الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
-بين الفخامة والواقع: هل باتت المشاريع الضخمة في المغرب مجرد زينة لتغطية معاناة المواطنين؟-
بن سالم الوكيلي
2024 / 9 / 14كتابات ساخرة

عندما تتحول الملاعب إلى معابد وتصبح الثروات الطبيعية كأنها مجرد زينة في الحفلات، يتجلى التساؤل الكبير: لماذا يظل المواطن المغربي يعاني؟ في المغرب، حيث يحتفل الجميع بالإنجازات الكبيرة مثل بناء أكبر ملعب في إفريقيا، يظل السؤال المهيمن هو: ماذا عن المعيشة اليومية للمواطنين؟
حسنًا، لنبدأ بالإجابة التي تشبه تحليلاً كوميدياً لأحد أكثر الألغاز بروزاً في العصر الحديث. يتجلى البؤس بين الفخامة في المغرب حيث يتم تمويل مشروعات ضخمة، مثل إنشاء ملعب هائل، بينما تبقى البنية التحتية الصحية والمعيشية في حالة يُرثى لها. لنكن صادقين، بناء أكبر ملعب في القارة ليس سوى دليل على أن هناك من يعتقد أن الترفيه يمكن أن يُصلح الوضع الاقتصادي والاجتماعي، كمن يشتري ملابس فاخرة بدلاً من علاج مشكلة صحية.
إنه من المؤسف أن المغرب، الذي يزخر بالفوسفاط ويحده محيطان مليئان بالفرص الاقتصادية، لم يتمكن بعد من تحويل هذه الثروات إلى تحسين ملموس في مستوى معيشة شعبه. لا يزال الفوسفاط، الذي يُعتبر أحد أكبر مصادر الثروة الوطنية، وكأنه مجرد صخرة ثقيلة تُلقى في البحر من دون أن تجلب الخير للمجتمع. والمحيطان، اللذان يمكنهما أن يكونا مصادر هائلة للثروات الطبيعية، لا يقدمان سوى القليل لأهل البلاد الذين يعانون في صمت.
وفي الوقت الذي يتدفق فيه الشباب المغربي إلى الخارج بحثاً عن فرصة حياة أفضل، يبدو أن المشاريع الضخمة مثل الملاعب ليست سوى ضوء ساطع في النفق المظلم. إذ كيف يعقل أن يظل المواطنون في صراع يومي مع التحديات الاقتصادية والصحية بينما يُستثمر في مباني ضخمة تتسع لآلاف المتفرجين، كأنما السعادة تكمن في الكراسي الفاخرة وليس في حياة كريمة.
إذاً، ليس علينا سوى التساؤل بصوت عالٍ: هل يُعتبر إنفاق الأموال على بناء منشآت رياضية عملاقة بديلاً حقيقياً لتحسين جودة حياة المواطنين؟ في المغرب، يبدو أن الإجابة تكمن في إعادة النظر في كيفية استخدام الثروات والموارد بشكل يضمن تحقيق التنمية المستدامة، بدل التركيز على الواجهات البراقة التي لا تُعالج القضايا الجوهرية التي يعاني منها الناس.
فهل نحن أمام لوحة فنية مذهلة تُخفى وراءها معاناة حقيقية؟ أم أن الوطن بحاجة إلى تحول جاد من الترف إلى العمل الجاد من أجل تحسين الأوضاع المعيشية قبل الإغراق في المشاريع التي قد تكون أكثر بهرجة من نفع حقيقي؟"
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. أحمد فهمي أحمد وأحمد فيلم صعب جداً وحتى المنتج والمؤلف اسمهم

.. باسم سمرة يوجه رسالة لفهمي والسقا بعد «أحمد وأحمد»: الفيلم م

.. كريمة منصور: الرقص مفيد في التمثيل ولا أحب عمليات التجميل

.. بعد الفوز على مانشستر سيتي.. شاهد توقعات الناقد الرياضي عاطف

.. كلمة أخيرة - لميس الحديدي : أنغام عندها حق.. بلاش تقارنوا ال
