الأفضل لك أن تلتزم بالصمت، وأن تترك الكلمة لأناس آخرين يتحدثون، ويكتشفون كيف يمكنهم أن ينجوا من هذا العالم الغريب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اسم أم كلثوم الحقيقي إيه؟.. لعبة مع أبطال كاستنج


.. تستعيد ذكرياتها.. فردوس عبد الحميد تتا?لق على خشبه المسرح ال




.. نافذة جديدة على العالم.. مهرجان للفيلم الأوروبي في العاصمة ا


.. الحكي سوري | فنان يجسد مآسي اللاجئين السوريين في تركيا.. وذك




.. اليوم السابع يفتح ملف تصوير الأفلام العالمية في مصر..مسئولو